تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إجرام العدو يتعاظم.. غضب الضفة يشتعل.. السعودية والإمارات تموّلان الهجوم البرّي على غزة؟!

 كثر الحديث، خلال الفترة الأخيرة، عن تمويل إماراتي سعودي للعملية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، في سبيل القضاء على حركة «حماس». وبعد أيام من مقال نشر في صحيفة «هافنغتون بوست» الأميركية عن هذا الموضوع، خرج «مجتهد» الشهير بتسريبه معلومات عن الأسرة الحاكمة في السعودية على موقع «تويتر»، بتغريدات يتحدث فيها عن أن السعودية والإمارات تتكفّلان بتكاليف الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة. وقال «مجتهد»: «إضافة إلى التكفل بتكاليف الهجوم البري، السعودية والإمارات تتعهدان لنتنياهو بفتح السفارات في عواصمهما، إذا أكمل اجتياح غزة وأنهى وجود حماس». وأضاف إن «هذا يفسر إصرار نتنياهو على الاستمرار في اجتياح غزة رغم الخسائر الكثيرة، وإلا فعادةً لا يتحمل الإسرائيليون رعب الصواريخ أكثر من أسبوع».

وكانت صحيفة «هافنغتون بوست» الأميركية قد كشفت، قبل أيام، في مقال للكاتب البريطاني ديفيد هيرست، أن «العدوان الإسرائيلي على غزة جاء بمباركة دولية وإقليمية من دول على رأسها مصر والولايات المتحدة وأخيراً السعودية». ورأى الكاتب أن «السعودية أرادت (من خلال هذا العدوان) مع مصر، أن تلحق بالمقاومة في غزة ضربة كبيرة تجبرها على الاستسلام والقبول بشروط التسوية في وقف إطلاق النار، والسلام مستقبلاً، من باب مبادرة السلام العربية».

وقال هيرست: «ليس سراً في إسرائيل أن الهجوم على غزة أتى بمرسوم ملكي سعودي»، مضيفاً إن «مسؤولي الدفاع الحاليين والسابقين لا يخفون ذلك، فالتفويض الملكي ليس سوى سر معلن في إسرائيل». وأوضح الكاتب البريطاني أن «وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز فاجأ مقدم برامج على القناة العاشرة الإسرائيلية بقوله إن السعودية والإمارات لهما دور في مسعى نزع سلاح حماس، وبسؤاله عن معنى ما يقول، أضاف إن أموال السعودية والإمارات المخصصة لإعادة بناء غزة ستستخدم فقط بعد نزع أنياب حماس».

كذلك، أشار هيرست إلى تصريحات مسؤول الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، أثناء مقابلته مع مدير «معهد الشرق الأوسط» جيمس دورسي، والتي وصف خلالها التعاون الأمني بين إسرائيل من ناحية، ومصر ودول خليجية من ناحية أخرى، بـ«الفريد من نوعه». وقال جلعاد: «كل شيء تحت الأرض ولا يوجد شيء معلن، هذه هي الفترة الأفضل في العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب».

وذكر هيرست أن «مسؤولين من الموساد والاستخبارات السعودية يجتمعون بصفة منتظمة». وقال إن «الجانبين تشاورا حول مسألة خلع الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وتعاونا يداً بيد في ما يخص إيران، سواء في التحضير لهجوم إسرائيلي عليها عبر المجال الجوي السعودي لتدمير قدرات البرنامج النووي». كما أشار إلى أن «مصدراً موثوقاً أدعى بأن السعودية ستمول معظم تكاليف الحملة الإسرائيلية الباهظة ضد إيران».

وأشارت فايننشال تايمز البريطانية إلى التحول الذي شهدته ردود الافعال العربية رسميا وشعبيا تجاه العملية العسكرية الأخيرة في غزة. وأوضحت أنه "رغم أن تطورات العملية الاسرائيلية على غزة تتصدر عناوين الصحف العربية وتحتل صور القتلى والجرحى معظم الشاشات العربية إلا انه يمكن ملاحظة شيئا قد تغير بقوة فالشجب الرسمي أصبح شبه منعدم كما خفت حدّة الغضب الشعبي الذي كان يصاحب كل عملية اسرائيلية ضد الفلسطينيين".

ورأت أن "الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية جعلت الشعوب أقل حساسية لمشاهد القتل وخففت من صدمة سقوط مدنيين بين جريح وقتيل"، مضيفة أن "مشاعر العداء التي تبنتها بعض وسائل الاعلام في دول محورية مثل مصر والسعودية تجاه حماس كان لها دور في تقليل حجم التعاطف تجاه الأحداث في غزة وخاصة في ظل الحملة العدائية ضد جماعة الاخوان المسلمين في مصر والخليج". وأكدت أن "هذا التحول في توجه المنطقة العربية، والذي استغلته وسائل الاعلام الاسرائيلية واهتمت بإبرازه يهدد أي مبادرة أو اتفاق لوقف إطلاق النار الذي يتطلب قدرا كبيرا من المرونة التي لا يبدو أن المفاوضين الرئيسيين قادرين على اظهارها تجاه حماس".

وأفادت صحيفة السفير أنه في اليوم السابع عشر تعاظمت وحشية إسرائيل، بأن أصبحت تستهدف تجمّعات النازحين من بيوتهم واللاجئين في مدارس وكالة الغوث اللاجئين (الاونروا)، ومن دون إنذار حقيقي مسبق وتقتل العشرات وتجرح المئات.  وكان واضحاً أن أنياب العدو تبدّت بوضوح بعد المقاومة الشديدة التي يواجهها، والخسائر الكبيرة التي تصيب قواته في محاور القتال. فالحزام الناري الذي يفرضه على طول الحدود داخل قطاع غزة، وتهجير مئات الآلاف من المواطنين لم يوفر الأمن، لا للمستوطنات من خطر الصواريخ، ولا للجنود من خطر الكمائن والقذائف.

وقد استهدفت إسرائيل اللاجئين في مدرسة تابعة إلى «الاونروا» بعد أن أبلغت الصليب الأحمر الدولي بوجوب إخلائهم من المدرسة بعشر دقائق. وحسب ما أعلن كان الصليب الأحمر قد طلب من اللاجئين الانتظار لترتيب نقلهم إلى مكان أكثر أمناً، وقبل أن يتم النقل انهالت القذائف لتقتل حوالي 17، وتجرح حوالي 200، في مجزرة مروّعة. ولتأكيد الإجرام الإسرائيلي، ورغم كل الدلائل والاتصالات والصور، حاول الجيش الإسرائيلي ادعاء أن «حماس» قد تكون هي من أطلق القذائف، في محاولة لإثارة الشك في الجريمة ودوافعها. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن مدرسة «الأونروا» في بيت حانون أصيبت إما بقذيفة إسرائيلية ضالة، وإنما بقذائف مقصودة من «حماس». ومع ذلك يعترف الجيش أنه أطلق قذائف هاون على المنطقة رداً على نيران وجهت نحو القوات الإسرائيلية في المحيط. وعموماً بلغ عديد الشهداء في القطاع منذ بدء العدوان أكثر من 800، ما يعني أن إسرائيل منذ تغيير سياستها النارية، صارت تتطلع لمعدل 100 شهيد يومياً، بدلاً من 50 كالمعهود في الأسبوع الماضي. وأصيب حوالى 5100 شخص.

وصار واضحاً أن الأمور تزداد تعقيداً بعد عجز إسرائيل بكل قوتها عن حسم المعركة وتكبّدها خسائر واضحة. وفيما أعلنت إسرائيل حتى الآن عن مقتل 32 من جنودها، تؤكد مصادر محايدة أن العدد أكبر من ذلك، وأن ظروفاً تحول دون الإعلان عن العدد الكامل. وقد أعلنت «كتائب القسام» عن نجاحها أمس في قتل ثمانية جنود إسرائيليين في كمين مدبّر لهم على أطراف حي التفاح في مدينة غزة، فيما أعلنت «سرايا القدس» نجاحها في قتل أربعة جنود في كمين آخر شرقي الشجاعية.

وأوضحت السفير: بعد دخول العملية البرية يومها الثامن تكتشف إسرائيل أنها دخلت عش الدبابير، ولم تحقق جوهرياً أي غاية. وإذا كانت تدّعي أنها تحقق بعض غاياتها فإنها تكتشف أنها كانت غارقة في الجهل في كل ما يتعلق بالقطاع، سواء تعلق الأمر بالمقاومة ومواردها أو بطبيعة الحقد الذي ولده الحصار وينفجر في وجه الاحتلال. وهناك إشارات كثيرة على أنه إذا كانت «حرب لبنان الثانية» قادت إلى تقرير «فينوغراد» وحرب «الرصاص المسكوب» إلى تقرير «غولدستون»، فإن حرب «الجرف الصامد» ستقود إلى تقريرين في الوقت ذاته. فالفشل هذه المرة ليس ميدانياً وحسب، وإنما هو أيضاً استخباري ومفهومي وسياسي بامتياز. وهذا الفشل سيقود إلى تعاظم المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتحديد أسباب الفشل، والتي لا يمكن أن يتحملها أحد غير رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، الذي يرأس الحكومة منذ ست سنوات تقريباً. وبديهي أن الفشل سيطال الجانبين العسكري والسياسي، حيث لم تجد إسرائيل لا حلول عسكرية ولا سياسية للخطر الذي كان يتبلور في القطاع، من وجهة نظرها.

والفشل هذه المرة أيضاً كان في التقيّد بالقانون الإنساني والقانون الدولي، حيث كانت الانتهاكات فاضحة، وحيث لم ينتظر أحد انتهاء الحرب ليطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية. فمجلس حقوق الإنسان دعا إلى تشكيل لجنة فحص كمقدمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية. وخلافاً لكل الحروب السابقة لم تعد إسرائيل تحاول التظلل بأي تبريرات قوية، وهي تستهدف المدنيين بشكل مفضوح، ليس فقط في بيوتهم وإنما أيضاً في «الملاذات» التي حاولت الأمم المتحدة توفيرها في مدارسها وفي بعض المستشفيات.

ووفقاً للسفير، تعدّ إسرائيل المزيد من ألوية المدرعات والمشاة لاستبدال القوات التي أنهكت في محيط القطاع، ولمحاولة امتلاك زخم يتيح توسيع العملية البرية وتحقيق تقدّم تحاول من خلاله قطع طريق صلاح الدين عند نقطة أو أكثر. ومن الجائز أن هذه الخطة التي تتردد إسرائيل في تنفيذها، تأتي في محاولة لتصعيد الضغط على المقاومة من ناحية وقطع طرق المواصلات في القطاع من ناحية أخرى. لكن هذه العملية تدفع الكثيرين للاعتقاد أن «حماس» أفلحت في إجبار الجيش الإسرائيلي على الغرق في رمال غزة، وأن قواته باتت أشدّ عرضة للاستهداف. ومع ذلك تتطلع إسرائيل إلى ما تعتبره صورة نصر، سواء عبر توسيع التمدد في القطاع أو عبر نشر صور لمن تدّعي أنهم أسرى فلسطينيون، بما يوحي أنهم مقاتلون. واضطرت أمس إلى الإفراج عن حوالي نصف المعتقلين البالغ عددهم 150، بعد ثبوت أنهم ليسوا من المقاومة.

كما تحاول الإيحاء بأن معركتها تحقق تقدماً، وأن مخزون الصواريخ لدى المقاومة في حرب الاستنزاف الجارية ينفد. فالمقاومة التي كانت تملك، وفق التقدير الإسرائيلي، تسعة آلاف صاروخ لم تعد تملك إلا أربعة آلاف. وكأن هذا العدد من الصواريخ لا يستطيع إدارة معركة بالوتيرة الحالية لشهر على الأقل.

وأضافت السفير أن المعركة تتعقد ليس فقط على الأرض وإنما أيضاً في غرف المفاوضات. وواضح أن الجهد الأميركي المكثف لإبرام اتفاق لوقف النار يواجه مشكلة كبيرة. ولا يبدو الآن في الأفق أي تحرك جدي لوقف النار، خصوصاً بعد أن أصبحت حكومة إسرائيل ترى في وقف النار خسارة لها، إذا ارتبط الأمر بسحب قواتها. ويصعب تخيل قبول حماس لوقف إطلاق نار يبقي القوات الإسرائيلية في مواقع توغّلها في القطاع. وأعلن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن جون كيري سيقرر قريباً ما إذا كانت حماس وإسرائيل على استعداد للاتفاق على وقف لإطلاق النار ولن يبقى في المنطقة إلى أجل غير مسمّى.

نبض الضفة: وكان التطور الأبرز أمس هو ما يجري في الضفة الغربية بعد تصاعد تظاهرات الغضب. ومن المحتمل أن ما جرى قرب معبر قلنديا أمس هو بداية تحركات شعبية واسعة، خصوصاً بعد دعوة القيادة الفلسطينية الجمهور لأيام غضب ضد الاحتلال، وتضامناً مع غزة. وإذا توسّعت التظاهرات في الضفة فإن هذا لا يشكل فقط إسناداً معنوياً للقطاع، بل يعني فتح جبهة حقيقية جديدة. ويعتقد كثيرون أن اليوم الجمعة، وهو «الجمعة الحزينة»، يمكن أن يكون يوم البداية لانتفاضة جدية في الضفة الغربية.

وشهد مساء أمس تصعيداً كبيراً في إطلاق الصواريخ على إسرائيل انتقاماً للمجازر. وأعلنت «كتائب القسام» استهدافها لحيفا وتل أبيب ومطار اللد (بن غوريون) وبئر السبع وديمونا بصليات من الصواريخ. كما أن «سرايا القدس» عمدت ضمن برنامج عمليات «البنيان المرصوص» إلى توجيه عشرات الصواريخ إلى نطاق واسع، وصولاً إلى تل أبيب وبئر السبع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاومين هاجموا من أنقاض مستشفى الوفاء قرب الحدود بالصواريخ المضادة للدروع قوة مدرعة إسرائيلية، من دون أن يُعلن عن إصابات في صفوفه.

وأعلن نتنياهو أن إسرائيل عازمة على مواصلة «الجرف الصامد» براً وجواً. وقد ردّ بذلك على مطلب وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي طالب بوقف سريع للعملية البرية الإسرائيلية في القطاع. أما الرئيس محمود عباس فوصل إلى عمان لعرض مطالب فلسطين لوقف النار. وكانت منظمة التحرير قد عرضت على أميركا والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية وثيقة المطالب الفلسطينية، وعلى رأسها فك الحصار وفتح المعابر، ختمت السفير.

وفي تقرير آخر في السفير، جدد زعيم «حزب الشعب الجمهوري» التركي كمال كيليتشدار اوغلو اتهامه لأردوغان بأن منظومة الدرع الصاروخي التي وافق على نشرها في تركيا تعطي المعلومات إلى إسرائيل لمواجهة الصواريخ الفلسطينية التي يتم إطلاقها من غزة. وعرض الكاتب التركي تولغا تانيش في جريدة حرييت، ما اعتبره حتمية خدمة «رادار كوريجيك» في ملاطية التركية للأمن القومي الإسرائيلي، معطياً تفاصيل إضافية من موقعه في واشنطن منذ سنوات عدة.

وأبرزت صحيفة الأخبار اللبنانية: الضفة تنتصر لغزة: مواجهات في القدس ورام الله ونابلس. وأفادت أنّ ما لم يؤخذ بالحرب تحاول إسرائيل تحصيله بالسياسة، وبمساعدة أميركية وعربية. لم تنته بعد «حفلة الزيارات» بين الأطراف، لكن المعركة دائرة على أشدها وإسرائيل تواصل مجازرها... والضفة دخلت طريق الانتفاضة. فما كان ممكنا لكل هذه المجازر أن تمر والضفة صامتة. كل الإجراءات القمعية التي يمكن للسلطة أن تمارسها تبقى عاجزة عن السيطرة على الاحتقان الذي يعتمل لدى أبناء الشعب الفلسطيني، فكيف الحال عندما يستسلم قادة رام الله لإرادة المقاومة؟. إرهاصات انتفاضة الضفة، حيث قضى شهيدان و170 جريحاً بالرصاص الحي والمطاطي حتى منتصف الليل، عبرت عن نفسها مساء أمس عند حاجزي قلنديا وحوارة (رام الله ونابلس)، فهناك دارت اشتباكات استمرت ساعات بين جنود الاحتلال وشبان غاضبين، وسقط فيها خمسة من الشرطة الإسرائيلية جرحى بإطلاق نار أعلنت كتائب الأقصى التابعة لحركة «فتح» مسؤوليتها عنه. لم تقتصر المواجهات عند هذا الحد، بل امتدت إلى القدس المحتلة، وهي مرشحة لتعم مدن الضفة كلها اليوم، الذي يصادف اليوم العالمي لنصرة القدس.

في هذا الوقت، يبدو أن الاتفاق السياسي لإنهاء الحرب على قطاع غزة لا يطبخ على نار هادئة كما يعلل بعض المتابعين في سبب تأخير نضوجه، فهو يصطدم بحوائط عربية ودولية قبل الجدار الإسرائيلي المتصدع.

وأمس نسبت صحيفة هآرتس إلى خالد مشعل، قوله إن حركة حماس مستعدة لوقف الحرب مباشرة إذا التزمت إسرائيل برفع الحصار. ونقلت عن مشعل في حديث تلفزيوني باللغة الإنكليزية إنه يلزم «ضمانات دولية حقيقية لفك الحصار، لا وعوداً جرت مخالفتها سابقاً»، معيداً تكرار المطالب نفسها من حيث الرقابة الدولية على المعابر وفتح المجال لحركة أهالي قطاع غزة.

وفي تطور ذي علاقة، رفعت إدارة الطيران الفدرالية الأميركية الحظر الذي فرضته على رحلات شركات الطيران إلى اسرائيل، لكنها حذرت من «الوضع غير المستقر» في المنطقة، كما ذكرت في بيان قبل ساعات على انتهاء مهلة الحظر الذي كانت قد مددته أمس. ويبدو أن خطوة الوكالة الأميركية تأتي استجابة لتحذير تل أبيب من «انعكاسات حظر الرحلات على اقتصادها وما يمثله هذا القرار من انتصار لحماس»،

إسرائيلياً، يجري الحديث عن خيارات لوقف الحرب من جانب واحد. ورأت وزيرة القضاء، تسيبي ليفني، أن وقف العدوان على غزة يرتبط بقرار «حماس» وقف الصواريخ، موضحة أن الاتفاق لن يكون مع الحركة «بل مع الرئيس محمود عباس». وأضافت ليفني أن «تل أبيب تدرس إمكان وقف النار من جانب واحد، وفي حال استمر إطلاق القذائف من غزة فستستمر العملية العسكرية».

وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، أن طهران زودت في السابق المقاتلين الفلسطينيين في غزة بتكنولوجيا صنع الأسلحة.

وعنونت الأخبار تقريراً آخر: «قانا» جديدة... والمقاومة تردّ بمئات الصواريخ. واوردت أنه وبعدما رأت إسرائيل أن رد الفعل العربي والدولي ليس قوياً، إن لم يكن غائباً، على مجزرتي الشجاعية وخزاعة، أكملت أمس مسلسل حربها ضد المدنيين بقصف مدرسة تابعة لوكالة الغوث، كانت تؤوي نازحين، في وضح النهار، لتعيد ذكرى «قانا» في غزة، فيما أطلقت سرايا القدس 115 صاروخاً دفعة واحدة على عدد من المدن المحتلة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مقتل عدد من موظفي الأمم المتحدة في الهجوم على المدرسة، مستنكراً «بشدة» هذا الهجوم، ومعرباً في الوقت نفسه عن «استيائه» من هذا الهجوم «الذي لم تتضح ظروفه بعد».

واعتبر ناهض حتر في مقاله في الأخبار أنّ المواجهة في غزة كشفت، بحدّ ذاتها، مدى الهشاشة الاستراتيجية التي تعانيها إسرائيل، ما يطرح على جدول الأعمال التاريخي، انبثاق الصراع العربي الإسرائيلي، من جديد، في أشكال ومسارات عديدة، غير متوقعة عسكريا وأمنيا ونضاليا وسياسيا وثقافيا ودبلوماسيا الخ. وهو ما سيفضي، في الأخير، إلى تسوية في سياق إعادة ترتيب البنى السياسية للمنطقة التي أُنهكتْ حتى شفا النحر والانتحار.

أولا، منذ التدخل الأميركي في العراق سنة 1990، بدأ يتضح أن استخدام القوة العسكرية الإسرائيلية لأغراض التدخل الامبريالي في المنطقة، مستحيل سياسيا؛ ثانيا، على هذه الخلفية، أظهرت التجاذبات حول اتفاق «التهدئة» في غزة، أنه حتى الصراعات والمفاوضات حول وقف النار، لا تجري مع إسرائيل، بل بين المحاور العربية والإقليمية ومن ثم الدولية! ثالثا، ماذا يبقى من إسرائيل سوى قوتها العسكرية المجرّدة؟ قوة جبارة، ولكنها، بعد هزيمتها أمام جدار الردع المقاوم في لبنان 2006، أصبح نطاق عملها الاستراتيجي محصورا داخل فلسطين، بل داخل جزء صغير من فلسطين، غزة.

رابعا، في غزة، أظهر التحسّن النسبي في الطاقة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، حقيقة جغراستراتيجية غائبة، هي افتقار إسرائيل إلى العمق الجغرافي اللازم لضمان «الأمن الوطني»، ما يطرح سؤالا واقعيا وراهنا عن فعالية الجيش الإسرائيلي. خامساً، أرادت إسرائيل، بالعدوان الجديد على غزة، الخروج من عزلتها المتفاقمة، وتهاوي مكانتها الاستراتيجية، فانكشفت أمام مَن يريد أن يرى: إسرائيل ليست قائمة في ذاتها، بل في العلاقة السياسية مع وفي ما بين البنى الفلسطينية والعربية والإقليمية؛ حتى البعد الدولي تراجع ويغدو، أكثر فأكثر، محكوما بالمحلي والإقليمي. واستنتج حتر: أمر إسرائيل في أيدينا، ومصيرها محكوم بمآل الصراعات العربية والإقليمية.

بالمقابل: عنونت صحيفة الحياة: «ضمانات كيري» تقرّب وقف النار. وأوردت أنّ جون كيري يضع من القاهرة لمسات أخيرة على هدنة إنسانية لمدة 5 أيام في قطاع غزة، وأنه قدم إلى الجانب الفلسطيني ضمانات برفع الحصار عن القطاع بعد وقف النار، من دون أن تشمل هذه الضمانات المطالب الأخرى للمقاومة، مثل إطلاق الأسرى المحررين الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم. وتتسابق مساعي التهدئة مع مساع إسرائيلية تستهدف تسجيل «انتصار» يسبق التوصل إلى اتفاق لوقف للنار، إذ كثفت القصف والغارات، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 90 حتى مساء أمس، بينهم 15 في مجزرة جديدة استهدفت مدرسة تابعة لـ «أونروا» تأوي نازحين، في هجوم دانه بشدة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مشيراً إلى مقتل كثير من الأشخاص، بينهم نساء وأطفال وموظفون في الأمم المتحدة، واعتبر أنه يؤكد ضرورة وقف القتل فوراً. في الوقت نفسه، أعربت واشنطن عن «الحزن العميق والقلق حيال هذا الحادث المأسوي»، داعية الى حماية المدنيين». في المقابل، أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، قتل 4 جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة في الشجاعية.

وأكدت مصادر فلسطينية منفصلة في غزة هذه المعلومات، مشيرة إلى أن «الحراك الدولي والعربي قد يسفر عن اتفاق قريب للتهدئة»، مضيفة أن «الأمور تتجه نحو حل وسط يتمثل في الاتفاق على تهدئة إنسانية طويلة نسبياً، وتصل إلى خمسة أيام، يتم خلالها التفاوض على مطالب المقاومة». وأوضحت أن «هذا الاتفاق، في حال خرج إلى النور، يمثل حلاً وسطاً بين رفض مصر تعديل مبادرتها للتهدئة وإصرارها على وقف النار ثم التفاوض على المطالب، وبين إصرار حماس على تلبيتها قبل وقف النار». وزادت: «في حال تم الاتفاق على هذه الصيغة، فإن من المرجح أن توقعه السلطة أو حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية».

وفيما ترك نتانياهو الباب موارباً امام التهدئة أو التصعيد عندما قال إن «الجيش سيواصل القيام بكل ما يلزم من أجل إعادة الهدوء الحقيقي»، قال الوزير المتشدد يسرائيل كاتس إن إسرائيل تتجه نحو حسم المعركة وتحقيق هدفها المتمثل بإزالة تهديد الأنفاق، «سواء عن طريق حسم عسكري أو ترتيب ذلك (تسوية)»، وهي المرة الأولى التي يذكر فيها كلمة «تسوية».

وعنونت الحياة تقريراً لها: الإسرائيليون لا يزالون مع نتانياهو... لكن الحكومة لم تستعد للحرب جيداً. واستعرضت الخطط الإسرائيلية التي يقدمها مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون.

وأبرزت النهار اللبنانية: مجزرة مدرسة "الأونروا" ترفع قتلى غزة إلى 750 كيري يطلب تدخّل قطر وتركيا لدى "حماس". وأفادت أنه لم تصدر أي اشارة حتى وقت متقدم امس الى قرب التوصل الى وقف للنار. ونالت إسرائيل تخفيفا جزئيا للضغوط الاقتصادية التي نتجت من حربها على غزة بعدما رفعت الولايات المتحدة حظرا على الرحلات الجوية التجارية الى تل أبيب. وبتشجيع من واشنطن، تسعى مصر الى التوسط من أجل التوصل الى وقف محدود للنار لأغراض انسانية. وتشارك تركيا وقطر حليفة حماس أيضا في المساعي الديبلوماسية.

وفي النهار، وتحت عنوان: حماس لم تركع، كتبت رندة حيدر، أنه مع بدء الأسبوع الثالث للعدوان الإسرائيلي على غزة، لم تركع حماس والشعب لم ينكسر. والأهم من ذلك ان إسرائيل وجيشها الذي يعتبر الأقوى في الشرق الأوسط هما الآن أمام ورطة حقيقية، فإما أن يوسعا العملية البرية المحدودة مما يعني الدخول في عملية معقدة ومحفوفة بالمخاطر ستؤدي في النهاية الى اعادة احتلال غزة، وإما أن يسعيا الى وقف النار والقتال من دون تحقيق نصر حاسم، مما يعني التعادل بين إسرائيل وحماس، الأمر الذي سيثير غضب الجهمور الإسرائيلي الذي لن يقبل هذه المرة بأنصاف الحلول ويريد انتصاراً حاسماً. واضافت الكاتبة: لقد أثبتت حماس والجهاد الإسلامي حتى الآن قدرتهما على الصمود والمواجهة. وكلما ارتفع الثمن الذي يدفعه الغزاويون من حياتهم وأرزاقهم، ازدادوا اقتناعا بأنهم يخوضون معركة حياة أو موت لا مجال فيها للتراجع إلا بعد تحقيق هدفهم الأساسي وهو رفع الحصار عن غزة، وأي شيء أقل من هذا هو بمثابة هزيمة لهم.. لكن إسرائيل ترفض تقديم أي تنازلات قبل القضاء على الأنفاق وتدفيع "حماس" ثمناً باهظاً عسكرياً. وهي لا تستبعد إذا واصلت "حماس" رفضها للمبادرة المصرية اللجوء الى أساليب أخرى أشد عنفاً مثل إعادة احتلال القطاع من جديد.

ولفتت افتتاحية الخليج إلى أنّ عدد الأطفال الذين قتلهم الكيان الصهيوني حتى ظهر أمس عامداً متعمداً 161 طفلاً، والجرحى منهم 991 طفلاً. واعتبرت أنّ من يسكت عن هذه الجريمة لا يمكن أن يكون ممن توجه حياتهم القيم الأخلاقية، وتسيّر مواقفهم المبادئ الإنسانية. فكيف بمن يمكن أن يبرر ذلك ولو بطريقة غير مباشرة؟ أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون فعل ذلك شكلاً وموضوعاً. شكلاً، حينما ذهب إلى الكيان الصهيوني، ولم يكلّف نفسه عناء الذهاب إلى غزة ليرى بنفسه، التدمير والتقتيل اللذين يجريان على مدار الساعة. وموضوعاً، حينما وقف إلى جانب قاتل الأطفال نتنياهو ليؤكد "نحن لم ننس خطف وقتل الإسرائيليين.

واعتبر محمد نور الدين في مقاله في الخليج: أردوغان وأطفال غزة، أنّ من يعود إلى الصحف التركية يجد سيلاً من الانتقادات لأردوغان على ازدواجية وديماغوجية سياساته عشية الانتخابات الرئاسية التركية. أطفال غزة، يا سيد أردوغان، لا يحتاجون إلى صراخك الفارغ وعنترياتك المثيرة للسخرية، بل إلى خطوات عملية قادرة تركيا حتما على القيام بها لكنها لا تفعل إرضاء لسيدها الأمريكي والإسرائيلي بالذات.

بالمقابل، وفي الحياة، اعتبرت راغدة درغام أنّ «حل الدولتين» يحتضر بقرار إسرائيلي وبمساعدة «حماس». نتنياهو أوضح هذا الأسبوع علناً ولأول مرة بصدق المواقف الإسرائيلية الرافضة حل الدولتين. «حماس» تلاعبت دوماً متجنبة الالتزام القاطع بحل الدولتين وحرصت على المزايدة على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التي كرّست نفسها لحل الدولتين.. أحداث غزة فرّخت معطيات جديدة خدمت الموقف الإسرائيلي الرافض حل الدولتين. فالحديث اليوم يصب في «الأنفاق العدائية» كما يسميها الجيش الإسرائيلي تبريراً للقصف الجوي والبحري وللهجوم البري. الحديث اليوم يتناول شروط وقف النار من فك الحصار الإسرائيلي على غزة إلى فتح المعابر مع مصر. لا أحد يتحدث عن حل الدولتين وعن وسائل إحياء عملية السلام والمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. فلقد فُرِض أمرٌ واقع جديد. الذي فرض الأمر الواقع هو حكومة إسرائيل وحماس والجهاد الإسلامي.

وتساءلت الكاتبة: ماذا حققت «حماس» مرحلياً وماذا أنجزت من أجل فلسطين على المدى البعيد؟ قد تظن حماس أنها كسبت معركة إنما الحرب الأساسية يُفترض أن تكون من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطين وهذا بات الآن في مهب الريح... إسرائيل لا تأبه بردود الفعل الدولية إذا قررت تنفيذ الحل الديموغرافي الذي يؤمّن لها دولة يهودية نقيّة من الفلسطينيين ويفرض الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين. ما قالته إسرائيل دائماً حول الأردن الوطن البديل كحل جذري سقط في دوامة النكران عند الآخرين. اليوم، ومن غزة، يتم إحياء عناصر الخطة الإسرائيلية الأصلية. أضعف الإيمان أن يكف الجميع عن التظاهر ودفن الرؤوس في الرمال. فإسرائيل تجهر بما في ذهنها وتكشف عن حقيقة أهدافها. حان وقت الإقرار بالواقع وحان للأطراف العربية والدولية البدء بوضع الخطط الطارئة والبعيدة المدى لما بعد الصلاة على روح حل الدولتين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.