تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

غطاء عربي – أوروبي لانتخابات مصر:

 بانتظار الإعلان الرسمي عن نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية يوم الاثنين المقبل على أبعد تقدير، تستعدّ مصر للدخول في مرحلة جديدة عنوانها عبد الفتاح السيسي، بعدما سلّمت القوى السياسية كافة بالواقع الجديد الذي أفرزته نتائج التصويت، برغم التشكيك العام في الأرقام المبالغ فيها حول نسبة الإقبال على التصويت، وما شاب العملية الانتخابية من انتهاكات وتجاوزات سارعت منظمات المراقبة العربية والدولية إلى التقليل من أهميتها.

وفور اكتمال المشهد الانتخابي غداة الكشف عن المؤشرات النهائية لنتائج الانتخابات الرئاسية، والتي حقق فيها السيسي فوزاً ساحقاً بحصوله على نحو 93 في المئة من الأصوات الصحيحة، بادر مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي إلى عقد مؤتمر صحافي، أكد فيه احترامه لإرادة الشعب المصري، برغم تسجيل اعتراضه على العيوب الخطيرة التي شابت العملية الانتخابية، فيما حدّد الخطوط العريضة لعلاقته المستقبلية مع نظام السيسي، عبر تأكيده أنه لن يقبل أي منصب رسمي بالتعيين، داعياً في الوقت ذاته إلى فتح صفحة جديدة بعيداً عن الكراهية والانتقام.

وبحسب المؤشرات النهائية فإن إجمالي عدد المقترعين، خلال ايام الاقتراع الثلاثة، بلغ 25 مليوناً و319 ألفاً و897 صوتاً، لتصل نسبة المشاركة الإجمالية بذلك إلى 47.7 في المئة. وإذا ما ثبتت هذه الأرقام بشكل رسمي، فسيكون السيسي قد تجاوز في عدد الأصوات الرئيس المعزول محمد مرسي في انتخابات العام 2012 بأكثر من 10 ملايين صوت. وفيما قوبلت الأرقام المعلنة بتشكيك واسع، خصوصاً في ما يتعلق بنسبة الإقبال على التصويت، فإن بعثتي المراقبة التابعتين للجامعة العربية والاتحاد الأوروبي أكدتا عدم وجود انتهاكات مؤثرة في نتيجة الانتخابات.

وأصدرت حملة المشير عبدالفتاح السيسي بياناً صحافياً، وجّهت خلاله رسالة شكر وتقدير إلى "الشعب المصري العظيم"، كما أشادت بحمدين صباحي، واصفة إياه بـ"نموذج وطني محترم"، أفادت صحيفة السفير.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، يمهد الرئيس المؤقت عدلي منصور، الطريق لتولي السيسي كرسي الرئاسة بلا مشكلات. فهو حتى ظهور النتائج رسمياً، ينتظر انتهاء مشروعي قانوني البرلمان ومباشرة الحقوق السياسية ليصدرهما ويصدّق عليهما قبل مغادرة القصر، فيما بدأت الحكومة إجراءات فرض الضرائب الجديدة استباقاً لوصول المشير، حتى لا تسبب إحراجاً له مع عدة فئات. وفي ملخص الصورة، أصبحت الرئاسة تستعد لاستقبال السيسي بعد إنهاء ترتيبات قد يمكن أن تؤدي إلى إحراجه، كذلك جرت تحريات أمنية بحق صحافيي الرئاسة وأجرتها جهات سيادية استبعدت عدداً من الإعلاميين بعدما طلبت منهم ملء بطاقات تعريف ذاتية فيها أسماء أقربائهم حتى الدرجة الثانية وطبيعة عملهم. كذلك جاء الاستبعاد بحق صحافيين يعملون في صحف مصرية وآخرين لمصلحة وكالات أجنبية، علماً بأن الاستبعاد لم يكن لأنهم متعاطفون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة طبقاً لقرار حكومي، بل لوجود من لهم ميول إسلامية في قرابتهم.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ فوز السيسي الساحق دليل قاطع على شعبيته الجارفة، وفيما يبدو أن هذه الشعبية تعد حملا ثقيلا عليه، فهو لا يريد أن يخذل من حملوه أمانة هذا الوطن، فالشعب المصري عقد عليه آمالا كبارا؛ كي ينجو بهم من فشل اقتصادي مترنح يعاني منذ عقود.. أيضا عودة الأمن والأمان. ويبقى أمام الرئيس القادم التحدي الآخر، وهو السياسة الخارجية، فهو قادر بحنكته وخبرته المخابراتية السابقة، وقراءته الجيدة لخارطة السياسة العربية والعالمية، على العودة بمصر إلى مكانتها الدولية في محيطها العربي والعالمي.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.