تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

بوتين يستعرض قوته و«الانفصاليون» إلى الاستفتاء!!

 عنونت صحيفة الحياة: 10 آلاف جندي في الساحة الحمراء.. لمحاربة «النازية» في أوكرانيا! وأوردت أنّ الساحة الحمراء تستعد لتكون محط أنظار العالم اليوم الجمعة، في عرض عسكري ضخم ينظم لمناسبة الذكرى الـ69 للنصر على النازية. وبات عرض العضلات هذا، على الطريقة السوفياتية بمشاركة أحدث التقنيات القتالية، تقليداً منذ أعاد الرئيس فلاديمير بوتين إحياءه في العام 2008 بعدما ظل لسنوات تلت انهيار الدولة العظمى، يُنظّم في شكل رمزي.

وتفيد معطيات وزارة الدفاع الروسية بأن روسيا ستعرض نحو 150 قطعة من الآليات والدبابات والصواريخ، يرافقها 10 آلاف عسكري من الجيوش والأساطيل، بينما ستحوم في فضاء الساحة الحمراء على ارتفاع منخفض 69 طائرة حربية بينها مقاتلات ثقيلة من طرازات «ميغ» و»سوخوي»، وأخرى استراتيجية من طراز «توبوليف» التي تعد الأضخم في العالم.

وما يميز عرض العضلات في نسخته هذه السنة، أنه يأتي على خلفية مواجهة هي الأسوأ منذ عهود «الحرب الباردة» بين روسيا والغرب، لذلك أعد الكرملين للمناسبة بدقة تتناسب مع روح الحرب المشتعلة في أوكرانيا وحولها. فالرئيس بوتين المزهو بنسب تأييد تُعتبر سابقة بعد «ضربة المعلم» التي أعادت القرم إلى «الوطن الأم»، سيقف على المنصة التي أُعِدَّت بعناية تخفي ضريح فلاديمير لينين، لكي لا يسرق الأضواء منه ويتيح لصحافي فضولي أن يتذكر أنه مازال يستوطن الساحة على رغم مرور عقدين على انهيار البلد الذي أسسه. هكذا بنت موسكو حملتها الإعلامية منذ البداية: نحارب النازية التي أطلت برأسها مجدداً في أوكرانيا، بينما نسي الغرب مآسيها السابقة وهو يدعم فلولها الآن. هنا يكتمل الرابط بين المناسبتين، عيد النصر والحدث الأوكراني الساخن.

ووفقاً لصحيفة السفير، يبدو أن مبادرات حسن النية التي قدّمها الرئيس بوتين أمس الأول لم تلقَ تجاوباً غربياً، فعاد إلى لغة القوة مستعرضاً مشروعاً تدريبياً للقوات المسلحة الروسية تضمّن إطلاق صاروخ استراتيجي (باليستي) عابر للقارات. وتأكيداً لفشل محاولات التقارب بين موسكو والغرب أعلن البيت الأبيض أمس أنه لا يتوقع لقاءً ثنائياً بين أوباما ونظيره الروسي أثناء الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء والتي سيشارك فيها الرئيسان في السادس من حزيران في النورماندي في فرنسا. وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، بعد أن تأكد مجيء بوتين الى فرنسا، رغم الأزمة الخطيرة في أوكرانيا، أن «لقاءً بين الرئيس أوباما والرئيس بوتين غير متوقع» في هذه المناسبة، فيما أصرّ حلف شمال الأطلسي على تشكيكه في انسحاب القوات الروسية من مناطق حدودية قريبة لأوكرانيا.

وذكرت وكالة أنباء نوفوستي أن وحدة من قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية أطلقت أمس صاروخاً باليستياً بعيد المدى من نوع «أرأس ـ 12 أم توبول» تحت إشراف الرئيس بوتين وبحضور رؤساء بيلاروسيا وأرمينيا وطاجكستان وقرغيزيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية «إن الصاروخ الذي انطلق من قاعدة «بليسيتسك» لقوات الصواريخ الإستراتيجية في شمال شطر روسيا الأوروبي أصاب هدفه في شبه جزيرة كامتشاتكا في شرق شطر روسيا الآسيوي».

وأعرب بوتين خلال لقائه مع رؤساء أرمينيا وبيلاروسيا وقرغيزيا وطاجكستان عن قلقه من تنامي خطر العنصرية في أوروبا، مشيراً إلى الأحداث في أوكرانيا. وأضاف أنه «من جديد ترفع العنصرية العدوانية رأسها في أوروبا، وهي العنصرية نفسها التي أدّت إلى ظهور الأيديولوجيا النازية»، معتبراً أن السياسة غير المسؤولة تجاه هذه الظاهرة تؤدي إلى مآسٍ وخسائر كثيرة.

وغداة دعوة الرئيس بوتين لهم بتأجيل الاستفتاء، قرّر «الانفصاليون» إبقاء الاستفتاء في دونيتسك وسلافيانسك ولوغانسك في موعده بعد غد. وفي وقت لاحق أكد المتحدث باسم بوتين، أن الكرملين سيقوم بإعادة تقييم الأوضاع في أوكرانيا في ظل قرار أنصار فدرلة البلاد.

وفي محاولة لإجهاض محاولات الانفصال، أكد الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف، أن سلطات كييف مستعدة لإجراء حوار مع ممثلي الإدارة المحلية والنشطاء ورجال الأعمال في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، وليس مع المسلحين، قائلاً إن «الدول المتحضرة لا تجري حواراً مع المجرمين المسلحين الملطخة أيديهم بالدم».

وحيث أشار الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن، الى «عدم وجود أي مؤشر» على انسحاب القوات الروسية المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا، ردّت الخارجية الروسية على راسموسن، واصفة إياه بأنه «أعمى».

وقالت وكالة ايتار تاس نقلاً عن وزارة الخارجية قولها «نقترح أن يطلع المكفوفون على التصريح الذي أدلى به الرئيس في 7 أيار»، في إشارة الى تصريح بوتين أمس الأول.

ولفتت صحيفة الأخبار إلى إعلان كييف استمرار الحملة العسكرية في شرق البلاد سواء قرر الانفصاليون إرجاء الاستفتاء المرتقب أم لا. وأوضحت: يصعّب إصرار الانفصاليين على إجراء استفتاء تقرير المصير الخاص بهم، من احتمالات التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لإنهاء الأزمة الأوكرانية، في وقت أبدت فيه الحكومة الأوكرانية نيتها إجراء مفاوضات مع الشرق مستثنيةً «الإرهابيين».

وفي تقرير بعنوان: الاستخبارات الروسية «خنجر في قلب الأطلسي»، ذكرت صحيفة الأخبار، أنه وبعد مضيّ ربع قرن على انهيار الاتحاد السوفياتي، تعود المواجهة بين الشرق والغرب، ولكن هذه المرة مختلفة، إذ إنّ إدارة بوتين تواجه المصالح الغربية في محيطها بالسلاح والدهاء نفسه. من قال إنّ المنظمات غير الحكومية والنشاطات الاستخبارية المرتبطة بها هي علامة تجارية مسجّلة حصرياً لصالح واشنطن؟ بدت ردة فعل موسكو على انهيار حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش كأنها سلسلة أحداث غير متناسقة وتعكس آليات عمل عقلية روسية تستند إلى القوة والهمجية في التعاطي. ولكن وفقاً لتحقيق معمق نشرته مجلة «تايم» هذا الأسبوع، فإن بوتين عمد خلال العقد الماضي إلى تأسيس وتجهيز وتمويل شبكة عمليات استخبارية مكشوفة وسرية في جميع البلدان المحيطة، من إستونيا الواقعة على البلطيق إلى أذربيجان في القوقاز، لاحتواء أي حدث دراماتيكي كالذي شهدته أوكرانيا.... وتظهر جهود تلك الجماعات والخلايا النائمة في تحفيز نشاط الأقليات الروسية المنتشرة بمعدلات عالية في البلدان المجاورة؛ 25% في إستونيا و40% في لاتفيا. ولكنْ هناك هدف ثان، أكبر، للاستراتيجية التي يعتمدها الكرملين في هذا الإطار وهو مواجهة النفوذ الغربي في البلدان المجاورة.

«إذا عمد –بوتين – إلى تحدّي حلف شمالي الأطلسي بطريقة تشلّ عمله وفقاً للمادة الخامسة، فإنّ ذلك سيكون خنجراً في قلب الحلف» يُعلّق المدير السابق للـ (CIA)، جون ماكلوغلين، في حديث للتايم. ومما يظهر، فإنّ الجهود الروسية تكثفت كثيراً خلال السنوات القليلة الماضية ووصلت إلى عقر دار الناتو نفسه، حيث اكتشف مسؤولوه قبل أربع سنوات عميلين روسيين مزعومين ينشطان في مقرّه الأساسي في بروكسل. وخلال الأزمة الأوكرانية الأخيرة، اتضح أن موسكو أضحت واعية بشكل أكثر حرفة لأهمية الدعاية القومية والسياسية في محيطها، وهي تنفذ خططها مدعومة بتشريعات ذكية كالقانون الذي أقره البرلمان بدفع من الرئيس بوتين، ويجيز لإدارته حماية الأقليات الروسية في المحيط.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.