تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«انقلاب» سلمي في السعودية.. وربما في سياستها؟!

 أبرزت صحيفة الشرق الأوسط: خالد بن بندر نائبا لوزير الدفاع وتركي بن عبد الله أميرا للرياض.. أوامر ملكية سعودية بتعيين مساعد لوزير الدفاع ورئيس ونائب لهيئة الأركان. وأفادت أنّ الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أصدر أمس، قرارات ملكية جديدة، تقضي بتعيين الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز نائبا لوزير الدفاع «بمرتبة وزير»، وذلك بعد إعفاء الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز من منصبه، بناء على طلبه. كما جرى تعيين الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أميرا لمنطقة الرياض.  وشملت الأوامر الملكية ترقية الفريق ركن عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله البنيان، نائب رئيس هيئة الأركان العامة، إلى رتبة فريق أول ركن، وتعيينه رئيسا لهيئة الأركان العامة، وذلك بعد إحالة الفريق أول ركن حسين بن عبد الله بن حسين القبيل إلى التقاعد. كما شملت الأوامر الملكية تعيينات آخرى.

بدورها،عنونت صحيفة الحياة: السعودية: أوامر ملكية بتعيين نائب ومساعد لوزير الدفاع. وكررت نشر التعيينات الملكية.

وصدّرت صحيفة الأخبار اللبنانية صفحتها الأولى بالقول: «انقلاب» في السعودية: إخراج أبناء سلطان و«نقزة» لدى أبناء سلمان ونايف. وأوردت أنه بخطى حثيثة، يستكمل أبناء الملك السعودي عبد الله مسارهم نحو تعزيز سيطرتهم على مراكز القوى الامنية والعسكرية في البلاد، تمهيداً لخلافة والدهم. يوم أمس، انهوا الانقلاب على أبناء عمهم سلطان.  وتابعت الصحيفة: يواصل جناح الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز عملية السيطرة على أهم المواقع السلطوية في شبه الجزيرة العربية. وفي خطوة بدت إبعاداً كاملاً لجناح أبناء سلطان، وتحدياً لأبناء ولي العهد الحالي سلمان وولي العهد الراحل نايف، صدر أمس قرار ملكي قضى بتغييرات واسعة في إمارة الرياض ووزارة الدفاع.

فبعد تعيينه ابنه مشعل أميراً لمنطقة مكة، العاصمة الدينية للمملكة، عين عبد الله أمس ابنه تركي أميراً لمنطقة الرياض العاصمة السياسية والمالية للبلاد، في خطوة عززت مكانة أبناء الملك في أقوى مناطق المملكة. وترافق القرار مع استكمال «الانقلاب» على أبناء سلطان، من خلال إعفاء سلمان بن سلطان من منصب نائب وزير الدفاع، لمصلحة خالد بن بندر بن عبد العزيز، بدل محمد ابن ولي العهد سلمان. وإذ بدت خطوة إبعاد سلمان بن سلطان إجهازاً على أولاد ولي العهد الأسبق الراحل سلطان، فإن عدم مراعاة ولي العهد الحالي، واستبعاد أبناء ولي العهد السابق الراحل نايف، أثار مخاوف من قرارات لاحقة تضعف أبناء سلمان ونايف لمصلحة أبناء عبد الله، وخصوصاً أن من يشرف على إصدار القرارات هو متعب بن عبد الله ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري.

وذكرت الصحيفة أنّ قرارات «الانقلاب» صدرت في وزارة الدفاع السعودية بوجود وزير الدفاع الأميركي. وقالت: واللافت أن قرارات الملك السعودي صدرت أمس بعد ساعات من اللقاءات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل في السعودية.

وتحت عنوان: الملك وهواجس جبهتي الرياض.. ودمشق!.. المفاجآت السعودية تتوالى فصولاً، كتب خليل حرب في صحيفة السفير أنّ السعودية لا تكفّ عن إطلاق المفاجأة تلو الاخرى وفي فترة زمنية قصيرة. الأوامر الملكية التي أعلنها الملك عبدالله أمس، لم يسبق لها مثيل في اتساعها ومراميها منذ توليه الحكم قبل نحو عشرة اعوام، إذ طالت العديد من المناصب السياسية والعسكرية... والعائلية. وإذا كان عبدالله بسلسلة الأوامر الملكية التي اعلنها، قد عزز تقدم ابنائه في المشهد السعودي، من خلال تعيين نجله الامير تركي أميراً لمنطقة الرياض، في خطوة يقول مراقبون إنها قد تثير بلبلة في صفوف العائلة الحاكمة، فإنه في الوقت ذاته استكمل التخلص من الارث «البندري» باخراج سلمان بن سلطان، الاخ غير الشقيق للامير المخلوع بندر بن سلطان، من منصبه كنائب لوزير الدفاع، بعد شهر واحد فقط على إبعاد بندر نفسه من منصب رئيس الاستخبارات.

ونقل تقرير السفير عن مصدر خليجي وصفته بالمطلع، قوله إذا كانت قرارات الملك السعودي تندرج في جانب منها، في سياق اعادة ترتيب البيت الداخلي المضطرب، خصوصاً في ما يتعلق بأبنائه، فإنها في جوانبها الاخرى، تشكل مفاجآت سعودية مدوية، خصوصاً على الصعيد العسكري، من خلال التعديلات في رئاسة الاركان العامة وقيادة القوات الجوية والبحرية. لكن مفاجأة الملك السعودي ليست داخلية بحتة. إبعاد الامير سلمان، نجل ولي العهد الاسبق الراحل الامير سلطان (وهو من السديريين السبعة)، عن منصبه الحساس كنائب لوزير الدفاع، يعني أيضاً في ما يعنيه إقليمياً، إبعاده عن ملف الحرب السورية التي كان مكلفاً به من مقره في غرفة العمليات السعودية في المملكة الأردنية، بعد شهر فقط على ابعاد الامير بندر بن سلطان رسمياً عن منصبه في الاستخبارات، وهو اقصاء كان بدأ قبلها بشهور قليلة بنقل مسؤوليات الملف السوري الى وزير الداخلية الامير محمد بن نايف، بعدما تبين للمملكة ان «الارهاب» في سوريا، يتحول، ربما بفضل السياسات «البندرية» المنفلتة، الى مشكلة سعودية داخلية قد لا يمكن التحكم بها.

وأضاف تقرير السفير: لم يأت بديل حتى الآن لبندر بن سلطان في قيادة الاستخبارات السعودية، ومازال يوسف بن علي الادريسي يدير الجهاز كمرحلة انتقالية منذ شهر. لكن المؤكد بحسب مراقبين أن الفشل الذي ضرب غرفة العمليات العسكرية السعودية على الاراضي الاردنية، ساهم في التعجيل ايضاً في نهاية أخيه غير الشقيق الامير سلمان بن سلطان، حيث يبدو أنّ مئات ملايين الدولارات التي أنفقها على فصائل مسلحي المعارضة السورية، خصوصاً في الجنوب السوري، لم تؤت أكلها، وتلقت ضربتها القوية في الهجوم الشامل على الغوطة الشرقية في اواخر العام 2013، حيث يمكن أن تسجل نهاية طموح الامير سلمان بن سلطان، على أراضي العتيبة الاستراتيجية التي منع الجيش السوري و«حزب الله» سقوطها، وعززا بذلك حماية العاصمة السورية ومطارها.

وأردفت السفير: «تعديل موازين القوى». كانت هذه هي العبارة السحرية الغربية طوال العام الماضي وبدايات العام 2014. وكان الاخوان بندر وسلمان يعرفان أن كلمة السر هذه تقتضي منهما تعديل موازين القوى على الارض، والتي كان واضحاً أنها لم تعد تميل الى مصلحة عشرات الفصائل المسلحة الممولة سعودياً وغربياً، على أمل فرض تنازلات سياسية على النظام خلال مفاوضات الربيع الماضي في «جنيف 2».

وكان الامير سلمان يسير على خطى أخيه بندر الذي، بعد سنوات العسل الطويلة مع الاميركيين، أثار حنقهم في شهوره الاخيرة. ويقول مراقبون إن إبعاد سلمان بن سلطان (بعد إقصاء بندر)، يثير تساؤلات عما اذا كانت السعودية في صدد إجراء تحول جذري في سياستها السورية ام انها ستعمد فقط الى ادخال تعديلات تأخذ بالاعتبار المتطلبات الامنية المتزايدة للمملكة القلقة من انتشار نيران الاضطرابات حولها، وتأخذ أيضاً بالاعتبار المصالح الاميركية المستجدة والتي عبر عنها قرار السعودية بإصدار لوائح الارهاب التي تطال فيمن تطال، تنظيمات ارهابية في سوريا، قبل الزيارة الحاسمة لأوباما الى الرياض في آذار الماضي.

ومهما يكن فإن المفاجآت السعودية لم تقتصر على ذلك. بالأمس أعلن سعود الفيصل فجأة «انفتاحاً» للحوار مع ايران. وذكّرت الصحيفة بالخطوات التي اتخذها الملك السعودي في الفترة الماضية.

وفي سياق غير منفصل، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أمس، إن إيران ترحب بالمفاوضات مع السعودية لتشجيع حصول تقارب بين البلدين وتسوية المشاكل الإقليمية. وقال المسؤول الإيراني «نرحب بإجراء مفاوضات ولقاءات مع المسؤولين السعــوديين لتسوية المشاكل الإقليمية وتبديد الغموض وتطوير العلاقات». إلا أن عبداللهيان، أشار إلى أنه «لم نتلقَ بعد دعوة مكتوبة (من السعودية) لكن اللقاء بين الوزيرين (ظريف والفيصل) مدرج على جدول الأعمال».

وإذ اعتبر محمد خروب في صحيفة الرأي الأردنية أنّ مفاجأة سعود الفيصل بدت بمثابة تعبير واستخلاص سعودي مبكر، لما يمكن أن تتجه اليه الاحداث بعد انتهاء بعض الاستحقاقات الاقليمية سواء في مصر ام في سوريا، فإن المنطقة مرشحة للدخول في مرحلة جديدة يصح القول فيها ان ما بعد الثالث عشر من ايار (يوم وجه الفيصل دعوته) ليس ما قبله وإن بمقدور الرياض وطهران ايجاد تفاهمات الحد الادنى، التي اذا ما تم التوقيع عليها، فإنها كفيلة بإطفاء المزيد من الحرائق والحؤول دون اخرى وربما ينجحا في النهاية بالتجسير على خلافاتهما إزاء ملفات اخرى.. نحسب انهما باتا الان اكثر جاهزية للبحث فيها وتقديم التنازلات (المتبادلة بالطبع) ازاءها، بعد ان وصلت الامور-أو كادت - الى نقطة اللارجعة، وظهرت مؤشرات الى انهما يرميان بثقلهما في الساحات والميادين، في لعبة كسر عظم بدت في مرحلة ما وكأنها بلا نهاية..

بدوره، وفي الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ الدعوة السعودية المفتوحة للحوار والتفاوض مع إيران، تفتح “كوة” في الجدار السميك الذي يباعد ما بين ضفتي الخليج .. وإن سارت الأمور بين القطبين الإقليميين على ما يرام، فثمة ما يدعو للتفاؤل بإمكانية “حلحلة” الكثير من الملفات والأزمات الإقليمية المتفجرة، بدءاً باليمن والبحرين، مروراً بالعراق وسوريا، وليس انتهاءً بلبنان. لكن ارتفاع منسوب التفاؤل بهذا التطور/ الاختراق المهم في المشهد الإقليمي، لا ينبغي أن يدفع لرهانات متعجلة وسريعة.. فالفجوة التي تباعد العاصمتين ما زالت واسعة، بل ويمكن وصفها بـ “القاتلة”.. لكن الجديد هذه المرة، أن البلدين قررا الانتقال من خنادق “حروب الوكالة” إلى موائد الحوار والتفاوض، وهذه بداية يمكن الرهان عليها والتفاؤل بها.

واعتبر عبد الباري عطوان في "رأي اليوم" الإلكترونية، أنّ قرار السعودية بالتقارب مع ايران أربك حسابات مجموعة أصدقاء سورية، وأنّ عزل الامير سلمان شقيق بندر وذراعه الايمن تصفية لإرث الاخير واعادة النظر كليا في الملف السوري. ولم يستبعد أن يكون قرار السعودية بإلغاء الاجتماع الطارئ الذي طلبت عقده في الرياض يوم الاثنين الماضي لوزراء الخارجية العرب، وأثار العديد من علامات الاستفهام، يعود الى هذا التغيير المفاجئ في الموقف السعودي المتشدد تجاه ايران.

وأضاف الكاتب أنّ من الواضح أن السلطات السعودية قررت التخلي عن سياساتها التصعيدية السابقة التي استمرت ثلاث سنوات تجاه سورية، وتصفية إرث بندر بن سلطان وسياساته التي تمثلت في إنشاء ودعم جماعات اسلامية متشددة لتسريع الاطاحة بالنظام السوري بأسرع وقت ممكن، وهي السياسات التي اعطت نتائج عكسية تماما، ووضعت المملكة في خانة ما يسمى بدعم الارهاب. ورأى عطوان أنّ التقارب السعودي مع ايران يعكس الرغبة في التوصل الى تفاهمات اقليمية جوهرية حول القضايا الخلافية بين البلدين وأولها الأزمة السورية.. وأنّ المفاجآت السعودية ستحدث حالة من الارتباك في اجتماع منظومة أصدقاء الشعب السوري اليوم في لندن حتما، وهي مرتبكة أصلا، وربما تصيب المعارضة السورية المسلحة بحالة من الاحباط من النوع الثقيل.

وأكد  الكاتب أن الرئيس بشار الاسد وجه صفعة قوية لهذه المنظومة، عندما تحدى قرارها، وقرارات مؤتمر جنيف الاول بقرار اجراء انتخابات رئاسية في موعدها سيفوز فيها حتما لسبع سنوات قادمة، مما يعني أنّ البند الثامن الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة تتولى السلطة في سورية بات لاغياً. وبينما تعيش هذه المنظومة حالة من انعدام الوزن، فإن النظام السوري في المقابل يعيش أفضل أيامه. وتوقع الكاتب أنّ اجتماع لندن اليوم هو الاخير أو ما قبل الاخير في أفضل الأحوال، بعد أن استنفذت أغراضها، وفشلت في تحقيق الاهداف التي أنشئت من أجلها، وما لقاء أوباما غير المبرمج مع الجربا في اليوم الاخير لزيارته لواشنطن إلا من قبيل جبر الخواطر. وكرر الكاتب أنّ الحل السلمي للأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مفاوضات وتفاهمات بين الطرفين الاهم والاكثر فاعلية فيها؛ السعودية وايران، ويبدو أن إعادة ترتيب البيت السعودي الذي يتجسد في التغييرات الاخيرة في المناصب العليا في وزارة الدفاع ودعوة وزير الخارجية الايراني لزيارة المملكة أحد المؤشرات في هذا الصدد.

وفي مقاله في الوطن العمانية: السعودية وإيران، اعتبر زهير ماجد أننا ذاهبون لا محالة إلى التفاهم، وقد بانت علاماته، هي حكمة قيادتي البلدين في تغيير صورة المنطقة وإغلاق ابواب المآسي التي تضربها. يتطلع عالمنا إلى هذا التاريخ باعتباره متغيرا كبيرا ستبنى عليه آمال شعوب تود الخروج من الظلام الضاغط على نفوسها الخائفة دوما من غد تراه مجهولا، بل مخيف أيضا.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.