تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

روحاني للأتـراك: استقرار سـورية مهم لكم:

 وجّـه الرئيس الإيراني حسن روحاني، من أنقرة أمس، رسائل عدة إلى تركيا حول ضرورة وقف دعمها للمسلحين في سوريا، عبر تأكيده خلال اجتماعاته مع نظيره التركي عبد الله غول ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان أن مكافحة الإرهاب في المنطقة يجب أن تكون أولوية لدى الجميع. ووجه روحاني، الذي بدأ زيارة رسمية إلى أنقرة على رأس وفد وزاري كبير، تحذيرا مبطنا إلى تركيا من أن عدم الاستقرار في المنطقة لا يخدم أحدا. وقال، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول، إن «إيران وتركيا، أكبر بلدين في المنطقة، عازمتان على محاربة التطرف والإرهاب»، مضيفا إن «عدم الاستقرار السائد في المنطقة لا يخدم أحدا، لا في المنطقة ولا في العالم».

وحول الوضع في سوريا ومصر، اعتبر روحاني أنه «من المهم أن يتمكن هذان البلدان من تحقيق الاستقرار والأمن، وأن يتم احترام تصويت شعبيهما ووضع حد للحرب وإراقة الدماء والاقتتال الأخوي». وشدد روحاني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أردوغان، على أن «أعمال الجماعات الإرهابية في سوريا يجب أن تتوقف فوراً من أجل أن يقرر الشعب السوري مصيره ومستقبله»، مشيراً إلى أنه بارك للرئيس بشار الأسد فوزه في الانتخابات الرئاسية.

واعتبر أن «بعض الدول الغربية نادمة على عدم دعم مبادرة إيران في الأمم المتحدة الداعية إلى مكافحة العنف والإرهاب»، مضيفا: «هناك تنسيق مع تركيا في إطار تفعيل دورها في مكافحة الإرهاب لدعم الاستقرار في المنطقة».

ووفقاً للسفير، وقع الطرفان 10 اتفاقيات في مجالات السياحة والاستثمار في البنية التحتية وتصدير الغاز الطبيعي وتطوير التجارة وتوحيد الاتصالات والتعاون في الحملة الدولية لمحاربة الإرهاب.

.... هوة وأمل في الخلوة النووية الأميركية ـ الإيرانية!!

في هذا الوقت، يبدو أن المفاوضين الإيرانيين والأميركيين حول الملف النووي الإيراني استطاعوا، خلال «خلوتهم» في جنيف، تذليل بعض العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي، وذلك بعد تحذير طهران من أن عدم التوصل إلى اتفاق قبل 20 تموز المقبل سيؤدي إلى تمديد المفاوضات ستة أشهر جديدة.

وعُقدت في جنيف «خلوة نووية أميركية ـ إيرانية»، برئاسة كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي ومساعد وزير الخارجية الأميركي وليم بيرنز. وعقد الاجتماع العلني الأول بين الطرفين من أجل تذليل العقبات التي تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي حول الملف النووي الإيراني قبل 21 تموز المقبل، حيث تنفد مهلة الأشهر الستة، ويصبح تمديد الاتفاق المرحلي الموقع نهاية العام الماضي إجباريا، إذا لم يتم الاتفاق على نص نهائي وشامل، يطوي الملف النووي الإيراني. والمرجح أن ينجز الإيرانيون والأميركيون صيغة أولية، لكسب الوقت، والذهاب إلى الجولة الخامسة من جولات الملف النووي، في فيينا مع روسيا والصين وألمانيا وفرنسا، وفرض ما تم التوصل إليه في الاجتماعات المقررة ما بين 16 و20 حزيران الحالي.

ويفضل الطرفان، لأسباب متباينة التوصل إلى اتفاق نهائي في الأيام المتبقية من مهلة الاتفاق المرحلي، وعدم الاضطرار إلى تمديد اتفاق جنيف، خوفا من التعقيدات التي قد تبرز في فترة التمديد لستة أشهر إضافية يتضمنها الاتفاق نفسه، وبسبب عناصر سياسية داخلية ضاغطة على الطرفين لإنجاز نص شامل قبل 21 تموز؛ «إذ رغم استمرار الهوة بين الطرفين، لا يزال الأمل كبيرا بالتوصل إلى اتفاق، قبل الشهر المقبل»، كما قال عراقجي، مضيفا: «كان المؤمل أن يتحقق الاتفاق النهائي في هذه المدة، ودون ذلك لا بد من تمديد اتفاق جنيف لمدة ستة أشهر أخرى لاستمرار المفاوضات». وقال عراقجي، بعد الاجتماع، إن «الحوار مع الولايات المتحدة جرى في أجواء ايجابية وكان بناء». وأضاف إن «المحادثات ستتواصل غدا (اليوم)».

ودافعت واشنطن عن المحادثات. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية إن المحادثات ضرورية بسبب «عدم إحراز تقدم كاف» خلال اللقاءات الماضية، مضيفة إن واشنطن ترغب في «القليل من الواقعية» في هذه المفاوضات.

وتقول مصادر ديبلوماسية إن اجتماع جنيف يأتي بعد سلسلة من الاجتماعات التي كانت تعقد كل أسبوعين، بين مفاوضين إيرانيين وأميركيين، بالإضافة إلى اجتماعات الخبراء من الدول الخمس الأخرى، ختمت السفير تقريرها.

وأبرزت النهار اللبنانية: أنقرة وطهران تتعهّدان التعاون لإنهاء النزاعات في المنطقة. وأوضحت: تعهد الرئيسان التركي عبد الله غول والايراني حسن روحاني أمس التعاون معاً من اجل وضع حد للنزاعات التي تعصف بالشرق الاوسط وخصوصاً النزاع في سوريا، المنقسمين حياله، وذلك لإعادة "الاستقرار" الى المنطقة. وصرح غول في مؤتمر صحافي مشترك في ختام محادثاته مع الرئيس الايراني: "نرغب معاً في انهاء المعاناة في المنطقة ونعتزم التوصل الى ذلك. ويمكن الجهود المشتركة لتركيا وايران أن تقدم مساهمة كبيرة في هذا المجال".

إلى ذلك، نقلت النهار عن أوساط ديبلوماسية غربية في جنيف، قولها إن الطريقة التي أعلن فيها عن اللقاء الثنائي في جنيف تشبه إعلان طوارئ، مشيرة الى أن الاميركيين والإيرانيين، وانطلاقاً من التعثر في جولات فيينا، أرادوا انقاذ هذه المفاوضات على وجه السرعة، خصوصا أن الوقت يسير بسرعة لغير مصلحة انتاج الحل النهائي المحدد في نهاية المرحلة التمهيدية أي 20 تموز المقبل، التي تم الاتفاق عليها في 24 تشرين الثاني من العام الماضي.  وقالت ان ثمة خوفاً لدى الطرفين وتحديدا ايران من تمديد مهلة التفاوض ستة أشهر اضافية في حال عدم التوصل الى اتفاق نهائي قبل 20 تموز، لما لذلك من انعكاسات على مصير المفاوضات برمتها.

وأبرزت الحياة: محادثات بين فرنسا وإيران الأربعاء حول ملف طهران النووي. ونقلت إعلان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين في الجزائر أن محادثات ثنائية بين فرنسا وايران حول الملف النووي لطهران ستجري الاربعاء من دون أن يحدد مكانها، مؤكدا بذلك ما سبق ان أعلنه عباس عرقجي كبير المفاوضين الايرانيين أن لقاء ثنائيا سيتم "على الارجح". وأضاف فابيوس "بعد هذه المحادثات، ستكون هناك ايضا محادثات بين الايرانيين والروس وربما ستكون هناك محادثات أخرى. في كل الاحوال، الاطراف الثلاثة الذين اعرفهم هم الاميركيون والروس والفرنسيون".

وفي الرأي الأردنية، لفت محمد خروب إلى هبوط الرئيس روحاني في مطار انقرة، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه مفاوضات ايرانية أميركية (ثنائية) في جنيف بناء على طلب أميركي (نعم أميركي)، ما يدفع للاعتقاد بأن تحالفات أو قل تحولات آخذة في التشكل والبروز، بعد أن «أعادت» إدارة أوباما تقييمها للازمة السورية، وبعد أن «اعترفت» سوزان رايس بأن واشنطن تزوّد المعارضة (المعتدلة حتى لا ينسى أحد، الهرطقات الاميركية) بالأسلحة والمعدات الفتاكة وغير الفتاكة.

كما لفت خروب إلى أنه لم يكن مفاجئاً إذاً– وان كان متأخراً– أن تضع حكومة اردوغان «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الارهابية بعد ان لم يعد امامها المزيد من الهوامش للقيام بمناورات، لهذا ستكون الازمة السورية على رأس جدول الاعمال، وايران المنتشية بنجاحاتها السياسية والدبلوماسية، وخصوصاً الميدانية (في سوريا تحديداً) ستدعو انقرة الى مزيد من الخطوات لإغلاق حدودها وعدم التدخل في شؤون سوريا والعمل على دعم حل سياسي ورفع الغطاء الذي توفره لمجموعة «معارضة الفنادق» التي ترعاها وتحتضنها بعد أن ثبت عقم الرهان عليها..

وتابع الكاتب: اللافت في كل ما يجري في المنطقة، ان الدول الثلاث غير العربية, ايران، تركيا، واسرائيل «تلعب» بلا توقف, تدافع عن مصالحها وخياراتها ولا تغلق ابواباً بالكامل او تفتحها على مصاريعها بل وفق ما تتطلبه مصالحها وبما يخدم تحالفاتها، باستثناء الانظمة العربية التي استقالت من عروبتها وما تزال تقرأ في الكتب القديمة وتستحضر حروب داعس والغبراء، وايران خصوصاً هي التي تراكم المزيد من الاوراق، وتسعى الدول الكبرى بل العظمى الى خطب ودها، فيما هي تحدد لنفسها خطوطاً حمراء لا تسمح لنفسها بتجاوزها، مثل برنامجها الصاروخي الذي رشح انه السبب الرئيس في «فشل» الجولة الاخيرة في فيينا بينها ومجموعة 5+1، وهو الذي دفع بواشنطن الى طلب الاجتماع الثنائي الذي بدأ اليوم، لأول مرة، منذ ثلاثين عاماً ونيف، أقله في شكل علني. فماذا عن برنامجها النووي؟ الاجتماع القريب (16-20) حزيران الجاري, سيكون مؤشراً على مدى النجاح او التقدم الذي احرزه الطرفان الاميركي والايراني.. أما العرب فهم في غيّهم.. سادرون.

وتحدث عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية عن نجاحات إيرانية متزامنة. واعتبر إن إيران تعود بقوة وزخم إلى مسرح عمليات الإقليم، بعد سنوات من العزل والحصار... مستندة إلى إرث من النجاحات، أهمها الصمود داخلياً وبناء عناصر القوة والاقتدار والاستقلال، وثانيهما، توسيع النفوذ في دول وعواصم عدة، ما جعل منها لاعباً لا يمكن الاستغناء عنه، أو تجاهل دوره في أي من أزمات المنطقة... هذه الوضعية لا تتوفر لأية دولة عربية، بمن فيها مصر المحاصرة بأزماتها، كما أنها لم تعد تتوفر لتركيا التي فقدت في ثلاث سنوات، زخم صعود أردوغان وحزب العدالة والتنمية في عشر سنوات... إنه الشرق الأوسط برماله المتحركة بسرعة واستمرار، حيث لا يبقى شيء حاله، وغالباً بين عشية وضحاها.

واعتبرت افتتاحية الوطن العمانية أن زيارة روحاني إلى تركيا تكتسب أهمية كبرى خاصة وأنها تأتي في ظل متغيرات سياسية واقتصادية لا تشهدها المنطقة فحسب، وإنما العالم بأسره، حيث خطورة تداعيات تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة جراء مؤامرة ما سمي “الربيع العربي” وضلوع دول إقليمية وعربية وغربية بصورة مباشرة في دعم هذا “السونامي” المركب من الفوضى والإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول العربية التي يعصف بها هذا “السونامي” الذي راح يتحسب لتداعياته وارتداداته كل من راهنوا على الإرهاب والفوضى والتدخل في الشأن الداخلي سبيلًا للوصول إلى مآربهم نتيجة نظرتهم الضيقة المنحصرة في الأطماع واستعمار الدول واستعباد الشعوب واستلاب ثرواتها ومقدراتها.... ولأن الدول العربية وإيران وتركيا لديها تطلعات متشابهة لمعالجة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وبخاصة على الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، فإن الدور الإيراني ـ لا سيما بعد الانفراجة الحاصلة في الملف النووي بين طهران والغرب ـ يمكن أن يفتح قنوات دبلوماسية وسياسية من شأنها أن تعيد الاستقرار والأمن في ربوع المنطقة والعالم.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.