تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

عين العرب تتساقط أمام «داعش» والتخاذل

             أفادت صحيفة السفير في تقرير لها، بعنوان: عين العرب تتساقط أمام «داعش» والتخاذل، أنّ المذبحة في عين العرب بحق الآلاف ممن قرروا البقاء في المدينة والدفاع عنها أمام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» تبدو قريبة أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يمكن اعتباره أول هزيمة فعلية، يلحقها «داعش» بما يفترض أنه «تحالف ضد الإرهاب»، الذي يزعم التدخل لإنقاذ الأقليات والأكراد من مجازر «دولة الخلافة»، وفضيحة إنسانية لأربعين دولة وقعت على بيان احتواء «داعش» وقتال الإرهاب، الذي لم تمنعه غارات التحالف من مواصلة التقدم نحو عين العرب، وقريبا من الحدود التركية، وبحماية دبابات الجيش التركي، ما يجعل ما بعد سقوط المدينة الكردية السورية، منعطفا لمرحلة تنفتح على عمليات تطهير عرقي واسع في الشمال السوري.

وقال زعيم «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي صالح مسلم محمد، «إننا قد اعتقدنا، نحن الأكراد، أن المجازر وعمليات التطهير العرقي قد انتهت بانتهاء القرن العشرين، وإذا ما حدثت مجازر غدا في كوباني لا نريد أن يتباكى أحد علينا، لان الجميع يعرف ما يجري في المدينة، خصوصا الدول الكبرى». وابتعدت مسألة عين العرب من احتمالات وضعها على أي أجندة أممية، إذ افشل الأميركيون، بحسب مصدر ديبلوماسي غربي، مشروع بيان رئاسي كانت تعد له الأمم المتحدة، لإدانة حصار المدينة، والتحذير من احتمالات ارتكاب مجازر فيها.

وتتضافر مؤشرات سياسية وميدانية، أميركية وكردية وتركية، لدفع المدينة السورية نحو سكاكين جنود زعيم «داعش» أبو بكر البغدادي، في غضون أيام، في حين يحاول الأكراد إشاعة أجواء من التفاؤل القسري، والاستناد إلى المقاومة الصلبة التي تبديها وحدات حماية الشعب، والتضحيات التي يقدم عليها المقاتلون والمقاتلات على خطوط القتال، وفي بعض الأحياء التي وصلتها قوات «داعش» بالأمس.

إلا أن عدم تكافؤ القوى مع «داعش»، والحقائق الميدانية الصعبة، باتت تفرض نفسها، إذ يواجه ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل في المدينة، موجات من ستة آلاف من السلفية الوهابية، استولت، كما قال صالح مسلم محمد، «في الشهرين الأخيرين على أسلحة أربع فرق من الجيش العراقي، ومخازن للفرقة 17 السورية في الرقة وفي مطار الطبقة، وعشرات دبابات أبرامز الاميركية، ومخازن أسلحة الجيش الحر في باب الهوى، فيما نقاتلها نحن بمعدات بسيطة من بنادق واربي جي».

ووفقاً للسفير، انكشفت محدودية ضربات التحالف، وعدم وجود كوباني أو المشروع الكردي على لائحة أولويات التحالف. فرغم تنفيذ بعض الغارات على أرتال «داعش» حول عين العرب، سلم صالح مسلم «بأنها لم تكن ذات فائدة كبيرة، لغياب القوى البرية الضرورية لقتال داعش ومن حق كوباني أن تطلب المساعدة، من أي كان لوقف هؤلاء الهمج، وإذا قارنا الوعود والتعهدات بما يحدث، وضربات التحالف غير المفيدة، فنحن نعتقد أنهم يفعلون ذلك من باب رفع العتب لا أكثر، وأن هناك مساومات سرية كبيرة تجري علينا».

وأضافت السفير في تقريرها: لم تستطع التهديدات بمجزرة في عين العرب إغلاق ملف الخلافات الكردية، خصوصا بين «رئيس» إقليم كردستان مسعود البرزاني و«الاتحاد الديموقراطي». إذ لا ينتظر مقاتلو كوباني أي مساعدة عسكرية من كردستان العراق، الذي تلقى كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ المضادة للدروع في الأسابيع الأخيرة «لأننا نرى أن التزاماتهم وعلاقاتهم الدولية، والإقليمية لا تسمح لهم بتزويدنا بها».

وتهاوت الآمال المعقودة على الوعود التركية الأخيرة بمنع سقوط عين العرب، وتعهدات قدمت إلى صالح مسلم الذي تقود قواته في وحدات حماية الشعب، معركة الدفاع عن المدينة. ونفى صالح مسلم محمد أن يكون الأتراك قد تقدموا بشروط للمساعدة على إنقاذ كوباني، لكن مقربين من زعيم «حزب الشعب الديموقراطي» الكردي صلاح الدين دميرطاش، قالوا إن المطالب التركية لمنع سقوط عين العرب، تتجسد في تخلي «الاتحاد الديموقراطي» عن مشروع الإدارة الذاتية، والانضمام إلى «الجيش الحر»، والتخلي عن أي علاقة مع النظام السوري. وهي كلها مطالب تعد انتحارا سياسيا بالنسبة إلى «الاتحاد الديموقراطي» الذي يقود مشروعا استقلاليا على مراحل،.

وتابعت السفير: تراجعت مؤشرات التدخل التركية، مع إتمام «داعش» المهمة المطلوبة بضرب المشروع الكردي في الشمال السوري، وانتزاع عين العرب من الإدارة الذاتية وتدميرها. وجاء مؤشر إضافي من حلف شمال الأطلسي ليغلق باب أي تورط في عملية إنقاذ أو تدخل يتعدى الحدود التركية، كما أغلق احتمال التدخل التركي، بإعلان أمين عام «الأطلسي» ايان سولتنبرغ أن «الحلف سيحمي حدود تركيا من أي تهديد»، وهو إعلان يسحب من التداول أي مشاركة أو تغطية أطلسية لأي عملية عسكرية تركية في الشمال،.

ولفتت السفير في نهاية تقريرها إلى أنّ «داعش» بدأ التحضير لما بعد عين العرب، بالحشد حول الحسكة، منطقة الإدارة الذاتية الكردية الثانية.

ووفقاً لصحيفة الأخبار، تحتدم الاشتباكات بين «الدولة الإسلامية» و«وحدات حماية الشعب» الكردية في محيط مدينة عين العرب بالتزامن مع دعوة صالح مسلم، الأكراد إلى الثورة «على المؤامرة التي تستهدفهم». ونفى مصدر قيادي في «الوحدات» ما تردد عن اقتحام «داعش» المدينة، مؤكداً أن «الاشتباكات لا تزال في الضواحي، وأن نحو 20 عنصراً تسللوا إلى الحي الشرقي في المدينة بعد اشتباكات تلة مشتة نور فجر أمس، حيث اشتبكنا معهم لساعات وتمكنا من قتلهم وإجبار ما بقي منهم على التراجع». وتتزامن هذه التطورات مع توسيع «وحدات الحماية» تعاونها العسكري غير المعلن مع الجيش السوري في أكثر من جبهة في ريفي الحسكة والقامشلي، ما أدى إلى السيطرة على أكثر من أربعين قرية في ريف القامشلي ورسم طوق آمن في مدينة الحسكة، تُضاف إليه المساندة الصريحة لسلاح الجو السوري لهم في عين العرب مع بدء الهجوم عليها.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.