تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العراق: تقديرات لهجوم يستهدف السيطرة على بغداد!

 هيمنت التطورات الميدانية على المشهد العراقي خلال اليومين الأخيرين، حيث ركز تنظيم "داعش"، على تنفيذ سلسلة هجمات تستهدف على ما يبدو السيطرة على عدد من النقاط في محافظة الأنبار التي قد تشكل منطلقا لعمليات التنظيم باتجاه العاصمة بغداد، إذ تواصلت الاشتباكات بين مسلحي التنظيم وقوات الأمن العراقية التي تساندها العشائر في المحافظة، في وقت ذكرت صحيفة واشنطن تايمز أن "داعش" وعلى الرغم من الغارات الأميركية المستمرة يتحضر عمليا لتنفيذ هجوم كبير قد يتمكن من خلاله من "اجتياح" العاصمة العراقية.

في هذه الأثناء أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أنه "في حال أي تدخل عسكري في العراق من قوى إقليمية أو دولية سيلتحق المزيد من العناصر بداعش وسيكون لذلك تبعات جدية على المنطقة والعالم"، معتبراً أن هذا الأمر "سيكون ذريعة بيد داعش"، مشدداً على أنه "لولا الدعم اللوجستي الإيراني وتقديم الاستشارات العسكرية للقوات العراقية لمواجهة داعش لكانت بغداد قد سقطت منذ البداية". ولفت ظريف إلى أن "هناك دولا أعضاء في ائتلاف الولايات المتحدة تدعم داعش بالمال والسلاح وتسهل له بيع النفط وتوفر له الطرق الآمنة للتحرك".

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس، صورة لقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني وهو يقف إلى جانب مقاتلين أكراد عراقيين من "البشمركة"، وذكر موقع "ايرين" الذي نقل الصورة أنه "مع بداية هجمات داعش نشرت صور للجنرال قاسم سليماني في العراق ولاسيما أثناء معركة آمرلي، وتظهره آخر صورة إلى جانب عناصر من البشمركة".

ونقلت صحيفة واشنطن تايمز عن مجموعة من الخبراء العسكريين الأميركيين، أمس، أن الأمر "الأكثر إثارة للقلق هو أن التنظيم يتحضر على ما يبدو لعملية تمكنه من غزو بغداد في يوم واحد"، ولفتت الصحيفة إلى أن الهدف من هذه العملية هو السيطرة على مطار بغداد الدولي والبدء بعملية عسكرية نحو العاصمة انطلاقا من هذه النقطة، وهي عبارة عن سلسلة عمليات متتالية تعمل على قضم المناطق المحيطة بالعاصمة واحدة تلو الأخرى، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الأميركية ليست واثقة من قدرة القوات العراقية في الحفاظ على العاصمة.

ميدانياً، استمرت الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي "داعش" في محافظة الأنبار، وتركزت في قضاء هيت الذي تمكن مسلحو التنظيم من السيطرة على أجزاء مهمة منه، بينما قصف طيران "التحالف الدولي" منازل في حي القدسية والجبل والبو نمر في القضاء ما أدى إلى مقتل 18 مدنيا بينهم عدد من النساء والأطفال، كما طالت إحدى الغارات مئذنة جامع الحنبلي وسط هيت، بينما فجر مسلحو "داعش" بناية المجلس المحلي للقضاء ونقطة تفتيش للجيش.

وأعلن الجيش الأميركي استخدام مروحيات "الأباتشي" القتالية للمرة الأولى عند ضرب أهداف تابعة لـ"داعش" في العراق، ما يشير إلى اتخاذ الأميركيين لقواعد أرضية قريبة كمنطلق لعملياتهم على الأراضي العراقية.

وأعلن الجيش الأسترالي، أن طائرات تابعة له اشتركت في أول "مهمة قتالية" لها في العراق ضد "داعش"، ولكن من دون أن تشن أي غارة، كما أعلنت وزارة الدفاع الهولندية أن مقاتلات "أف-16" تابعة لها بدأت بالتحليق فوق "مناطق النزاع" في العراق وأصبحت مستعدة للمشاركة في عمليات التحالف الدولي ضد "داعش". بدورها شنت مقاتلة "اف-16" بلجيكية غارة في العراق هي الأولى لإحدى المقاتلات الست التي وضعتها بلجيكا بتصرف "التحالف الدولي"، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع البلجيكية، بحسب السفير.

وتساءل علي السراي في مقاله في الحياة: هل يتحول السلاح الغربي «قنبلة موقوتة» في اقليم كردستان؟ واوضح أنّ الكرد يحصلون على تسليح أجنبي غير مسبوق ويُرَجحُ أن تزداد القوة العسكرية للكرد، لكن آلية التسليح والتدريب الأجنبيين تهدد الاستقرار السياسي الهش أساساً بين القوى الرئيسة اللاعبة في الإقليم. ويضيف بأن الآمال الكردية بالتغلب على المخاوف الكبيرة من «داعش»، تنتظرها مخاطر محلية تتعلق أساساً بالتوازن الحزبي السياسي في كردستان. ووفقاً لسياسيين كرد، فإن قوة بعينها تتفوق الآن عسكرياً. لكن أربيل، التي تحظى باهتمام غربي غير مسبوق، لديها حلف نفطي واسع مع حكومة أنقرة. الا ان هناك تناقضاً سياسياً أمنياً، إذ تتعزز العـــلاقات الاقتصـــادية بين الجانبين، خلافاً لما يقوله سيــاسيـــون كرد من أن تركيا «تغض الطرف عـــن الدولة الإسلامية، حين تمددت في مناطق كردية». ويعتقد كثيرون في الإقليم إن رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، أدرك حقيقة أن الأتراك تخلوا عنه أمام «داعش»، لكنه غير قادر على هجر «الحليف» التركي.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.