تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـ :snsمفاجآت المقاومة طائرة استطلاع ورسائل هاتفية وخرق البث التلفزيوني: إسرائيل أين المخرج؟

 في اليوم السابع لحرب «الجرف الصامد» انطلقت الصواريخ والقذائف، ليس من غزة وحسب، بل أيضا من الجولان ولبنان، لتجعل إسرائيل بأسرها من الشمال إلى الجنوب دفعة واحدة تحت النيران. وتُظهِر المقاومة في غزة ليس فقط ثباتها الميداني من خلال الحفاظ على قدرة الرد وتنفيذ عمليات برية ضد مدرعات العدو، بل أيضا باستخدام طائرة من دون طيار في مهمة استطلاعية تسقطها إسرائيل بصواريخ «باتريوت» مقابل أسدود. ويزداد الضغط الإسرائيلي على الجمهور الفلسطيني في القطاع، حيث سقط أكثر من 185 شهيدا و1300 جريح، لتسهيل إنضاج التوصل إلى وقف لإطلاق النار، في ظل تعاظم التذمر في الأوساط الإسرائيلية جراء الضائقة النفسية والخسائر الاقتصادية.

وأفادت صحيفة السفير في تقريرها أنه لوحظ أن إسرائيل في اليوم السابع حاولت، عبر نشر حصيلة المعركة من وجهة نظرها، الإيحاء للإسرائيليين بأن الدمار الذي لحق بحركة «حماس ينضجها» للقبول باتفاق لوقف النار يقوم على أساس العودة إلى تفاهمات «عمود السحاب».

وأعلن ضابط رفيع المستوى أن المقاومة أطلقت حتى الآن أكثر من 1050 صاروخا على إسرائيل، وأن الجيش دمر حوالي ثلاثة آلاف صاروخ في المخازن وعلى المنصات. ولكن ما تبقى لدى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» بشكل أساسي يصل إلى حوالي خمسة آلاف صاروخ آخر. وحسب تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية فإن 50 في المئة من ورش إنتاج الصواريخ قصفت، وأنه لم يبقَ لدى «حماس» إلا «55 في المئة من ترسانة الصواريخ» التي كانت لديها قبل «الجرف الصامد». ورغم تباهي الجيش الإسرائيلي بهذه الأرقام، إلا أن ذلك يشير، على الأقل، إلى وجود مخزون كبير من الصواريخ يسمح للمقاومة باستمرار الرد لأسابيع مقبلة.

وقد تزايدت في اليومين الأخيرين عمليات استهداف المقاومة لدوريات ومكامن الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة باستخدام صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع. ويرمي هذا الاستخدام للإيحاء للجيش الإسرائيلي بترحيب المقاومة بأي تقدم بري في إطار العملية الواسعة التي يجري الحديث عنها منذ أيام. كما أخرجت «كتائب القسام» من جعبتها مفاجأة الطائرة من دون طيار، التي لم تجد إسرائيل وسيلة لإسقاطها إلا عبر استخدام بطارية صواريخ «باتريوت».

وطبقاً للسفير، بدا أن «القسام» مرتاحة في اختيارها للوسائل التي تستخدمها ضمن خطة معينة لها أيضا أهداف معنوية. وليس صدفة أن «كتائب القسام» أفلحت تقنيا في السيطرة على البث الفضائي للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، وبثت عليها أشرطة باللغة العبرية ترحب بالمعركة البرية، وتحذر أهالي الجنود من الجحيم الذي سيلقاه أبناؤهم إن خاضوا هذه المعركة. كما بعثت «القسام» برسالة نصية بالعبرية إلى هواتف نصف مليون إسرائيلي ذكرت فيها إن «غباء حكومتكم التي دخلت في معركة ضدنا من دون أهداف جعل كل إسرائيل تحت النار وكل الإسرائيليين إلى الملاجئ. سنواصل قصف كل مكان في إسرائيل حتى تلبى جميع شروطنا المشروعة».

ورغم استمرار الغارات الجوية والقصف المدفعي والبحري، وعلى نطاق واسع في أرجاء مختلفة في القطاع، مع تركيز على منطقة الشمال قرب بيت لاهيا، فإن دفق الصواريخ المنطلق من غزة لم يتوقف. وتقريبا، وحسب ما أعلن في التلفزيون الإسرائيلي، فإن صلية تنطلق من غزة باتجاه مناطق قريبة وبعيدة كل عشرين دقيقة. وتعمل هذه الصليات، ليس فقط على إيقاع أضرار مباشرة، وإنما أيضا على شل الحياة الاعتيادية في كل مواقع سقوطها. وتقريبا حافظت المقاومة في غزة، وعلى رأسها «كتائب القسام» و«سرايا القدس» على وتيرة إطلاق صواريخ في الأيام الأخيرة لا تقل عن 100 صاروخ يوميا. وإذا أخذنا بالحسبان ما أعلنه الجيش الإسرائيلي عن سقوط 1050 صاروخا، فإن ذلك يعني أن متوسط الإطلاقات من غزة هو 150 صاروخا يوميا. وملاحظ أن المقاومة تكثف إطلاقاتها بعد أن يكثف العدو غاراته، وتحاول تخفيف الإطلاقات عندما يخفف غاراته. كما بدا أن الأيام الأخيرة صارت تشهد إصابات مباشرة في البيوت والمناطق المأهولة أكثر من الأيام الأولى. ومن الجائز أنه تقف خلف ذلك أسباب، بينها زيادة الخبرة واستقرار العزم.

ولكن الجيش الإسرائيلي يطلق العنان لنفسه لإظهار إنجازات بسبب الانتقادات التي يتعرض لها من أوساط شعبية وسياسية على حد سواء. وقد تبين، أنه خلافا لادعاءات الأيام الأولى، فإن كثافة النيران ليست أشد مما في «عمود السحاب»، وسيتأكد لاحقا أيضا أن أثر الضربات الإسرائيلية على «حماس» أيضا أقل مما كان في «عمود السحاب». وهناك من يشير إلى أن الخلافات في إسرائيل لا تتلخص فقط داخل المجلس الوزاري المصغر والحكومة، وإنما بين المستويين السياسي والعسكري وداخل المستوى الأمني. وفيما لا تزال هناك أقلية في الحكومة تطالب بعملية برية، فإن الغالبية تتحدث حاليا عن خلاف ليس بين مؤيدي العملية البرية ومعارضيها، لكن بين مؤيدي التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار وبين المطالبين بوقف من طرف واحد من دون اتفاق.

وأوضحت السفير أنّ المسألة هي ما يجري فعلا على أرض الاتصالات من أجل وقف إطلاق النار. ومعروف أن وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير وصل إلى المنطقة عارضا وساطته. كما أن أميركا سبق وأعلن رئيسها أوباما استعداده للمساعدة في التوصل إلى اتفاق لوقف النار حسب تفاهمات «عمود السحاب». وأعلنت الخارجية المصرية أن وزير الخارجية الأميركية جون كيري سيصل اليوم إلى القاهرة من أجل بحث هذه المسألة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. ومعروف أن كيري والاميركيين، يحثون مصر على تكثيف اتصالاتها من أجل وقف إطلاق النار.

غير أنه كان لافتا تأكيد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عدم وجود مخطط لدى كيري لزيارة القاهرة. وهذا يعني في نظر المراقبين أن الأمور غير ناضجة، وأنه لو كان هناك اتفاق لوقف النار لهرع من أجل إثبات أن لأميركا دورا في التوصل إليه. كما لوحظ أن الخارجية الإسرائيلية أكدت عدم علمها بوجود نية لدي كيري لزيارة تل أبيب. ودعا البيت الأبيض إسرائيل إلى عدم شن هجوم بري على غزة، معتبرا انه يمكن أن يعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر، برغم تأكيده «حقها بحماية مدنييها من الهجمات الصاروخية».

ومع ذلك، من الواضح أن كلا من «حماس» وإسرائيل تريدان التوصل إلى اتفاق أساسه تفاهمات «عمود السحاب» ولكن مع إضافات. فتفاهمات «عمود السحاب» من دون إضافات لمصلحة إسرائيل تعني أن الحرب لم تحقق شيئا، وهو ما لا يرضي اليمين. ورغم تعدد الجهات التي تدفع باتجاه الاتفاق على وقف إطلاق النار، فإن مصر هي الجهة الوحيدة التي لا تزال قادرة على أداء دور. ومن الجائز أن لعب القاهرة لدورها مرهون بدرجة معينة بتغيير موقفها، ولو جزئيا من حركة «حماس»، إذ يصعب على مصر لعب دور الوسيط مع جهة أعلنت عنها رسميا طرفا معاديا.

وأعلنت الخارجية المصرية، في بيان، أن مصر تدعو «كلا من إسرائيل والفصائل الفلسطينية إلى وقف فوري لإطلاق النار»، مضيفة: «تحددت الساعة السادسة (طبقا للتوقيت العالمي) يوم 15 تموز لبدء تنفيذ تفاهمات التهدئة بين الطرفين، على أن يتم إيقاف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة المصرية وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة». وأضاف: «خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة، تستقبل القاهرة وفودا رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية للتباحث بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، على أن تجرى المباحثات مع كل طرف بشكل منفصل».

وأبرزت صحيفة الأخبار: اقتراح مصري لوقف النار تتلقفه إسرائيل وتخشاه المقاومة. وقالت: طوق نجاة بصناعة أميركية وتجميع مصري، قدّمته القاهرة إلى إسرائيل أمس عبر اقتراح اتفاق لوقف إطلاق نار، لم تتضح معالمه، وإن كانت ردود فعل الدولة العبرية وفصائل المقاومة، وخاصة «سرايا القدس»، تشي بأنه لا يستجيب لتضحيات الشعب الفلسطيني خلال العدوان المستمر منذ تسعة أيام. اقتراح يبدو واضحاً أنه يوجِد لإسرائيل مخرجاً من المأزق الذي أوجدت نفسها فيه، مع إدراكها لعجزها عن تحقيق إنجاز في مواجهة المقاومة التي عبّرت عن مستوى عالٍ من الأداء العسكري والأمني، وإدراكها في الوقت نفسه لخطورة الدخول البري في ظل مفاجآت تخبئها المقاومة الفلسطينية التي أعطت أنموذجاً عنها طائرة الاستطلاع التي حلقت في الأجواء أمس. لعل في دعوة جون كيري تل أبيب إلى عدم خوض المغامرة البرية خير دليل، وزيارته للقاهرة اليوم أبلغ إشارة إلى طبخة أميركية مصرية، ليس واضحاً إن كانت قد نضجت أو لا. هي القاهرة نفسها التي استضافت على استحياء مساء أمس اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب بلا لون ولا رائحة.

واعتبرت الصحيفة أنه ليس من المبالغة القول أنه مع إعلان المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين جيش الاحتلال والمقاومة في غزة، يكون نتنياهو، قد تنفس الصعداء، لكونها تشكل، في حال بلوغها خواتيمها، مخرجاً لأزمة الخيارات التي اصطدم بها، بعد ثمانية أيام من المواجهة، وراوحت بين الانتقال إلى خيار العملية البرية، أو المراوحة تحت سقف التصعيد العسكري المتبادل. مبادرة تبدو أشبه بطوق نجاة لإسرائيل من مأزقها الميداني. صحيح أنها تشكّل مدخلاً لوضع حدّ للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، لكنها في الشكل الذي عرضته الخارجية المصرية، أي 12 ساعة وقف نار تليها 48 ساعة محادثات حول شروط الهدنة، تكون أقرب إلى رغبة تل أبيب التي رفعت شعار «تهدئة في مقابل تهدئة» دون مكافآت للجانب الآخر، في مقابل المقاومة التي كانت واضحة في أهدافها. وعلى ذلك، فإن تقويم نتائج هذه الجولة من المواجهات مرتبط بمدى اقتراب مضمون التفاهم من الشعارات والمطالب التي رفعها طرفا الصراع.

وفيما أرسلت إسرائيل إشارات قبول بالاقتراح المصري، وأعلنت أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية سيجتمع صباح غد (اليوم) لمناقشته واتخاذ القرار بشأنه، سارع عدد من المسؤولين الإسرائيليين، وبينهم وزراء في الحكومة، للتنديد بالاقتراح وأي وقف لإطلاق النار مع «حماس» في هذه المرحلة، محذرين من أن الاتفاق سيعرّض أمن إسرائيل للخطر.  أما فلسطينياً، فكانت حركة «الجهاد الإسلامي» سابقة في الرد على هذه البنود، وذلك على لسان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة، خالد البطش، الذي تحفظ على ما أعلنته مصر في المبادرة، مشدداً على أن «إعلان مبادرات من هذا النوع لا يكون عبر الإعلام». وقال البطش في تصريحات تلفزيونية: «نرحب وندعم الجهد المصري، لكن لا تدار الأمور هكذا، وطرح المبادرات لا يكون في الإعلام»، مضيفاً: «هناك عناوين معروفة للمقاومة». أما «حماس» من جهتها، فأعطت إشعاراً بقبولها التوجه نحو التهدئة من دون حديث عن المبادرة، وذلك في تسجيل تلفزيوني لنائب رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، في أول ظهور له منذ بداية الحرب..

وذكرت الأخبار أنّ المبادرة المصرية تترافق مع إثمار الجهود الأميركية في كبح الإسرائيليين عن الدخول في مواجهة برية، مع أنهم ليسوا في موقف يحمسهم على هذا القرار.

ولفتت الأخبار في تقرير آخر إلى أنّ التأثير السلبي لحروب إسرائيل على اقتصادها يشغل حيّزاً كبيراً من النقاشات المرافقة لكل حرب، إلا أن التدقيق في بنية الاقتصاد الإسرائيلي اليوم يكشف انتقال العرب من مرحلة عدم استخدام النفط للضغط على المجتمع الدولي من أجل ردع إسرائيل، إلى مرحلة توفير كل مقومات التفوق لاقتصادها. وأوضحت الصحيفة أنه وبعد ثلاث سنوات على الأزمة السورية، يقول تقرير صحافي إسرائيلي في موقع «Ynetnews» نشر في 7 كانون الثاني الماضي، إن إسرائيل باتت المرفأ الرئيسي لمنطقة الخليج العربي بالنسبة إلى البضائع التركية والأوروبية. ويبيّن التقرير إن منافع إسرائيل الاقتصادية خيالية. فقد قفز عدد الشاحنات التي تعبر بين إسرائيل والأردن سنوياً من 300 إلى عشرة آلاف و589 شاحنة سنوياً، وفقاً لهيئة مطارات إسرائيل. أما وزارة النقل التركية فأشارت إلى ارتفاع عدد الحاويات المنقولة من تركيا إلى إسرائيل من 17 ألفاً و882 حاوية عام 2010 إلى 77 ألفاً و337 حاوية عام 2013. ولا تذهب كل هذه الحمولات إلى الأردن الموقع على اتفاقية سلام مع إسرائيل، بل تعبر منه إلى العراق والسعودية ومختلف الدول الخليجية. وانتقلت إسرائيل من بيع الأراضي بعد احتلالها إلى بيع المياه بعد احتلال مصادرها ومصباتها، متّكلة في توسعها الاقتصادي على شراء جيرانها لغازها الطبيعيّ من جهة ووضعهم محطات التكرير في حالة دمياط بتصرفها من جهة أخرى.

وعنونت النهار اللبنانية: الديبلوماسية في سباق مع الهجوم البري على غزة مصر أطلقت مبادرة وكيري في القاهرة اليوم. وطبقاً للصحيفة، كثف الجيش الاسرائيلي حشوده في محيط قطاع غزة، في اشارة الى نيته شن عملية برية اذا لم تفلح الاتصالات والجهود الديبلوماسية في التوصل الى اتفاق لوقف النار. وفيما حذرت واشنطن من هذه العملية، اطلقت مصر التي يزورها جون كيري اليوم، مبادرة لوقف النار بناء على اتصالات اجرتها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وكشفت مصادر اسرائيلية ان "اسرائيل تبحث عن صيغة تحقق من خلالها شروطا جديدة في مقابل وقف غاراتها على قطاع غزة". وأوضحت ان المعادلة التي سيبحث فيها اليوم تشمل رفع الحصار عن غزة، وفتح معبر رفح في مقابل تجريد غزة من السلاح في اشراف الامم المتحدة. وأوردت الصحف الاسرائيلية أن" تل ابيب سوف تطلب على الاقل نزع الصواريخ البعيدة المدى التي يصل مداها الى تل ابيب والقدس وحيفا".

وأبرزت صحيفة الحياة: واشنطن تحذر إسرائيل من هجوم بري في غزة. وذكرت أنه في اليوم السابع للحرب على غزة، خفتت أصوات القصف المتبادل بين إسرائيل وحركة «حماس»، وتقدمت مساعي التهدئة، أميركياً وأوروبياً وعربياً، واجتمعت الجامعة العربية مساء أمس للبحث في وقف العدوان على غزة، في وقت استبعد كل من «حماس» وإسرائيل قرب التوصل إلى اتفاق لوقف للنار، ورفضا اتفاق عام 2012 على أمل تحصيل شروط أفضل. على أن يوم أمس تميز بمفاجأة نوعية فجرتها «حماس» عندما استخدمت للمرة الأولى طائرات من دون طيار حلقت في سماء الدولة العبرية وحملت إحداها متفجرات، قبل أن يسقطها صاروخ إسرائيلي، في وقت حذرت واشنطن إسرائيل من شن هجوم بري في غزة.  ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في حماس قوله إن جهات عربية وإسلامية وأوروبية تجري اتصالات مع الحركة وإسرائيل للبحث في وقف النار، لكنها لم تحقق أي تقدم. وأضاف: «ما زلنا في مرحلة الاتصالات، ولم نصل بعد الى مرحلة المفاوضات على التهدئة، إذ يبدو أن الجانب الإسرائيلي يسعى إلى نصر في غزة قبل أن يدخل في التهدئة، وهو ما لن نمنحه إياه».

وفي الدستور الأردنية، اعتبر خيري منصور أنّ معظم ما يقال ويكتب الآن عن العدوان الإسرائيلي على غزة هو طبق الأصل مما كتب في ثلاث مناسبات سابقة ومماثلة على الاقل، لهذا فهو اضافة الى صلاحيته المحدودة فاقد لأي نفوذ على الوعي، لانه يتجاهل ما جرى للعرب خلال عدة اعوام. وفي مقدمته استراتيجية استبدال الاعداء، وتغيير اتجاه البوصلة قوميا اضافة الى ارتباكات نفسية واجتماعية جعلت الفرد اخر من يعلم بما آل اليه. وأضاف: اقترح على هؤلاء الذين يعيدون نشر ما كتبوا عشرات المرات أن يقرأوا مسرحيات الراحل محمد الماغوط خصوصا تلك التي تتم فيها مقايضة صقر قريش بشاحنة قمح اسبانية او التي يروي فيها الدّحام ما جرى له من ذوي القربى بحيث فقد القدرة على الوقوف على قدميه كما فقد القدرة على الجلوس لان الزجاجات من مختلف الاحجام جربت فيه. وقبل ان تلوموا هذه الملايين على صمتها وغيبوبتها اسألوها عما جرى لها في ربيع الذئب وليس في ربيع الخروف.

ولفت عريب الرنتاوي إلى أنّ أسئلة كثيرة، تثيرها الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، قد لا يكون الوقت مناسباً للخوض فيها بعمق، لكنها ينبغي أن تكون مثار تفكير عميق،  بعد أن تصمت المدافع وتلتئم الجراح، ويواري الفلسطينيون جثامين شهدائهم. السؤال الأول، هل ترك القطاع أعزلا من وسائل الدفاع عن النفس، أو القدرة على الردع، خيار يمكن الأخذ به، بعد حصول كل ما حصل من اعتداءات على الضفة والقطاع والقدس، على حد سواء؟ والسؤال الثاني هل يمكن إعادة انتاج غزة في الضفة الغربية، هل هذا خيار واقعي؟ واعتبر أنّ من الأسئلة المطروحة، تلك المتصلة بـ “توازن الردع” بين الفلسطينيين والإسرائيليين هل خلق حال من توازن الرعب، هو ما يحتاجه الفلسطينيون؟ هل يتعين على الفلسطينيين اعتماد وسائل النضال ذاتها في مختلف أماكن تواجدهم....؟ وأضاف: أحسب أن تجربة غزة والضفة على حد سواء، تقدم مشاريع إجابات واقعية على هذه الأسئلة وغيرها، فقد جرى اختبار مختلف النظريات ووجهات النظر، كلياً أو جزئياً، في الميدان، وثمة حاجة لجولات جديدة، وفي العمق هذه المرة، بين مختلف الفاعلين الفلسطينيين، لتقييم الموقف ودراسة التجربة، والأهم الخروج بخلاصات توافقية.

وفي الوطن العمانية، اعتبر زهير ماجد أنّ غزة بخير لكنها مشمئزة من كونكم عربا ولستم كذلك، ومن كونكم من سكان منطقتها فيما أنتم أبعد عنها في كوكب آخر. غزة لم تطلبكم، لأنها رأت كيف تقاتلتم على قتل الشام، وكيف حاولتم أن تكونوا الى جانب القاتل، واسرائيل والاميركي وكل معتد عليها. غزة بخير طالما أنتم بعيدون عنها، ترجوكم ألا تقتربوا هكذ أخبرتنا.. نقلت إلينا حسها العالي، حنينها الى ترابها الذي تعشقه والذي لم يبق غيره على ما يبدو سندا لها في زمن انتم فيه عبء مقيم.... عذبتم كثيرا الشام وأهلها ودفعتم المليارات من أجل فك جيشها عنها وتفتيت شعبها، صرفتم الأموال الطائلة كي تروا بفرح كيف تدمر المدن والبلدات والقرى والأرياف السورية.. رقصتم على دم اطفالها ونسائها ورجالها الأشاوس، فهل تريدون منا ان نصاب بما أصبتم به الشام كي تفرحوا!. جاء زمن غزة، أما زمنكم فإلى زوال.. جاء عزّ غزة، أما ذلكم فقد استطبتموه وجعلتموه قلادة على صدوركم. لن يغفر لكم التاريخ، ولن يسامحكم الله، ولسوف يلعنكم كل شهيد ساهمتم في سقوطه، وكل منزل سقط خرابا، وكل شارع تدمر. غزة بخير إذن.. أما أنتم..!

ورأت افتتاحية الخليج الإماراتية أنّ الحرب الإسرائيلية على غزة ليست في جوهرها وأسبابها الحقيقية ضد "حماس" أو "الجهاد" أو غيرهما من فصائل المقاومة. هي في الواقع ضد الشعب الفلسطيني كله في القطاع والضفة والشتات، في إطار صراع متواصل ومديد منذ أكثر من مئة عام حول فلسطين وهويتها ووجودها وتاريخها... باختصار، هو صراع ممتد ومتواصل بين شعب يمتلك الحق بالأرض والتاريخ والجغرافيا، كما يمتلك الأخلاق والمشروعية والشرعية، وبين شعب معتد محتل وعنصري تم استيراده من أربعة رياح الأرض ليكون قاعدة استعمارية أمامية، مدججة بالقوة والسلاح ومدعومة بكل أشكال الحماية. العدوان على غزة، هو مجرد فصل من فصول الصراع، لكن الثابت أن إسرائيل لن تتمكن من كسر إرادة وصمود الشعب الفلسطيني مهما أوغلت في الدم الفلسطيني.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.