تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: واشنطن: يجب ضرب «داعش» في سورية!!

 يبدو أن مجموع العوامل التي اجتمعت في العراق منذ بدء العملية العسكرية الأميركية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» شمال البلاد، والحشد الدولي الذي رافقها وإعادة تفعيـل العملية السياسية، وتسليح قوات «البشمركة» الكردية وعودة بعض الجماعات التي تحارب «داعش» داخل مناطقها إلى البروز، قد بدأت تساهم بشكل ناجح في درء التمدد السريع الذي قام به التنظيم المتشدد خلال الاسابيع الماضية. وفي تطوّر مثير للانتباه للموقف الأميركي إزاء «داعش»، أعلنت واشنطن أن الضربات الجوية التي تنفذها في شمال العراق غير كافية، وان هزيمة التنظيم المتشدد تتطلب ضربه في سوريا.

ونقل تقرير في السفير قول وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركي مارتن ديمبسي، إن الولايات المتحدة تبحث في جميع الخيارات المتاحة للتعامل مع «داعش»، مؤكداً أنها تعمل على «رسم إستراتيجية طويلة المدى لمواجهة» هذا التنظيم، وأن «علينا أن نكون جاهزين لمواجهة كافة السيناريوهات المحتملة في هذا الإطار». ولفت هايغل إلى أن «داعش أشد خطراً من القاعدة»، لافتاً إلى أن «هزيمة داعش لن تحدث فقط عبر الضربات الجوية»، ومتوقعاً أن «يعيد داعش تنظيم صفوفه ويشن هجمات جديدة»، برغم الخسائر التي تكبدها في شمال العراق منذ بدء التدخل الجوي الاميركي.

بدوره، قال ديمبسي إن ثمة إمكانية لهزيمة «داعش» إذا «تمت مهاجمة التنظيم في سورية» وليس في العراق فقط، مشيراً إلى ان «اندفاعة داعش تم قطعها» بفضل الضربات الأميركية، لكن القضاء على التنظيم يقتضي مهاجمته في سورية. ودعا ديمبسي إلى أخذ الحيطة، قائلاً «لا نرغب في تكرار اعتداءات 11 أيلول»، مؤكدا أن الولايات المتحدة قدمت أسلحة ثقيلة للقوات الكردية للمساعدة على مواجهة «داعش».

وأعلنت الخارجية الأميركية أن ما لا يقل عن 12 الف مقاتل أجنبي من 50 بلدا توجهوا إلى سوريا منذ بدء النزاع، بينهم «عدد صغير من الأميركيين». وتقدر مصادر داخل الإدارة الأميركية أن أكثر من مئة أميركي قاتلوا في سورية أو حاولوا ذلك. وقالت المتحدثة باسم الوزارة «نعتقد أن حوالى 12 الف مقاتل أجنبي من 50 بلدا على الأقل، بينهم عدد صغير من الأميركيين توجهوا إلى سوريا منذ بدء النزاع» في آذار العام 2011. وأضافت «من المحتمل ألا يكونوا جميعهم هناك حاليا» إلا انها رفضت الإفصاح عن أعداد الأميركيين الملتحقين بتنظيم «داعش» أو المجموعات المتطرفة الأخرى في سوريا.

ميدانياً، واصلت الطائرات الاميركية توجيه ضربات على مواقع لـ«داعش» في شمال العراق، وأعلنت «القيادة الأميركية الوسطى» أن طائرات أميركية نفّذت ست غارات جوية على أهداف للتنظيم المتشدد في محيط سد الموصل.

وفي تطوّر لافت، أعلنت كتائب فدائيي «طاووس ملك» الإيزيدية العراقية، عن مقتل 22 عنصرا من «داعش» في اشتباكات مسلحة في قضاء سنجار، إلى الغرب من مدينة الموصل، وأكدت إحراق خمس آليات تابعة للتنظيم. والكتائب هي أحد التشكيلات الإيزيدية المسلحة التي تأسست عقب سيطرة «داعش» على قضاء سنجار وتضم شبانا إيزيديين متطوعين.

وعلى الصعيد الحكومي، أكد الرئيس المكلف حيدر العبادي، عدم تسلمه حتى الآن مطالب الكتل السياسية بصورة رسمية، مشيراً إلى أن «التحالف الوطني» هو الجهة المعنية بالمفاوضات مع الأطراف الأخرى.

وحصل التباس في تصريح نُقل عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. ونفت طهران عزمها على الربط بين مسألة التعاون مع القوى الغربية في الملف النووي والمساعدة في محاربة «داعش». وأكدت الخارجية الإيرانية أن «المعلومات المتعلقة بتصريحات الوزير حول إيران والتعاون مع الولايات المتحدة مقابل رفع العقوبات ليست صحيحة». وأضافت ان «مسألة العراق لم يتم التطرق إليها، وهذه المعلومات ليست صحيحة» ملمحة إلى أن ظريف قد يكون تحدث عن مفاعل «آراك». ويتشابه اللفظ بالفارسية كثيرا بين كلمتي العراق و«آراك».

وعنونت النهار اللبنانية: واشنطن نفَت التعاون مع طهران في العراق: الأسد جزء من المشكلة وليس جزءاً من الحل. وطبقاً للصحيفة، رأت الولايات المتحدة أنّ على أي دولة شرق اوسطية بما في ذلك ايران تريد ان تضطلع بدور ايجابي في مساعدة العراق ضد ما يسمى "الدولة الاسلامية"، أن تبدأ بدعم تأليف حكومة عراقية تشمل مختلف مكونات المجتمع العراقي. وصرحت الناطقة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف رداً على سؤال في هذا الشأن: "اعتقد انه اذا كان ثمة دور ايجابي يمكن ان تضطلع به ايران، فعليها ان تضطلع بمثل هذا الدور الايجابي". وعن احتمال تعاون اميركي - ايراني ضد "الدولة الاسلامية" في العراق، قالت مصادر اميركية مسؤولة إنه "لا تنسيق عسكرياً او استخباراتياً بين الولايات المتحدة وايران"، لكن واشنطن "منفتحة على التحاور مع الايرانيين، كما نحن منفتحون على التحاور مع اللاعبين الاقليميين الاخرين في شأن الخطر الذي تمثله الدولة الاسلامية في العراق والشام في العراق ... لقد جرت مشاورات في السابق بيننا وبين الايرانيين في شأن أفغانستان، وهذا لا يشكل سابقة جديدة". وقال مصدر إن الحديث عن "تعاون أو تنسيق" بين الولايات المتحدة وايران في العراق ضد "الدولة الاسلامية"، غير وارد كما هو غير وارد في سورية.

بالمقابل، أبرزت الحياة: تنسيق أميركي - إيراني لمواجهة «داعش». ونقلت تأكيد مصدر إيراني موثوق فيه أن مسؤولين في طهران عقدوا ثلاثة اجتماعات مع الأميركيين للبحث في كيفية التعاون بين البلدين في مواجهة «داعش» في العراق، وقال إن بلاده «تنتظر خطوات عملية» للمشاركة في الحرب على التنظيم، فيما أعلن الأكراد سيطرتهم الكاملة على سد الموصل، وأن قواتهم تتقدم في سهل نينوى باتجاه بلدة برطلة المسيحية.

وأوضح عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية: في سورية، التي انتعش الإرهاب في شمالها الشرقي، بتمويل «نفطي» وتسهيلات تركية وفكر وهابي أشد تطرفاً، لا توجد قوة على الأرض، قادرة على التصدي لـ «داعش» وجيوشها التي تقول مصادر أنها جاوزت الخمسين ألف مقاتل، إلا النظام السوري وجيشه وأجهزته الأمنية ... فهل واشنطن مستعدة للانفتاح على دمشق، وإدراجها في «التحالف»، أم أنها ما زالت تريد ضرب النظام بـ «داعش» و»داعش» بالنظام، في حرب الإفناء المتبادل حتى آخر سوري؟ وبفرض نجاح «التحالف» في ضرب داعش في العراق، وثمة مؤشرات قوية، ترجح احتمال كهذا، فأين ستذهب داعش بـ «فائض قوتها» المتراكمة على الأرض السورية.. وهل سيبقى خطرها محصوراً بالجغرافيا السورية، أم أنها ستكون عرضة للتمدد والانتشار غرباً وجنوباً.. ما الذي سيفعله أوباما إزاء سيناريو كهذا؟ وإلى أن تتضح الرؤية الأمريكية، وتقرر واشنطن أن لا مكان لـ «داعش» في جميع دول المنطقة، وليس في بعضها فحسب، وأن مطاردتها واجبة حيثما وجدت وانتشرت، وأن أي دعم أو تسهيل أو تبرير لأعمالها، يوجب الاستهداف وفقاً لمقتضيات القرار 2170 وفصله السابع، ومن دون تردد، حتى وإن كان الفاعلون من أصدقاء واشنطن وحلفائها ... إلى أن تحسم واشنطن أمرها من كل هذه الموضوعات، ستبقى حكاية التحالف الدولي – الإقليمي، مجرد مسرحية سمجة ودامية.

وأكدت افتتاحية الوطن السعودية أنّ "داعش" ليست سوى حلقة واحدة تمتد بأخواتها السابقات، وبالتأكيد ستتبعها حلقات لاحقة، ضمن سلسلة دوائر العنف والتعصب والهمجية التي تحيط بأعناق المسلمين قبل غيرهم. واعتبرت الصحيفة أنّ أسباب متعددة وراء وجود "داعش"، غير أن التركيز ينبغي أن يكون في حل هذه المشكلة على إجهاض المشروعية التي يستند عليها المتطرفون في أعمالهم الإرهابية، هذا الإجهاض لمشروعية القتل والتفجير والتكفير وإقامة الخلافة وإقصاء المخالف واحتكار الدين؛ لن يتصدى له سوى من تبقى من علماء الدين ورجالاته المعتدلين، الذين ينتظرهم هذا العصر و فارغ الصبر.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.