تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

" ما ملكت أيمانكم " الغوص للعمق واختراق التابوهات

مصدر الصورة
SNS

الفساد بأوجهه المتعددة وأقنعته المختلفة ، الأصولية والتطرف والانفلات ، مشكلات الطبقة الوسطى المهددة بالزوال .. كلها محاور شكلت العمود الفقري لمسلسل (ما ملكت أيمانكم) إخراج نجدة أنزور الذي شارف على الانتهاء من عمليات التصوير وقد حرص على تحقيق أكبر قدر من عوامل النجاح لعمله إن كان على مستوى المضمون أو الصورة أو من خلال حشد مجموعة من نجوم الشاشة ، إضافة للاستعانة بفريق من الخبراء الأجانب لتنفيذ مشاهد التفجيرات  حول العمل الجديد، التقت صحيفة الثورة المخرج نجدة أنزور :‏

ـ تتميز أعمالك بخط فكري يختزل مشروعاً وهاجساً لديك (تل الرماد - حور العين - رجال الحسم .. وغيرها) فأين مكانة (ما ملكت أيمانكم) ضمن هذا المشروع ؟‏
هو متطور فكرياً على هذه الأعمال كلها لأنه الأجرأ ، حتى إنني بعد هذا المسلسل سأواجه مشكلة حقيقية حول ماذا سأقدم ؟.. فالعمل يحوي جرأة كبيرة جداً على الأصعدة كافة ، ويطرح فكرة أنه من المهم احتواء (خط الإرهاب) وليس مواجهته ، فينبغي احتواء هؤلاء الشباب وفهم مشكلاتهم وتقديم الفكر الذي يمكن أن يساعد على تراجعهم عما يفكرون فيه ..‏
كما أدخلنا على الخط العراقيين الموجودين عندنا فهناك عائلات منهم باتت من نسيج هذا المجتمع فينبغي ألا تتجاهلهم الدراما السورية وأن نقول رأينا في الموضوع ، فهو مجتمع داخل مجتمع وله تأثيرات سلبية وإيجابية ، وقد تطرق العمل لجزء من الموضوع . فنحن نحكي عن جزئية موجودة وليس عن المجتمع العراقي في سورية ، وقد يحكي غيرنا بشكل أوسع أو بإطار مختلف ولكن ينبغي عدم تجاهل الموضوع .‏
 
ـ ما سبب اتكائك في اختيار عدد من الممثلين على نجاحاتهم السابقة في أدوارهم ؟.. فعبد الحكيم قطيفان (الغني السلطوي الفاسد) وهو دور مكرر له ، سلافة معمار (التي تعاني من الحرمان) وهذا مكرر أيضاً ، رنا أبيض (المرأة اللعوب) وهذا مكرر وكذلك الأمر بالنسبة لديمة قندلفت .. فلماذا لم تغامر بأي منهم في دور من نمط جديد ؟‏
- لا أعتمد على طوابع جاهزة وإنما أحاول التجديد دائماً ، ولكن للأسف هناك من اعتاد في السنوات الأخيرة التعامل مع النماذج النمطية ، فحاولت الإثبات أنه حتى هذه النماذج النمطية يمكن تغييرها وتقديمها بشكل جديد ، فالفنان عندي ليس هو الفنان الجاهز لهذا الدور أو ذاك وإنما من لديه خبرة بهذه الشخصية نعطيه مساحة أكبر ليُبدع فيها ، أضف إلى أن هناك أعمالاً سبق وتطرقت لموضوعات الدين والأخلاق والفساد واقتربت أو لامست التابوهات والخطوط الحمراء ثم عادت للوراء خوفاً على عملية التسويق ولكننا في (ما ملكت أيمانكم) تخطينا هذه الخطوط ودخلنا في العمق عبر الموضوعات كلها فلم تعد المشكلة الآن مشكلة الممثل وإنما ماذا يُقدمه هذا الممثل وما الذي يضيفه حتى على الدور الذي سبق وأن أدى مثله .‏
ثم إن العمل يضم (90) شخصية وقد تجد تشابهاً عبر أربع أو خمس منها ، وهناك الكثير من الوجوه الجديدة ومن شبان وشابات المعهد المسرحي الذين يلعبون أدوار بطولة ، وعلى مستوى الشباب هناك أدوار صغيرة ولكنها فاعلة ، أما سبب اختيار عبد الحكيم قطيفان فلأن شكله يوحي بأنه رجل أعمال وعمره مناسب ، وهنا لا يمكننا الإنكار أن الخيارات محدودة في الدراما السورية ولكن هذا لا يعني ألا نعطي فرصا للفنانين ، كما أنني لم أختر سلافة معمار لأنها نجحت في (زمن العار) ـ وليس سراً أنني لم أشاهد العمل ـ وإنما لأنها المرة الأولى التي تعمل فيها معي كمخرج إذ سبق لها العمل في مسلسل من إنتاجنا (فسحة سماوية) إخراج سيف الدين سبيعي ، أضف إلى أن الموضوع المطروح في عملنا لا يشبه موضوع (زمن العار) حتى إن الشخصية هناك لا تشبه شخصيتها هنا ، أما ديمة قندلفت فلم تعمل معي إلا مرة واحدة في (سقف العالم) وشعرت أن الدور الذي تؤديه هنا مناسب لها جداً ، ولم أنظر لما سبق أن حققته بقدر ما نظرت إلى أن لديها شيئاً مهماً يمكن أن تقدمه .‏
 
ـ هل للعمل المعاصر أن يكبح جموح الكاميرا ؟‏
الفن فن ، والتصوير هو أسلوب في العمل أينما صورت والأساس فيه هو اللغة التي تضيفها ، وأستطيع القول :إن هذا العمل فيه إضافة نوعية على مستوى الصورة ، فجاء التعامل مع الواقع بزاوية فنية خاصة وأيضاً بأسلوب السهل الممتنع ، فليس لأنه مسلسل اجتماعي معنى ذلك أن نستسهل العمل فيه ، لا بل على العكس تماماً فإننا نتعامل مع المشاهد تعاملاً فنياً عالياً وكأننا أمام مجاميع وحشود ، ولا نتنازل فنياً إطلاقاً .‏
 
ـ سبق وقلت :إن (أحد أسباب هزيمة الدراما المصرية عدم وجود العمق القومي فيها) ؟‏
ومازلت أقول هذا الأمر ، وما يحدث في غزة هو أكبر دليل على ذلك ، فممارستك الواقعية والسياسية ينبغي ألا يبتعدان عن بعضهما البعض ، وفي سورية هناك انسجام ومن هنا ينبع الأمل بأن تكون الأمور أفضل .. ولكن الأمل هناك مقطوع .‏
 
كتب العمل د.هالة دياب ، وجسد أدواره عدد كبير من الفنانين ، منهم : سلافة معمار , ديمة قندلفت , مصطفى الخاني , رنا أبيض , عدنان أبي الشامات , عبد الحكيم قطيفان , رانية الأحمد , سعد مينا , رندة مرعشلي .
 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.