تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الخليج.. والهاجس الأمني..

 أبرزت صحيفة السفير اللبنانية: هايغل لوزراء الدفاع الخليجيين: تواجدنا العسكري لا يستبدل دوركم. وأوضحت أنّ الاجتماع التشاوري الأول لمجلس الدفاع الخليجي المشترك بحضور وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل شكّل مناسبة واضحة، أمس، استغلتها كل من واشنطن والرياض لتبادل الرسائل بشأن النظرة إلى العلاقات الدفاعية المشتركة، حيث تطالب الولايات المتحدة بتحقيق منظومة دفاعية واحدة ومتكاملة لدول مجلس التعاون الخليجي الست لمواجهة أي تهديدات، فيما تبرز السعودية أهمية المشاركة الفاعلة لحليفتها في أي مشروع إقليمي تكاملي.

وفي هذا الصدد، فإنّ الرسالة الأوضح أعلنها هايغل حين قال، في كلمته أمام نظرائه الخليجيين خلال الاجتماع في قصر المؤتمرات في جدة، إنّ «العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة والتواجد الأميركي العسكري ليس كافياً لضمان الأمن الإقليمي»، موضحاً، بحسب النص الذي نشرته وزارة الدفاع الأميركية، «كما قلت في منتدى حوار المنامة في كانون الأول الماضي، فإنّ التعهد الأميركي تجاه دول الخليج يراد منه دعم وتسهيل ـ وليس استبدال ـ علاقات متينة بين دول مجلس التعاون الخليجي».

وقال هايغل، في حديث إلى الصحافيين بعد انتهاء الاجتماع، «أكدنا من جديد التزامنا بمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية وضمان أن تبقى البرامج سلمية فقط». وأضاف «بينما أشرنا إلى أن التعامل الديبلوماسي مع إيران تطور إيجابي ما زلنا نشعر بالقلق العميق إزاء أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار في أرجاء المنطقة، والتي تشمل رعايتها للإرهاب ودعمها لنظام الأسد في سوريا ومحاولاتها تقويض الاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي».

وقبيل وصول هايغل إلى عمّان في إطار جولة شرق أوسطية ستشمل أيضاً زيارة إسرائيل، أفادت وكالة الأنباء الأردنية أنّ قوات أردنية وأميركية أجرت، أمس، تمريناً عسكرياً مشتركاً بمشاركة عناصر من مشاة البحرية الأميركية «المارينز» وطائرات اميركية مقاتلة وسلاح الجو الملكي.

إلى ذلك، وطبقاً لصحيفة الأخبار اللبنانية أنه وغداة المفاجأة التي أطلقها وزير الخارجية سعود الفيصل، معلناً استعداده لاستضافة نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في الرياض، من أجل حلحلة العقد بين البلدين، وتخفيف التوتر، قرر ولي العهد، سلمان بن عبد العزيز، السباحة عكس التيار، محذّراً من مساعي إيران لتغيير موازين القوى في المنطقة، ومؤكداً أن «أمن دول وشعوب المنطقة في خطر»، مستغيثاً بالولايات المتحدة التي حضر وزير دفاعها، تشاك هاغل، إلى جانب سلمان، الجلسة الافتتاحية للاجتماع التشاوري الأول لوزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي، الذي عُقد في مدينة جدة أمس.

وقال سلمان خلال الاجتماع إن «التحديات الأمنية، سواء كان مصدرها أزمات داخلية أو تطلعات غير مشروعة لبعض دول المنطقة، ليس لها تداعيات على دول مجلس التعاون الخليجي فحسب، وإنما على الأمن والسلام الإقليمي والعالمي أيضاً». وأوضح أن هذه التحديات «تجعل مسؤولية أمن الخليج ودوله مسؤولية مشتركة بين دول المجلس والمجتمع الدولي، ونخص بالذكر الولايات المتحدة، نظراً للترابط الاقتصادي والأمني بينها وبين دول مجلس التعاون، والتزام الولايات المتحدة الأميركية الدائم بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة». وعبّر سلمان عن أمله بأن تأخذ واشنطن «في حساب معادلاتها الأمنية والسياسية، التهديدات المتنامية لأمن الخليج ودوله، بما في ذلك مساعي بعض دول المنطقة لتغيير توازن القوى الإقليمي لمصلحتها، وعلى حساب دول المنطقة». من جهته، قال هاغل في كلمته خلال الاجتماع إن «التحديات الأمنية الأكثر إلحاحاً تهدد المنطقة بأكملها وتحتاج إلى رد جماعي»، مضيفاً «هذا هو النهج الذي يجب أن تستخدمه المنطقة للتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران».

وجاءت افتتاحية الوطن السعودية، بعنوان: إلى واشنطن: الكلام وحده لا يكفي. وأوضحت: صحيح أن وزراء الدفاع الخليجيين حصلوا على تطمينات من هيجل مفادها أن الولايات المتحدة الأميركية لا يمكن أن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي يهدد أمن المنطقة، ويدخل دول الخليج في سباق تسلح، إلا أن ذلك وحده لا يغني عن إيجاد آلية اتصال واضحة تضمن اطلاع الخليجيين على التفاصيل الدقيقة لما يجري من مباحثات بشأن برنامج إيران النووي.

واعتبر جهاد الزين في النهار اللبنانية أنّ الاستقرار الأمني والسياسي لدول مجلس التعاون واقع أكيد. وسيسمح المؤتمر لنا بالاستنتاج أن التحديات الثلاثة: الكياني (خارطة الدولة) والنظامي (النظام السياسي) والنفطي (الثروة الاقتصادية الاستراتيجية) تظهر في نظر استراتيجيّي الخليج كتحدياتٍ لا تنفصل عن بعضها البعض. بهذا المعنى فإن الخليجيّين، رغم استقرارهم المديد، هم مثل بقية عرب المشرق غير المستقرّين، يتحسّسون هذه المخاطر كمخاطر وجودية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.