تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الخليج.. مشاكل تطفو على السطح:

اعتبر الكاتب السعودي فهد الدغيثر في صحيفة الحياة أنّ الأشرطة السمعية التي تسربت أخيراً، وتضمنت أحاديث خطرة بين أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني و«الهالك» معمر القذافي، لا يمكن أن تمر مرور الكرام على دولة بحجم ومكانة ومكتسبات السعودية.  

وأوضح: جل ما دار في الحديث المسجل يشير إلى العمل بكل تخطيط وتصميم على إسقاط حكم آل سعود، وبالتالي تفتيت هذه الوحدة العظيمة، التي أسسها الراحل الملك عبدالعزيز، لذا فتوقعاتي تشير إلى اتخاذ المملكة قريباً إجراءات عملية قد تكون قاسية ضد قطر.

ولفت الكاتب إلى محاولات تحصين السعودية لنفسها، وقال: «القاعدة» تم دحره وجماعة «الإخوان المسلمين» تم القضاء عليهم كحزب سياسي، وزادت المملكة ومصر بأن تم تصنيفهما لهذه الجماعة كجماعة إرهابية. من تجنس بالجنسية القطرية أو من تعاطف مع خطاب قطر الإعلامي من أبناء المملكة وذهب إلى هناك لتلقي المحفزات انفضح شأنهم جميعاً، وأصبح المجتمع السعودي ينظر لهم باحتقار. شعبية الملك عبدالله بن عبدالعزيز صارخة يسمعها ويدركها القاصي والداني. المشير عبد الفتاح السيسي مرشح للفوز برئاسة مصر. المرشد ومرسي ورموز الجماعة يحاكمون علناً وهم وقوف خلف القضبان. الرئيس أوباما الذي أيد فوز الإخوان وجد نفسه مضطراً لزيارة والدنا الكبير في مخيمه الشتوي بروضة خريم ليؤكد عمق العلاقات السعودية - الأميركية على رغم ما أصابها من فتور بسبب مواقف إدارته.

وتابع الكاتب: اليوم نجد تركيز الإخوة الأشقاء يتجه إلى تعزيز التعاون بين قطر وتركيا وهذا مشكوك في نجاحه. ويتجه أيضاً إلى النيل من دولة الإمارات التي شاركت المملكة والبحرين في قرار سحب السفراء من الدوحة. المراقب اليوم يلحظ جهود الأبواق القطرية في عزل الإمارات والبحرين عن المملكة في محاولة غير موفقة هي الأخرى لإضعاف الموقف، ذلك أن علاقة الود والمحبة بين السعودية والإمارات تحديداً اليوم هي في أقوى أوقاتها.

وخلص الكاتب إلى أنّ ما قامت به حكومة حمد بن خليفة وما تسرب إلينا من حديث سمعه القاصي والداني يعتبر خطراً جداً ولا يمارسه سوى الأعداء. اليوم وقد تكشفت كل الأوراق، ونفد الصبر، وجزم بأن حكومات المملكة والإمارات ومصر والبحرين ستفرض عقوبات أخرى على قطر بعد أن يتم بناء هذه الحال قانونياً وبكل القرائن المتوافرة على المستويين الإقليمي والدولي. واعتبر أنّ من أهم هذه العقوبات عزل قطر عن دول الخليج تماماً عبر إغلاق الحدود البرية ومنع الطائرات القطرية أو أي طائرة أخرى يشتبه بها من التحليق فوق أجواء المملكة والإمارات. من العقوبات الأخرى إعادة النظر في جميع الاتفاقات التجارية الموقعة بين هذه الدول وقطر، ولعل أبرزها اتفاق السماح لخطوط طيران «المها» القطرية بخدمة النقل الجوي داخل المملكة. ومنها إقناع القوة الفاعلة في المجتمع الدولي بأن هذه الحكومة تمارس مراهقة خطرة قد تتجاوز آثارها أمن واستقرار المنطقة. وقبل كل هذا وذاك التفاهم مع إيران بأن التعاون مع قطر بما قد يضر مصالح دول الخليج يعتبر عدواناً موجهاً من إيران لهذه الدول.

وأكد الكاتب إدراكه بأن السعودية والإمارات ومصر ربما اقتنعت اليوم وأكثر من أي وقت مضى بأن فرض مثل هذه العقوبات لم يعد مجرد خيار بل واجب فرضته الظروف العدائية الخطرة التي نعيشها بوضوح لا يقبل التشكيك أو التأويل. وتوقع أنّ العمل بهذه العقوبات أصبح وشيكاً جداً إلا إذا تمكن الأمير تميم بن حمد من تصحيح تلك الأوضاع والتوجهات وطردَ من بلاده جماعات الغدر والتآمر وهم في الغالب أجانب وبادر بالاعتذار لأهله وعشيرته في الخليج. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.