تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أبواب الرياض مفتوحة للإيرانيين.. و«التفاهمات»!!

 قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أمس إن السعودية وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة الرياض. وأشار الفيصل في مؤتمر صحفي في الرياض إلى أن المملكة وجهت الدعوة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة السعودية، مؤكدا أن المملكة مستعدة لاستقباله في أي وقت يراه مناسبا له. وأضاف أن السعودية مستعدة للتفاوض والحديث مع إيران، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.

وجاءت افتتاحية الوطن السعودية، بعنوان: رسالة الرياض لطهران: باب الحوار مفتوح. ورأت أن المهم في نهاية المطاف إثبات حسن النوايا المسبق من قبل المملكة "كما هي العادة"، الذي ينتظر في مقابله إثباتا لحسن نوايا مواز، يُنتظر أن يرى النور في طهران. واعتبرت أن قول الفيصل أمس، إن دعوة وجهت لوزير خارجية إيران، "لم تُلب"، يؤكد في تفسيره عقلانية السياسة السعودية. وعلى الرغم من ثبوت تدخل طهران في شؤون الخليج، بما يؤثر على استقراره وأمنه، إلا أن ذلك لم يمنع من ترك الباب موارباً للحديث معها، ووضع النقاط على الحروف في العلاقة مع دولة جارة كإيران، وذلك من باب إعطاء الفرصة لإثبات حسن النوايا، وقطع الطريق أمام خلق أي حالة توتر أكثر في المنطقة. وهي في الأساس لا تحتمل أكثر مما تشهده، من صراعات وحروب واقتتال.

وعنونت الشرق الأوسط: الرياض تأمل في إنهاء الخلافات مع طهران.. سعود الفيصل يجدد الدعوة لظريف وينتقد انحراف السياسة الدولية عن التوازن.

واعتبر عبد الرحمن الراشد في مقاله في الصحيفة أنّ تصريح الفيصل أمس كان مهما، لأنه أوحى بأنه يرسل إشارة بتبدل في السياسة السعودية تجاه إيران، عندما قال إنه يدعو وزير خارجيتها وسيفاوضه! وسبق التصريح، وصول وزير الدفاع الأميركي الذي هو على موعد مع ستة وزراء دفاع خليجيين في الرياض. واعتبر الكاتب أنه في غرفة التفاوض ستكون السعودية الطرف الأضعف، ودخولها الغرفة بحد ذاته سيعزز مكانة الصقور في داخل إيران، وسيعطي رسالة خاطئة للعديد من الأطراف العربية التي تصارع وكلاء إيران في مناطقهم. والأسوأ من ذلك أن أي علاقة مع صقور إيران ستعزز قناعات في البيت الأبيض بضرورة التعاون مع إيران! وختم بأنه  دون تبدل في السلوك الإيراني، أو تغير في ميزان المعارك، فإن التفاوض مع إيران قد يدفع بالأمور إلى الأسوأ.

ونقلت القدس العربي عن مصدر في الخارجية الايرانية قوله إن محمد جواد ظريف لم يتلق أي دعوة رسمية لزيارة السعودية. وأضاف المصدر أن اللقاء مع الفيصل مدرج على جدول اعمال وزير الخارجية الايراني إلا انه لا يوجد موعد محدد لهذا اللقاء. وقال مصدر مقرب من الرئيس روحاني إن وساطة خليجية نجحت في مساعٍ للتقارب السعودي- الإيراني. وتابعت الصحيفة أنه وبإعلانه أمس أن السعودية مستعدة للتفاوض مع ايران، يؤكد الفيصل ما كانت تسربه طهران من معلومات للصحافة اللبنانية المحسوبة عليها من ان هناك اتصالات سرية جرت ولازالت بينها وبين الرياض منذ أكثر من ثلاثة اشهر. ويبدو واضحا أن نجاح هذه الاتصالات هي التي دفعت الفيصل للإعلان عنها وعن توجيه دعوة لظريف لزيارة المملكة.

(هل التقطت السعودية اللحظة التاريخية؟ http://sns.sy/sns/?path=news/read/71879)

ووفقاً لصحيفة السفير، شكّل إعلان الفيصل عن توجيه دعوة رسمية سعودية لنظيره الايراني محمد جواد ظريف، أول خرق في المسار المتأزم للعلاقات بين طهران والرياض في السنوات الأخيرة، وأعطى اشارات ايجابية مكملة للإشارات التي تحدث عنها قبل أيام قليلة الديبلوماسي الايراني العريق حسين أمير عبد اللهيان، بحيث بدا أن ثمة قنوات مفتوحة بين العاصمتين أفضت الى قرار السعودية فتح أبوابها أمام الايرانيين. ومن الواضح أن زيارة أوباما في نهاية آذار الماضي الى الرياض، وتأكيده للملك عبدالله أن بلاده ماضية قدماً في خيار توقيع الاتفاق النووي النهائي مع طهران، ومواقف دولة الكويت وتشجيع بعض عواصم الدول الكبرى، ومنها روسيا، ساهمت كلها في بث مناخات ايجابية في الاتجاهين، على أن يتوج هذا المسار بزيارة يقوم بها الرئيس الايراني حسن روحاني الى السعودية قبل نهاية العام الحالي على الأرجح.

وأضافت السفير أنه كان لافتاً للانتباه أن الإعلان السعودي جاء بعد أيام قليلة من إعلان عبد اللهيان عن مبادرة ايرانية لحل الأزمة السورية، مؤكداً أن الفرصة «باتت سانحة الآن لحل الأزمة السورية سياسياً»، وترافق هذا الموقف الايراني مع تطورات سياسية ـ ميدانية في الساحة السورية، أبرزها انطلاق مسار الانتخابات الرئاسية وخروج مسلحي المعارضة من حمص القديمة.

وأشار الفيصل إلى التعبير عن الرغبة في إعادة الاتصالات بين البلدين، «عبر عنها الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته»، مضيفاً «لقد أرسلنا دعوة لوزير الخارجية الإيراني لزيارة السعودية، لكن العزم على القيام بالزيارة لم يتحول إلى واقع بعد. لكننا سنستقبله في أي وقت يراه مناسباً للمجيء». ولم يصدر أي تعليق من طهران على الاعلان السعودي، لكن المتابعين لملف العلاقات الايرانية ـ الخليجية، بدوا غير متفاجئين. ثمة اشارات مهدت للموقف السعودي. يتكتم الايرانيون على المعلومات التي راجت في الآونة الأخيرة، والتي تحدثت عن لقاءات عقدت بين مسؤولين ايرانيين وسعوديين في عاصمة دولة خليجية. هم يكتفون بالقول إن الأبواب كانت مفتوحة والتواصل يستمر بشكل دوري مع السفير السعودي في طهران عبد الرحمن الشهري منذ تسلمه مهامه الجديدة في شباط الماضي. ويُصر المتابعون على أن العاصمة الكويتية لعبت دوراً تشجيعياً بين طهران والرياض وحاولت التعويض عن حساسية السعوديين من أي دور لسلطنة عمان في هذا السياق، بعدما تكشفت فصول مفاوضات أميركية ـ ايرانية على مدى شهور طويلة في العاصمة العُمانية، من دون علم كل جيران مسقط.

ووفق المتابعين فإن رئيس مصلحة تشخيص النظام الرئيس الايراني الاسبق الشيخ هاشمي رفسنجاني يلعب حالياً دوراً كبيراً في اعادة فتح الأبواب، وهو الذي تناقلت الصحف الايرانية له صورة في نيسان الماضي أثناء قيام السفير السعودي عبد الرحمن الشهري بتقبيل جبينه في أول لقاء يعقد بينهما وتخلله نقل رسالة شفهية من الملك عبدالله الذي يكن له مودة شخصية كبيرة، ووجه اليه دعوة جديدة لزيارة المملكة وعد بتلبيتها في أقرب فرصة ممكنة، علماً أن رفسنجاني كان قد حاول سابقاً، القيام بمبادرة ما في اتجاه تطبيع العلاقات لكنه لم يجد استعداداً لدى مرشد الثورة الايرانية السيد علي خامنئي، خصوصاً في ظل الحملة التي كانت وسائل الاعلام السعودية الرسمية تشنها على أحمدي نجاد قبيل انتخاب روحاني.

وتابع تقرير السفير: كان وصول الشهري الى طهران أول بادرة إيجابية في اتجاه تحسين العلاقات، وأسهمت المفاوضات التي جرت طوال ثلاثة أشهر، عبر قنوات متعددة، في رسم معالم جدول أعمال ايراني ـ سعودي مشترك يبدو مثقلا بالملفات الأمنية، من الخليج (البحرين والسعودية واليمن) الى لبنان وفلسطين، مروراً بسوريا والعراق. لذلك، ثمة أولوية لهذا الملف الأمني، يليه الملف الاقليمي المتداخل حكماً مع الملف الأول، لكن مع تغليب البعد السياسي عليه، وهنا، يجري الحديث عن قواسم مشتركة في ساحات اقليمية عدة، أبرزها الأمن الخليجي المشترك، من دون إغفال حقيقة وجود تباعد في وجهات النظر في أكثر من ملف، خصوصاً سوريا والعراق، حيث يصر السعوديون على أن اية تسوية سياسية في سوريا يجب أن يكون الرئيس بشار الأسد خارجها، من دون تجاهل حقيقة أن ملف المجموعات الإرهابية «القاعدية» على أرض سوريا بدأ يشكل عنصراً ضاغطاً على كل دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت السفير أنّ من المتوقع أن يحتل الملف السوري حيزاً أساسياً في أي حوار سعودي ايراني، إذ أن الرياض تعتبر أن الملف السوري يمس كل منظومة الأمن القومي العربي، فيما لا تخفي طهران نظرتها القائلة بأن الملف السوري يمس أمنها القومي أيضاً، وبالتالي، ثمة تداخل بين أمن هذه المنظومة وتلك، الأمر الذي يحتم حواراً يؤدي الى ترسيم حدود النفوذ والمصالح. كما أن الرياض بدت مستفزة جداً من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عشية الانتخابات الأخيرة، والتي اتهم فيها السعودية وقطر بدعم المجموعات الارهابية في العراق والمنطقة والعالم. لذلك، تبدو فرص إيجاد تفاهمات بين الايرانيين والسعوديين، في الملفات الأمنية الخليجية كبيرة يليها لبنان، حيث ألمح الجانبان الى وجود فرص حقيقية لإنتاج تفاهم يشكل مظلة للاستقرار السياسي الذي ينعم به لبنان منذ تشكيل حكومة تمام سلام. وهنا، يعني الحديث عن تفاهم، أن جدول أعمال ظريف سيتناول موضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية، في ظل ميل غربي للقبول بوجهة النظر القائلة إن الايرانيين وحليفهم اللبناني «حزب الله» لا مصلحة لديهم بالفراغ، بل هم أصحاب مصلحة في انتخاب رئيس جديد، بما يؤدي الى تحصين الاستقرار وتعزيزه.

ويطرح الجانبان ملفاً اضافياً هو «الملف الإعلامي»، اذ أن طهران تشكو من دور بعض الفضائيات السعودية التي تؤدي دوراً خطيراً في مجال التحريض المذهبي، ويرد السعوديون بالإشارة الى وجود فضائيات ايرانية تلعب الدور نفسه، كما أن صحيفة «كيهان» الايرانية لطالما نشرت مواضيع تتناول العائلة المالكة في السعودية، فضلاً عن الاساءة الى دول خليجية عدة عبر مطالبتها بضم البحرين الى ايران الخ...

ومن المتوقع، بحسب المتابعين، أن تشكل زيارة ظريف الذي سيحمل رسالة رسمية من الرئيس روحاني الى الملك عبدالله بن عبد العزيز، فاتحة صفحة جديدة في العلاقات الايرانية الخليجية، من دون استبعاد احتمال قيام كل من أمير الكويت صباح الأحمد الصباح وأمير قطر الشيخ تميم، بزيارة طهران قبل نهاية العام الحالي. ولا يخفي الإيرانيون حاجتهم السياسية، لا بل الاقتصادية بالدرجة الأولى، لاستمرار المنحى التطبيعي مع جيرانهم الخليجيين، وبالتالي بناء «علاقات وثيقة جداً»، عملاً بمبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل، وهي العبارات التي طالما كررها الرئيس روحاني مراراً منذ وصوله الى سدة الرئاسة الإيرانية حتى الآن.

وصدّرت صحيفة الأخبار صفحتها الأولى بالقول: السعودية تراجع الخاسر.. الفيصل «ينفتح» على ظريف: الدعوة مفتوحة. وتحدثت عن تطور بالغ الدلالة والمعاني ما صدر عن سعود الفيصل يوم أمس. «صقر» السعودية والشخصية الأساس المعادية لإيران تفتح ذراعيها لحوار مع الجمهورية الإسلامية. العبرة ليست في طهران ولا في الرياض، بل في بغداد وحمص وبيروت و... فيينا. واعتبرت الصحيفة (نقرير إيلي شلهوب) أن دعوة سعودية للحوار مع إيران، لا شك في أنها لن تكون تفصيلاً عابراً، لا من حيث مضمونها الرامي إلى «تسوية الخلافات وجعل المنطقة آمنة ومزدهرة»، ولا من حيث توقيتها النووي، والإقليمي، والدولي. ولا من حيث الشخصية الصادرة عنها التي تعد من «صقور» المملكة. فالمعلومات الواردة من طهران تؤكد أن «أي تغيير لم يطرأ في الموقف الإيراني»، مشيرة إلى أن «الجمهورية الإسلامية، منذ وصول الرئيس حسن روحاني إلى سدّة الرئاسة، أعلنت أنها منفتحة على حوار مع السعودية وقد عبرت عن ذلك مرّات عديدة علناً». وتشير تلك المعلومات إلى أن «الممانعة والرفض كانا دائماً سعوديين، رغم كل الانفتاح الذي أبدته طهران من أجل إصلاح ذات البين».

وأوضحت الصحيفة أن المعلومات تقدم مستوى أكثر اتساعاً في مقاربتها، وتشير إلى «انتخابات العراق التي أظهرت حصول (رئيس الحكومة) نوري المالكي على كتلة برلمانية ستتجاوز في حجمها ما كان يمتلكه في البرلمان السابق، وبالتالي بات واضحاً أنه قاب قوسين من ولاية ثالثة مؤكدة. هناك أيضاً التطورات الأخيرة في حمص، مع ما يعنيه ذلك من يد طولى للمحور الداعم للرئيس بشار الأسد على المستوى الميداني في هذا البلد. وهناك أيضاً الوضع في الساحة اللبنانية حيث تبيّن بالدليل القاطع أن لا انتخابات رئاسية من دون رضى محور المقاومة. كلها عوامل، تضاف إلى الضغط الأميركي والدفع الكويتي، عملت على إقناع السعوديين على ما يبدو باتخاذ هذه الخطوة».

ولعل الدفع الأميركي تجلى أمس في زيارة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل للسعودية، حيث التقى قادة المملكة لبحث ملفي سوريا وإيران. أما الدفع الكويتي فيتجلى في زيارة أمير الكويت لطهران في الأول من حزيران المقبل، حيث من المقرر أن يبحث العلاقات الثنائية، وبينها الخلافات حول الجرف القاري، لكن الأهم أن جوهر اللقاءات سيتركز حول العلاقات مع مجلس التعاون الخليجي والسعودية على وجه التحديد، إضافة إلى سوريا وأمور أخرى. وأضافت الأخبار أنه ليس واضحاً إن كانت مصادفة، أم أمر مخطّط له أن تأتي زيارة هاغل ودعوة الفيصل مع بدء المرحلة الأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران والغرب، وبينما كانت قدما ظريف تطآن فيينا لترؤس الوفد الإيراني إليها.

وتجاهلت صحيفة الحياة أهمية دعوة الفيصل، وعنونت: الفيصل يطالب القوى الكبرى بعدم التدخل في شؤون الدول ويتهمها بالتخلي عن «التوازن» في العلاقات. وأفادت أن الفيصل طالب الدول الكبرى بالكف عن التدخل في شؤون الدول، معرباً عن أسفه حيال التحولات التي طاولت السياسة الدولية خصوصاً التخلي عن التوازن الذي كان يحكم العلاقات بين الدول، وتمسك دول كبرى بأن سياستها الخارجية مبنية على مصالحها الوطنية فحسب. وأعلن الفيصل أمس استعداد بلاده للتفاوض مع إيران في شأن عدد من القضايا الإقليمية. وكشف أن السعودية وجهت دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة المملكة. لكنه قال إن الوزير الإيراني لم يرد على الدعوة بعد. ولم يحدد موعد إصدار الدعوة لنظيره الإيراني الذي زار معظم عواصم دول الخليج بعد توقيع الاتفاق النووي بين طهران والقوى الغربية الكبرى في 24 تشرين الثاني الماضي، بيد أنه لم يزر الرياض منذ توليه منصبه في آب 2013.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.