تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية تخسر اليمن!!

 طالب سفراء مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية بـ«الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في صنعاء والجوف ومأرب ومناطق الصراع الأخرى، وذلك لحماية حياة المدنيين الأبرياء». وأكد السفراء ضرورة التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الاتفاق، والتزام جميع الأطراف بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وبمخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي.

وأعربت الرياض عن «أسفها العميق» تجاه الأحداث التي «تهدد أمن اليمن واستقراره»، مؤيدةً البيان الصادر عن مجلس التعاون الخليجي وتأكيده دعم جهود الرئيس عبد ربه منصور هادي في الحفاظ على الشرعية وحقن الدماء». أما طهران، فقد أكدت أن الاتفاق بين الحكومة و«المعارضة» نابعٌ من دراية الشعب اليمني واعتماد الحكومة والأحزاب والتيارات السياسية والاجتماعية اليمنية ضبط النفس خلال الاحتجاجات الأخيرة.

أفادت السفير أنّ سكان العاصمة صنعاء خرجوا من منازلهم أمس، على وقع احتفالات الحوثيين بإطلاق المفرقعات والنار في الهواء فرحاً بالتطور السياسي الذي تُوِّج باتفاق تسوية مع الحكومة رعته الأمم المتحدة أمس الأول، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية عن ترحيبها باتفاق الشراكة الوطنية. ورحب مجلس الوزراء السعودي أمس، باتفاق «السلم والشراكة الوطنية» الذي وقّعته الأطراف السياسية في الجمهورية اليمنية، معرباً عن أسف المملكة العميق لما شهدته اليمن من أحداث تهدد أمنه واستقراره.

بدورها، رحّبت الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن ممثلة بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، بتوقيع الاتفاق الذي جرى في صنعاء قبل يومين. من جهة أخرى، أعلنت وزارة الصحة اليمنية مقتل 200 شخص على الأقل في ستة أيام في صنعاء.  وأمس، غادر الحوثيون المقر العام للقيادة العامة للقوات المسلحة على متن عشر دبابات ومدرعات وناقلات جند متجهين إلى شمال العاصمة، بحسب فرانس برس. وتكرر السيناريو نفسه مع ست دبابات في المقر العام للمنطقة العسكرية السادسة. إلى ذلك، أكدت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» أمس، أنها نفذت هجوماً انتحارياً في صعدة، معقل الحوثيين في شمال اليمن، وذلك بعدما تحدثت عن مواجهات دامية في جنوب اليمن.

وعنونت الحياة: الحوثيون يجمعون «الغنائم» وينقلون دبابات الجيش إلى الشمال. ووفقاً للصحيفة، استفاقت صنعاء أمس على واقع سياسي وأمني جديد، غداة سقوطها الدراماتيكي في قبضة الحوثيين. وخلت شوارع المدينة من أي حضور لسلطات الدولة اليمنية، في ظل انتشار كثيف لمسلحي الجماعة الذين شرعوا في جمع غنائمهم من الأسلحة الثقيلة والخفيفة وإرسالها إلى معاقلهم شمال العاصمة، على رغم توقيعهم اتفاق «السلم والشراكة» مع الأطراف الأخرى السياسية برعاية الأمم المتحدة. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصادر طبية في صنعاء أن حصيلة أسبوع من المعارك الضارية مع الحوثيين بلغت 340 قتيلاً.

وذكرت الصحيفة أنه في ظل هدوء طاغ في العاصمة اليمنية وحركة خجولة للسكان، شوهدت عشرات الدوريات التابعة لجماعة الحوثيين وهي تجوب المدينة وتنتشر في محيط المؤسسات الحكومية والوزارات وداخل المطار، كما شوهد أنصار الجماعة يجمعون الدبابات والمدافع والعربات المدرعة والأسلحة الخفيفة من موقع ما كان يعرف بـ «الفرقة الأولى المدرعة»، ومواقع اللواء الرابع والحماية الرئاسية والقيادة العامة للقوات المسلحة.

وفي الشرق الأوسط، تساءل طارق الحميد هل ما يحدث في صنعاء خيانة، أم صراع؟ الأكيد أن ما يحدث هو خيانة للدولة اليمنية بكل مكوناتها ومؤسساتها، فالقصة ليست فقط لوم المجتمع الدولي، أو دول الخليج، أو السعودية، عما يحدث باليمن، بل إن القصة الحقيقية هي في ضرورة لوم اليمنيين أنفسهم، سياسيين، وقبليين، بسبب تجاهلهم لخطورة ما يحدث باليمن... كيف يقال إن الحوثيين أصدقاء الشرطة بينما يحتلون مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة، ويرفعون أعلامهم عليها، ويستولون على مبنى مجلسي الشورى والنواب، وإذاعة صنعاء.... فأي شركاء هؤلاء؟ أمر محير فعلا! وحذّر الكاتب بأنه أيا يكون الوضع في اليمن، خيانة أو صراعا، فإن أمن منطقتنا، وتحديدا الخليج العربي، يجب ألا يكون رهنا لتجار حرب يحرقون بلادهم ويهددون أمننا، حيث يجب أن يكون لدى دول الخليج خطة فعالة للتعامل مع اليمن وأزمته الجديدة الخطرة، فأمن الخليج أهم من أن يترك للمغامرات، والمغامرين.

وأفادت الأخبار في تقرير لها أنه يبدو واضحاً مع سقوط المشروع السعودي في اليمن الذي كان عنوانه المبادرة الخليجية، انّ المملكة، الغارقة في هواجسها ومشكلاتها المتاخمة لحدودها بتداعياتها الداخلية التي تزداد، أدركت أنها لم تعد اللاعب الإقليمي الفاعل، وأن العالم يتغيّر من حولها بوتيرة سريعة ووفق نتائج غير محسوبة.

خطوات متعاقبة وسريعة قامت بها السعودية على وقع التحوّل الثوري المفاجئ في اليمن. بدأت أولاها بمباركة الاتفاق السياسي بين جماعة «أنصار الله» الحوثية وبقية الأطراف السياسية اليمنية يوم الأحد الفائت برعاية أممية وبحضور رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ثم تلت ذلك بإرسال سفيرها الجديد إلى صنعاء، أي بعد يوم من استقالة الحكومة وهروب رجل السعودية القوي اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع من مقر الفرقة إلى إحدى السفارات الخليجية، بحسب مصادر حوثية.

وأوضحت الصحيفة: يوم أمس، تغيّر التاريخ في اليمن لمصلحة الثورة الشعبية التي انطلقت في شباط 2011، فكان فصلها الثاني إسقاط الحكومة التي جاءت بها المبادرة الخليجية بقيادة السعودية في نيسان 2011، التي رفضها الثوّار حينذاك، لأسباب عديدة، لكونها منحت الرئيس المعزول علي عبد الله صالح حصانة ضد أي ملاحقة قضائية، وأفسحت في المجال لعودته ووزراءه إلى حكومة الوحدة الوطنية. على أية حال، أثبتت الثورة الشعبية في فصلها الثاني أمس، فشل المبادرة الخليجية، بل إن رئيس الحكومة المستقيل سالم باسندوه وجّه في خطاب الاستقالة انتقاداً مباشراً إلى المبادرة وإلى رئيس الجمهورية، لاستئثاره بالسلطة وعدم قبوله تقاسم السلطة بينهما بناءً على بنود المبادرة.

وأوضحت الأخبار أنّ السعودية الغارقة في هواجسها ومشكلاتها المتاخمة لحدودها بتداعياتها الداخلية تزداد اقتناعاً اليوم بأنها لم تعد اللاعب الإقليمي الفاعل، وأن العالم يتغيّر من حولها بوتيرة سريعة ووفق نتائج غير محسوبة. وبات المطلوب من الرياض أن تجعل من التواضع مستشاراً حكيماً، لأن ما دفعته في «العزوف المتعالي» كان كبيراً وسوف يكبر إن قررت تجاهل المعادلات التي يمكن أن تصنعها القوى المنافسة الصغيرة والكبيرة. لدى الجانبين السعودي والشعبي اليمني قناعة مشتركة بأن الثورة في فصلها الثاني أطاحت الإمبراطورية السعودية في اليمن. ردود الفعل السريعة من الجانب السعودي تؤكّد القناعة، وكذلك تعاطي اليمنيين معها. يوم أمس، سقط مشروع سعودي بعنوان المبادرة الخليجية، وهو ما يدركه اليمنيون في شماله وجنوبه ومن كل طوائفه.

وتابعت الأخبار بأن السعودية التي كانت تتعامل مع اليمن بمثابة «حديقة خلفية»، وتدس أنفها في كل شؤونه، تواجه اليوم تحوّلاً جذرياً، ما دفع الشيخ الوهابي أبو ماريا القحطاني، الشرعي السابق في «جبهة النصرة»، إلى الدعوة إلى ثورة سنيّة مضادة لإطاحة ما وصفها ثورة الرافضة، رغم أن الحراك الثوري الأخير كان بمشاركة كل الأطياف، وكانت مدن كبرى مثل (تعز، الحديدة، وشبوة وغيرها) حاضرة بكثافة عالية في الحراك، وكان قادة اللجان الشعبية من كل المكوّنات ينسّقون مواقفهم على الأرض وفي العاصمة، وخصوصاً في حماية المنشآت الحكومية.

ولفتت الأخبار إلى أنه مهما تكن تصوّرات صنّاع القرار في الرياض لما جرى في الجارة الجنوبية، فإن ثمة حلحلة بدت واضحة في الموقف السعودي، على الأقل في العلاقة مع إيران التي قرر سعود الفيصل أن يلتقي وزير خارجيتها وأن يطلق تصريحاً لافتاً بتثبيت ثنائية النفوذ ويضرب موعداً للقاء نظيره محمد جواد ظريف في الرياض في وقت لاحق. وحيث إن الصدف في السياسة نادرة، إن لم تكن مستحيلة، فإن لقاء سعود الفيصل وجواد ظريف في نيويورك لم يكن محكوماً بالموسم السنوي، فإن المتغيّر الثوري اليمني، إلى جانب خطر «داعش» وملفات أخرى مثل «الثورة الشعبية في البحرين» والأزمة السورية حضروا جميعاً في اللقاء، وسوف يحضر مع ملفات العراق ولبنان وغيرها إن قرر الطرفان الدخول في مفاوضات جديّة.

وختمت الأخبار بأنه حتى موعد اللقاء الآخر، تشعر الرياض بأن طبخة التحالف الرباعي اليمني التي أعدّت في الرياض قبل أشهر قد فسدت على وجه السرعة، وبات من الصعب الحديث عن نفوذ سعودي فاعل، خصوصاً في ظل قرار شعبي يقوم على خلفية رصينة يعبّر عنها الثوّار بلغتهم، ومفادها أن لا يقع وكلاء التاريخ تحت وطأة خديعة أخرى برائحة النفط.

واعتبر محمد خروب في الرأي الأردنية أنّ «يَمَنْ جديد»، آخذ في التَشكًّلِ والبروز، ليس بالضرورة أن يكون يمناً سعيداً، لكن موازين القوى العسكرية والسياسية والحزبية وخصوصاً القبائلية، «انقلبت» ولم يعد سهلاً إعادة عقارب الساعة «اليمنية» إلى الوراء. وأوضح: أن يبدأ الحديث - حديث المتضررين والخاسرين - عن «حتمية» انفصال الجنوب، بعد ان فرض اتفاق «السلام والشراكة» الذي تم التوقيع عليه، تعيين مستشارين سياسيين للرئيس، من «الحوثيين والحراك الجنوبي» بعد «الانجاز الحوثي»، يعني ان هؤلاء لن يتوقفوا عن اثارة المخاوف وبث الرعب والقلق في صفوف اليمنيين، الذين استفاقوا على مشهد جديد ومثير، ليس أقله إثارة «الزهد» في الحكم الذي ابداه «انصار الله»، عندما طالبوا بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، تضم مختلف الاطراف ولا تستبعد احداً (رغم عدم توقيع السلفيين على الاتفاق)، وهم لن يعدموا وسيلة من أجل «زجّ» اليمن في حرب أهلية، تُمنّي بعض الجهات نفسها بعودة الملكية (..) وأخرى في تقسيم اليمن الى اكثر من «جمهورية» وثالثة تُبشّره بنسخة «صومالية» أخرى، دون اهمال ما يبثونه من سموم واحاديث افك عن «شيعية» انصار الله، رغم ان المسألة ابعد من ذلك (وعنه)... كثيراً وعميقاً.

ورأت افتتاحية الخليج أنّ المهم أن العنف الذي اجتاح صنعاء ليومين، ووضع اليمنيين أمام ذكريات الاقتتال المرّة، تم حسمه سياسياً، وإن كان تحت ضغط السلاح، من خلال اتفاق يمكن أن يشكّل حلاً نهائياً هذه المرة، نتيجة جهود متواصلة بذلها الموفد الدولي جمال بن عمر مع الأطراف السياسية كافة. وأضافت: لا شك أن وضعاً سياسياً جديداً قد نشأ، ولعل الأطراف اليمنية تدرك بعد الذي حصل أن العنف لن يحل مشكلة، بل يولد مشاكل، وأن الحوار واستعادة الثقة عاملان أساسيان في تجاوز أي إشكالية أو خلاف. والأهم هو إدراك الجميع أن اليمن كوطن هو الملاذ الأخير لكل اليمنيين.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.