تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقريرالsns: العدو يتسلح بالمبادرة المصرية: غزة ستدفع الثمن!!

انتهى اليوم الثامن لحرب "الجرف الصامد" كأيام سبقته، من دون أن تتوقف النيران، رغم المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار ابتداء من التاسعة صباح أمس. وفي التاسعة مساء أمس عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعاً عاصفاً، لا ليبحث فقط التصعيد على غزة بعد أن رفضت المقاومة المبادرة المصرية، وإنما ليبحث كذلك الخلافات التي دبّت بين صفوف الحكومة إثر هذه المبادرة. وبعد أن اتهم وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتردّد والخضوع، أقال نتنياهو نائب وزير الدفاع داني دانون.

ووفقاً لصحيفة السفير، شهد اليوم الثامن أيضاً سقوط صاروخين على إيلات، وإصابة عشرة إسرائيليين هناك. وعنت الصواريخ على إيلات أنه فعلاً لم يعد مكان في إسرائيل يمكن أن يكون آمناً، بعد أن شهدت الأيام قبلاً سقوط قذائف وصواريخ أيضاً من لبنان وسورية. ويعني قصف إيلات أن هذا المكان الأبعد عن مركز فلسطين، والذي كان يشكل ملاذاً للفارين من مناطق التوتر، أصبح خارج الخدمة.

ورغم أن الساعات الأخيرة قبيل فجر أمس شهدت كثافة اتصالات على مستوى عالمي وإقليمي، بقصد تسهيل نجاح المبادرة المصرية إلا أن النيران لم تتوقف. فالحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعها صباح أمس لتعلن، في ظل خلاف داخلي، في الساعة التاسعة وبضع دقائق على قبولها المبادرة المصرية التي تفتح، من وجهة نظرها، الباب أمام تجريد غزة من صواريخها وأنفاقها بضغط دولي. ولم تنتظر قيادات حماس التاسعة صباحاً لتعلن موقفها، بل أعلنته قبل ذلك برفض المبادرة المصرية. ولأن رفض المبادرة كان مكلفاً، فإن قيادات من حماس حاولت في الساعات التالية تلطيف هذا الرفض والإيحاء بأن المبادرة موضع دراسة. ولكن خلال ساعات قليلة كان الرفض من حماس و"الجهاد الإسلامي" رسمياً وجلياً.

وطبقاً للسفير، ذكرت كتائب القسام، في بيان، "لم تتوجه إلينا أي جهة رسمية أو غير رسمية بما ورد في مبادرة وقف إطلاق النار المزعومة التي يتم الحديث عنها في وسائل الإعلام. إن صحّ محتوى هذه المبادرة فإنها مبادرة ركوع وخنوع نرفضها جملة وتفصيلاً، وهي بالنسبة لنا لا تساوي الحبر الذي كتبت به"، متوعّدة إسرائيل بأن المعركة "ستزداد ضراوة". كما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي رفضها المبادرة. وذكرت، في بيان، "أبلغنا الجانب المصري موقفنا بعدم قبول هذه المبادرة التي لا تلبي حاجات شعبنا وشروط المقاومة التي لم تستشر فيها". وأضافت "هذه المبادرة غير ملزمة لنا، وسرايا القدس ستواصل عملياتها، جنباً إلى جنب مع كل الفصائل والأجنحة العسكرية، دفاعاً عن شعبنا في مواجهة العدوان الإسرائيلي".

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري شدّد، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، على ضرورة العمل للوقف الفوري للعمليات العسكرية الإسرائيلية. وقال "في سبيل تحقيق هذا الهدف، فإن مصر عملت على إجراء الاتصالات المكثفة مع الأطراف كافة للعمل على احتواء الأزمة والحيلولة دون مزيد من التصعيد، وقد شملت هذه الاتصالات القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية المختلفة والسلطات الإسرائيلية، فضلاً عن عدد من الدول العربية والإسلامية، والأطراف الدولية الفاعلة. وقد تبلورت محصلة الجهود السابقة التي تمّت على أعلى مستوى عن المبادرة التي طرحتها مصر لحقن دماء الشعب الفلسطيني".

وأوضحت السفير: الواقع أن إطلاق الصواريخ لم يتوقف ولم ينتظر الموقف النهائي والرسمي. فمنذ ساعات الصباح، ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي إيقاف عملياته، تواصلت عمليات إطلاق الصواريخ وبكثافة بحيث طالت هذه المرة مناطق في أقصى الشمال الشرقي لفلسطين. وبحسب الإعلانات الإسرائيلية فإنه حتى السادسة مساء كانت المقاومة قد أطلقت أكثر من 120 صاروخاً. ووفرت صلية من قذائف الهاون على موقع عسكري إسرائيلي على معبر إيريز الفرصة لتعلن إسرائيل للمرة الأولى عن مقتل مدني، ادعت أنه كان يوزع الطعام على أفراد الجيش في الموقع.

وكان الجيش الإسرائيلي قد عاد بعد أربع ساعات من توقفه عن الغارات إلى الهجوم بشدة على غزة، معلناً استراتيجية جديدة تقوم على أساس الضغط على حماس وفصائل المقاومة من أجل القبول بوقف إطلاق النار. وأشار المعلقون العسكريون إلى أن الأسلوب الجديد يتمثل في شن موجات من الغارات ثم التوقف لرؤية ما إذا كانت الرسالة قد وصلت لقيادة حماس أم لا. غير أن الصواريخ ظلت تنطلق من غزة رغم الهجمات، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 1420، معلنة أنه ليس في القطاع صناديق بريد لتسلم الرسائل الإسرائيلية.

وقبيل اجتماع المجلس الوزاري المصغر ليلاً عقد نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون ورئيس الأركان بني غانتس مؤتمراً صحافياً لتوضيح الموقف للجمهور الإسرائيلي. ولخص نتنياهو الموقف بقوله: من دون وقف لإطلاق النار سيكون هناك إطلاق نار. وأوضح أن "حماس اختارت مواصلة المعركة، وهي ستدفع ثمن هذا القرار. من دون وقف للنار، هناك نار. كنا نفضل حل ذلك بطرق سياسية، لكن حماس لم تترك لنا خياراً سوى توسيع وتعظيم المعركة ضدها". وأضاف: "هذا الصباح جمعت وزراء الكابينت (الحكومة الأمنية المصغرة) وقررنا أن ترد إسرائيل بالإيجاب وتقبل وقف إطلاق النار. وقلت إذا واصل الجهاد الإسلامي وحماس إطلاق النار على مدن إسرائيل فسأصدر الأمر للجيش بالعمل ضدهم بشدة، وهذا ما فعلناه ظهر اليوم (أمس)".

وأضافت السفير أنه كان واضحاً من حديث غانتس أن إسرائيل تراقب منذ أيام الأحداث أيضاً في الجبهة الشمالية رغم أن جوهر الفعل هو في الجبهة الجنوبية. وقال إن الجيش سيعمد إلى توسيع العملية "براً وبحراً وجواً". ولكن المعلقين الإسرائيليين يشددون على أن الغارات الإسرائيلية لم تخرج بعد عن المألوف، وأن احتشاد عشرات الألوف من الجنود حول غزة لا يعني أن العملية البرية وشيكة. ورغم ذلك أشارت الصحف إلى أن قائد الجبهة الجنوبية الجنرال سامي ترجمان يؤيد عملية برية محدودة في القطاع. وأعلن قائد رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي أن العملية البرية المحدودة قريبة.

وتحاول إسرائيل أن تعرض أمر قبولها للمبادرة المصرية على أساس أنها خطوة ذكية. فإذا قبلت حماس بالمبادرة فإن هذا يفتح الباب أمام تجريدها من الصواريخ والأنفاق، وإذا لم تقبل فسيتوفر دعم دولي للضربة الإسرائيلية الكبيرة للحركة. وفعلاً فإن المبادرة المصرية نالت على الفور تأييداً من الدول الغربية ومن الأمم المتحدة، ما حدا بوزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدد من وزراء الخارجية الأوروبيين إلى إدانة استمرار حماس في إطلاق الصواريخ ورفضها المبادرة المصرية.

غير أن قبول نتنياهو بالمبادرة عرّضه لإحدى أخطر أزماته السياسية الداخلية. فقد شن ضده العديد من وزرائه، خصوصاً ليبرمان ونفتالي بينت، حملة اتهامات بالخنوع والتردّد. كما أن الأمر وصل إلى وزراء وأعضاء كنيست من الليكود. إذ طالب وزير الداخلية جدعون ساعر، نتنياهو بعرض المبادرة المصرية على الحكومة بكامل قوامها، لاعتقاده أن هناك غالبية لرفضها. كما ذهب نائب وزير الدفاع داني دانون، من "الليكود"، إلى حد اتهام نتنياهو بالخنوع وتوجيه صفعة للإسرائيليين بقبوله المبادرة المصرية. وحاول نتنياهو إظهار تماسكه، فعمد إلى إقالة دانون من منصبه من دون أن يفعل الشيء نفسه مع ليبرمان. وهدّد دانون بنقل المعركة مع نتنياهو إلى مركز "الليكود"، ووصفه بـ"اليساري الخنوع". ومن المؤكد أن بوسع دانون وجماعة اليمين المتطرف في "الليكود" التسبب بمشاكل كثيرة لنتنياهو في الأيام القريبة.

ومن جهة ثانية، طالب كثيرون في الأوساط السياسية والإعلامية نتنياهو بإقالة ليبرمان بعد أن شرع في توجيه انتقادات لرئيس الحكومة في زمن الحرب. لكن انتقادات ليبرمان وبقاءه في الحكومة تعني أنه يخوض الآن معركة لمصلحة مرحلة أخرى، ختمت السفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: غزة تقاوم: لن نقبل سياسياً ما أحبطناه ميدانياً. وأوضحت: استغرق الأمر أياماً قليلة ليَثبُت أن «جرف» العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لم يكن «صلباً» إلى الحد الذي روّج له العدو، وسعى إلى حفره في الوعي العام الفلسطيني والعربي. فأكثر من أي شيء آخر، جاء تلقف تل أبيب لمبادرة الحكومة المصرية بشأن وقف إطلاق النار ليعكس مأزق الحرب على قطاع غزة، مع العلم بأن بنود المبادرة وطبيعة الاتصالات تتكامل مع أهداف العدوان الإسرائيلي، خصوصاً لجهة حرمان المقاومة الفلسطينية من تحقيق أي إنجازات تحت ضغط الميدان. وأوردت الصحيفة: المفاجأة لم تتوقف عند البرودة المصرية في التعامل مع العدوان، وفي عدم فتح معبر رفح، بل كانت قاسية من خلال هذه المبادرة التي تهدف عملياً الى وضع المقاومة الفلسطينية أمام خيارين لا ثالث لهما: إما القبول بالمبادرة المصرية، وتمتنع عن تثمير صمودها الميداني عبر تحقيق الحد الأدنى من مطالبها برفع الحصار وتحرير الأسرى، أو رفضها، وبالتالي تحميل المقاومة مسؤولية استمرار الحرب، علماً بأن مجرد طرح المبادرة، وبالطريقة التي تمت فيها، أرضى العدو الذي يعمل على استمرار التباعد بين القاهرة وغزة.

وتابعت الأخبار: ما كادت الخارجية المصرية تعلن اقتراح وقف النار حتى تداعى المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل إلى الاجتماع والمصادقة على تبنّيه، والمبادرة الى تنفيذ وقفٍ أحادي الجانب لإطلاق النار بدءاً من التاسعة صباحاً، مقابل تريّث فلسطيني في حسم الموقف من اقتراح القاهرة. وهكذا، «لحست» إسرائيل في غضون ساعات قليلة كل المواقف التصعيدية التي هوّلت بها على مدى الأيام الماضية، وانكفأت بين ليلة وضحاها إلى المعادلة الأولى التي قبلت بها عشية العدوان، وفحواها «الهدوء سيقابل بالهدوء». جاء ذلك بعد أن كان القادة الإسرائيليون رفعوا سقف أهداف العدوان على قطاع غزة إلى حدود عليا، وتحدثوا عن استمرار العدوان حتى توجيه ضربة قاسية «للمنظمات الإرهابية» واستعادة الردع في إطار استعادة الهدوء. لكن المأزق الإسرائيلي دفع الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل للمسارعة إلى توسل السلم المصري للنزول عن شجرة التورط بمواصلة التصعيد حتى بثمن التنازل عن اعتبارات شكلية وجوهرية: فلا هي أفلحت في تحقيق صورة انتصار أمام الرأي العام، ولا في فرض الهدوء، ولا تمكنت من ترميم الردع المتهاوي أمام استمرار الصليات الصاروخية للمقاومة الفلسطينية التي واصلت استهداف العمق الإسرائيلي على مختلف الأمداء.

ولفتت الأخبار إلى أنه بينما كانت القاهرة تسعى للحصول على «تفويض حصري» في إدارة المفاوضات، واصلت سلطات قطر وتركيا التواصل مع الاميركيين والاوروبيين لأجل الحصول على باب لوساطة مثمرة مع الاسرائيليين. وإذ ذكرت الأخبار أن مقترحاَ تقدم به أحد الوسطاء لعقد لقاء فلسطيني في الدوحة لرسم استراتيجية التفاوض، بعثت جهات نافذة في غزة برسالة الى القاهرة تؤكد على أولوية الدور المصري، لكنها تطلب عدم ربط هذه المفاوضات بالازمة القائمة بين القاهرة وحماس.

إسرائيلياً كان البارز أمس ما كشفت عنه وسائل إعلام العدو من ان «المصريين نسقوا المبادرة مع تل أبيب، وهم أبلغوا الاسرائيليين، وبصورة مسبقة، أن حركة حماس لن توافق على الاقتراح وعلى وقف اطلاق النار، ومن هنا فإنهم ينوون عرض اقتراحهم على جامعة الدول العربية، لاستصدار بيان يتبناه».

وأوجزت الأخبار الردود الاولية من جانب حماس وحركة الجهاد الاسلامي على المبادرة المصرية، بأنه تم التوافق على الآتي: التمسك بموقف موحد من المبادرة؛ رفض مبدأ فرض المبادرة، والطلب الى المصريين تقديمها بصورة رسمية ومن خلال القنوات المعروفة؛ اتخاذ تدبير استثنائي على الارض من خلال توحيد النشاط الصاروخي بين كتائب القسام وسرايا القدس؛ وضع سقف أساسي للمفاوضات، يقوم على رفض العودة الى اتفاق 2012؛ إبلاغ الجهات المعنية، فلسطينياً وعربياً، من حلفاء وأصدقاء، استعداد قوى المقاومة للاستمرار في مواجهة العدوان مهما كانت الاثمان.

وعنونت الأخبار تقريراً آخر: إسرائيل تستثمر المبادرة المصرية في توسيع العدوان. وأفادت أنّ إسرائيل تلقّفت المبادرة المصرية التي رأت فيها تلبية لمطالبها الاساسية، وذهبت حتى النهاية في توظيفها السياسي والدعائي، من أجل تبرير قرارها بتوسيع دائرة العدوان ضد قطاع غزة. وبهدف إلقاء كرة المسؤولية عن مواصلة المعركة، وتوسيع نطاقها، تذرع نتنياهو بقرار الإعلان عن مرحلة جديدة في العدوان، أكثر شدة ودموية، متجاهلاً حقيقة أن فشل المبادرة المصرية يعود الى تجاهلها المطالب الفلسطينية الحياتية.

وأبرزت صحيفة الحياة: المبادرة المصرية لم توقف «الحرب الثالثة». وأفادت أنّ إسرائيل استأنفت أمس هجومها على قطاع غزة بعد ساعات من إعلانها التزام المبادرة المصرية لوقف النار التي تلقت دعماً أميركياً وعربياً فيما أعلنت كل الفصائل الفلسطينية في غزة، وفي مقدمها حماس والجهاد الاسلامي، رفضها للمبادرة، وأطلقت عشرات الصواريخ على انحاء مختلفة في اسرائيل أمس أسفرت عن مصرع شخص ليكون اول اسرائيلي يقتل في الحرب الاسرائيلية الثالثة على القطاع التي بدأت منذ ثمانية أيام. وتعهد نتنياهو بتصعيد الهجوم ضد حماس. وجاء خطاب نتانياهو الحاد بهدف «احتواء الغضب لدى الاسرائيليين بسبب قبوله المبادرة المصرية للتهدئة، إذ أظهر استطلاع القناة العاشرة ان ٧٣ في المئة من الاسرائيليين ضد قبول الحكومة ما اقترحته القاهرة.

بدورها، عنونت النهار اللبنانية: إسرائيل تنطلق من رفض حماس المبادرة لـ"توسيع وتصعيد" الحملة العسكرية على غزة. وذكرت أنّ إسرائيل عاودت غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد موافقتها على هدنة اقترحتها مصر، لكنها أخفقت في حمل مقاتلي حماس على وقف الهجمات الصاروخية التي أوقعت أمس أول قتيل اسرائيلي في المواجهة المستمرة منذ اسبوع. ويبدو أن المواجهة بلغت نقطة تحول، إذ تهدد إسرائيل بتصعيد حملتها التي قد تتضمن غزواً برياً للقطاع الذي يضم 1.8 مليون نسمة.

ورحب أوباما بالمبادرة المصرية. وقال خلال افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض، آملاً في أن "تتيح استعادة الهدوء". وأكد ان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هجمات "لا تغتفر". لكنه وصف مقتل مدنيين فلسطينيين بأنه "مأسوي". وحذر جون كيري من فيينا من ان "ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال تصعيد العنف أكثر". واعلن انه قرر الغاء زيارته المقررة لمصر والعودة الى واشنطن لاعطاء المبادرة المصرية لوقف النار الوقت كي تنجح. ودعا الدول العربية الى الضغط على حماس لقبول هذه المبادرة بعدما رفضتها على رغم قبول الحكومة الاسرائيلية اياها. ودعا مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية ليل الاثنين في القاهرة "كل الاطراف" المعنيين الى دعم المبادرة المصرية . كما قررت الجامعة "دعم طلب دولة فلسطين وضع اراضيها تحت الحماية الدولية وصولا الى انهاء الاحتلال". واتهم أردوغان اسرائيل بممارسة "ارهاب الدولة" في قصفها لقطاع غزة وبارتكاب "مجزرة" في حق الفلسطينيين في القطاع. وتساءل "الى متى سيظل العالم صامتا امام إرهاب الدولة؟".

وفي الرأي الأردنية، اعتبر محمد خروب أنّ ما شاب الموقف العربي من المذبحة الاسرائيلية المفتوحة في غزة واستقالة العرب من مسؤولياتهم الاخلاقية والقومية والسياسية بل والدينية، وخصوصاً في لغة البيانات العربية الهابطة والمتهافتة، التي تفوح منها رائحة التواطؤ والتنصّل مما يجري في فلسطين، يصيب المرء بالغضب والحزن بل بما هو أكثر من ذلك.

بدوره، اعتبر سميح المعايطة أنّ التهدئة قد تكون قادمة بما تحمله من تفاصيل أمنية وعسكرية وسياسية، وهي النهاية الدائمة لكل ما سبق من عمليات العدوان، وهي اتفاق مؤقت بالنسية لإسرائيل وجوهره وقف المقاومة والحفاظ على حدود غزة آمنه مقابل وقف العدوان، لكن ربما مع تطور الاحداث وتغير الوقائع يتسلل الى التهدئة شروط أخرى.

وفي مقاله: حماس ومأزق المبادرة المصـرية، في الدستور الأردنية، اعتبر عريب الرنتاوي أنّ المبادرة المصرية للتهدئة على جبهة الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، تكاد أن تكون “نسخة كربونية” عن اتفاق التهدئة الذي أبرمته حماس في تشرين الثاني عام 2012، بوساطة نشطة من جهاز المخابرات المصرية، وبرعاية الرئيس الإخواني محمد مرسي... إن قبلت حماس بهذا الاتفاق، تكون قد تكبدت هزيمة مضاعفة، فلا معنى لأية مفاوضات ستجري بعد 48 ساعة من وقف النار... وإن هي رفضته، وبالأخص بعد قبوله إقليميا ودولياً، ستكون قد منحت نتنياهو غطاء وشرعية لاستئناف حرب التطويق ولإبادة ضدها وضد الشعب الفلسطيني، وهي وحدها من سيتحمل المسؤولية بعد ذلك عن الدم والخراب في قطاع غزة... حماس بعد المبادرة المصرية، باتت في وضع أصعب مما كانت عليه قبلها، وربما لهذا السبب بالذات، يعتقد البعض بأن المبادرة المصرية مضموناً وإخراجاً، صيغت بطريقة لا تسمح لحماس إلا برفضها، وبهدف تحميلها وزر استئناف “العمليات العدائية” الإسرائيلية القادمة على القطاع... حماس تقف الآن وجهاً لوجه أمام مأزق خيارات، فكيف ستتصرف الحركة، وفي أي اتجاه ستأتي مواقفها النهائية من المبادرة المصرية؟ سؤال برسم الساعات وليس الأيام القليلة القادمة.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أنّ خروج فصائل فلسطينية مسلحة بعينها، بعيد إعلان القاهرة عن مبادرة من شأنها وقف إطلاق النار بين عناصر القوى في غزة، وتل أبيب، وإعلان أنها لم تُستشر بها، ولم تُطلع عليها، هو محاولة لتفريغ المبادرة من محتواها ومضمونها. ورفض حماس أمس، وقولها إن المبادرة تلك من شأنها خدمة الجانب الإسرائيلي، تأكيد على ذلك. وأضافت الصحيفة: بالمناسبة، أحد الفصائل الرافضة لتلك المبادرة، غارق في الدم السوري.... ومن هنا ينقاد المرء لتساؤل معين، هل من حق من أسهم في سفك الدم العربي، أن يرفع صوته في شأن كهذا؟ واعتبرت الصحيفة أنّ من حق الفصائل الفلسطينية رفض أي مبادرة كانت ومن أي طرف، لكن ليس من حقها عزل القاهرة عن محيطها العربي، وعرقلة دورها الريادي المنتظر.

          بالمقابل، جاءت افتتاحية الوطن العمانية بعنوان: الجامعة تطلق قذائفها لإنقاذ أطفال غزة! وأوضحت: مرة أخرى تقف الجامعة أمام إرهاب الدولة الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وقفة العاجز، فلم تستطع التقدم خطوة ولا الرجوع إلى الوراء خطوة. واعتبرت الصحيفة أنّ الشعب العربي الأوحد الذي لديه تطلعات نحو الحرية والديمقراطية ويبحث عنهما وعن استعادة حقوقه منذ ما يزيد على ستة وستين عامًا، هو الشعب الفلسطيني، فلماذا لا تُقْدِم جامعة الدول العربية على الخطوات التي اتخذتها بحق كل من ليبيا وسورية، وتفرض عقوبات اقتصادية على كيان الاحتلال الإسرائيلي وتجمد علاقات التطبيع السرية والعلنية معه، وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل العسكري المباشر لحماية المدنيين الفلسطينيين، أو على الأقل إقامة منطقة حظر طيران؟

وجاءت افتتاحية الخليج الإماراتية، بعنوان: اهتزاز الردع الإسرائيلي. واعتبرت أنّ عدوان إسرائيل على قطاع غزة، كشف حقائق أساسية لها علاقة بصلب الصراع معها. وتتمثل هذه الحقائق التي برزت خلال ثمانية أيام من العدوان، بانهيار أو خلخلة عدة مسلمات كانت تشكل لب استراتيجية الأمن الإسرائيلي، وأهمها التفوق والقدرة على الردع. وبعدما أوردت الصحيفة عناصر الفشل الإسرائيلي، أوضحت أنّ الحسابات العسكرية الاستراتيجية تؤكد فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، الأمر الذي لابد أن ينعكس في المردود السياسي، وهو لمصلحة الفلسطينيين إذا ما أحسن التعامل معه. لأن الجيوش إذا لم تنتصر - كما يقول كيسينجر- فهي مهزومة، والمقاومة إذا لم تهزم فهي منتصرة.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.