تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا: 245 قتيلاً في انفجار منجم والحكومة متّهمة بالتقصير:

في حصيلةٍ غير نهائية لضحايا الانفجار الذي وقع أول من أمس داخل منجم للفحم في بلدة سوما (غرب تركيا)، قضى 245 عاملاً وأصيب 80، فيما تم إنقاذ 450 شخصاً بحسب شركة «سوما كومور» المشغلة للمنجم. وشهدت عمليات الإنقاذ صعوبات في انتشال العمال المحتجزين تحت الأرض. وفي محاولةٍ لإبقائهم على قيد الحياة، ضخ عمال الإنقاذ الأوكسيجين داخل المنجم، فيما لقي معظم العمال حتفهم جراء تنشقهم أول أوكسيد الكربون. الحادث «الأكبر من نوعه على الإطلاق في تاريخ تركيا» بحسب وزير الطاقة التركي تانر يلدز، أثار غضباً شديداً في مختلف أنحاء البلاد التي لا تزال تعاني من أحد أسوأ سجلات السلامة في أماكن العمل في العالم. على الأثر، تظاهر مئات الطلاب في أنقرة، محملين الحكومة مسؤولية الحادث. وأراد المتظاهرون التوجه من حرم جامعي نحو وزارة الطاقة تنديداً بإهمال الحكومة وبـ«تجاهلها التحذيرات المتكررة بشأن سلامة المناجم في البلاد»، قبل أن تطلق الشرطة عليهم الغاز المسيل للدموع.  من جهته، تعهد أردوغان بإجراء «تحقيق معمق» وبـ«القيام بكل ما في وسعه لكشف ملابسات الحادث»، فيما رفض تحميل حكومته مسؤولية المأساة، مؤكداً أن «حوادث العمل تقع في كل مكان في العالم». وتلقت أنقرة اتصالات تعزية من عدد من رؤساء الدول، حسبما أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية.

وأبرزت صحيفة الحياة: مقتل عشرات العمال بانهيار منجم يجدد «الغضب» من حكومة أردوغان. وأوردت أنّ اللافت أن «حزب الشعب الجمهوري» المعارض قدّم اقتراحاً أمام البرلمان العام الماضي بدعم من «حزب الحركة القومية» و «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، للتحقيق في حوادث مرتبطة بالعمل في مناجم الفحم في سوما. لكن الاقتراح سقط قبل أسبوعين بأصوات نواب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم. وعنونت خبراً آخر: تركيا: مئات القتلى والعالقين في منجم / تظاهرات وصيحات استهجان ضد أردوغان.

وفي مقاله في صحيفة الأخبار اللبنانية؛ بعد الفشل الإقليمي والتحديات الداخلية.. ما هو مصير أردوغان؟ اعتبر حسني محلي أنّ أردوغان، الطامح إلى الرئاسة، يواجه تحديات عديدة، تبدأ بقضايا الفساد ولا تنتهي عند تحولات إقليمية قد تضع مستقبله السياسي موضع سؤال. كل المؤشرات تدل على استعداداته لخوض معركة الرئاسة في 10 آب المقبل. وعلى الرغم من الفوز الكاسح الذي حققه في الانتخابات البلدية الأخيرة حين حصد حزب «العدالة والتنمية» 45% من أصوات الناخبين، بات من المعروف أن أردوغان لم يعد في وضعه السابق داخلياً، إقليمياً ودولياً. وأفادت مصادر أن «صفقة» بين اردوغان والأكراد قد أبرمت لضمان أصواتهم في الانتخابات الرئاسية، مقابل إطلاق مؤسس حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان إضافةً إلى الاعتراف للأكراد بالحكم الذاتي في المناطق الحدودية مع سوريا والعراق وإيران. وشهدت الآونة الأخيرة تغيرات لافتة في سياسة أردوغان في قضايا القوميات. فعقب ترخيص أول حزب كردي، أتت تصريحات أردوغان التي تضمّنت اعتذاراً غير مباشر من الأرمن عن المجازر العثمانية لتشكل مفاجأة للأرمن وللعالم. هذه المواقف أغضبت القوميين الأتراك التقليديين الذين اتهموا أردوغان بكونه «أداة بيد القوى الإمبريالية والاستعمارية» على خلفية تقديمه «تنازلات خطيرة».

ويتحدث الإعلام التركي اليوم عن صفقات بين أردوغان وأوباما، خصوصاً بعد فشل الزعيم التركي في مصر وسوريا، وبعد تخلي الدول العربية عن دعمه، حيث لم يبق له في المنطقة سوى قطر التي تربطه بأميرها علاقات ومصالح مادية ضخمة. وختم محلي: في ظل التحولات التي قد تشهدها المنطقة مع اقتراب الاتفاق المحتمل بين طهران وواشنطن، قد تعيد الأخيرة النظر في سياستها في الشرق الأوسط عبر الدعم المطلق أو التخلي المطلق عن حلفائها في المنطقة. ومن يدري، قد يعيد التاريخ نفسه ليلاقي البعض مصير رئيس الوزراء التركي السابق عدنان مندريس أو مصير شاه إيران!

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.