تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

إسلاميو ليبيا يكرّسون الانقسام: برلمانان وحكومتان!

 دخلت الازمة الليبية، أمس، منعطفاً خطيراً ينذر بتكريس الانقسام السياسي، في موازاة الانفلات الامني الذي بات يُغرق البلاد في مستنقع الفوضى، منذراً بتحوّلها إلى نموذج لـ"دولة فاشلة"، إذ أعلن المؤتمر الوطني الليبي، الذي يهيمن عليه الإسلاميون المتشددون، استئناف أعماله، وتكليف عمر الحاسي بتشكيل حكومة "إنقاذ وطني"، في وقت تقدّمت دول الجوار الليبي، بمبادرة تدعو إلى نزع تدريجي لسلاح الميليشيات، وتعهدت بتقديم الدعم لـ"السلطات الشرعية" المنبثقة من الانتخابات الماضية والمساعدة في تأمين الحدود. وفي ختام اجتماع عقد في القاهرة، وحضره وزراء خارجية ليبيا ومصر وتونس والجزائر وتشاد والسودان، بالاضافة الى ممثل للنيجر، تعهدت الدول الست، التي تخشى من انعكاسات النزاع في ليبيا على أوضاعها الداخلية، بـ"تقديم المساعدة للحكومة الليبية في جهودها لتأمين وضبط الحدود مع دول الجوار وفق برنامج متكامل، ووقف كل الأنشطة غير المشروعة للتهريب بكل أنواعه"، طبقاً للسفير.

وذكرت نيويورك تايمز، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن مصر والإمارات نفذتا، سراً، غارات جوية استهدفت مواقع لميليشيات إسلامية في طرابلس، وذلك من دون إبلاغ الولايات المتحدة بالأمر، مشيرة إلى أن هذه الضربات، بالإضافة إلى الدعم العسكري الذي توفره قطر للإسلاميين، ينقل الصراع الدائر في ليبيا من حرب بالوكالة بين القوى الإقليمية، إلى تدخل عسكري مباشر.

ووفقاً للحياة، باتت ليبيا في عهدة حكومتين بعدما قرر المؤتمر الوطني (البرلمان المنتهية ولايته) تكليف المحامي عمر الحاسي تشكيل حكومة منافسة للتي يرأسها عبدالله الثني تنفيذاً لطلب «تحالف الثوار» المنضوي في إطار عملية «فجر ليبيا» والذي أحكم سيطرته على العاصمة طرابلس ومطارها.  كما بدا الجيش الليبي منقسم الولاء بين رئيس الأركان جاد الله العبيدي المدعوم من «الثوار» ومنافسه العقيد عبدالرزاق الناظوري الذي عينه البرلمان الجديد في هذا المنصب ورفضته قيادات في الجيش اجتمعت في طرابلس أمس، باعتباره موالياً للواء المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود حملة ضد الإسلاميين. وقال مبعوث الجامعة العربية الى ليبيا ناصر القدوة إن الغارات «قامت بها أطراف غير عربية»، مشيراً إلى أن الطائرات أتت «من جهة البحر المتوسط».

ورأت افتتاحية الخليج أن ليبيا تتحول شيئاً فشيئاً إلى دولة فاشلة؛ لا نظام ولا سلطة، ولا قانون، ولا مؤسسات رسمية فاعلة، إنما فوضى عارمة تضرب أطنابها في كل أرجاء البلاد، وصراعات مسلحة بين ميليشيات مختلفة المشارب والتوجهات، ومحاولات من البعض لجمع قوات نظامية تستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه. والأخطر من كل ذلك، أن ليبيا تحولت إلى بؤرة للإرهاب ومرتع للمرتزقة ومخزن للأسلحة الفالتة من أية رقابة والتي يجري تهريبها في كل الاتجاهات إلى قوى الإرهاب والتكفير لنشر الفوضى في دول الجوار، بل إلى ما يتجاوزها من دول.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.