تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

السعودية: هل نحن مواطنون حقاً؟

 دعا مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، خلال صلاة الجمعة أمس، قادة الدول الاسلامية الى ضرب تنظيم «داعش»، من دون أن يذكره بالاسم، «بيد من حديد».

وقال، في جبل عرفة قرب مكة حيث يحتشد حوالى مليوني مسلم لأداء مناسك الحج، «دينكم مستهدف، أمنكم مستهدف، عقيدتكم مستهدفة». وأضاف «ابتلينا بأمة سفكوا الدماء وقتلوا النفس المعصومة وقدموا بها تمثيلاً سيّئاً لا يمثل إسلاماً... هؤلاء أعظم شأناً من الخوارج، هؤلاء إجراميون انتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء ونهبوا الأموال وباعوا الحرائر ولا خير فيهم». ودعا «أمة الإسلام الى حماية أمتكم بحدودها واستقرارها والضرب بيد من حديد على كل الأعداء من الخارج ومن الداخل». وأكد المفتي أن «هذه الجرائم الشنيعة إرهاب ظالم... وأشرّ من ذلك أنهم لبسوا باطلهم بأنه جهاد وأنه الإسلام، والله يعلم أنهم براء من الإسلام ومن الجهاد وأنهم الطغاة ، فاحذروا أفكارهم المنحرفة ودعواتهم الزائفة»، طبقاً لصحيفة الأخبار.

ونشرت السفير، مقالاً بعنوان: هل نحن مواطنون حقاً؟ بقلم نورة بنت عفش (باحثة اجتماعية من السعودية)، تساءلت فيه: ماذا يعني أن نكون مواطنين في هذه البلاد؟ هل يكفي أن نحتفل بيومٍ وطنيٍّ (يوم 23 أيلول) حتّى يُقال بأنّ لدينا وطنا؟ أصلاً ما هو الوطن؟ المكان الذي نأكل ونشرب فيه ونمارس روتيننا اليومي من دون أن نزعج أحداً؟ ماذا لو أزعجنا؟ لو صرخنا؟ رفضنا؟ خرجنا في الشوارع مطالبين بشيءٍ ما؟ ماذا سيحدث؟ هل سيكفّ المكان عن كونه وطناً؟ هل سيُنهي إقامتنا فيه ويطردنا عن بابه؟ نمر النمر واحدٌ منّا. لم يأتِ من جبال تورا بورا. ليس إرهابياً.

 هو لا يعرف كيف يزرع متفجرةً في سيارةٍ ليقتل أناساً أبرياء. لم يعلن جهادا مقدّساً، ولا دعا شباب المملكة إلى الانطلاق إلى الحرب... ليس قاتلاً، لم يسلّط سيفه على بشريٍّ قط. لم يمارس أعمالاً إرهابيةً في أي مكان، لم يحز رؤوسا، لم يقطع يداً امتدت إليه يوماً لتسأله عن حاجة. هذا الرجل ذنبه الوحيد أنّه فكّر بصوتٍ مرتفع، طرح ما لديه بحدّةٍ ووضوح. كان يسكن منطقة نارٍ في القطيف، ربّما لم يُتداول باسمها كثيراً في الإعلام.  وهو خطب في مساجد العوامية (البلدة التي حاولت أن تطلق شرارة الثورة السعودية).

 الرجل لم يرد أكثر من أن يُرى، هو ومن يعيش معه على تلك البقعة من الأرض، كبشرٍ ومواطنين، ومن حقّهم أن يعرفوا لماذا يعاملون بازدراء، ولماذا يعتقلون بلا محاكمات ويختفون. لماذا كلّ ما يطالبون به من حقوقٍ يعدّ انتهاكًا للأمن وإثارة للفتنة. هذا الرجل سعوديّ، ليس إيرانياً أو عراقياً. أمّه وأبوه ولدا حيث هو الآن، ذنبه الوحيد أنّه شيعيٌ سعودي، وهذا يعني أن مجاهرته بأي كلمة يمكن أن تحوّر وتفسّر.

وأن تكون شيعياً في السعودية ليس أمراً سهلاً، فهو يعني قبولك بالحياة ككائن لا مرئيّ، أنت وأولادك وعائلتك.يعني أن تسكت على الظلم خوفًا من جرجرةٍ إلى السجن. يعني أن تكون فرصك دوماً أقل من غيرك. يعني أنّك أول من يُتّهم بالخيانة وبمحاولة زرع الفتنة، فلا اغتصاب إلّا في القطيف ولا مسلّحين ولا سرقة ولا سطو ولا فقدانٌ للأمن إلّا هناك! يعني أن تظلّ محل ريبةٍ وشك، أن تجيب من دون أن تُسأل وأن تطيع من دون أن تنبس بشفة، وأن تسكت لأنّه عليك أن تتقي شر من يتّهمك بالكفر والزندقة ويحلّل سفك دمك.... وربما تمر أعوام كثيرة قبل أن يكتشف السعوديون الشيعة معنى المواطنة. حتّى ولو نصّبت الحكومة لهم وزيراً، ولو افتتح لهم أمير منطقتهم مهرجاناً. 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.