تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«فرمان» أردوغان: خليفتي داود أوغلو:

 قضي الأمر، وبات الرئيس التركي المنتهية ولايته عبدالله غول خارج المعادلة السياسية لـ«حزب العدالة والتنمية» على الأقل لمدة سنة. وهذه ليست بالفترة القليلة خصوصاً أن العودة من جديد إلى ساحة العمل الحزبي بعد انقطاع سنة ليست بالأمر السهل في ظل ديناميات يمكن أن تظهر وتطوي نهائياً صفحة المحاربين القدامى.

هكذا وفي ظل حسم مسألة تطبيق مبدأ عدم بقاء أي حزبي من «العدالة والتنمية» في موقعه الحزبي والسياسي لثلاث فترات متتالية، فإن الوحيد من المحاربين القدامى الذي سيبقى في الميدان ليس سوى رئيس الجمهورية المنتخب، أردوغان. وأوضح تقرير في السفير أنّ أردوغان لم ينتظر انعقاد المؤتمر العام للحزب في 27 آب الحالي كي ينتخب ديموقراطياً اسم رئيس الحزب الجديد والحكومة الجديدة. استبق أردوغان المؤتمر بالإعلان،على طريقة السلطنة العثمانية، عن فرمان تعيين وزير الخارجية الحالي أحمد داود أوغلو بدلاً منه في رئاسة الحزب والحكومة. رفع أردوغان شعار «تركيا جديدة»، وتبعاً لذلك، دعا إلى تجديد قيادة «حزب العدالة والتنمية». الدعوة للتجديد كانت مجرد ذريعة لتصفية الحرس القديم وشطب كل من يمكن له أن يشكل قوة وازنة تجاه نفوذ الجناح الذي يمثله أردوغان.

وافادت السفير أنّ تعيين داود أوغلو لا يشكل أي تجديد في رئاسة الحزب ولا الحكومة ولا في المرحلة المقبلة في تركيا. بل على العكس، فإن تعيينه خليفة لأردوغان يمثل استمراراً للخط الأردوغاني في المجال الداخلي، كما في المجال الخارجي حيث كان الثنائي أردوغان - داود اوغلو المسؤولَين الرئيسيَّين والوحيدَين عن السياسة الخارجية التي نقلت تركيا من بلد له علاقات مع الجميع، ويُنظَر إليه على أنه نموذج ومثال يُحتذَى في كيفية استخدام القوة الناعمة والاقتصاد في العلاقات الدولية، إلى بلد لا توجد له أي علاقة جيدة مع أحد لا سيما في العالم العربي، وساءت علاقاته مع الكثير من الدول الأخرى في أوروبا ومع الولايات المتحدة.

وتعيين داود أوغلو في مسؤولياته الجديدة يعني ببساطة ومن دون أدنى تردد أن تركيا ستواصل المراوحة في مأزقها القديم، ولن تتقدم خطوة في سبيل كسر العزلة والسياسات العثمانية التي اتبعتها، وبالتالي استمرار النهج السابق وهو ما سيدفع الدول الأخرى إلى المزيد من الحذر في التعامل مع تركيا «الجديدة». هذا التعيين لا يشكل بداية أي مرحلة جديدة في تاريخ تركيا الحديث، بخلاف ما يتم عادة مع المسؤولين الذين يتولون مواقع جديدة.

خلافة داود اوغلو، انتصار حاسم لنزعة التفرد والاستئثار لأردوغان، باعتبار أن داود اوغلو شريك ومنفذ أمين لرغباته، وهو اختاره لهذا السبب الذي يشكل أيضا خطوة اضافية على طريق السعي إلى تغيير النظام السياسي في تركيا ليكون رئاسياً.

وختمت السفير بأن أمام داود اوغلو، الذي قال في كلمة الشكر أمس، إنه سيواصل حرفياً النهج الذي قاده أردوغان، سنة بكاملها حتى الانتخابات النيابية في نهاية ربيع العام المقبل، كي يثبت زعامته للحزب وفي رئاسة الحكومة، وإلا فإن الارتدادات السلبية لن تقتصر على الحزب والحكومة وداود أوغلو شخصياً، بل ستطال حينها أيضاً أردوغان كرئيس للجمهورية.

من جهته، قال رئيس أبرز أحزاب المعارضة، «حزب الشعب الجمهوري»، كمال كيليشدار اوغلو «يبدو لي أن تركيا دخلت عهد رؤساء الوزراء الدمى». بدوره، قال الكاتب والصحافي حسن جمال «بديهي أن يستمر (الرئيس الجديد) في مهماته الجديدة على درب الرجل الأوحد ودولة أردوغان».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.