تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق في اللعبة الدولية.. دعم إسرائيلي لاستقلال الكرد؟!!

 تطور بارز أعلنه أمس المتحدث باسم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أبو محمد العدناني، وتمثل بـ«إعلان الخلافة»، و«مبايعة» أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين». وطالب في كلمة صوتية جميع المسلمين بـ«مبايعته». فيما أكّد مصدر من داخل التنظيم أن «المتخلفين عن المجاهرة بالبيعة يجري عليهم حكم المرتدين».

وأفاد تقرير لصحيفة الأخبار، أنه من جديد، يُثبت تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» أن التصعيد المستمر هو سمته الأبرز. منذ عام على الأقل، والتنظيم لا يلتقط أنفاسه، ولا يترك للمنطقة فرصةً لالتقاطها. ذروةٌ جديدة أعلنها أمس أبو محمد العدناني، المتحدث الرسمي باسم التنظيم، وتمثلت بـ«إعلان الخلافة الإسلامية»، واختيار أبو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين في كل مكان».

«المؤسسات الإعلامية» التابعة لـ«الدولة» نشرت أمس كلمة صوتية مسجّلة للعدناني، حملت عنوان «هذا وعد الله». وأعلن فيها أن «الدولة الإسلامية ممثلة بأهل الحل والعقد فيها، من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى، قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية، وتنصيب خليفة للمسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد (...) عبد الله إبراهيم بن عواد (...). وقد قبل البيعة، فصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان». ومهّد المتحدث لإعلانه بمقدمة طويلة، عدّد فيها «إنجازات الدولة»، ومسوغات إعلان «الخلافة»، بعدما صارت «تقام حدود الله. وقد سُدت الثغور، وكُسرت الصلبان، وهُدمت القبور، وفُكت الأسارى بحد السيف (...). وقد عينت الولاة، وكلفت القضاة، وضُربت الجزية، وجُبيت أموال الفيء والخراج والزكاة (....). ولم يبق إلا أمر واحد، واجب كفائي تأثم الأمة بتركه، ألا وهو الخلافة، واجب العصر المُضيع».

وأوضحت الأخبار، وتبعاً للمستجدات، قرر التنظيم أن «يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة في التداولات والمعاملات الرسمية، ويقتصر على اسم الدولة الإسلامية، ابتداءً من صدور هذا البيان». وتابع: «ها هي راية الدولة الإسلامية، راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب الى ديالى».

كذلك بدا لافتاً أن العدناني لم يأتِ في كلمته الطويلة (33 دقيقة) على ذكر الاسم الذي اشتهر به البغدادي منذُ صعود نجمه (أبو بكر)، وأشار إليه بلقب «الخليفة إبراهيم»، ما يعني أنه الاسم الذي سيبدأ التنظيم بالترويج له في المرحلة الجديدة. العدناني «نبّه المسلمين الى أنه بإعلان الخلافة صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة إبراهيم حفظه الله»، وختمت بالتهديد والوعيد.

ورغم أن الخطوة الجديدة لم تكن مفاجئة، لكن الإقدام عليها يفتحُ الباب أمام مرحلة جديدة تنطوي على كثير من التداخلات. فهي تُمهد لمعارك جديدة يبدو التنظيم عازماً على خوضها، ضدّ من «يرفض البيعة» في مناطق «الخلافة». ما يُنذر بالمزيد من استعار «الحرب الأهلية الجهادية». كما في مناطق جديدة في مرحلة تالية هي مرحلة «توسيع النفوذ».

واستبق «إعلان الخلافة» بـ«إصدار مرئي» حمل عنوان «كسر الحدود»، نشرته «مؤسسة الاعتصام» وتمّ تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وظهر أبو محمد العدناني في الشريط بعد إخفاء ملامحه، حيث أعلن أن «مقاتلي الدولة قاموا بإزالة الحدود التي فرقت بين الدول الإسلامية ومزقت الخلافة». وظهر القائد العسكري في تنظيم «دولة الإسلام» عمر الشيشاني جنباً إلى جنب مع العدناني، في خطوة تدلّ على المكانة المتقدمة التي بات الشيشاني يحظى بها داخل التنظيم، وخاصة أن ظهوره لم يقتصر على مقاطع يُجاور العدناني فيها، ويُشاركه في «إزالة حدود سايكس بيكو»، بل تعداها إلى إدلائه بكلمةٍ تلت كلمة العدناني.  وخاطب الشيشاني «المجاهدين الآخرين في خراسان، والقوقاز، واليمن، والصومال، ومالي، وليبيا، وأندونيسيا، وبورما، وكينيا، وفي كل مكان». وقال «يا إخواني، عندما تسمعون عن انتصاراتنا افرحوا لوجه الله لأن إخوانكم انتصروا وازدادوا اقتراباً من شرع الله ومن الخلافة».

إلى ذلك، ووفقاً، للأخبار، قلب إعلان أبو عمر البغدادي الخلافة الإسلامية، المعادلة السياسية في العراق، حيث أظهرت اتصالات الساعات الأخيرة أن الإصرار على تنحية نوري المالكي عن رئاسة الحكومة سوف يعدّ بمثابة انتصار للمشروع الآخر. وقالت مصادر قريبة من مكتب المرجعية في النجف إن المرجع السيد علي السيستاني اقتنع بضرورة عدم إعطاء الفرصة لانتصار المشروع المضاد في العراق، وإنه تراجع عن تحفظه على بقاء المالكي، لكنه اشترط تغييراً شاملاً في طاقم رئاسة الحكومة والأجهزة القيادية في الدولة. ولم تقفل المرجعية الباب نهائياً أمام احتمال أن يكون مستشار المالكي طارق نجم هو المرشح البديل في حال الاتفاق على خروج المالكي من الحكم. وتتوقع الأوساط السياسية العراقية إعلان قادة الكتل، هذه الليلة، الاتفاق النهائي على الرئاسات الثلاث، للدخول إلى البرلمان صباح يوم غد باتفاق مكتمل.

وتحاصر ساسة العراق توقيتات دستورية وأمنية، وإرادات إقليمية ودولية، وضغوط شعبية، وسط أزمة أمنية خانقة، تحتاج إلى حوار حكومي سريع يفصل بين «داعش» وأهل المحافظات التي ترزح تحت سيطرة المسلحين.

وفي تقرير آخر، أفادت الأخبار أنّ رسائل واضحة وشديدة اللهجة وجّهتها طهران إلى تنظيم «داعش»، محذرةً إياه من مغبة الاقتراب من حدودها أو تهديد أمنها، عارضةً في الوقت نفسه مساعدتها العسكرية على بغداد، على غرار تلك التي تقدمها لدمشق. ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي الحرب الدائرة في العراق بأنها «مواجهة بين الإنسانية والهمجية المتوحشة»، وانتقد وسائل الإعلام الغربية التي تصورها على أنها حرب بين الشيعة والسنّة.

وأبرزت صحيفة السفير: نتنياهو يدعم تقسيم العراق و«استقلال» الأكراد.. «داعش» يعلنها «خلافة إسلامية»! وأوضحت أنه تاريخ رمزي سجل أمس، حين أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، في أوج انتشائه بقوته المتمثلة بالامتداد في عدد من المناطق المترابطة بين سوريا والعراق، قيام «خلافة إسلامية»، وبايع زعيمه ابو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين». وأفادت أنه وبانتظار اتضاح المشهد في ما له علاقة بالردود الإقليمية والدولية على هذا الإعلان، وبانتظار التماس مدى واقعيته، فإنّ سمات أخرى لمشهد «الشقاق» الطاغي على الشرق الأوسط تبدت أمس أيضاً، وإن لم تكن من ذات المستوى. حيث دخلت إسرائيل على خط الانقسامات العراقية الداخلية لتعلن دعمها لقيام دولة كردية. وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، عن دعمه لقيام دولة كردية، متبنياً بذلك موقفاً بدا مخالفاً لما تظهره الولايات المتحدة بإبقاء العراق موحداً في الوقت الراهن على الأقل.

وقال نتنياهو في معهد «آي.إن.إس.إس» البحثي التابع لـ«جامعة تل أبيب» إنّ هناك انهياراً في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت «صراعات بين السنة والشيعة». وأضاف «علينا.. أن ندعم التطلعات الكردية من أجل الاستقلال». وتابع نتنياهو أن الأكراد «شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي».

وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي حذر أمس، من أنّ سيطرة مسلحين متطرفين على أجزاء من البلاد يضع العراق أمام مرحلة أخطر من تلك التي مر بها أيام النزاع الطائفي. وقال الخزاعي «الآن الاحتلال مباشر، هناك محافظات محتلة، والآن الخطر قطعاً أكثر من عام 2006 و2007 كون داعش تريد ان تشكل دولة من محافظات في الشام والعراق». وأضاف أن «الوضع أخطر مما كان عليه في عامي 2006 و2007 حيث كانت منظمات سرية تقتل .. وأثارت حرباً طائفية. الوضع اخطر الآن على الرغم من أن الجيش العراقي قوي، لكنهم (المسلحون) مدعومون دولياً وإقليمياً». وأوضح أنّ «القيادة الكردية ذاهبة الى اخذ المناطق المتنازع عليها، واستغلت ظرفاً غير صحيح للعراق وهو قضية وجود داعش، فعزلت نفسها عن العراق». وتابع «لم تدافع عن وحدة العراق. كان المفترض أن يدافع الأكراد وهم جزء من كيان الجيش العراقي والفرقة الثالثة ... لكنهم ساهموا في الانهزام. الأكراد هناك تصرفوا كتصرف داعش في إطار أنهم يريدون أن يحصلوا على المناطق المتنازع عليها».

وفي موسكو، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق «إذا انهار العراق فإنّ المنطقة ستنفجر»، مضيفاً أن «وحدة البلاد قيد الاختبار، ولا يجب أن تكون واشنطن ولندن وحدهما من تقرران.. بل بمشاركة من قبل الدول الإقليمية وكل جيران العراق وروسيا والصين».

وفي الشق العراقي الداخلي، ففي وقت تتجه فيه الأنظار صوب يوم غد الثلاثاء حيث من المفترض أن يعقد البرلمان العراقي الجديد جلسته الأولى بهدف انتخاب رئيس جديد له ورئيس جديد للجمهورية واتباع الآلية الدستورية لاختيار رئيس وزراء جديد للبلاد، أحد مكامن الأزمة الداخلية، كانت القوات العراقية تستعد لإدخال طائرات روسية مقاتلة من طراز «سوخوي» في معاركها ضد المسلحين المتطرفين، فيما واصلت هذه القوات عملياتها لاستعادة مناطق خرجت عن سيطرتها وبينها مدينة تكريت، حيث استمرت أمس الاشتباكات في محيطها لليوم الثاني على التوالي.

وتحت عنوان: كركوك تحرج تركيا، كتب محمد نور الدين في السفير أنّ سيطرة قوات البشمركة الكردية على مدينة كركوك ومحيطها، وزيارة «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني لها، وإعلانه أن الخلاف على المدينة انتهى، وان كركوك باتت جزءا من كردستان، وضعت الحكومة التركية أمام تحدٍّ لمقاربتها التقليدية للوضع في العراق، وأثارت تساؤلات عما إذا كان هناك أي تحوّل في هذه المقاربة بعد غزوة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش» الأخيرة. ولفت الكاتب إلى أنه حتى الآن، خرج رابح واحد من التطورات العراقية، وهو استكمال الأكراد لما يعتبرونه حدودهم التاريخية في شقها العراقي. أمام هذا الوضع يفترض بالحكومة التركية أن تتحسس تداعيات ذلك على وضع أكرادها في الداخل، واستحالة عدم وصول الشرر الكردي العراقي إليهم، وهم الأكثر عدداً والأكثر شكيمة والأكثر تعرضا للاضطهاد التركي عبر العقود.

وأوضح الكاتب: يُعتبر إعلان البرزاني أن الوقت قد حان لإعلان الدولة الكردية المستقلة، وبحضور جون كيري تحديداً، المؤشر الأبرز على احتمال إعلان ذلك في وقت ليس ببعيد، وإذا لم يحصل ذلك، فعلى الأقل ستكون تلك التصريحات ورقة ضغط للقبول بالأمر الواقع الجديد في كركوك، والقبول بضمها إلى الفدرالية الكردية.

ويلتزم المسؤولون الأتراك الصمت إزاء تصريحات البرزاني، لأنهم يعرفون أنه إذا كان الآن حليفاً لهم ضد بغداد، فهو يدافع في النهاية عن المصلحة القومية الكردية التي قد تجد نفسها في مواجهة مع أنقرة في لحظة ما في المستقبل. وتقف أنقرة أمام امتحان آخر بالنسبة لكركوك التي كان المسؤولون الأتراك يطالبون بمنحها «وضعاً خاصاً» بسبب تنوعها العرقي الكردي والعربي والتركماني. بل انهم كانوا يقولون إن العراق نفسه شرق أوسط مصغر، وكركوك نفسها عراق مصغر. فإذا انهارت صيغة كركوك التعايشية انهار العراق وانهار الشرق الأوسط. لذلك تواجه أنقرة اليوم حرجاً في طريقة التعامل مع ضم الأكراد لكركوك، وخصوصاً في ما يتصل بالأقلية التركمانية التي ينصب الأتراك أنفسهم محامين لها.

وختم نور الدين أنه وفي سياق الحرب التركية على بغداد ودمشق ومحورهما تبدو حكومة أردوغان مربكة إزاء الخطوات الكردية، حيث أن مصالحها النفطية تقتضي التحالف مع اربيل، ولكن ما يقوم به الأكراد يطيح بالطروحات التركية التقليدية من دون القدرة على تبرير ذلك أمام الرأي العام. فما الذي ستفعله أنقرة في الأسابيع المقبلة؟

وتساءل رضوان مرتضى في مقاله في صحيفة الأخبار: وماذا يعني إعلان «الخلافة»؟ وأجاب أحد المشايخ السلفيين عن السؤال بأنها تعني أن «الحدود والسدود بين البلاد الإسلامية لاغية. وأن النظام الاقتصادي سيكون واحداً وستكون عملة واحدة تحمل شعار الإسلام ولديها جيش يدافع عنها». ويضيف: «وتعني أيضاً عدم التبعية لأي دولة، وتستوجب إنشاء مراكز وجامعات ومعامل تمهيداً لجعل المسلمين قوة عظمى في شتى المجالات». وختم الكاتب: بالقول: هكذا، وبعدما باتت «الخلافة الإسلامية» أمراً واقعاً، يقول جهاديون لـ«الأخبار» إن قبلة الأنظار ستكون مكة. كذلك الأمر هي مدينة رسول الله. وبالتالي، سيعين الخليفة مندوباً في كل ولاية. ومن يدري؟ قد يكون لـ(ولاية) لبنان أمير (مستقبلاً، لأن ما نُشِر أمس عن تعيين رجل يدعى عبد السلام الأردني أميراً لداعش على لبنان، غير صحيح، بحسب مصادر أمنية). وقد يكون الجواب في جعبة «حزب التحرير»، الحزب الإسلامي الذي يدعو منذ سنوات لإقامة الخلافة.

وتحت عنوان: سقطت العروبة فربحت «داعش» واسرائيل العراق، اعتبر سامي كليب في مقاله في الأخبار أنّ رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني حقّق حلم والده والكرد. باتت دولة كردستان العراق جاهزة للاستقلال الكامل. حين تستقل، ستكون اسرائيل أول المعترفين بها. همروجة «داعش» في الموصل حجبت الأنظار عن ضم كركوك الغنية بالنفط الى اقليم كردستان. دفن العرب رؤوسهم في الرمال. هذا دأبهم في كل مرة ينسلخ جزء من أوطانهم عن الجزء الآخر. مثال جنوب السودان خير شاهد. وقريباً جنوب اليمن. وبينهما الصومال وجزيرة مايوت في جزر القمر.

وأوضح الكاتب أنّ بارزاني المولود في مهاباد الايرانية مناضل كبير في عيون شعبه. وبارزاني السياسي، حليف قوي لأميركا وأجهزتها. هكذا وصفه اثنان من صقور الادارة الاميركية مقربان من اللوبي اليهودي هما جو ليبرمان وجون ماكين حين زاراه اواخر عام 2012 في اوج الحرب السورية.... ربما كل ذلك صحيح. ولكن الصحيح أيضاً هو أن للكرد الحق في الحلم بإقامة دولة لهم، وانهم كانوا مستعدين للتحالف مع اي طرف لتحقيق هذا الحلم. وتساءل الكاتب: لماذا الاضاءة على الكرد مهمة الآن؟

وأجاب: لأنه في الحروب الكبرى التي تسبق تقسيم الجغرافيات يتم اختراع ظواهر تثير زوابع كثيرة لتحجب حقائق أكثر؛ ولأنه في الحروب الكبرى التي تسبق السيطرة على مصادر الثروة، تثار زوابع كثيرة لتحجب أساليب السرقة، ولأنه في الحروب يتم انتاج ظواهر خطيرة هدفها اثارة الهلع للتغطية على خطط ايديولوجية وسياسية اكثر خطراً. فكما كان احد اهداف احتلال العراق هو اجتثاث حزب البعث وجيشه وناسه، كان اول المطالب الغربية والخليجية من سوريا الغاء المادة الثامنة المتعلقة بحزب البعث وانهاء دوره. جرى، في المقابل، تشجيع تيارات اسلامية في الوطن العربي في مقدمها جماعة الاخوان المسلمين. أليس غريباً الآن ان نرى دولاً خليجية تدعم «الثورة البعثية» في العراق بعدمها كانت هي نفسها من ساهم بقتل البعث وصدام.

وأضاف كليب: لم تكن تجربة حزبي البعث في العراق وسوريا مثالية. انحرفت الافكار الطليعية الرائدة نحو احتكار السلطة والاقصاء والتهميش والفساد. سقطت بعدها كل الافكار القومية والعروبية واليسارية والاشتراكية. قامت ديكتاتوريات في معظمها عسكرية. لم يكن الكرد وحدهم من دفع ثمن انحراف العروبة عن خطها الحقيقي. أقليات كثيرة شعرت بذلك. لو سألت الكلدانيين والسريان والأشوريين ستجد اجابات مشابهة لمظالم الكرد. وأوضح كليب: في كل مرة كانت الدول الكبرى او الامم الاقليمية تدخل من بوابة المظالم، كانت تلجأ الى تغليب طائفة على أخرى لمنع توحيد العرب. هذا يحصل في العراق الآن.

وتابع الكاتب: ليس غريباً اذاً ان يتحدث مرشد الثورة في ايران السيد علي خامنئي عن «مجموعة من الحمقى وبقايا عهد صدام حسين». ليس غريباً ايضاً ان تسارع روسيا الى تسليم العراق طائرات سوخوي. ليس غريباً كذلك ان يعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من عند الرئيس بشار الاسد أن «موسكو لن تقف مكتوفة اليدين امام محاولات داعش بث الارهاب في سوريا والعراق». في المعلومات أن أميركا عرضت على ايران التخلي عن حليفها نوري المالكي وإعادة توزيع السلطة مقابل المساعدة في ضرب «داعش». رفضت طهران ربط السياسي بالعسكري. اشترطت تطويق «داعش» أولاً، ثم البحث في المآلات السياسية.

وأردف الكاتب: تحتاج واشنطن ضغطاً على ايران يساعدها في الاتفاق النهائي حول النووي وفي ارضاء حليفتها اسرائيل وتخفيف مخاوف السعودية. وتحتاج ايران الضغط على اميركا لاقناعها بأن الارهاب في حاجة الى مقاربة سياسية مغايرة في العراق وسوريا والمنطقة، وتدرك ان السعودية تنصب لها افخاخاً على ارض العراق رغم وجود قناعة عند حلفاء ايران بأن السعودية لا تدعم «داعش»، وانما اطرافاً اخرى. تركيا تستأنف خطاباً ضد المالكي يذكّر بما كانت تقوله عن الاسد. كل طرف سيسعى الى تحويل الازمة العراقية الخطيرة لصالحه.

كان يمكن لشد الحبال أن يمتد لسنوات طالما انه يحقق اهداف تقسيم العراق، لكن عفريت الارهاب خرج عن قدرة سيده على التحكم به.... لا بد اذاً من تعاون اقليمي ودولي. حصلت لقاءات اميركية سورية في النروج اثناء زيارة الدكتورة بثينة شعبان. كان جيفري فيلتمان واضحاً في التعبير عن القبول بالأمر الواقع لجهة بقاء الاسد، لكن لا بد من مخرج دولي يخفف الاحراج عن أوباما. ثمة من يفكر بمؤتمر دولي واقليمي تدعو اليه روسيا وأميركا حول الارهاب تكون سوريا شريكاً فيه. ربما اتصالات اخرى حصلت بعيدا عن الاضواء مع أميركيين وغربيين. قريباً يزور وفد من نواب اليمين الفرنسي سوريا. تعهّد العاهل السعودي الملك عبدالله بسحق الارهابيين. تكثفت اللقاءات الامنية الاميركية ــــ الايرانية ومع دول المنطقة.

وتابع كليب: ثمة قرار دولي اقليمي جدي بضرب «داعش» والارهاب. قد يحصل هذا فعلاً رغم الحاجة الى وقت طويل. قد تجري لقاءات اقليمية ودولية. ستنهزم «داعش» في نهاية الامر. نجاح الخطة الامنية في لبنان لم يحصل لولا تقارب حزب الله مع صقور تيار المستقبل مثل الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي. لكن الاكيد أن العراق بعد انفصال شماله واهتزاز وسطه وغربه لن يعود كما كان. لا توجد فكرة جامعة للعراقيين. وختم الكاتب: سقطت العروبة أولاً بسبب صراعات اهلها وأخطائهم، وثانياً بسبب التآمر عليها وعليهم، وثالثاً بعد أن قبل العروبيون الانكفاء امام موجات الاسلام السياسي والتكفير وبعد ان قرّر بعضهم الاحتماء برايات «داعش» وغيرها. سقطت العروبة، فصار التقسيم امراً سهلاً ودخلت الامم الكبيرة الى الوطن العربي من الابواب المشرعة. كلهم سينتصرون في نهاية المطاف سوى العرب.

وتحت عنوان: الأردن وإسرائيل، انقلاب المعادلات، اعتبر ناهض حتر في الأخبار أيضاً أنّ التهديد الخارجي الأخطر لاستقرار الأردن، لا يأتي من سوريا، ولا من العراق، بل من إسرائيل الماضية في سياسات واجراءات هدفها الرئيسي دفع المزيد من مواطني الضفة الغربية للهجرة شرقي النهر؛ فالأردن، بالنسبة إليها، هو الوطن البديل المعدّ لتصفية القضية الفلسطينية. ومن المؤسف أن مطبخ القرار الأردني، لم يطرح، بعد، رؤية للتحديات في ضوء المستجدات؛ يفكّر، حتى الآن، بالإجراءات الأمنية والعسكرية على الحدود السورية والعراقية، ولا يرى، أقله علناً، المشهد الجديد المتكوّن في المنطقة؛ ففي مقابل الخطر الداعشي في العراق، حصل الأردن على مرتكزات قلبت، لأول مرة منذ معاهدة وادي عربة 1994، ميزان القوى لصالحه ضد إسرائيل. هناك، أولاً، صمود سوريا والمقاومة، وثانياً، نشوء نظام سياسي جديد في مصر، يشكل قطيعة موضوعية مع كامب ديفيد، سواء لجهة عودة الجيش المصري إلى سيناء بغطاء إقليمي ودولي، ومعه عودة القاهرة إلى بناء سياسة خارجية مستقلة إزاء إسرائيل، استقلالاً لم يعد مفرٌ منه للقيام بدور خارجي، وثالثاً ما تشهده المنطقة الآن من تكوّن تحالف معاد للإرهاب، بعضوية الأردن وجيشه، بينما تمكث إسرائيل خارجه؛ إنها ثلاثة عناصر تسمح لعمّان بإعادة ترتيب علاقاتها مع تل أبيب، بما يخدم المصالح الأردنية والفلسطينية، ويلجم الإسرائيليين، المعزولين على الحدود المصرية، المهددين على الحدود اللبنانية السورية، الجالسين على برميل بارود فلسطيني.... لقد انقلبت المعادلة الأمنية الاستراتيجية، دولياً وإقليمياً، وسيكون على عمان، لترجمة ذلك الانقلاب سياسياً، الشروع في التحصين الاجتماعي السياسي الداخلي، خصوصاً لجهة اتباع سياسات والقيام بإجراءات تحدّ وتوقف تهميش المحافظات والعشائر والمتقاعدين العسكريين.

وذكّر غسان شربل في افتتاحية الحياة أنّه على مدى عقود كانت كركوك خطاً أحمر. لا يستطيع حاكم بغداد التنازل عنها ولا يستطيع القادة الاكراد التسليم بخسارتها الى الابد. وأهمية كركوك لا تقتصر فقط على ثروتها. لاسمها في وجدان الاكراد «رنة تكاد تعادل رنة اسم القدس في وجدان الفلسطينيين». حاول صدام حسين حسم المسألة بأسلوب الضربة القاضية عبر تهجير الاكراد والتعريب القسري. لم يدر في باله أن اخطاء نوري المالكي ستسهل لاحقا عودة كركوك الى الحضن الكردي. كانت كركوك ايضا خطا أحمر بالنسبة الى الدول المجاورة للعراق التي تضم اقليات كردية. كان من أهداف اللقاءات الثلاثية الايرانية - التركية - السورية التي عقدت في التسعينات منع قيام كيان كردي او على الاقل منع اي كيان كردي محتمل من استعادة كركوك التي تضم خليطا من الاكراد والعرب والتركمان. وتماهى الكاتب مع الموقع السعودي، وحمّل المالكي المسؤولية عمّا يجري. وقال: أساء نوري المالكي تقدير عوامل عدة. يتوهم المستبد انه يحرس الخريطة. ينسى أن القهر والاقصاء يحولانها سجنا ويغريان الاقليات بالفرار عند اول سانحة. لا مصلحة للأكراد في الفرار من العراق الغني اذا كان ديموقراطيا وفيدراليا وكانوا فيه شركاء كاملين. قصة كركوك تستحق التوقف عندها. على دول المنطقة تحسس خرائطها. تحتاج الخرائط الى صيانة دائمة وعلى قاعدة الشراكة والانصاف. أكراد سورية يعيشون اليوم في ظل «ادارات ذاتية». لا يكفي ان يقول الحاكم «كل شيء الا كركوك». عليه تجرع سم الشراكة باكرا للاحتفاظ بها.

بدوره، اعتبر جورج سمعان في الحياة أيضاً أنّ تقسيم بلاد الشام ينطلق من العراق أو لا ينطلق. لا من سورية ولا من أي بلد آخر من بلاد الشام. أرض الرافدين هي خط التماس الأول والأكبر والأكثر حرارة، مذهبياً وعرقياً. هي خط النار المشتعل دائماً. ورأى أنه يجب عدم التهاون مع «داعش». وهذه ليست مسؤولية الولايات المتحدة وحدها. إنها مسؤولية جميع اللاعبين في الساحة الشامية، غربيين وشرقيين، عرباً وإيرانيين وأتراكاً وكرداً. يجب أن تتقدم التسوية على تقدم «الدولة الإسلامية». والمؤشر الأول سيخرج من البرلمان العراقي الجديد في أولى جلساته. غير ذلك يعني أنهم جميعهم مسؤولون عن قيام أفغانستان الثانية، ولم تلتئم جروحهم بعد من الأولى... إلا إذا كان المطلوب التضييق على استراتيجية إيران وتفتيت بلاد الشام برمتها. وإذا بدا التقسيم عصياً في ظل الظروف الدولية المعقدة اليوم، فإن انغلاق كل طائفة أو مكون داخل حدود انتشاره ليس الحل الأمثل، وإن كانت البدائل شبه معدومة. مخرج كهذا سيشكل قنابل موقوتة لحروب أهلية مقبلة، مذهبية وعرقية. هل كُتب على الشرق أن تتناسل حروبه بلا توقف؟

وفي الرأي الأردنية، اعتبر رجا طلب أنّ هذا الانضاج للتقسيم في العراق، يلقى قبولا واضحا من واشنطن العاجزة عن فعل أي شيء في مواجهة النفوذ الايراني الطاغي، وبالطبع هو هدف ايراني تاريخي، كما انه كان ومازال هدفا يراود إسرائيل التي ترى في العراق خطرا تاريخيا عليها وعلى وجودها منذ نبوخذ نصر والى اليوم، مع رضا مخفي وغير معلن من تركيا بعد تفاهماتها السرية مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني حول كركوك ونفطها.

وتساءلت كلمة الرياض: من أطلق عفريت داعش؟! من خدع الآخر تنظيم داعش الذي ولد على يد تحالف أمريكي عراقي أسدي وإيراني، أم تلك الدول؟ واعتبرت الصحيفة أنّ مظاهر الحرب في العراق وسورية تداخلت بها كل الخيوط التي نسجت حالتهما الراهنة. وأضافت الصحيفة بأن هناك شكوك بأن تدخل أمريكا بقوةٍ تتقارب مع جيشها الغازي، ولا تخفي أن هذا الدور يمكن أن تقوم به إيران، لكن الأخيرة أكثر دراية بطبيعة ما يجري في البلدين وتواجه حالة استنزاف لا تجعلها تقوى على دخول مزالق قد لا تخرج منها، وقد تكون سبباً في تقسيمها، أما أمريكا فتترك خياراتها مفتوحة لكنها لا تريد مجازفة جديدة ولا ترغب أن تتمدد داعش إلى ما هو خط أحمر.. وفي كل الأحوال فالعراق نموذج جديد قد يقلب الخرائط ويغير المعادلات..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.