تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

شبح بوتين يخيّم على أوروبا

 دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، إلى ضرورة السعي لوقف إطلاق النار بين القوات الحكومية والانفصاليين في أوكرانيا، وبدء محادثات بشأن مستقبل البلاد. وتأتي دعوة لافروف في وقت أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية أن موسكو تجري مناورات عسكرية في منطقة كالينينغراد الواقعة في أوروبا، «شبيهة» بتلك التي يجريها حلف شمالي الأطلسي على حدودها مع دول البلطيق.

من جهته، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك ــ فالتر شتاينماير أن كل الأطراف الأوكرانية باتت «مستعدة» للتحرك من أجل وقف التصعيد. وقال شتاينماير: «لاحظت أن كل الأطراف مستعدة للتحرك من أجل وقف تصعيد الأزمة في أوكرانيا»، مستدركاً في الوقت ذاته: «لا أقول إننا توصلنا إلى حلّ للأزمة، لكنّ أجواءً جديدة حلّت محل التصعيد».

إلى ذلك، انتهت محادثات استمرت ثماني ساعات بين روسيا وأوكرانيا والمفوضية الأوروبية، من دون اتفاق على حل خلاف بشأن أسعار الغاز، ما أثار مخاوف من توقف الإمدادات، طبقاً لصحيفة الأخبار.

وفي الحياة، وتحت عنوان: شبح بوتين يخيّم على أوروبا، كتب أحمد دياب أنّه في ضوء نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة، إن «شبح بوتين» يخيم على أوروبا. فمنذ توليه الرئاسة رسمياً في آذار 2000، عمد بوتين إلى تغذية الشعور القومي في الداخل، والسعي لاستعادة «الأمة الروسية» عظمتها وهيبتها ومكانتها على الساحة الدولية، ونبذ الإحساس بالهزيمة الذي تفشى في المجتمع الروسي في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسن.... وعلى ما يبدو، فإن «الأممية الروسية الجديدة» باتت تحقق نجاحاً ملحوظاً، إذ تكشف انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة عن صعود لافت لقوى اليمين المتطرف، بحصولها على رُبع عدد مقاعد البرلمان المقبل، وهي اكتسبت شعبيتها وبنت مواقفها، ليس فقط على «كراهية الأجانب» و «معاداة المهاجرين»، لا سيما من العرب والمسلمين، بل من معاداتها أصلاً لفكرة الاتحاد الأوروبي، الذي تعتبره السبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الشعوب الأوروبية. وهذا النجاح أو التأثير الروسي في تلك الانتخابات جاء عبر «مفارقة» كبيرة، سواء بالعدوى منها أو بالعداء لها.

أما في شرق أوروبا، وعلى العكس من «إغراء بوتين»، فهناك أيضاً «هاجس بوتين» للناخبين في معظم تلك المنطقة، الذين يعد انتماؤهم إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ضمانة لأمنهم، ولم يصوتوا لمصلحة التيار المشكك في جدوى الوحدة الأوروبية الذي يغلب في غرب القارة.

ولفتت كلمة الرياض إلى أن نسر في الساحة الحمراء وسط موسكو برأسين ينظر نحو الشرق والغرب، يشرح هذا النسر فلسفة سيد الكرملين ورؤيته للعالم... روسيا التي تبدو منغمسة تماماً في شعورها الإمبراطوري، خصوصاً وهي تلمس تأثيرها وعودة نجمها للسطوع بعد أن خبت لعقدين تركت فيها الساحة للولايات المتحدة، تفرض نفسها اليوم في القرار الدولي في فترة صار التردد سمة القرار الأميركي، الذي أجبر العديد من الدول لإعادة تقييم استراتيجيتها بعد أن ثبت بأن الدول الكبرى لا تموت.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.