تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

لبنان: فراغ رئاسي.. متكرر!!

 عنونت الشرق الأوسط: لبنان بلا رئيس.. للمرة الرابعة.. سليمان يطرح في رسالة الوداع تعديلات دستورية تعزز صلاحيات رئاسة الجمهورية.

وأفادت أنه لم تقع المعجزة التي أملها نواب فريق «14 آذار»، ودخل لبنان مع نهاية يوم أمس الفراغ الرئاسي، بعدما عجز البرلمان عن الالتئام لانتخاب رئيس جديد للبلاد يخلف ميشال سليمان الذي غادر القصر الجمهوري بعد ظهر أمس مستبقا انتهاء ولايته منتصف الليل، معلنا عدم تسليمه المنصب لخليفته، علما أنه هو نفسه لم يتسلم منصبه من أحد عند انتخابه عام 2008. ونزل نواب فريق «14 آذار» إلى البرلمان في محاولة أخيرة لتفادي شغور منصب الرئاسة، من دون أن يلاقيهم نواب تكتل «الإصلاح والتغيير» و«حزب الله».. وضمّن الرئيس سليمان رسالة «الوداع» التي وجهها إلى اللبنانيين اقتراحات تعديل دستورية تعزز صلاحيات موقع الرئاسة. وتترقب الأوساط اللبنانية مسار الأمور خلال الأسبوع المقبل، لمعرفة ما إذا كان الشغور سيتحول إلى فراغ كامل، بإطاحة فريق «8 آذار» الحكومة التي انتقلت إليها صلاحيات الرئيس.

وتحت عنوان: قصر بعبدا يودّع سليمان ويسقط في «لعنة الفراغ»، أفادت صحيفة الحياة أنّ الرئيس سليمان غادر القصر الرئاسي في لبنان الى منزله، مخلفاً وراءه فراغاً في الموقع الأول في الجمهورية وإرثاً سياسياً سيصعب على الطبقة السياسية وعلى خَلَفه مهما طال اختياره، تجاهل جدول الأعمال الطويل الذي يتضمنه، بدءاً باستعادته مبدأ دستورياً وتقليداً سياسياً كاد اللبنانيون أن ينسوه، وهو أن رئيس الجمهورية يغادر السلطة بانتهاء ولايته، بعدما افتقدوه مدة 24 سنة، حين تم التمديد مرتين لولايتي كل من الرئيس الراحل الياس الهراوي وإميل لحود، نصف ولاية (3 سنوات) لكل منهما، بتعديل دستوري لمرة واحدة إبان النفوذ السوري. وسقط القصر في «لعنة الفراغ»، وأصبح لبنان في عهدة حكومة «المصلحة الوطنية».

وكان لسليمان، الذي أصرّ على مغادرة القصر الجمهوري مبتسماً قبل 9 ساعات ونيف من انتهاء ولايته منتصف ليل أمس الى منزله الخاص، في خطوة رمزية اعتبرها المراقبون تأكيداً منه على أنه ينتظر اختتام عهده، الى حد أنه ردد في الآونة الأخيرة رغبته في تقصيره بدل تمديده، وداع سياسي ورسمي مؤثر.

وأطلق سليمان خلال حفل الوداع مواقف سياسية دأب على اعلانها منذ أكثر من سنة، لا سيما لجهة مطالبة «حزب الله» بالانسحاب من سورية، وتحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية، وسيادة الدولة وحدها على شؤونها كافة، وبناء استراتيجية للدفاع عن لبنان حصراً، مضيفاً اليها اقتراحات بإجراء تعديلات دستورية تعزز صلاحيات الرئاسة الأولى. وهي اقتراحات تشمل استعادة حق الرئيس بحل البرلمان.

وطبقاً لتقرير الحياة، جاء اليوم الرئاسي الطويل أمس عشية عيد «التحرير والمقاومة»، لمناسبة الذكرى الـ14 للانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والبقاع الغربي عام 2000، الذي سيلقي الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله كلمة في سياقها اليوم خلال احتفال حزبي في مدينة بنت جبيل الجنوبية. وإذ أجرى سليمان جردة بإنجازات عهده، فإنه دعا إلى تنفيذ مقررات هيئة الحوار الوطني والى «مراجعة الاتفاقات المعقودة مع سورية» وتعزيز دور السفارتين في البلدين والى تعزيز الحوار الداخلي.

واعتبرت جويس كرم في مقالها في الحياة أنّ دخول لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي مرتبط بفشل الطبقة السياسية اللبنانية من اتمام مسؤولياتها وغرقها بالانقسامات الحزبية والفئوية، وبالتالي المساهمة في نقل الاستحقاق الرئاسي الى الملاعب الاقليمية والدولية بانتظار تفاهم أكبر يوصل أحدهم الى كرسي بعبدا... نقل الكرة الرئاسية اللبنانية الى الملعب الخارجي يعني استمرار الفراغ في المدى المتوسط وحتى الطويل في حال ارتأت هذه القوى ذلك أو في حال اتسع الشرخ الاقليمي. فلا الخلافات  مع ايران سيتم حلها قريبا، ولا الحرب في سورية ستنتهي أو ستنقلب المعادلة فيها رأسا على عقب في المدى المنظور. وختمت الكاتبة: الفراغ وانعكاساته الأمنية والسياسية مسؤولة عنها الطبقة السياسية اللبنانية بجميع اصطفافاتها وولاءاتها. فعندما تظلل الطريق الى بعبدا معادلة “أنا أو لا أحد” ولو كان ذلك على حساب اقتصاد متهالك وسياحة معدومة وأزمة لاجئين خانقة وأمن على كف عفريت، فالفراغ هو أقل ما يمكن توقعه من طبقة سياسية قصيرة النظر وقيادات مهووسة بالسلطة ولو جاءت عن طريق الخارج.

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية أنّ أزمة لبنان في نظامه السياسي وتتجلى بأشكال مختلفة سياسية وطائفية واجتماعية، وعلّة هذا النظام أنه يقوم على أساس طائفي ومحاصصة ومحسوبيات، وتعمل قواه السياسية المستندة في الأساس إلى مفهوم طائفي ومذهبي على عرقلة أية إصلاحات جدية تُعلي من شأن المواطنة والانتماء الوطني على حساب الدين والطائفة.. أزمة "الشغور الرئاسي" والأزمات الحكومية، والاحتقانات الطائفية والمذهبية وعدم الاستقرار، سوف تتكرر بين فترة وأخرى، ما لم يتم الاتفاق على إلغاء الطائفية السياسية وفقاً لنص الدستور، ووضع قانون انتخابي عصري يحقق تمثيلاً عادلاً خارج القيد الطائفي والمذهبي.

وجاءت افتتاحية الوطن العمانية، بعنوان: عيد النصر العظيم. وافادت أنّ اللبنانيين ومعهم أبناء أمتهم العربية يحتفلون اليوم بعيد المقاومة والتحرير، عيد النصر العظيم على العدو الاسرائيلي، وهو يوم مشهود في التاريخ العربي المعاصر باعتباره صنع تغييرا استراتيجيا في طبيعة المعارك التي خاضتها اسرائيل ضد العرب... واذا كانت معركة العام 2006 والتي كان فيها حزب الله متواضع العدد والقدرة قد أوصل الأمور الى هزيمة اسرائيلية نكراء، فكيف سيكون عليه الحال اليوم إن وقعت معركة جديدة وقد بلغ الحزب مبلغا هائلا من القدرات والأعداد البشرية، بل باتت إسرائيل كلها مفتوحة أمامه مثل صحن مكشوفة كل جوانبه ومحتوياته.

واعتبرت الصحيفة أنه في عيد المقاومة اللبنانية اليوم، يفترض بالعرب التباهي بوجود مثل هذه الإمكانية والقدرة الكبيرة التي تعطي الأمل بإمكانية تغيير المناخات السائدة لمصلحتهم إن هم اعتمدوا عليها ومنحوها الثقة والغذاء الذي تحتاجه والاحتضان الضروري المادي والمعنوي .. فهي سبيلهم الوحيد لإعادة الاعتبار إليهم، ومن أجل استعادة الحقوق العربية المغتصبة، وليس غير المقاومة من يحقق هذه الغايات.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.