تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الإعلام العالمي: السعودية مصدر تمويل داعش!!

 نشر "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" مقالاً للكاتبة لوري بلوتكين بوغارت، تطرح فيه تساؤلات حول الدعم المالي السعودي لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ("داعش").

وتشير كاتبة المقال إلى أنه "لم تظهر في الوقت الراهن أي أدلة موثوقة على تقديم الحكومة السعودية الدعم المالي لداعش. فالرياض تعتبر هذه الجماعة منظمة إرهابية تشكل تهديداً مباشراً للأمن في المملكة"، لكنها تضيف أنه "لا ريب في أن الرياض استلذّت بالزحف السني الأخير الذي قادته الدولة الإسلامية في العراق والشام ضد الحكومة الشيعية في العراق، وكذلك بالمكاسب التي حققها الجهاديون في سوريا على حساب الرئيس بشار الأسد. ومع ذلك، فإن اعتبار الرياض أن خطر داعش الإرهابي وشيك قد يحول دون تمويل الجماعة بشكل رسمي".

وتتطرق الكاتبة إلى مسألة التبرعات الخاصة، حيث تشير إلى أن "ثمة اعتقاداً خاطئاً بأن السعودية لا تعترض سبيل تمويل الجهات السعودية الخاصة للتنظيمات الإرهابية العاملة في سوريا، بما فيها داعش. لكن أحد أبرز أنشطة مكافحة التمويل الإرهابي التي تمارسها الرياض هو مراقبتها للقطاع المالي الرسمي في البلاد من أجل ردع التبرعات المشبوهة"، لافتة إلى أنه "من أجل الحرص على وصول المساهمات إلى سوريا، تنصح الأطراف المانحة السعودية بإرسال الأموال إلى الكويت، التي طالما اعتُبرت واحدة من أكثر البيئات تسهيلاً للتمويل الإرهابي في الخليج العربي".

وتتابع "بالرغم من الاعتقاد السائد (سابقاً) بأن المانحين السعوديين ومتبرعين خاصين آخرين هم مصدر التمويل الأكثر أهمية لداعش، إلا أنه تم تهميش أهمية تلك التبرعات بفعل مصادر الدخل المستقلة التي تملكها الجماعة. وهذا الدخل، الذي يقدر الآن بأنه يتجاوز التبرعات الخاصة على نحو قاهر، يصدر عن أنشطة متعددة مثل التهريب (النفط والأسلحة والآثار)، والابتزاز (على سبيل المثال، يفرض التنظيم نحو ثمانية ملايين دولار شهرياً كضرائب على المؤسسات المحلية) فضلاً عن جرائم أخرى (على سبيل المثال، عمليات السطو والتزوير)".

وفي الوقت ذاته، بحسب المقال، "فإن الواقع الراهن - أي استحواذ داعش على مصادر دخل كبيرة ومستقلة - يستلزم مقاربة لمكافحة التمويل الإرهابي، بما يؤدي إلى إضعاف التبرعات الخاصة التي يقدمها سكان السعودية ودول الخليج الأخرى، ذلك أن إضعاف القاعدة المالية للدولة الإسلامية بشكلٍ ملحوظ قد يتطلب الآن دحر قدرة التنظيم على النفاد إلى مصادر الدخل المحلية في سوريا والعراق".

وأشارت التايمز البريطانية إلى "أثر اتهام السعودية بدعم الجهاديين على العلاقات البريطانية- السعودية"، وخاطبت الصحيفة القراء البريطانيين بالقول إنه "لا ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا، فدعمها للجهاديين يهدد أمننا القومي، على الرغم من أن السعودية لا تزال من أفضل زبائن شراء الأسلحة البريطانية". وأوضحت، في مقال رأي نشرته أمس، أن "صفقة طائرات التايفون التي أبرمت مؤخراً، ساهمت بالحفاظ على 5000 وظيفة في لانكشير، إلا أن الزبائن الجيدين ليسوا بطبيعة الحال من أفضل الحلفاء، إذ أن السعودية تعمل منذ عام تقريباً ضد مصالحنا".

وأكدت الصحيفة أن "أعداد الجهاديين السعوديين أكبر بكثير من أي دولة أخرى، فالمشايخ السلفية تشجع الشباب في بريطانيا والدول الأوروبية على حمل السلاح والقتال ضد المسلمين الشيعة وغير المسلمين". وأعربت الصحيفة عن "قلقها من الجهاديين البريطانيين، إلا أن السعوديين الذين هم من قدامى المحاربين في أفغانستان والشيشان والبوسنة، هم المسؤولون عن تنظيم هذه المجموعات القتالية الأجنبية"، موضحةً أن "هناك 1200 جهادي سعودي في ميادين القتال، إن لم يكن 2000، وقد قتل حوالي 300 سعودي خلال العام الماضي جراء مشاركتهم في القتال خارج البلاد، وهم ينتمون إلى تنظيمات مختلفة ومنها: جبهة النصرة و"تنظيم الدولة الإسلامية" في العراق وبلاد الشام".  وذكرت الصحيفة أن "السعودية أضحت حليفة بريطانيا لأنها أمنت لنا البترول الذي حافظ على تنشيط اقتصادنا، إلا أن تصرفات الرياض بدأت تزعزع استقرار العراق الذي يعد ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم".

وتحدثت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية عن مصادر تمويل ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وأوضحت أنه "بعدما احتل إرهابيو "داعش" في هجوم مفاجئ مدينة الموصل قبل حوالي أسبوعين، زُعم أنهم استولوا على أربعمئة مليون دولار من أحد فروع البنك المركزي العراقي. في حين أشارت تقديرات أخرى أكثر حذراً عن مئة مليون دولار. لكن حتى قبل ذلك، كانت "داعش" تعتبر أغنى منظمة إرهابية في العالم بحسب رأي بعض الخبراء. في شمال سوريا، حيث انتشرت داعش في بادئ الأمر، وسيطرت العام الماضي على حقل للنفط بالقرب من الرقة. جزء مما يتم استخراجه من النفط تتم معالجته بطرق بدائية للاستعمال الذاتي. والجزء الأكبر منه تبيعه "داعش" للنظام السوري عدوها الأول". وتابعت الصحيفة: "منذ البداية كان أهم مصدر تمويل لـ"داعش" متبرعون في السعودية ودول الخليج، أما باقي مصادر الربح الدائمة لها فهي ذات طبيعة إجرامية، مثل أخذ الرهائن والابتزاز والسرقة والتهريب. فحتى قبل سيطرتها على الموصل، حصلت "داعش" على ملايين الدولارات من خلال استخدامها لهذه الطرق".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.