تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الرئيس الإيراني يزور أنقرة اليوم: «فرصة» روحاني و«عبء» أردوغان؟!

 تحت هذا العنوان، أفادت السفير أنّ الرئيس روحاني، يصل اليوم الى أنقرة في زيارة رسمية تستمر يومين يلتقي خلالها الرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.  الزيارة هي الأولى لرئيس إيراني لتركيا بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التركي لإيران بين 13 و16 شباط من العام 2011 أي قبل بدء الأزمة في سوريا بحوالي الشهر. وهي الزيارة الأولى لروحاني لتركيا منذ انتخابه رئيساً للجمهورية الإيرانية قبل عام، وبعد الزيارة التي قام بها أردوغان لإيران في 28 29 كانون الثاني الماضي.

وطبقاً للسفير، عرفت العلاقات التركية الإيرانية، خلال زيارة أردوغان إيران، دفعاً قوياً عبر التصديق على مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية ولا سيما على صعيد الطاقة. كما تم الاتفاق على تأسيس المجلس الأعلى للتعاون الثنائي، حيث ستُعقد أولى اجتماعاته في أنقرة برعاية روحاني وأردوغان. لذلك يتوقع أن يكون الشأن الاقتصادي أولوية في المحادثات من دون الجزم بما اذا كان سيتم التوصل الى تفاهم حول أسعار النفط والغاز الطبيعي المُصدّر الى تركيا، حيث يطالب الأتراك بتخفيض أسعاره. كما سيبحث الجانبان إمكان تصدير الغاز الإيراني الى أوروبا عن طريق خطوط النفط المارة بتركيا. وتعزيز العلاقات الاقتصادية حاجة للجانبين، وهي التي لم تتأثر كما الاتصالات السياسية بالأزمات الإقليمية التي كان الطرفان فيها على طرفي نقيض مثل المسألة العراقية والأزمة السورية.

وأضافت السفير: لا شك في أن الوضع في سوريا سيكون من أبرز الموضوعات التي سيتطرق اليها الجانبان؛ فقد بات معروفاً أن الإيرانيين لم ينجحوا في اقناع أردوغان، خلال زيارته الأخيرة لطهران، بتغيير موقفه المعادي للنظام في سوريا والداعم للمجموعات المسلحة المعارضة. ويكمن جانب من إيجابية إيران مع سلطة أردوغان بالذات في أن الصراع الذي يخوضه رئيس الوزراء التركي في الداخل منذ عدة شهور، هو مع جماعة فتح الله غولين، التي ينظر اليها الإيرانيون بعين الريبة نظراً لما يُحكى عن ارتباطاتها مع الولايات المتحدة واسرائيل. كذلك، فإن التعاون الأمني والاستخباراتي قائم بين البلدين حتى في أحلك ظروف التوترات الإقليمية. وجاء الخلاف التركي مع السعودية، منافسة إيران الأولى في المنطقة، ليجعل الإيرانيين أقل سلبية من سلطة «حزب العدالة والتنمية» على قاعدة: «عدو عدوي صديقي»، مع التوضيح أن إيران لا تنظر الى تركيا والسعودية على أنهما عدوان. لكن الزيارة تأتي وإيران في موقع أقوى اقليمياً ودولياً، إذ إن التوقعات بأن اتفاقاً يوشك على التحقق بين الإيرانيين والغرب وخصوصاً الولايات المتحدة بشأن الملف النووي، من شأنه أن يغير من المعادلات الإقليمية والدولية.

ومع أن تركيا بلد أطلسي (عضو في حلف «الناتو»)، غير أن معلومات صحافية تركية من واشنطن تشير الى أن أردوغان بات عبئاً على واشنطن، بينما تشكل إيران فرصة لها في المنطقة. وهذا يجعل من القدرة التركية على الحركة في المنطقة تتراجع كثيراً، ويفتح على علاقات تقاطع مصالح بين الولايات المتحدة وايران على قاعدة النديّة، ووفق مقولة «الكل رابح».

أما الخلاف بين الغرب وتركيا، فلا يزال قائماً حول تسهيل أنقرة حركة «الجهاديين» الأجانب، خصوصاً أن التحقيقات كشفت عن أن المسلح الذي هاجم المتحف اليهودي في بروكسل في 24 أيار الماضي قد مر في تركيا ذهاباً واياباً. بل إن هذه المصادر تشير الى أن أوباما، يحضّر منذ الآن، في حال التوصل الى اتفاق مع طهران، ليزور ايران في العام 2016 مع انتهاء ولايته؛ لتكون شبيهة في مفاعيلها بزيارة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، للصين في العام 1972 ، بخلاف ما بدأ عليه ولايته بزيارة هي الأولى له خارجياً وكانت لتركيا في العام 2009.

وختمت السفير أنه وفي ظل المشهد الإقليمي المتراجع لتركيا سواء مع مصر أو مع دول الخليج وبالتأكيد مع سوريا ومحورها، فإن لدى روحاني كل الظروف الملائمة ليمارس ضغوطاً على أردوغان في القضايا الإقليمية. لكن العبرة في تجاوب أردوغان والتراجع عن أوهامه وأخطائه، وهذا لا يزال موضع شكوك.

وفي الأخبار، اعتبر حسني محلي أنه من المتوقع أن تسفر الزيارة عن مؤشرات جديدة من أنقرة، وخصوصاً تجاه القضايا الإقليمية، وعلى وجه التحديد تجاه الأزمة السورية. وتتوقع المصادر الدبلوماسية أن يبحث روحاني مع نظيره التركي عبد الله غول ومع أردوغان تفاصيل التغيرات الإقليمية، وفي مقدمها انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً لمصر، وإعادة انتخاب بشار الأسد رئيساً لسوريا واحتمالات التقارب الإيراني الخليجي بعد زيارة أمير الكويت صباح الأحمد الصباح لطهران الأسبوع الماضي، وأخيراً الاتفاق النهائي الشامل للملف النووي الإيراني المرتقب خلال الشهر المقبل. وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أهمية توقيت قرار الحكومة التركية إعلان «جبهة النصرة» جماعة إرهابية، بالتزامن مع اتخاذ أنقرة عدداً من الإجراءات على الحدود مع سوريا لمنع دخول وخروج المقاتلين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.