تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان يربط توقيت ترشيحه بالحملة على السيسي

 رغم أن أمر ترشيح أردوغان لرئاسة الجمهورية بات في نظر المراقبين محسوماً، فإن التأخر في الإعلان رسمياً عن ترشحه أثار تساؤلات لا ترتبط باحتمال عدم الترشّح، بل بأسباب التأجيل. لكن نائب رئيس "حزب العدالة والتنمية" نعمان قورتولمش، أعلن أن الحزب سيعلن ترشيح أردوغان في الأول من تموز المقبل. وهذه أوضح إشارة على ترشح الرجل وعلى تاريخ إعلان الترشّح.

ورأت صحيفة راديكال أن أردوغان أخّر إعلان ترشيحه كي يتزامن مع الذكرى الأولى لـ"الانقلاب" في مصر الذي قاده المشير عبدالفتاح السيسي، ضد الرئيس مرسي. وهذه إشارة واضحة تستهدف إضعاف مرشح المعارضة أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي تمايز في موقفه من أحداث مصر ولم يصف ما جرى بالانقلاب، بينما سيركّز أردوغان في حملته الرئاسية على الوجه "غير الديموقراطي" لمرشح المعارضة. كان ذلك جلياً حين اجتمع أردوغان مع سفراء الاتحاد الأوروبي وأعلن أمامهم أنه لن يعترف بالسيسي رئيساً لمصر، لأنه جاء في انقلاب عسكري لم يتجرأ الأوروبيون على وصفه بذلك. وقال إنه "يتحتم علينا ألاّ نكون الى جانب الإنقلابيين".

وفي حال فوز أردوغان بالرئاسة، فإن مثل هذه المواقف تعني توقع المزيد من التدهور في العلاقات بين تركيا ومصر. وفي المناسبة، هذا ما سيحصل أيضاً في العلاقات مع العراق، حيث اتهم أردوغان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بأن "سياساته التقسيمية" هي التي أوصلت الوضع في بلده الى ما هو عليه.

وأوضح تقرير في السفير أنّ حسابات أردوغان الرئاسية وتأجيل الترشّح الى الأول من تموز، يتصل أيضاً باستمرار عدم الاتفاق على شخصية تخلفه في رئاسة الحكومة والحزب. إذ لا يزال عبد الله غول، وفقاً للمعلومات، يرفض أن يكون رئيساً شكلياً للحكومة في ظل تأكيد أردوغان أنه سيستخدم صلاحيات رئيس الجمهورية الحالية ويترأس اجتماعات مجلس الوزراء، بحيث يكون هو الآمر والناهي لرئيس الحكومة، في حين أن رؤساء الجمهورية لم يستخدموا هذا الحق الدستوري منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

لكن تأخير إعلان الترشح مرتبط أيضاً بالمساومات بين أردوغان و"حزب الشعوب الديموقراطية" الكردي الموالي لزعيم "حزب العمال الكردستاني" عبد الله أوجلان. إذ أن الصوت الكردي بات بإجماع المراقبين هو الذي سيحسم هوية الفائز في ظل التوازن القائم حالياً، الى حد ما بين أردوغان ومنافسه مرشح المعارضة إحسان أوغلو. وحسب ما نُشِر أمس فإن الأكراد، الذين سيصوتون في الدورة الأولى لمرشحهم الخاص بهم، قد لا يصوتون لأردوغان في الدورة الثانية، وسيبقون على الحياد. وهذا يتيح لأردوغان الفوز من دون أن يسجل الأكراد على أنفسهم تأييد مرشح تابع للنظام.

أما بالنسبة لإحسان أوغلو، فمن غير المتوقع أن يصوت الأكراد له ما دام "حزب الحركة القومية" المتشدد هو من أعلن، مع "حزب الشعب الجمهوري"، ترشيحه للرئاسة. ويقترح أوجلان على نواب "حزب الشعوب الديموقراطية" عدم ترشيح أحد، وأن يمتنع الناخبون الأكراد عن التصويت وهذا سيصب في مصلحة رئيس الوزراء الحالي في الدورة الثانية.

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد خروب أنّ أردوغان لن يكون بمقدوره الفوز من الجولة الاولى في انتخابات العاشر من آب, بافتراض ان حزبه قد تبنّى ترشيحه لهذا المنصب.. الاول من تموز القريب سيكون اشارة على طبيعة المعركة التي ستخوضها القوى السياسية والحزبية التركية، التي خاضت معركة اكثر قسوة ولكن اقل اهمية في «المُعطى السياسي» وهي الانتخابات البلدية (جرت في 30 اذار الماضي) خرج منها اردوغان منتصراً، لكن بدون «الهالة» التي تعوّد أن يظهر بها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.