تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير sns: واشنطن تستخف بـ«الخلافة»: العراق أمام امتحان «ديموقراطيته» المحاصرة!!

 يعقد البرلمان العراقي المنتخب في نهاية شهر نيسان الماضي، جلسته الأولى بهدف اختيار رئيس له، ليشكل ذلك الخطوة الأولى على طريق إعادة تشكيل السلطات في البلاد، بما في ذلك انتخاب رئيس للجمهورية يكلف بدوره رئيس أكبر تكتل برلماني تأليف الحكومة الجديدة التي تمثل مسألة رئاستها قضية مركزية في صلب الصراع السياسي المترافق مع اكثر التحديات الامنية خطورة على استقرار العراق ووحدته.

وفي ظل تردي الأوضاع الأمنية في العراق إثر الهجوم الواسع والمباغت لجماعات متعددة يقود غالبيتها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»ـ«داعش»، باتت مسألة تشكيل الحكومة تمثل الانطلاقة الرئيسية لأي عملية سياسية نظراً إلى الصلاحيات الدستورية المهمة التي يملكها رئيس الوزراء. وبالتالي، يبدو أنه سيكون من الصعب اختيار رئيس للبرلمان ورئيس للجمهورية قبل التوافق بشأن الشخصية السياسية التي ستتولى رئاسة الحكومة.

وأفاد تقرير في السفير أنه في إشارة إلى خطورة الوضع الأمني، حيث سجلت أمس محاولة لاستهداف مرقد سامراء بقذائف الهاون، قتل في أعمال العنف في العراق في شهر حزيران الحالي 1922 شخصا، ما يجعله الشهر الأكثر دموية في البلاد منذ شهر أيار العام 2007 حين قتل 2124 شخصا، بحسب ما أظهرت أرقام حكومية أمس.

وأعلنت الولايات المتحدة أمس أنّ إعلان «داعش»، «الخلافة الإسلامية» على الأراضي التي يسيطر عليها في العراق وسوريا «لا يعني شيئا». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية «سمعنا من قبل مثل هذه الكلمات من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام». وأضافت: «هذا الإعلان لا يعني شيئا للناس في العراق وسوريا»، مشيرة إلى أنّ التنظيم يحاول «السيطرة على الناس بالخوف». وأتى هذا التصريح في وقت أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية أنه برغم أن الولايات المتحدة تعمل على تسريع تسليم الاسلحة والذخائر للحكومة العراقية، فإنّ الأوضاع المتفجرة على الارض تهدد بعرقلة التحضيرات لتسليم مقاتلات «اف-16». وأعاد السبب في ذلك إلى اضطرار متعاقدين خاصين يعملون على برنامج «اف-16» الى الخروج من قاعدة بلد الجوية والانتقال الى مكان أكثر أمانا في بغداد بسبب سيطرة المسلحين على مناطق في شمال البلاد. وقال المتحدث إنّ المتعاقدين «لم يعودوا يعملون في (قاعدة) بلد وذلك سيؤثر في الوضع ومن المبكر توقع مدى هذا التأثير تحديدا». وتأتي تصريحاته بعد تسلم العراق الدفعة الأولى نهاية الأسبوع الماضي من مقاتلات «سوخوي سو-25» من روسيا، إلا أن البنتاغون اكد ان الخطوة الروسية لن تؤثر في مبيعات الأسلحة الأميركية لبغداد.

وتوجه نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى موسكو أمس، حيث بحث مع الوزير سيرغي لافروف الأزمتين في العراق وسوريا.

وبالعودة إلى الجلسة البرلمانية الأولى اليوم، فوفقاً للأرقام، فإنّ اختيار رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لتشكيل حكومة جديدة يجب أن يكون أمرا طبيعيا، حيث حصل ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه على أكثر من 90 مقعداً من أصل 328 مقعدا في الانتخابات الأخيرة. لكن أمرين يقفان في وجه تكليفه لولاية ثالثة: الأول أنّ تكتل المالكي بحاجة إلى نحو 60 صوتاً حتى تنال أي تشكيلة حكومية يؤلفها الثقة في البرلمان. أما الأمر الثاني فهو أنّ اختياره لهذه المهمة يمثّل عقدة أساسية، حيث يرفض ترشحه طرف أساسي في «التحالف الوطني» هو «التيار الصدري»، كما ترفضه كتل أخرى مثل «متحدون» بزعامة رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي، وسط أجواء تفيد أيضاً برفض غالبية الكتل الكردية في البرلمان لترشحه.

في غضون ذلك، وبعد سلسلة من المواقف المتقدمة ضد المالكي في الفترة الأخيرة، قال زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر في بيان له مساء أمس: «أنصح الأخ المالكي أن يكون مقدماً للمصالح العامة على الخاصة بأن لا يرشح نفسه لولاية ثالثة، فإنّ ذلك ما يرغب به الشركاء أجمع، بل هي رغبة المرجعية أيضاً والكثير من أطياف الشعب... فإذا هو فعل يستحق منا الشكر لتقديمه مصالح العراق، وستحفظ مكانته الجديدة على كل حال». وعكس موقف الصدر الخلافات التي تدور ضمن «التحالف الوطني» بشأن الأسماء المطروحة لمنصب رئاسة الحكومة..

أما في ما له علاقة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية بدلاً من الرئيس جلال الطالباني، الذي يعالج في ألمانيا منذ نهاية العام 2012، فقد قال مصدر مقرب من دوائر القرار العراقي لـ«السفير» إنّ الأكراد لم يحسموا اسم مرشحهم بشكل نهائي لهذا المنصب. إلى ذلك، وحتى ساعة متأخرة من مساء أمس، لم تحسم الكتل التي تدور في فلك نفوذ رئيس البرلمان السابق أسامة النجيفي موقفها من مسألة رئاسة البرلمان.

وفي التطورات الميدانية في العراق أمس، فقد استكملت القوات العراقية هجومها لاستعادة مدينة تكريت. وذكرت مصادر أنّ القوات العراقية تمكنت من السيطرة على مدخلَي مدينة تكريت الجنوبي والغربي، فيما أعلن مصدر امني وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة «سبايكر» العسكرية الواقعة في شمال المدينة تشمل مدافع ودبابات، مؤكدا أن «القوات استعادت جميع الطرق المؤدية إلى تكريت ولم يبق سوى اقتحام المدينة برا».

من جانبها، أبرزت صحيفة الأخبار: «التحالف الوطني» يدخل البرلمان اليوم بـلا رئيس وزراء. وأفادت أنّ التفاهمات سقطت كلها مع انتهاء المهلة التي أعطتها المرجعية للتحالف الوطني للاتفاق على رئيس وزراء على فشل، ما يضع جلسة البرلمان اليوم في المهب من دون استبعاد حصول مفاجآت في اللحظة الأخيرة. هو العراق نفسه لم يتغير. هذا البلد الذي لم تطابق حسابات الحقل يوماً حسابات البيدر. الدولة التي فيها كل شيء إلا الآليات التي تضمن ألا ينقضي أي تفاهم يحصل عند إشراقة اليوم التالي. كان هذا ديدن الأيام الثلاثة الماضية التي انتهت أمس إلى لا اتفاق، ما يطرح تساؤلات كثيرة عما اذا كانت الجلسة البرلمانية اليوم ستنعقد باكتمال النصاب أو لا. وإذا حصل، فهل تشهد مفاجآت غير متوقعة، من نوع الأوراق المخفية التي تسحبها الأطراف في اللحظة نفسها عند الجلوس تحت قبة البرلمان...المهم أن اجتماع «التحالف الوطني» مساء أمس انتهى إلى لا شيء.. واقع إن دل على شيء، فعلى تفلت الأحزاب الشيعية من توصية مرجعية النجف بضرورة التوصل إلى اتفاق شامل على كل المناصب القيادية في الدولة قبل دخول جلسة البرلمان اليوم الثلاثاء، إلا إذا كانت هناك «أوراق مستورة» سيكشف عنها في الجلسة نفسها.

في المقابل، نجح اجتماع الكتل السنية في الخروج بتحالف جديد يضم ائتلافات «متحدون» بزعامة أسامة النجيفي، والعربية بزعامة صالح المطلك، وديالى «هويتنا» بزعامة سليم الجبوري، و«الوفاء للأنبار» بزعامة محافظ الأنبار السابق قاسم الفهداوي، فضلاً عن نواب مستقلين سنّة. كذلك أفضت الاتفاقات الكردية إلى حسم موقفها من الحكومة الجديدة وقبولها الاشتراك في الحكومة الجديدة من خلال تقديم مرشح لرئاسة الجمهورية، مشترطة عدم ترشيح المالكي لرئاسة الوزراء. والتزم النواب الكرد الصمت عقب فشل اجتماع التحالف الوطني، من دون أن يبينوا موقفهم من الجلسة البرلمانية اليوم.

وأوردت الأخبار، في الشأن العراقي أنّ وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان توعد عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» بنهاية أسوأ من نهاية الرئيس العراقي صدام حسين. وطالب دهقان، في كلمة له أمس خلال اجتماع في منظمة الصناعات الدفاعية الإيرانية، بمعاقبة عناصر التنظيم كمجرمي حرب على ما سماه «أعمالاً إجرامية» يرتكبونها في العراق وسوريا.

من جهته، حذر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان أمس، من عواقب وخيمة حال «تفكك العراق»، مؤكداً أن طهران تؤمن بضرورة أن يبقى العراق دولة ذات سيادة. ورداً على تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول من أمس، الداعم لاستقلال الأكراد عن العراق، قال عبد اللهيان، أمس، إن «من يتكلم عن تفكيك العراق لا يدرك تداعيات ذلك».

من جهة أخرى، دعا الملك الأردني عبد الله الثاني، أمس، المجتمع الدولي إلى الاستمرار في دعم بلاده كي تتمكن من مواجهة التحديات التي تحيط بالمنطقة. وأوضح بيان صادر عن الديوان الملكي، أن الملك أكد خلال استقباله في عمان وفداً برلمانياً يابانياً «قدرة الأردن على التعامل مع مختلف التحديات والتطورات في المنطقة، ليبقى واحة أمن واستقرار».

إلى ذلك، وخلال أقل من 24 ساعة، جددت إسرائيل للمرة الثانية التزامها أمنَ الأردن، مبدية استعدادها «لفعل كل شيء» للحفاظ على استقراره، فيما أكدت تقارير إعلامية عبرية أن مشروع بناء سياج أمني على الحدود مع الأردن وُضع على نار ساخنة وسيبت خلال الأسابيع القادمة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس إن «استقرار الأردن هو مصلحة قومية وحيوية لدولة إسرائيل»، مشيراً إلى أنه «من دون الدخول بالتفاصيل، سنفعل كل شيء للحفاظ على استقرار مملكة الأردن».

وجاءت أقوال ليبرمان خلال لقائه نظيره الألماني، فرانك شتاينماير، في برلين حيث تباحثا في الأوضاع الإقليمية، وخصوصاً الوضع على الساحة العراقية والمخاطر المنبثقة منها.

وبرغم الموقف الواضح الذي أطلقه نتنياهو، بشأن مساندة إسرائيل لإعلان كردستان دولة مستقلة، امتنع كل من ليبرمان وشتاينماير عن إظهار الدعم الواضح لاحتمال إعلان الاستقلال في الإقليم العراقي الكردي. ورأى ليبرمان أن «مستقبل العراق كدولة يتعلق قبل أي شيء بالأشخاص الذين يعيشون فيها، ونحن لا يمكننا أن نقدم النصائح، نحن نتابع الأحداث هناك ونحاول أن نكون ثابتين ومستعدين. إلا أن الواقع اليوم هو أنه على ما يبدو من شبه المستحيل منع إقامة دولة كردية».

إلى ذلك، وصف معلّقون إسرائيليون الخطاب الذي ألقاه نتنياهو في معهد أبحاث الأمن القومي أمس الأول بـ«عقيدة نتنياهو»، مشيرين إلى أنه أرسى فيه استراتيجيته المحدّثة لمواجهة الاهتزاز الإقليمي وتمدد الجهاد العالمي في المنطقة.

وكتب محلل الشؤون الأمنية في يديعوت أحرونوت، رون بن يشاي، أن خطاب نتنياهو كان استراتيجياً ونادراً جداً قدم فيه بصورة واضحة ومنظمة رؤيته السياسية الأمنية التي قصد إسماعها إلى الغربية، وخصوصاً واشنطن. ورأى الكاتب أن الفرضية التأسيسية لهذه الرؤية هي أن انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط سيتواصل لسنوات كثيرة، وأن الإسلام السياسي سيستمر في تهديد الأمن الإقليمي لمدة عقد على الأقل. ورأى بن يشاي أن نتنياهو وضع على أساس ذلك عقيدته الأمنية الخاصة التي من المفترض أن تتيح لإسرائيل عبور التسونامي الإسلامي الراديكالي والاهتزاز الإقليمي بسلام. وبحسب الكاتب، فإن التحديات الأربعة التي عرضها نتنياهو في عقيدته، وهي حماية الحدود والسيطرة الأمنية على الضفة الغربية وإنشاء محور إقليمي لمواجهة التهديد الإسلامي المتطرف ومنع إيران من التحول إلى دولة حافة نووية، ليست جديدة بحد ذاتها، «إلا أن جمعها في استراتيجية أمنية قومية متبلورة يشكل تحديثاً في سلوك نتنياهو الذي يفضل عادة تقطير المعلومات للجمهور بدل أن يقدم نظرية واحدة واضحة». وخلص الكاتب إلى أن حقيقة إقدام نتنياهو على تقديم هذه النظيرة تشير إلى درجة كبيرة من التوافق والثقة بالنفس داخل المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

وعنونت الحياة: مبايعة البغدادي تُقلق الفصائل السنية العراقية المسلحة.. قوات المالكي تقصف مراكز «داعش» بالمدفعية الثقيلة. ووفقاً للصحيفة، حاولت القوى السياسية العراقية تسوية خلافاتها حول المرشحين للرئاسات الثلاث قبل الجلسة الأولى للبرلمان الجديد المقررة اليوم، وأوردت أن المرجع الأعلى علي السيستاني أبلغ القوى الشيعية الرئيسية اصراره على التوافق في هذا الأمر قبل الجلسة، وعلى تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت ممكن. ودعا رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الأمم المتحدة الى المساعدة في إجراء استفتاء في كركوك لتقرير مصيرها وقال إن الإقليم «غير مستعد بعد الآن لدفع ضريبة سياسات بغداد الخاطئة». لكن العرب والتركمان في المحافظة رفضو هذه الدعوة واعتبروها «مسحاً لهويتهم».

ميدانياً، ألقى اعلان زعيم «داعش» ابو بكر البغدادي تغيير اسم التنظيم الى «الدولة الاسلامية» واعلان نفسه خليفة، ودعوة الجميع إلى مبايعته، ظله على الساحة السياسية، خصوصاً وسط الفصائل السنية المسلحة، أي الاخوان والمتصوفة والسلفية والعشائر والبعث.

وأبرزت النهار اللبنانية: أنقرة وطهران ترفضان استقلال كردستان العراق.. واشنطن: إعلان المتشدّدين الخلافة لا يعني شيئاً. وأفادت الصحيفة أنه وصل خبراء روس إلى العراق لمساعدة جيشه على قتال "الدولة الإسلامية" وإدارة مقاتلات "سوخوي25" التي اشترتها بغداد من موسكو اخيراً. وحذر حسين أمير عبد اللهيان الذي يزور موسكو من عواقب وخيمة في حال تفكك العراق، مؤكدا أن طهران تؤمن بضرورة أن تبقى جارتها دولة ذات سيادة. وفي انقرة، قال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج إن تركيا لا تريد عراق "ممزقاً ومقسماً". واكد دعم بلاده لوحدة اراضي العراق. وأفاد مسؤول تركي آخر طلب عدم ذكر اسمه: "لا نؤيد أي استقلال يقوض هذه الوحدة. لا يمكن مناقشة أي شيء من هذا القبيل"، مشيرا الى أن أنقرة تؤيد الدعوات الى تأليف حكومة توافق او وحدة تمثل مصالح كل العراقيين.

وفي الرأي الأردنية، تساءل محمد خروب: هل نضجت «الظروف» لِـ «كردستان» مستقلة؟ وهل درس برزاني أبعاد «القرارين» اللذين اتخذهما، الأول اسقاط المادة «140» من الدستور ثم ضم المدينة كمحافظة خامسة إلى إقليم كردستان، والثاني الاستعداد لإعلان دولة كردية مستقلة في كردستان العراق؟ وأوضح الكاتب: لا نحسب أن الظروف الاقليمية والدولية قد نضجت لاستيلاد دولة كردية مستقلة وربما يدفع برزاني ثمنا باهظا جراء مغامرته غير المحسوبة هذه، الذي عليه عدم اهمال «حقيقة» دولة خلافة قد قامت للتو «في العراق نفسه» بزعامة أمير المؤمنين... أبو بكر البغدادي!.

أما في الدستور الأردنية، فاعتبر عريب الرنتاوي أنّ المحطة التالية هي لبنان وليس الأردن؛ فالأردن بلد متجانس من الناحية المذهبية، وانقساماته الداخلية ليست من النوع المفيد لـداعش أو أي من أخواتها، أما قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، فهي كفيلة بمواجهة تهديدهم على الحدود وفي الداخل على حد سواء. وأوضح الرنتاوي: المبالغات بتصوير الخطر المحيط في الأردن، تنبع أساسا إما عن جهل بفهم جدلية العلاقة بين هذه القوى وبيئاتها الاجتماعية والسكانية الحاضنة، وإما عن غرض، كما في الحالة الإسرائيلية، التي تريد إشاعة مناخات من القلق والخوف، في المنطقة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد: إدخال إسرائيل على خط التحالف مع ما يسمى “محور الاعتدال” العربي فضلاً عن الكيان الكردي الناشئ.. تبرير استمساك إسرائيل باحتلالها للأرض الفلسطينية ورفضها الجلاء عن غور الأردن والتلال المشرفة عليه.. وتسويغ اعتمادها على أمنها الذاتي بديلاً عن أية ترتيبات مقترحة بينها وبين الفلسطينيين، كما جاء في مشروع جون كيري.. ذلك لا يعني البتّة، التقليل من شأن الأخطار أو نفي التحديات وإنكار التهديدات.

ورأت كلمة الرياض أنّ التهوين من مخاطر طروحات المتطرفين والخلافة، خطأ، والمبالغة في تصور أنها ستلغي الحدود وتحشد القوة الهائلة لخلافة إسلامية عريضة أيضاً غير منطقي أو حقيقي، لكن ما تخفيه الأهداف الصانعة لهذه المنظمات، هي من تدرك أنها تقدم لها المكاسب الكبرى لتتخذ جميع المسميات والأوصاف وتنتج لنا الإرهابيين..

واعتبرت افتتاحية الخليج الإماراتية؛ أنقذوا ما تبقى من العراق، أنّ العراق يدخل الآن في ثقب أسود قد لا يُبقي منه شيئاً، حتى الاسم. فها هم الأكراد يسنون أسنانهم لإعلان "دولتهم"، وها هي "داعش" تعلن "دولة الخلافة" وتسمي خليفتها.. ومن يضمن ألا ينضم الجنوب إلى القافلة. العراق يتشظى يا عرب.. أنهار الموت تتسع، وعمليات القتل والذبح والتكفير والصلب وتدمير المقدسات على قدم وساق لا تستثني أحداً، وأفواج العراقيين بالآلاف والملايين تبحث عن ملاذ يقيها السكاكين والسيوف التي تنتظرها في كل لحظة. يا عراقيين.. أنقذوا أنفسكم ووطنكم.. أنقذوا ما تبقى من العراق.. ويا عرب هل ستتحركون وتنقذون بقايا شرف الأمة وكرامتها.

وأكدت كلمة الخليج أيضاً، أنّ التطرف فجأة لم يأت! لم يكن هذا التطرف الأعمى الذي يضرب مشرق الوطن العربي ومغربه ابن ساعته، ولم يأت على حين غرة، وفوجئ به الجميع، وبدؤوا يحتسبون له، ويضربون أخماساً بأسداس حول مواجهته بعدما استفحل وبات يهدد الجميع بإرهابه وعنفه. هذا الذي يجري في وطننا العربي من بحور دم وتقتيل وتذبيح وفحيح مذهبي وطائفي لم يكن مجرد غيمة في سماء صافية، بل كان له نذر ومقدمات، بعضنا استسهلها.. وبعضنا سكت عنها.. وبعضنا رآها فرصة واستغلها.. وكلنا كنا شركاء من حيث شئنا أو أبينا، لأننا لم نواجه الآفة منذ بداياتها وبالجدية المفترضة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.