تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مصر في نفق الضغوط الاقتصادية وإحياء الدور الخارجي!!

 يستعدّ الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي لتسلم مهام منصبه في مراسم رسمية تبدأ صباح يوم الاحد المقبل، بقسم اليمين أمام قضاة المحكمة الدستورية العليا، وتستكمل باحتفالين في قصري الاتحادية والقبة، بحضور وفود رسمية عربية وأجنبية.

وأعلن نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار ماهر سامي أن مراسم أداء اليمين ستجرى بحضور المستشار عدلي منصور بوصفه رئيس الجمهورية المؤقت، ورئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، ووزراء الحكومة الحالية بكامل تشكيلتها، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والعديد من الشخصيات العامة والسياسية، يتقدمهم الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس «لجنة الخمسين» عمرو موسى. ومن أبرز المدعوين ملك السعودية ورئيس دولة الامارات والرئيس الايراني حسن روحاني والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فيما تحدثت تقارير صحافية عن استبعاد أربع دول عن مراسم التنصيب، وهي تركيا وقطر وإسرائيل وتونس.

من جهته، قال المتحدث باسم مجلس الوزراء حسام قاويش إن الحكومة ستتقدم باستقالتها للرئيس الجديد عقب أدائه اليمين أمام المحكمة الدستورية.

وقبل مغادرته قصر الاتحادية، ألقى الرئيس المؤقت عدلي منصور خطاباً وداعياً، بثه التلفزيون الحكومي، وقد شدّد فيه على أن «التاريخ الذي عرف مصر موحدة منذ ايام الملك مينا سيذكر لشعبها أنهم حالوا دون سقوط أقدم دولة مركزية في التاريخ». وقال منصور: «أسلم مصر اليوم للرئيس الذي ائتمنه الشعب على المسؤولية، ربما ليست في الوضع المنشود، ولكنها بلا شك أفضل حالاً مما كانت عليه في 30 يونيو». وشدّد منصور على ان مصر «لن ترى احتكاراً للوطن أو الدين بعد اليوم، ولن يساوم أحد الشعب مرة أخرى على الخبز مقابل الكرامة ولا الأمن مقابل الحرية».

ووجه عدلي منصور رسالة إلى السيسي، هي عبارة عن مجموعة نصائح، جاء فيها: «أحسن اختيار معاونيك فهم سندك، وتحسّب من جماعات المصالح، وأوصيك بالمرأة المصرية خيراً، وإنّ القضاء الشامخ هو الحصن المنيع فالعدل أساس الملك، وأوصيك بالشعب الصابر خيراً، وأتمنى لك التوفيق بمساعدة شعب مصر».

في المقابل، تم تسريب رسالة من الرئيس المعزول محمد مرسي، دعا فيها المصريين الى «استكمال الثورة» واصفاً تنصيب السيسي رئيساً لمصر بأنه «مسرحية».

وأكد البيت الابيض، أن أوباما سيتحدث خلال الايام المقبلة إلى السيسي. وأضاف أن واشنطن تتطلع إلى العمل مع السيسي «لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية والمصالح العديدة بين واشنطن والقاهرة».

وفي الرأي الأردنية، اعتبر د. فهد الفانك أنّ مصر هي التي تحدد الاتجاهات العربية المستقبلية، وما يحدث في مصر اليوم يؤشر إلى ما سيحدث في الوطن العربي غداّ.

واعتبرت افتتاحية القدس العربي أنّ «البرقية» السعودية للسيسي: أبعد من «التهنئة»، وتجاوزت الطبيعة البروتوكولية وخالفت كل الاعراف الدبلوماسية بين الدول ذات السيادة، اذ سمح العاهل السعودي لنفسه فيها ان يرسم علنا للرئيس المنتخب المسار الذي يجب عليه ان يسلكه داخليا، بالإضافة للدعوة دون تشاور مسبق مع اصحاب الشأن الى عقد مؤتمر لـ «المانحين» لمساعدة مصر، في مبادرة افتقرت الى الحساسية والمعرفة بطبيعة الشخصية المصرية، بل وتجاهلت ان مؤتمرات المانحين انما تعقد لمساعدة دول تعاني حروبا أهلية أو كوارث طبيعية أو انسانية، وليس بلدا يتمتع بما لدى مصر من مكان وامكانيات حتى في ظل أزمتها التي هي سياسية في جوهرها، وبالتالي لا ينفعها الا حل قائم على مقاربة سياسية. الا ان الاهم يبقى ما كشفته البرقية من تهافت على فرض الوصاية على النظام الجديد في مصر،.

ولعل الانفتاح المتبادل والمفاجئ بين القاهرة وطهران مؤخرا، بعد ترحيب الخارجية الايرانية بالانتخابات الرئاسية، والدعوة المصرية للرئيس حسن روحاني لحضور مراسم التنصيب، يكرس هذا التهافت السعودي. اما الهاجس الرئيسي الكامن وراء التهافت، فهو الاوضاع الداخلية الهشة في السعودية نفسها، والاحتياج الحقيقي الى تأمينها بتحييد خطر تجدد روح الثورة المصرية من منبعها. وبكلمات اخرى فان الدعم السعودي مرتبط بمدى الابتعاد عن ثورة يناير والاقتراب من عهد مبارك ورموزه.

وأوضحت الصحيفة أنّ برقية العاهل السعودي مثلت «فخا سياسيا» للنظام الجديد و«لائحة شروط مسبقة» لتقديم المساعدات، ما يستوجب رفضها عمليا استحضارا لقيمة مصر وقامتها، وانتصارا للكرامة والمصلحة الوطنية.

بالمقابل، اعتبرت كلمة الرياض أنّ الشعب المصري جدير بأن يحصل على جائزة صبره ووقوفه عنيداً وصلباً ضد من حاول حرف طريقه السوي، وأدرك أنه ليس وحده في ميدان المعركة، وإنما هناك أشقاء فاعلون مدركون لمسؤولياتهم التاريخية، والثمن بسيط حين تسخّر الإمكانات في سبيل معنى جليل هو حماية أمتنا وشعبنا العربي من أن يكون رهن إرادة الغير مهما كانت قوته ونفوذه..

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ في المنطقة عديد من الاستحقاقات الرئاسية، الجزء الكبير منها يشوبه نوع من الريبة وأكثر من ذلك؛ في مصر الوضع مختلف في الصورة جملة وتفصيلا.. الحالة السياسية في مصر يبدو أنها ستكون في أفضل صورها خلال وقت وجيز، بالطبع مع ضرورة "اجتثاث" كل صور الإرهاب، وداعميه، وأدواته، أياً كانوا. الحالة السياسية هي ذاتها التي قادت الشعب لأمر الجيش بضرورة الحفاظ على الدولة، والجيش بالمقابل امتثل للأمر. الناتج هنا، أن الحالة المصرية المتجسدة في مزاج الشارع المصري، هي من تحكم، وليس رئيساً بعينه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.