تم تكليف الفنان جهاد سعد مؤخراً بإخراج مسرحية عرض افتتاح الدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010والتي ستعرض في (28 كانون ثاني 2010) .. حول هذا الحدث كانت لنا معه هذه الوقفة حيث استهل حديثه بالقول:
سأقوم بإخراج مسرحية عرض افتتاح (الدوحة عاصمة الثقافة العربية لعام 2010) بالمشاركة مع فرقة إنانا ، نص هو بيت الحكمة الذي يتحدث عن المأمون ابن هارون الرشيد عندما أسس بيت الحكمة فكان تجمعاً للشعراء والمفكرين والعلماء والفلاسفة في عصر المأمون .. بيت الحكمة يتحدث عن النهضة الفكرية العربية وعن الامكانيات المقدمة لأهل العلم والفن في سبيل إحياء الأمة والنهوض بالفكر فيها .
تصميم رقصات العرض جهاد مفلح ، النص لياسر أيوبي ويشارك في هذا العرض الكبير مجموعة من النجوم والممثلين السوريين والقطريين ، وقد بدأت التحضيرات في الشهر الماضي ، وسنبدأ التدريبات في دمشق خلال الأسبوع القادم .
ـ ما الذي تحاول تقديمه من خلال العرض ؟
سنحاول أن يكون هناك علاقة عضوية على خشبة المسرح مابين الدراما والرقص ، فلن تأتي الدراما لوحدها وإنما هناك عرض مسرحي ومن ضمنه لوحات راقصة في جو درامي ، إضافة إلى أننا سنضع شاشة سينما يُعرض عليها بعض الأحداث والمعارك التي تجسد معارك المأمون ، ومما سنبرزه رحلة الساعة التي أهداها هارون الرشيد للملك شارلومان في ألمانيا .. سيكون هناك علاقة بين الدراما والحركة والرقص ضمن ديكور يعتمد على تجريد المكان من مكانيته ووضع موتيفات أو تيمات معينة لأن هناك تحريكاً للديكور أثناء العرض .
ـ ضمن إطار الانسجام ما بين الرقص والدراما .. إلى أي مدى سيكون الممثل منصهراً ضمن هذه البوتقة في وحدة متجانسة ؟
عموماً أنا أعمل في المسرح على الحركة والتعبير الجسدي ، وهنا لن ينطبق هذا الأمر مئة في المئة على شخصيات مثل هارون الرشيد والمأمون وبقية المجلس ، ولكن هناك حركة رشيقة ينبغي أن تتوفر فيمن سيكون ممثلاً في العرض لأني سأعتمد (ميزانسين) غير جامد وغير عقيم وغير ثابت على الخشبة ضمن تكوينات ثابتة .. سيكون هناك حركة ليكون هناك نبض من هذه الحركة يتواتر مع نبض الرقص فعندما يحدث تصعيد في الرقص يستلم الممثل الحركة من الرقص وتعود إليه ، وهذا يندرج على السينما فستنبع السينما من داخل روح العرض وتعود إليه ، سيكون هناك وحدة حركية ، فالعمل متكامل وسيكون العرض عبارة عن مسرح راقص وليس رقصاً مسرحياً .
ـ العمل المتكامل يضم مجموعة من العناصر من بينها الإضاءة والموسيقا والديكور .. فماذا عنها ؟
الموسيقا سيقوم بتأليفها الفنان الموسيقي محمد هباش وفكرة الديكور يعمل عليها الفنان د.سمير أبو زينة وسيكون المسرح عبارة عن مكان يدور حسب خط سير الأحداث وسيكون دورانه مع عقارب الساعة دلالة على الزمن ، وهناك ديكور عملاق سيكون على خشبة المسرح حيث سيُقدم العرض أمام حوالي ألفي مشاهد ، فسيكون المسرح (بعرض 30م وعمق 30م) وسوف نستفيد من (عرض 16م وطول 16م) بشكل مربع يدور على الخشبة .
والإضاءة ستكون إضاءة درامية وبالوقت نفسه ستتوافق مع جو الرقص ، سيكون هناك طابع خاص للعرض ولكن الأساس فيه هو الدراما والرقص الدرامي ، فالدراما ستصب في الهدف الأعلى لبيت الحكمة وهو الاهتمام بالثقافة والفنون والعلم والفكر وحرية التعبير ، أضف إلى ذلك التأثير الثقافي الكبير في الغرب .
ـ كيف تم التعامل مع النص ؟
كتب النص الأستاذ ياسر الأيوبي بإشراف الدكتور محمد قجة عبر استشارة درامية تاريخية وعملت على النص لأكثر من شهر لتحويله من نص مكتوب على الورق إلى رؤية مسرحية واشتغلت على النص مع الكاتب ياسر الأيوبي ومع الكاتب القطري حمد الرميحي الذي أتى إلى سورية في ورشة عمل تأسيسية في إطار تأليف النص ، وسيكون هناك الخط الأخير الذي يُكتب فيه النص وهو الإخراج على خشبة المسرح .
