تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

ليبيا تشتعل:

 بدا المشهد الليبي، الغارق في أسوأ دائرة عنف منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، أكبر من مجرد انتشار للفوضى، إذ تحوّل إلى حرب شاملة بين الإسلاميين وباقي مكونات «ثورة 17 فبراير»، في دولة متهالكة لا حكم فيها إلا للجماعات المسلحة. فبعد 19 يوماً على اندلاع المعارك بين ميليشيات متناحرة للسيطرة على مطار طرابلس، وأقل من أسبوعين على احتدام المعارك في مدينة بنغازي بين «الثوار السابقين» وقوات للجيش متحالفة مع اللواء خليفة حفتر، سقطت قاعدة عسكرية حيوية في مدينة بنغازي في قبضة ائتلاف إسلامي متشدد، في وقت بدأت دول غربية عدّة إجلاء رعاياها تحسباً لما هو اسوأ، طبقاً للسفير.

ووفقاً للحياة، تسارعت التطورات في ليبيا نحو حسم عسكري لـ «الثوار الإسلاميين» بعد سيطرتهم على بنغازي (شرق) وإلحاقهم هزيمة كبيرة بقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر الذي سقط عشرات من جنوده قتلى في معارك اليومين الماضيين. وانعكست المخاوف من تصاعد حدة القتال تحركاتٍ متسارعةً للدول الغربية والآسيوية لترحيل أطقم سفاراتها ورعاياها من ليبيا، ما دفع المراقبين المحليين الى استبعاد أي تدخل خارجي لو بالوساطة بين طرفي الصراع. ولوحت تونس بإغلاق حدودها مع ليبيا مع تزايد تدفق اللاجئين منها.

ورأت افتتاحية الوطن السعودية أن ليبيا تحترق بأصابع التطرف؛ ليبيا اليوم تتنفس برئة مثقوبة، بعد أن اخترقتها الميليشيات التي عبأت أراضيها بأدخنة المدافع والرصاص المتناثر، والعديد من القتلى وعشرات الجرحى، مما أدى بكثير من المواطنين الليبيين إلى مغادرة أراضيهم نحو الدول المجاورة. ليبيا أصبحت مسرحا للقتال، وأرضا خصبة للتطرف، حتى إن الخارطة الليبية كادت أن تتمزق من تناحر القبائل والعشائر قبل التصعيد الأخير الذي سحق الاستقرار الأمني، وفتك بعجلات الاقتصاد الوطني، فشُلت ليبيا بكاملها عن الحركة... أخيرا، تسبب خرق الميليشيات اتفاق وقف إطلاق النار في عزوف الدول الغربية عن القدوم للمساعدة في عمليات إطفاء الحريق الهائل لمستودع المحروقات بالعاصمة الليبية؛ بسبب استمرار العمليات العسكرية هناك، مما يؤكد أن أهداف ومساعي هذه الميليشيات هو حرق ليبيا بما فيها!.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.