تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر.. والمرحلة الجديدة:

      خرق "الإخوان المسلمون" يوم أمس هدوء ما بعد الانتخابات الرئاسية، عبر تنظيم تظاهرات محدودة، شهد بعضها مواجهات بين مناصري الجماعة ومؤيدي الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي.

وتوعد تنظيم "أنصار بيت المقدس" بشن هجمات جديدة على القوات المسلحة، في ما بدا رداً على قرار أصدره الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور بإلغاء قرارات بالعفو أصدرها الرئيس المعزول محمد مرسي لمصلحة إسلاميين متشددين. في هذا الوقت، تواصل اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية استعداداتها للإعلان عن النتيجة الرسمية للانتخابات، لتبدأ بعدها الاستعدادات لمراسم التسلم والتسليم بين السيسي ومنصور. وتلقت اللجنة أمس عدداً من الطعون من قبل وكيل المرشح حمدين صباحي والمجلس القومي لحقوق الإنسان، وهي طعون تبدو شكلية وغير مؤثرة في النتائج النهائية، التي قررت اللجنة العليا إعلانها قبل موعدها المحدد في الخامس من حزيران المقبل، وذلك لكي لا يتزامن هذا الإعلان مع ذكرى نكسة العام 1997.

دولياً، هنأ الرئيس بوتين السيسي، في اتصال هاتفي، بالتقدم الكاسح الذي حققه في انتخابات الرئاسة. وأوضح المكتب الصحافي للكرملين أن السيسي وبوتين أعربا عن ثقتهما "بتواصل تقدم أواصر الصداقة الراسخة بين روسيا ومصر في المجالات كافة". وأشار الكرملين إلى أن الطرفين اتفقا على استمرار الاتصالات الكثيفة في ما بينهما، وتبادل الزيارات على أعلى المستويات. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان "فرنسا تتمنى له (السيسي) النجاح في إنجاز مهمته الكبيرة".

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ «التفويض الانتخابي» الذي كان من المفترض ان يحصل عليه المشير عبد الفتاح السيسي من الانتخابات الرئاسية، جاء أقل كثيرا من المتوقع، باعتراف النظام نفسه... لقد تركت الانتخابات الرئاسية المجتمع المصري اكثر انقساما مما كان عليه، كما يتضح من نسب المشاركة، كما ان الدولة فشلت بامتياز في الحفاظ على حيادها... وبين مطرقة الاقتصاد وسندان الشعبية والامن، سيجد السيسي نفسه مقيدا بأجندة خارجية وضغوط داخلية قد تمنعه من الذهاب بعيدا في أحلامه، بل وقد تحوله من رئيس كامل الصلاحيات الى «قائم بالأعمال» ليس مسموحا له بتغيير المسار أو حسم اي ملفات باستثناء استئناف تيار الاسلام السياسي، ما عدا التيار السلفي المدعوم من بعض دول الخليج. وختمت بأن النجاح او الفشل سيعتمد على عوامل عديدة متداخلة، الا ان نتيجة الانتخابات تظهر بوضوح ان استراتيجية الاعتماد على وسائل الاعلام لخلق حالة من تزييف الوعي الجمعي، فد اثبتت فشلها، واذا اصر النظام على اعتمادها كما بدا الحال في اللقاءات الاعلامية الاولى للمشير فانه يكون قد رسم بيديه خارطة جديدة للفشل.

بالمقابل، رأت كلمة الرياض أنّ مصر تستعيد حياتها. وأوضحت أنّ عبدالفتاح السيسي، وإن لم يحكم عليه في سنواته الأولى أمام أثقال ستين عاماً مضت، لا يمكنه أن يغير معالم الأشياء في عام أو عامين، ولكنه مطالب بخيارات فريق عمل حكومي يستجيب للتحديات والمهمات الثقيلة في القضاء على الفقر وتحريك دولاب التنمية وإصلاح هيكل التعليم ومؤسسات الحكم المدني، إلى آخر السلسلة الطويلة التي تحتاج إرادة الرجال وصبرهم، وتقديمهم أنفسهم أمام امتحان وطني شديد التعقيدات والحساسيات. مصر غنية برجالها، وهي تخطو نحو بلورة نمط جديد لوطن يولد من جديد.

واعتبرت افتتاحية الوطن السعودية أن مصر مقبلة هذه الأيام على تحديات كبيرة على مستوى الأمن الوطني. فكل المؤشرات تدل على أن ضامري الشر لها سيعملون كل ما بوسعهم من أجل إفساد الفرحة التي تعيشها أرض الكنانة عقب الإجماع الكبير والانتصار الساحق الذي حققه المشير عبدالفتاح السيسي في السباق الرئاسي. ورأت الصحيفة أنّ الرسالة التي يجب أن يواصل المصريون إرسالها إلى الجماعات الإرهابية وكل من يضمر الشر للمحروسة، تكمن في التفافهم حول قيادتهم الجديدة، ومد يد العون لها للقضاء على كل شخص يرى نفسه أنه في موقف الند للدولة، إرساء للأمن ونشدا للاستقرار والرخاء الاقتصادي الذي طالما حلم به كل مصري.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.