تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

موسكو تطالب كييف بثمن الغاز: كفى دلالاً!!

 غداة نجاح مؤيّدي روسيا في شرق وجنوب أوكرانيا بإجراء استفتاء على استقلالهم عن كييف، التي أكدت الى جانب واشنطن وعواصم أوروبية عدم اعترافها بخيار السكان الناطقين بالروسية أمس، دعت موسكو الى احترام إرادة سكان هذه المناطق، مشددة على ضرورة بدء الحوار بين كل مكوّنات الشعب الأوكراني والذي سترعاه أوروبا غداً. في هذا الوقت، هددت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم" أمس بوقف شحنات الغاز الطبيعي الى أوكرانيا ابتداءً من 3 حزيران، اذا لم تسدد كييف بحلول هذا التاريخ، مُسبقاً، ثمن شحنات الغاز عن الشهر المذكور.

وأكد رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف خلال لقائه الرئيس التنفيذي للشركة الكسي ميلر، "انهم يملكون المال للقيام بهذا الأمر. نعلم بأن أوكرانيا تلقت أموالاً في إطار القسم الأول من قرض صندوق النقد الدولي" بقيمة 3,19 مليارات دولار حسب ما أعلن صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي. وأضاف ميدفيديف "حان الوقت لوقف الدلال، أبلغوهم أنه من تاريخ الغد سيتم التعامل بنظام الدفع المسبق (إدفع ثم استلم)، أعتقد أن جميع السبل الممكنة لتسوية هذا الوضع استنفدتها غازبروم"، طبقاً لقناة روسيا اليوم.

وفي قضية الاستفتاء، أكد رئيس لجنة الانتخابات المركزية في "جمهورية دونيتسك الشعبية" في جنوب شرق أوكرانيا رومان لياغين، أن 89.7 في المئة من الناخبين صوّتوا لمصلحة استقلال المقاطعة عن أوكرانيا. وقال لياغين، في تصريح صحافي، إنه "لن تكون هناك دورة ثانية للاستفتاء حول مسألة اندماج مقاطعة دونيتسك مع مقاطعة لوغانسك المجاورة أو انضمامها إلى روسيا"، مؤكداً أن "جمهورية دونيتسك لن تطلب من القوات الروسية التدخل". لكن الزعيم "الانفصالي" دنيس بوشيلين، أكد أن الانتخابات الرئاسية المتوقعة في 25 أيار في أوكرانيا "لن تحصل في جمهورية دونيتسك الشعبية"، قائلاً إن منطقة دونيتسك أصبحت دولة مستقلة. وأضاف "انطلاقاً من التعبير عن إرادة شعب جمهورية دونيتسك الشعبية، ولاستعادة العدالة التاريخية، نطلب من روسيا الاتحادية التفكير في مسألة أن تصبح جمهورية دونيتسك الشعبية جزءاً من روسيا الاتحادية".

وبينما يتوقع وصول وزير الخارجية الألماني، اليوم إلى أوكرانيا، حيث يسعى لعقد لقاء بين الحكومة والانفصاليين غداً برعاية "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، دعا نظيره الروسي سيرغي لافروف، سفراء غربيين إلى أن تستند تقاريرهم لبلادهم عن الأزمة في أوكرانيا الى ما يشاهدونه على شاشة التلفزيون الروسي. واتهم لافروف أوكرانيا بحجب مشاهدة التلفزيون الروسي على أراضيها. وحول استئناف المفاوضات حول الأزمة الأوكرانية أوضح لافروف أنه لا محادثات دولية جديدة في هذه اللحظة بشأن أوكرانيا، وان مثل هذه المناقشات غير مجدية لتهدئة الأزمة إلا إذا عقدت الأطراف المتنافسة في أوكرانيا محادثات مباشرة.

وأعلنت سلطات سويسرا الرئيسة الحالية لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا"، أن المنظمة قررت تعيين الديبلوماسي الألماني فولفغانغ إيشينغر، وسيطاً عنها لإطلاق حوار وطني في أوكرانيا، طبقاً لصحيفة السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: أوكرانيا تتشظى.. الأزمة تقطّع أوصال أوكرانيا.. هولاند: تقارب الاتحاد الأوروبي مع دول القوقاز الجنوبي «ليس موجهاً ضد أحد». وأفادت الصحيفة أنّه في استفتاء جديد يسهم في تجزئة أوكرانيا، وافق فيه سكان مدينتي لوغانسك ودونتسك على الانفصال عن كييف وتشكيل كيان مستقل، في وقت رفض فيه وزير الخارجية الروسي المشاركة في أي جولة مفاوضات لا تضم ممثلي الشرق. ويعتزم الرئيس بوتين الرد على عمليتي الاستفتاء في شرق أوكرانيا «عملاً بالنتائج»، كما أعلن المتحدث باسمه. من جانب آخر، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في العاصمة الأذرية باكو، أن تقارب الاتحاد الأوروبي مع دول القوقاز الجنوبي ليس «موجهاً ضد أحد»، وذلك رداً على سؤال عن احتمال أن تؤدي زيارته للمنطقة إلى تفاقم التوترات مع موسكو في أوج الأزمة الأوكرانية. إلى ذلك قرر الاتحاد الاوروبي أمس توسيع قائمة عقوباته ضد روسيا. وأوضحت مصادر دبلوماسية أنه أُضيفت أسماء 13 شخصية روسية أو موالية للروس إلى قائمة الـ48 شخصاً المستهدفين بعقوبات، إضافة إلى شركتين استفادتا من ضم القرم إلى روسيا.

وتساءلت افتتاحية الوطن السعودية: هل أعادت أوكرانيا حرارة "الحرب الباردة"؟ ورأت أنه ليس من اليسير التكهن بمستقبل أوكرانيا، ولن يكون الاستفتاء الذي أجري، أول من أمس، على الحكم الذاتي في شرقها نهاية أزمتها، بل إنه – كما يرى المتابعون ـ سيكون الشرارة التي قد تشعل حربا أهلية، تُعلم بدايتها وأسبابها، وتُجهل نهاياتها ومآلاتها... الاهتمام الدولي الواسع بالأزمة الأوكرانية، ليس مسببا عن الأزمة في ذاتها، وإنما هو نتيجة لتداعياتها المحتملة على العلاقات الدولية، وما قد ينتج عنها من تدخلات عسكرية من أحد المعسكرين، مما ينذر بمواجهة لم تكن في حسابات التاريخ... روسيا ستحاول دبلوماسيا عدم الظهور على مسرح الأحداث؛ لئلا تتعرض لعقوبات اقتصادية، غربية إضافية، وقد تجري مع القادة الغربيين محادثات معلنة هدفها التهدئة، لكنها تتعامل سياسيا مع الأزمة بعقل الدولة العظمى، وتؤيد استقلال الشرق الأوكراني، ليكون منها، أو مواليا لها، بعد أن ضمت شبه جزيرة القرم في أعقاب استفتاء مماثل جرى في مارس الماضي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.