تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تركيا: الحكومة الجديدة.. استمرار القديم!!

 أربعون ساعة فقط، بين مساء الأربعاء الماضي وظهر أمس، كانت كافية لحصول أربعة أحداث تركية مهمة دفعة واحدة، في كسر لأي رقم قياسي قد يكون حصل في أي بلد في العالم. الأول مصادقة "حزب العدالة والتنمية"، مساء الأربعاء، على ترشيح احمد داود اوغلو ليكون رئيسه الجديد. والثاني تسلّم رجب طيب اردوغان موقعه الجديد رئيساً للجمهورية التركية بعد ظهر أمس الأول. والثالث مساء الخميس، تكليف اردوغان لداود أوغلو تشكيل الحكومة الجديدة، والرابع هو إعلان داود اوغلو ظهر أمس تشكيلة حكومته الجديدة، التي يبقى عليها أن تنال ثقة البرلمان.

الحكومة الجديدة التي أعلنها داود اوغلو نسخة طبق الأصل عن حكومة أردوغان السابقة، باستثناء أربعة وزراء جدد... وهو ما يعني استمرار النهج القديم، رغم أن رئيس وزرائها كما رئيس الجمهورية رفعوا شعار تركيا الجديدة بحكومة جديدة وقوية. وكان التمثيل النسائي ضعيفاً للغاية، واقتصر على وزيرة واحدة هي عائشة نور إسلام، التي تولت حقيبة العائلة والسياسات الاجتماعية، وهو يعكس الذهنية الذكورية في بلد تتنامى فيه النزعة الدينية منذ وصول "العدالة والتنمية" إلى السلطة، طبقاً للسفير..

وأبرزت النهار: تركيا: داود أوغلو أعلن حكومته محتفظاً بالفريق الاقتصادي للحكومة السابقة، ومتوجاً مسيرة صعوده من طفولة فقيرة إلى واجهة الحياة السياسية في البلاد.

وعنونت الأخبار: تحديات حكومة داوود أوغلو: الاقتصاد أولا. وأفادت الصحيفة أنّ مهمّة أحمد داوود أوغلوا كرئيس للحكومة التركية ولحزب «العدالة والتنمية»، لن تكون سهلة، إن كان على الصعيد الحزبي أو الداخلي أو حتى الإقليمي والدولي. فمن أهم التحديات التي تواجه داوود أوغلو على الصعيد الحزبي، هو الحفاظ على وحدة الحزب وقوته وكتلته، خصوصاً أن أردوغان لن يستطيع متابعة شؤون الحزب الداخلية بشكل تفصيلي، ما سيترك كامل العبء على كاهل داوود أغلوا ليتحمل مسؤولية متابعة وحلّ الكثير من القضايا المصيرية والمعقّدة، من أجل رفع عدد مقاعد الحزب في البرلمان خلال الانتخابات البرلمانية لعام 2015، لتصبح 332 مقعداً على الأقل، ما يؤهل الحزب لطرح مشروع الدستور الجديد الذي وعد به أردوغان ناخبيه. وسيكون هذا الدستور بمثابة نقطة التحول في حياة الدولة التركية، حيث من المتوقع أن يطرح الحزب تعديل النظام السياسي للبلاد، من برلماني إلى رئاسي.

ومن التحديات المهمة أيضاً، التي ستواجه داوود أوغلو، هو مشروع المصالحة الداخلية، الذي قطع فيه الحزب الحاكم مسافات مهمة، بدءاً من إعطاء الأقليات، وفي مقدمتهم الأكراد الذين حاربوا الدولة لأكثر من ثلاثين عاماً، الكثير من حقوقهم المدنية والثقافية التي حرموا منها في السابق. كذلك تواجه حكومة داوود أوغلوا تحديات كبيرة، تتعلق بالوضع السياسي الداخلي والإقليمي الذي تعيشه تركيا، ومحاربة ما تسميه الحكومة وأنصارها «التنظيم الموازي». ويبقى الاقتصاد التحدي الأبرز الذي تواجهه حكومة أحمد داوود أوغلو..

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.