تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العراق يرفض مشاركة قوات تركية ضد «داعش»:

 دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد «الإرهاب» إلى احترام سيادة العراق ووحدة أراضيه، في رد على قرار البرلمان التركي الموافقة على مشاركة القوات التركية في الحرب على «داعش»، فيما واصل التنظيم الضغط على محافظة الأنبار واستطاع أمس السيطرة على ناحية كبيسة التابعة لقضاء هيت وسط انتقادات مسؤولين محليين لغياب القصف الجوي الأميركي، طبقاً للحياة.

وفي محافظة ديالى قتل عشرة من قوات الأمن العراقية أمس في هجومين منفصلين استهدفا حاجزين أمنيين، بحسب مصادر أمنية وطبية.

وقال العبادي في بيان أمس: «إننا في الوقت الذي نرحّب بالجهود الدولية لمحاربة إرهاب «داعش» فإننا نجدّد تأكيدنا رفض تدخل أي قوات برية في العراق، وأننا أعلنا سابقاً خلال لقاءاتنا بقادة الدول أننا لا نريد قوات برية في العراق، فقواتنا الأمنية وأبطال الحشد الشعبي متواجدون في ساحات القتال، وهناك أعداد بشرية هائلة استجابت لفتوى المرجعية الدينية بالجهاد». وأضاف أن «المعركة بدأت بالتحوّل وبشكل كبير لمصلحة العراق وشعبه من أجل طرد وسحق هذه التنظيمات الإرهابية»، مجدداً التأكيد على أن «العراق يدعو كل الدول إلى احترام سيادته ووحدة أراضيه، وأن تكون الضربات الجوية بالتنسيق مع الحكومة العراقية». وكان البرلمان التركي وافق الخميس على مشاركة القوات التركية مع قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش» في العراق، ما يتضمن إرسال قوات برية تركية لتنفيذ مهمات قتالية.

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار بأن «داعش» اقتحم صباح أمس ناحية كبيسة وسيطر عليها من دون قتال بعد انسحاب قوات الشرطة وباقي التشكيلات الأمنية. وأوضح أن «داعش استغل الحشود العسكرية من قوات الفرقتين الأولى والسابعة وقوات من الصحوة الجارية في مركز قضاء هيت بهدف شن هجوم على مناطق سيطر عليها التنظيم غرب القضاء أول من أمس، وقام بالالتفاف على جنوب القضاء والسيطرة على كبيسة التي تبعد 20 كلم عن مركز القضاء». وأشار إلى أن «طيران الجيش الذي بدأ مساء الجمعة طلعات جوية غرب هيت لتوفير غطاء جوي لعملية عسكرية على معاقل داعش، تعرض لنيران كثيفة من قبل المسلحين أجبرته على الانسحاب». وأكد أن «الطيران الجوي الأميركي والدولي كان غائباً في مناطق هيت والرمادي خلال اليومين الماضيين».

وفي ديالى قال مقدم في الجيش إن «مسلحين هاجموا حاجز تفتيش للجيش في ناحية المنصورية الواقعة شمال بعقوبة. وأوضح أن «الهجوم أسفر عن مقتل خمسة من عناصر الجيش وإصابة 15 آخرين بجروح». وفي هجوم آخر، هاجم مسلحون حاجزاً لعناصر الحشد الشعبي قرب جبال حمرين شمال بعقوبة، ما أسفر عن مقتل خمسة منهم وإصابة عشرة آخرين بجروح»، وفقاً للحياة.

وأبرزت العرب اليوم الأردنية: داعش يتراجع أمام البشمركة بالقرب من كركوك. ووفقاً للصحيفة، تمكنت قوات البشمركة الكردية من إجبار مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي البلاد. وقال مراسل بي بي سي كوينتن سمرفيل إن قوات البشمركة استخدموا صواريخ إيرانية الصنع لمهاجمة مسلحي "الدولة الإسلامية". وأضاف المراسل نقلا عن قادة عسكريين أكراد أن مسلحي التنظيم المتشدد لجأوا إلى طريقة "حرب العصابات" خلال المعارك التي دارت في المنطقة واستخدموا القناصة وزرعوا الألغام في عدد من المنازل وجوانب الطرق. وكانت وكالة فرانس برس نقلت عن مسؤولين أكراد قولهم إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية "فجروا الجسر خلال انسحابهم مخلفين عشرات الجثث".

من ناحية أخرى، قال الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن، منسق عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية، إن التخطيط لمعركة استعادة الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، قد يستغرق عاما. وأقر الجنرال الأمريكي بأن إعادة بناء الجيش العراقي ستستغرق وقتا قبل أن يصبح قادرا على الحاق الهزيمة بالمتطرفين.

من جانبه، قال قائد عمليات الأنبار الفريق رشيد فليح، أمس، إن 18 عنصراً من "داعش" قتلوا بقصف لطيران التحالف على مواقع لهم في مدينة الفلوجة في الأنبار، غربي العراق، فيما قتلت قوات الصحوات مفتي التنظيم وهو ليبي الجنسية مع أربعة من مرافقيه جنوبي المدينة.

وتحت عنوان: فوضى المواقف العراقية وهشاشتها لا تؤشران لنصر قريب، اعتبر علي عبد الأمير في الحياة أنّه حين تسبب المواقف الاميركية، في ما خص مواجهة «الدولة الإسلامية»، بلبلة حتى بين أقرب حلفائها الغربيين والعرب، فإنها تصبح «احجيات» بين صفوف العراقيين المتشككين أصلاً بجدية واشنطن وتحالفها «الدولي»، وهو ما يتحول فوضى في برامج تسعى الى أن ترقى، بمساعدة واشنطن ومن ثم باريس فلندن، من جهة، ومع إيران من جهة أخرى، الى مصاف الخطط العملية أمنياً وسياسياً لمواجهة خطر التنظيم الذي «يزنّر» بغداد من جنوبها وغربها وشمالها، على رغم كل الاعلانات عن نجاح الضربات الجوية في إبعاد خطره عن العاصمة العراقية.

ويرى الباحث العراقي حارث حسن، أن «الماكينة السياسية العراقية تتسم بالبطء الشديد وأبعد ما تكون عن اجتراح سياسات تستند إلى المبادرة»، حتى وإن تعلق الأمر بضرورة تحرك فعال وعاجل من أجل درء خطر التمدد الارهابي. وفي مقابل «بطء الماكينة السياسية العراقية»، فإن حسن يرى أن هناك محاولة عراقية تتماشى مع الضغط الأميركي، لا سيما في ما يخص اصلاح المؤسسة الامنية واستشراف إمكانية صناعة «حلفاء سنّة» جدد في اطار مشروع «الحرس الوطني».

وفي هذا السياق لاحظ عبد الأمير؛ أن الحكومة العراقية تفتقر الى برنامج سياسي اصلاحي واضح المعالم بسبب انقساماتها؛ وأن الولايات المتحدة نفسها لم تبلور بعد استراتيجية سياسية واضحة... بما يوحي أن هدف الادارة هو الدفع باتجاه صفقة إقليمية بين «السنّة» و«الشيعة» لا رابح فيها ولا خاسر؛ وأنّ الحكومة العراقية لا تزال تحاول الموازنة بين الضغطين الاميركي والايراني اللذين وإن التقيا على أهمية مواجهة «داعش»، إلا انهما لم يتفقا بعد حول سبل ذلك والمسارات العملية لترجمة ذلك الاتفاق، وتحويله موقفاً مثمراً في مواجهة «داعش».

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.