تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«مونديال قطر 2022»: لا صيفاً .. ولا شتاءً؟

 قبل يومين من افتتاح «مونديال البرازيل 2014»، وعلى رغم توجه أنظار الكون إليه كأهم حدث عالمي حالياً، لم يغب «مونديال قطر 2022» المقرر بعد ثماني سنوات عن اهتمامات المعنيين بكرة القدم الذين جاؤوا إلى «ساو باولو» من 210 دول من مختلف أرجاء العالم لحضور مؤتمر الـ«فيفا» يومي 10 و 11 حزيران، ثم المباراة الافتتاحية في 12 منه. الأسئلة تطرح في كل الاتجاهات، لكن لا أجوبة حاسمة متوقعة خلال المؤتمر، أو قبل اختتام الـ«مونديال» كي لا تتأثر صورته سلباً.

من هذه الأسئلة: 1 ـ هل سيثبت الـ«مونديال» في قطر ويقام في فصل الشتاء؟ 2 ـ هل سيسحب منها وتتم إعادة التصويت؟ 3 ـ هل ما تناولته صحيفة «صانداي تايمز «البريطانية مؤخراً مجرد تشويه سمعة وافتراء على قطر، أم يتضمن بعضاً من الحقائق؟ 4ـ هل سيتأثر «مونديال روسيا 2018» في حال ثبوت تورط قطر؟

بالنسبة للسؤال الأول، فإن الإجابة جاءت عليه من رئيس الـ«فيفا» السويسري جوزيف بلاتر الذي أكد مرات عديدة استحالة إقامة الـ«مونديال» في فصل الصيف نظراً لارتفاع درجات الحرارة، ولم يكتف بذلك، بل قال إن منح قطر استضافة الـ«مونديال» كان خطأ كبيراُ، ليعود ويصحح انه كان يقصد بالخطأ الكبير الحرارة المرتفعة خلال الصيف فقط، مع تأييده لتنظيمه خلال الشتاء (...).

أحد الخبراء في عالم كرة القدم (رفض ذكر اسمه)، رد على كلام بلاتر حول إقامة الـ«مونديال» في الشتاء بسخرية، مستغرباً كيف يصدر مثل هذا الكلام عن رئيس يفترض فيه على الأقل معرفة أبسط القوانين، وقال لـ«السفير» في ساو باولو أمس ان «ملفات قطر والولايات المتحدة وأستراليا واليابان قدمت لاستضافة «مونديال 2022» في الصيف كما هو معتمد منذ 1930 وحتى الآن، وأي إجراء بنقل الـ«مونديال» من الصيف إلى الشتاء سيكون مخالفاً لدفتر الشروط، ما يتيح للدول الثلاث التي خسرت أمام قطر الطعن بقرار الـ«فيفا»، وإقامة دعوى لدى محكمة التحكيم الرياضية «كاس». ويؤكد الخبير أن الفوز في الدعوى مضمون مئة بالمئة، وهذا يعطي إجابة عن السؤال الثاني، حيث ستضطر الـ«فيفا» الى سحب التنظيم من قطر، وإعادة فتح باب الترشح وتحديد موعد جديد للتصويت.

أما بالنسبة إلى السؤال حول صحة ما نشرته «صانداي تايمز»، فيعتقد هذا الخبير أن أمرا مهماً قد تكشف لرئيس لجنة التحقيق ميكاييل غارسيا وقدمه في تقرير إلى «لجنة الأخلاق» أمس، لكن لن يتم الإفصاح عنه إلا بعد نهاية «مونديال البرازيل»، وثمة من يرى أن إدانة قطر بتقديم رشى إلى بعض أعضاء المكتب التنفيذي للـ«فيفا» باتت جاهزة، ما سيؤدي إلى سحب التنظيم منها وينهي النقاش حول نقله إلى الشتاء.

وفي هذا الإطار، جاء كلام رئيس «الاتحاد الأوروبي» الفرنسي ميشال بلاتيني الأسبوع الفائت في شأن تأييده إعادة التصويت في حال ثبوت ادلة على تورط قطر، ما يعطي إشارة ما حول الموضوع، وخصوصاُ أن بلاتيني أراد من هذا الكلام الدفاع عن نفسه من التهمة التي وجهتها اليه «صانداي تايمز»، وتضمنت جلوسه على مائدة العشاء الشهيرة في قصر الإليزيه مع الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا ساركوزي وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، والطلب منه التصويت لقطر. مع الإشارة الى أن بلاتيني اعترف علانية أنه صوت لقطر، لكن عن قناعة بملفها وليس استجابة لطلب أحد.

أما بالنسبة إلى السؤال الرابع، فثمة بعض التلميحات الى تورط روسيا أيضاً بتقديم رشى للتصويت لها باستضافة «مونديال 2018»، وحديث عن تعاون «روسي ـ قطري» لشراء الأصوات للملفين معاً، مع عدم استبعاد أن يكون ذلك من باب الضغط على روسيا بسبب موقفها من قضية أوكرانيا.

وفي حال اثبات تورط قطر وسحب التنظيم منها، وكذلك روسيا، فإن كرة القدم تكون قد تلقت أكبر الضربات الموجعة في تاريخها في عهد «الرئيس بلاتر» الذي يمهد لولاية جديدة من دون أن يجرؤ أحد على منافسته، أو على مجرد توجيه النقد اليه... فالكل في مؤتمر الـ«فيفا» يرفع يديه ويصفق.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.