تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: العراق: 300 قتيل عراقي بغاز الكلور!!

 في تطور ميداني خطير يحمل العديد من التداعيات على المستويين الأمني والسياسي في الحملة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة، ضد «داعش»، ومن شأنه أن يثير المخاوف إقليمياً ودولياً من احتمال امتلاك التكفيريين قدرات دمار شامل، نفذ تنظيم «داعش»، أمس، هجوماً على أحد مواقع الجيش العراقي في مدينة الفلوجة، قتل فيه 300 جندي عراقي دفعة واحدة، في ظل معلومات تشير إلى احتمال استخدام التنظيم المتشدد غاز الكلور السام.

وينبئ هذا الهجوم بأن المعركة ضد «داعش» ربما تشهد مفاجآت كارثية على شعوب المنطقة خصوصاً، إذا ثبت امتلاك التكفيريين أسلحة كيميائية، أو حتى قدرات عسكرية بيولوجية وفق ما تم تسريبه مؤخراً إلى الإعلام الغربي، في وقت يتعاظم الحديث حول الخيارات التي يمكن أن تواكب تطور العمل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق، ضمن الحملة الدولية لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي أعلن المتحدث باسمه أبو محمد العدناني، يوم امس، النفير العام، متوعداً باستهداف المدنيين في الدول المشاركة في التحالف ضد الإرهاب، واستخدام كل ما يتوافر من سلاح، ومؤكداً ان الولايات المتحدة ستضطر إلى النزول «إلى الأرض».

واستدعى هذا الهجوم عدداً من ردود الفعل العراقية بدأت مع اتهام النائب عن «التحالف الوطني» علي البديري، التنظيم باستخدام غاز الكلور ضد جنود الجيش العراقي الذين حوصروا خلال المعارك في منطقة الصقلاوية في مدينة الفلوجة. وحمّل البديري رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، وقائد عمليات محافظة الأنبار رشيد الفليح، مسؤولية التباطؤ في إنقاذ الجنود الذين كانوا محاصرين في المنطقة منذ أيام. وكان فليح قد أعلن، أمس الأول، عن فك الحصار عن 400 ضابط وجندي حاصرتهم عناصر «داعش» بعد مواجهات عنيفة شمال الفلوجة.

وكان العبادي قد أكد رفضه للتدخل العسكري البري في العراق، خلال لقائه وزير الدفاع الاسترالي ديفيد جونستن في بغداد، وشدد خلال اللقاء على أهمية «احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية»، كما جدد «رفض أي تدخل بري في العراق»، معتبراً أن «القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي تمتلك القدرات البشرية لكسب المعركة ضد العدو».

ولكن مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط طوني بلير، دعا إلى عدم استبعاد إمكانية إرسال قوات إلى أرض المعركة لقتال «داعش» في سوريا والعراق، معتبراً في مقابلة مع الـ«بي بي سي» أن عدم الاستعداد «لقتال هؤلاء الأشخاص على الأرض»، سيؤدي «على الأرجح إلى احتوائهم»، ولكنه لن يؤدي إلى «التغلب عليهم»، طبقاً للسفير.

وأوردت الحياة أنّ الغموض يلف مصير مئات العسكريين العراقيين الذين يشك في أن مسلحي «داعش» تمكنوا من أسرهم في بلدة الصقلاوية، غرب بغداد، بعد يوم من إعلان الجيش تطهير المنطقة وفك الحصار عن الوحدات العسكرية المحاصرة فيها. لكن أحد شيوخ العشائر أكد أن التنظيم استعرض عشرات الأسرى وأعدم ضابطاً رفيع المستوى وسط الفلوجة. وأعرب رئيس الوزراء حيدر العبادي عن رفضه أي تدخل بري أجنبي في العراق خلال الحملة على «داعش».

ووفقاً لصحيفة الأخبار، فإن هاجس التورط الميداني يؤرّق المتحالفين ضد «داعش»، حيث يعاني «التحالف الدولي» ضد «داعش»، بقيادة واشنطن وحليفتها الإقليمية السعودية، في المربع الأول الذي انطلق منه. فالضربات الجوية يجب أن تترافق مع حراك على الأرض لقوى موالية قادرة على السيطرة على ما يخسره التنظيم، في العراق وربما سوريا. مسار طويل تأتي ضمنه محاولات الانفتاح على إيران، ومن هنا قد تجد موسكو باباً لإطلاق مشروعها و«شركائها». وأوضحت الصحيفة: بات انتقال التحالف الدولي المزعوم لمحاربة تنظيم «داعش» إلى مرحلة جديدة، يقف عند تقاطع لا بد وأن تعيد واشنطن، ومن خلفها الرياض، تثبيت ركائز تصوراتهما له قبل الوقوع في دوامة الضربات الجوية وفي تعقيدات المشهد السوري، الذي تلاعبت به تركيا، المناوئة، بشكل كبير خلال الأيام الماضية.

وفي الساعات الأخيرة، برز في نيويورك اللقاءان اللذان عقدهما جون كيري وسعود الفيصل، مع نظيرهما الإيراني، محمد جواد ظريف، في اجتماعين ترافقا بنحو لافت مع مسألة الربط الغامض المثار إعلامياً في الساعات الأخيرة بشأن ما نقل عن مسؤولين إيرانيين عن مطالبتهم بـ«مرونة غربية في الملف النووي»، في مقابل استعداد طهران للإسهام بنحو أكثر فاعلية في محاربة تنظيم «داعش».

ويبدو أن هدف الانفتاح المحدود على إيران يكمن في المسعى إلى عدم إفلات ما جرى تحقيقه ضمن العملية السياسية العراقية، والتمهيد للبدء في تنفيذ الخطط بشأن تشكيل ما سُمّي «الحرس الوطني»، تحديداً في المحافظات الغربية. وقد كان لافتاً مساء أمس التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، التي قالت فيه إنه «بعد ستة أسابيع من الضربات الجوية الأميركية، بالكاد نجحت القوات العراقية بزحزحة (داعش) من الأراضي التي سيطر عليها... ويرجع ذلك في جزء منه إلى أن العديد من العشائر السنية بقيت على الهامش»، في إشارة هي الأولى من صحيفة أميركية بعد تشكيل الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي، التي ما زالت دون وزير للدفاع ووزير للداخلية بسبب تشابك عدد من المعطيات الداخلية والخارجية. وفيما بدأت مسألة المشاركة العسكرية الأميركية في العراق تشكل عقبة ضمن المسار الطويل الذي تتبعه واشنطن، لا يزال احتمال توسيع الضربات لتشمل سوريا يفرض عقبات أمام واشنطن في ظل عدم موافقة عدد من حلفائها الغربيين للمشاركة. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.