تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: اليمن: تحالف قبلي ـ تكفيري ـ مدعوم سعودياً للانقلاب على الحوثيين!!

 أفادت السفير أنّ لا مشهد يعلو على الصورة التي خرجت من صنعاء قبل يومين لأشلاء ضحايا هجوم عصابات الإرهاب، ولم تحل دون إقبال اليمنيين على تحدي الموت، للمطالبة بردع «السفارات الأجنبية». لكن الخطر الآتي يبدو أعظم. وهو ذاته، العصابات ذاتها، من اليمن الذي لم يعد سعيدا، في أقصى الجنوب العربي، الى أقصى الشمال في الموصل العراقية وعين العرب السورية. السكاكين ذاتها، وأتباع «الخلافة» ذاتها، ومشارب تكفيرية جامعة، والاحتضان الإقليمي المتعدد الأوجه.

المطلب يبدو مشروعاً، ردع السفارات الاجنبية عن التحكم بمصيرنا، كما يقول الحوثيون، وهم يرون ما فعلته السفارات، من اليمن الى سوريا ولبنان والعراق وليبيا وغيرها. ظنوا أن مسار العملية السياسية قد فتحت أبوابها بعد «الانتفاضة» التي قادها الحوثيون وسيطروا خلالها على العاصمة قبل 20 يوما. كانت مؤشرات الانفراج قد تعاظمت مع توقيع «اتفاق السلم والشراكة»، ما إن بسط «أنصار الله» سيطرتهم على العاصمة اليمنية، بعدها بساعات. وتباهى الحوثيون، بكل ما أوتوا من رومانسية ثورية، بأن اليمن قد يتحرر أخيرا من سطوة السفارات ونفوذ دول الجوار. تعزز التفاؤل، بصدور مواقف مرحبة بسرعة من دول الجوار، وخصوصا السعودية التي رحبت باتفاق اليمنيين، قبل أن تبدأ تقارير مغايرة بالظهور، ويعكس العديد منها شعور المملكة التي تعتبر نفسها اللاعب الاكبر على الساحة اليمينية طوال عشرات السنين، بأنها تعرضت لـ«هزيمة» في ما يمكن تسميته «حديقتها الخلفية».

ووفقاً للسفير، يشعر الحوثيون وأنصارهم الآن بأن هناك من بدأ بتحريك القوى الداخلية وحشدها، للانقلاب ضدهم. العملية الانتحارية التي وقعت في صنعاء قبل يومين، وهجمات اخرى نفذها تنظيم «القاعدة» في عدد من مناطق اليمن، واستهدفت الجيش والحوثيين، وتباهي المواقع الالكترونية المؤيدة للتكفيريين بمشاهد الجثث والأشلاء وعمليات الذبح، كلها تشير الى ان الفرح اليمني ولو كان صعبا، ما زال بعيد المنال. هذه هي الرسالة التي يريد البعض إرسالها الى اليمن الذي لم يعد سعيدا. تبدو «الهزيمة» السعودية، أكبر من ان تبتلع المملكة كأسها المرة، بسهولة. افتتاحية صحيفة عكاظ السعودية أمس تحت عنوان «ساعة الصفر في اليمن»، وما تتضمنه من إشارات الى تجييش قبلي ضد الحوثيين، تحمل الكثير من المعاني في هذه المرحلة.

ولا تقتصر المخاوف على الجانب الامني. هناك حديث متجدد عن انفصال الجنوب، بعدما تم الكشف عن رسالة وجهها الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض إلى مجلس الامن الدولي، تضمنت اقتراحاً بإجراء استفتاء لاستقلال الجنوب الذي أعاد توحده قبل 20 سنة، بقوة السلاح والكثير من الدماء.

الى ذلك، ذكرت صحيفة عكاظ السعودية أن «قبائل مذحج وغيرها من القبائل اليمنية بدأت تزحف باتجاه مأرب والجوف وذمار وفق خطة الكماشة لمواجهة المد الحوثي المدعوم من الخارج».

ورأى علي سالم في الشرق الأوسط السعودية أنّ الحوثيين يحكمون اليمن الآن وكما يفعل كل متطرف، سيسببون متاعب كبيرة للملاحة جنوب البحر الأحمر، وفي حدودهم مع السعودية.. فهل سيفكرون في إزعاج المصريين باستخدام البحر الأحمر كمعبر لعمليات عسكرية أو شبه عسكرية بهدف إحداث فرقعة إعلامية...أنا فقط أريد أن أنبه إلى أنه لا أحد بعيد عن «داعش» و«الداعشية»، ما يحدث للآخرين سيحدث لنا بشكل أو آخر.. «داعش» قريبة من كل البلاد والعباد، وأنا أعترف بأني قد أخطأت عندما قدرت زمن المعركة مع «داعش» بثلاثة أعوام، هي ستطول عن ذلك بكثير، علينا جميعا أن نفهم ذلك، كما أن علينا أن نمتنع عن تقدير وقت لنهاية المعركة لكي لا نشعر بالألم أو اليأس عندما يطول القتال أكثر مما قدرنا..

وتساءلت كلمة الرياض: من سيغرق في مستنقع اليمن؟! ولفتت إلى أنّ المواجهة الحالية الأكثر تأزيماً للوضع كله، مطالبات الجنوبيين بالاستقلال وهل تكون المناسبة تفرض واقعاً جديداً، تماماً كما حدث لأكراد العراق الانفصال عن المركز، فعدم وجود قوة الدولة المركزية، وانهيار الجيش أمام الحوثيين وتشكيل ما يشبه دولتهم، قد يهيئ الظروف لانفصال الجنوب، وهو من منظور المستقبل القاعدة الاقتصادية لكل اليمن حيث وجود النفط والمعادن وتجار الخارج القادرين على إعادة بنائه كدولة لديها إمكانيات بناء كيان متقدم. لذلك لو حدث هذا السيناريو وسيطر الحوثيون، هل لديهم وحتى حليفهم إيران الإمكانات للصرف على دولة لا تلقى التوافق من كل اليمنيين وتعتمد في دخلها على المعونات الخارجية والتي لن تتدفق إلا بمعرفة مع من تتعامل تلك الدول، سلطة الحوثيين، أم حكومة مركزية تبقي على السياسات الراهنة؟

بالمقابل، رأت افتتاحية الخليج أنه لا حل لليمن أو خروج من المأزق المعقد الحاضر إلا باللجوء الواعي إلى خيار الدولة الوطنية التي تجمع تحت مظلتها الوارفة اليمن بكل فئاته وطوائفه وقبائله وأحزابه وطوائفه، ويستوعب كل ذلك النسيج في صيغة ديمقراطية عصرية تتيح حرية التعبير والمشاركة السياسية بحماية القانون والدستور. على اليمن مراجعة واقعه المؤلم نحو تجاوزه، وبالتالي تجاوز الوقوع في هاوية سقوط أو فشل الدولة، أو الهزيمة أمام حشود تنظيم القاعدة الإرهابي المتأهبة، ما يفتح بؤرة ظلامية تكفيرية في جنوب جزيرة العرب.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.