تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

اليمن: الإرهاب يضرب الحوثيين والجيش!!

               في وقت يمر اليمن بمرحلة انتقالية حرجة هي الأصعب منذ الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وباختبار مفصلي لإمكانية التوافق على شكل السلطة بين المكونات السياسية في البلاد، ضرب إرهاب تنظيم «القاعدة» العاصمة صنعاء أمس، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 21 أيلول الماضي، مستهدفاً تجمعاً لهم، بالإضافة الى محافظة حضرموت، ما أسفر عن وقوع 150 ضحية بين قتيل وجريح، وذلك غداة هجمات اخرى نفذها التنظيم على مقرات أمنية في مدينة البيضاء جنوب البلاد، ونشر شريط فيديو يظهر عمليات إعدام لجنود في الجيش اليمني.

وجاءت هجمات «القاعدة» بعد اتهام زعيم «انصار الله» عبد الملك الحوثي أمس الأول قوى إقليمية ودولية بمحاولة إعاقة الثورة اليمنية من خلال «تحريك الورقة الأمنية المتمثلة بالقاعدة»، وفي وقت كانت تتحضر فيه صنعاء لمسيرة للحوثيين رفضاً لتسمية أحمد عوض بن مبارك رئيساً للحكومة اليمنية من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. وكان بن مبارك أعلن في وقت متأخر من مساء أمس الأول اعتذاره عن قبول التكليف، فيما نقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» موافقة الحوثيين على إلغاء الاعتصام، ولكن صنعاء شهدت بعد الهجوم تظاهرة حاشدة منددة بـ«التدخل الخارجي في اليمن».

وفيما ندد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بالتفجير الانتحاري في صنعاء، واصفاً إياه بـ «الإرهابي والجبان»، أدانت واشنطن «الاعتداء الدنيء في صنعاء». وفي حين نددت طهران بالهجوم الذي وصفته المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية بأنه «عمل إرهابي أعمى وغير إنساني»، ذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن الرئيس اليمني تلقى اتصالاً من الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني نقل فيه الأخير إدانة المجلس لـ«الحادث الإجرامي والإرهابي الجبان الذي وقع في ميدان التحرير في صنعاء والحوادث الإرهابية في البيضاء وحضرموت»، طبقاً للسفير.

وعنونت الحياة: 70 قتيلاً في هجومين لـ «القاعدة» على الحوثيين والجيش. وأوضحت أنّ الأوضاع الأمنية في اليمن شهدت أمس تدهوراً واسعاً زاد قتامة الأزمة السياسية التي دخلت منعطفاً جديداً برفض جماعة الحوثيين قرار الرئيس عبد ربه منصور هادي تكليف أحمد عوض بن مبارك تشكيل حكومة، واعتذار الأخير عن عدم قبول منصب رئيس الوزراء، إذ شن تنظيم «القاعدة» هجومين في صنعاء وحضرموت، استهدف الأول تظاهرة للحوثيين وأوقع أكثر من خمسين قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما استهدف الثاني نقطة للجيش وأسفر عن مقتل 20 جندياً.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مصادر رسمية في صنعاء، أن هجومَي «القاعدة» في العاصمة اليمنية وحضرموت نفذهما انتحاريان، وأن حصيلة القتلى حوالى سبعين. وجاءت هذه التطورات غداة خطاب لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، هاجم فيه الرئيس هادي والسفير الأميركي لدى اليمن، داعياً أنصاره الذين يُحكِمون قبضتهم الأمنية على صنعاء منذ أكثر من أسبوعين، إلى التظاهر في محيط القصر الرئاسي رفضاً لـ «الوصاية الخارجية». وأقدم مسلّحون قبليون على تفجير أنبوب رئيسي لتصدير النفط في مأرب (شرق صنعاء).

وعكست افتتاحية "الوطن" السعودية موقف الرياض، معتبرة أنّ معركة الحوثيين أيديولوجية، ومنطلقاتهم كذلك، وأعداؤهم أهل أيديولوجيا، مما يجعل السياسة في هامش الصراع، وهنا يكمن الخطر الكبير، إذ إن الصراعات السياسية قابلة للحلول التوافقية، أما الصراعات المؤدلجة فإن طرفيها أو أطرافها لا يقدمون أي تنازلات، ولا يعرفون من "المصلحة الوطنية" سوى اسمها. ولفتت الصحيفة إلى أنّ تنظيم القاعدة دخل إلى عمق المعركة مع الحوثيين، وهو أمر كان متوقعا.... تنظيم القاعدة يواصل تهديداته... تشعر أعضاء هذا التنظيم بالنشوة، وتوهمهم بتحقيق الانتصارات.. بيد أن الحوثيين وما يمارسونه من "بلطجة" سياسية، مدانون إدانة لا تقل عن إدانة "القاعدة"، وليس في الفريقين مؤمن باليمن الضحية (مع أن الحوثيين جزء من الشعب اليمني الأصيل).

ورأت افتتاحية القدس العربي أنّ اليمن تلخيص للكارثة العربية. فمع مع التفجير الانتحاري أمس تدخل الأزمة اليمنية ذروة غير مسبوقة ستعتبر نقطة مأساوية فاصلة في تاريخ اليمن المعاصر... يعكس النزاع اليمنيّ أيضاً هبوط العرب التاريخي وصعود قوى إقليمية كبرى في المنطقة على حسابهم، والذي يمكن أن يلخّصه التراجع الهائل في وزن ومعنى مصر... فيما صعدت قوّة تغيير إقليمية كبرى هي، «الجمهورية الإسلامية الإيرانية». ورأت الصحيفة أن القوى الإقليمية، وعلى رأسها إيران والسعودية، قرّرت، كل منهما لأسبابه الخاصة، إفشال الثورة وجرّ الشعب اليمني إلى حرب إفناء طائفية. والذي حصل أيضاً أن أطراف اللعبة المحليين استمرأوا اللعبة رغم أنهم سيكونون ضحاياها القادمين.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.