تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

كيف ساعدت السعودية تنظيم "داعش"

 عن الاندبندنت

لم يكن اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية" لمناطق واسعة في شمال العراق، الشهر الماضي، أمراً عابراً، فقد فرضت سيطرة التنظيم على هذه المناطق تعديلاً على الخريطة السياسية العراقية، لا بل أن انعكاسات هذا الأمر امتدت إلى دول الجوار.

ومما لا شك فيه أن هذه التجربة التي تُوّجت بإعلان "دولة الخلافة" قد فرضت نفسها خلال مدة قصيرة كـ"أمرٍ واقع" دفع نحو إعادة جميع القوى الفاعلة في المنطقة إلى إعادة حساباتها أمنياً، فضلا عن الخضّة السياسية التي دفعت بالطروحات التقسيمية الحادة نحو الواجهة.

إلى ذلك بدا واضحاً أن الهجوم المنظم والخاطف الذي نفذه التنظيم لم يكن ليتم بهذه الطريقة لولا توفر امكانات مادية كبيرة ومواكبة أمنية فاعلة أدت إلى خلق الثغرات في صفوف القوات العراقية التي انسحبت أو استسلمت.

وفي هذا السياق تساءلت صحيفة "الاندبندنت"، أمس، في مقال تحت عنوان "الأزمة العراقية: كيف ساعدت السعودية داعش في السيطرة على شمال البلاد"، عن مدى دور الرياض في "المؤامرة" التي أدت إلى استيلاء تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على جزء كبير من شمال العراق، وذلك من خلال إذكاء الفتنة بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي.

ونقلت الصحيفة عن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية - "أم أي 6" ريتشارد ديرلوف قوله إنّ رئيس جهاز الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان أخبره بأنه "بعد فترة غير بعيدة في الشرق الأوسط، سيكون من الضروري القول ليكن الله بعون الشيعة، وأن أكثر من مليار سنّي ضاقوا ذرعاً منهم ببساطة".

ولفتت الصحيفة إلى أن المحادثة جرت بين الرجلين قبل أحداث 11 أيلول العام 2001 في الولايات المتحدة، عندما كان بندر يشغل منصب السفير السعودي لدى واشنطن، مشيرة إلى أن الوقت الذي تحدث عنه بندر آنذاك قد يكون ظهر في العراق اليوم مع الدور الذي تلعبه السعودية في دعم الجماعات الأصولية المتطرفة هناك.

وذكرت الصحيفة أنه ليس هناك شك حول دقة الاقتباس في نقل كلام بندر الذي تولى منصب رئيس الاستخبارات السعودية بين العامين 2012 و2014، وهي الفترة التي استطاع خلالها تنظيم على شكل "القاعدة" السيطرة على المجموعات السنية المسلحة في العراق وسوريا.

وشدد ديرلوف في حديث أمام المعهد "الملكي للخدمات المتحدة" في بريطانيا، الأسبوع الماضي، على أهمية كلمات بندر، قائلا إنه "تعليق تقشعر له الأبدان، وأنا أتذكره بشكل جيد جدا".

وأكد ديرلوف أن التمويل الكبير والدائم الذي كان يقدمه "متبرعون" سعوديون وقطريون للجماعات المتشددة كان لا بد من أن تكون السلطات في البلدين قد سمحت بتمريره بهذا الشكل، وهي لعبت دورا محوريا في تسهيل سيطرة "داعش" على المناطق السنية من العراق، لأن "هذا الأمر لا يمكن أن يحصل ببساطة، ولا أن يفعله التنظيم من تلقاء نفسه".

وتابع المسؤول الاستخباراتي السابق أن هذا الأمر يبدو واقعياً منذ إمساك الممولين السعوديين والخليجيين بالقيادات القبلية والطائفية في المحافظات ذات الأغلبية السنية، وسيكون من غير الممكن تعاون هذه القوى مع "داعش" من دون موافقتهم، مؤكداً أن ما حصل "كان مخططا سعوديا منذ البداية".

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.