تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: طريق طهران ـ الرياض مغلقة حتى إشعار آخر!!

              قررت الرياض أن تخوض الحرب بأشكال متعدّدة، هو التعبير الأكثر دلالة على عودة سعود الفيصل للإمساك بالملف الخارجي السعودي بعد أشهر من أحاديث عن هيمنة جناح الملك عبد الله، المتواري عن الأنظار لأسباب يقول البعض إنها صحية. وتبقى النتيجة واحدة: طريق الرياض طهران مغلقة حتى إشعار آخر. ولفت تقرير فؤاد إبراهيم في الأخبار إلى تصريحين لوزير الخارجية سعود الفيصل حول العلاقة مع إيران في غضون أقل من شهر، الأول ملغوم بنكهة تفاؤلية، والثاني تصعيدي يعبّر بصدق عن حقيقة مشاعر «سعود الفيصل» الشخص.

افترق الوزيران السعودي والإيراني من نيويورك، ولكن من دون «فصل جديد» ولا زيارة قريبة. فالتطوّرات المتلاحقة التي أعقبت اللقاء اليتيم عزّزت من مبررات القطيعة، وأهمها:

أولاً ـ في اليمن ضربة في صميم النفوذ السعودي تحقّقه جماعة أنصار الله. ومن كيد الصدف، أن يعقد اللقاء بين سعود الفيصل وجواد ظريف في نفس اليوم الذي تسقط فيه حكومة محمد باسندوة، المقرّب من السعودية، على أيدي من تعتبرهم الأخيرة حلفاء لإيران. وبالرغم من ترحيب الرياض باتفاق السلم والشراكة الذي وقعته القوى السياسية اليمنية في الشمال والجنوب برعاية الرئيس عبد ربه منصور هادي، الا أن ثمة «استفاقة» لاحقة وسريعة لدى الجانب السعودي بدّدت ما كان يعتقد بأنه مناخ إيجابي مع طهران.

ثانياً ـ التحالف الدولي ضد الإرهاب: من وجهة نظر ايرانية، الارهاب ليس أكثر من ذريعة فجّة لحرب متدحرجة تقود الى مواجهة مفتوحة بين المحورين الرئيسيين (الولايات المتحدة ومن ورائها دول الاعتدال، وروسيا ومن ورائها دول الممانعة)، على أن تكون ساحة الحرب دول المقاومة (سوريا، العراق، لبنان، وتالياً اليمن إن دعت الضرورة).

وأوضح تقرير الأخبار: في النتائج، تلبّد مناخ العلاقات السعودية الايرانية بكل أشكال الارتياب مجدّداً، وعاد سعود الفيصل للتفرّد بالملف، وكشف عن حقيقة أن ما بين الرياض وطهران هو «صراع نفوذ» متعدّد الاتجاهات، وهو العنوان الذي يفرض نفسه على علاقتهما الآن وفي المستقبل. وبكلمات أخرى، موقف الوزير السعودي أول امس، حسم التكهّنات بقرب التسوية في ملفات المنطقة من اليمن، وصعوداً الى لبنان، ومروراً بالعراق وسوريا، وأغلق الباب على ما تبقى من تفاؤل لدى الفريقين.

وفي التداعيات، قررت الرياض أن تخوض الحرب بأشكال متعدّدة، بما في ذلك استخدام سلاح النفط الذي سخر سعود الفيصل إبان العدوان الإسرائيلي على غزّة في 2008 ـ 2009 من دعوة إيران لاستخدامه لجهة الضغط على المجتمع الدولي لإرغام اسرائيل على وقف عدوانها.

إلى ذلك، تفاعلت، أمس، ردود الفعل الإيرانية على تصريحات سعود الفيصل التي اتهم فيها إيران بـ«احتلال» دول عربية. وبعد الرد السريع الذي أتى أول من أمس، على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قال رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي، أمس، إن تصريحات الفيصل «إنما أتت بفعل شيخوخته ومرضه». ورأى أن هذه التصريحات «تليق بالدول التي تقدم دعمها للإرهابيين في سوريا والعراق، وتتدخل بقوات عسكرية لقمع الحراك السلمي في البحرين»، مضيفاً أن «مصطلح المحتل، يليق بالقوات السعودية». وأشار إلى أنه «حتى أميركا، بصفتها العدو الأول لنا، تعترف بأن إيران تؤدي دوراً إقليمياً بناءً، وبأن حلّ مشاكل المنطقة من دونها غير ممكن».

واعتبر ناهض حتر في مقاله في الأخبار أنّ التصريحات السعودية الحادة عن «احتلال» إيران لبلدان عربية، تشير إلى القلق العميق الذي يهجس به حكّام الرياض على مستقبل المملكة التي تتداعى ركائزها تحت ضغط التطورات الإقليمية والدولية. آل سعود مذعورون من التمدّد الإيراني؛ وبينما يعوّلون على الولايات المتحدة لصدّه، يتوقعون اتفاقاً بين واشنطن وطهران يؤدي إلى اقفال الملف النووي الإيراني، وفك الحصار الاقتصادي المضروب على الجمهورية الإسلامية.

هل يتمدّد الإيرانيون فعلاً على حساب السعودية؟ آل سعود يرون الأمر كالتالي: إيران تدعم أعداءهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين، ولكن السؤال الأهم الذي يتجاهلونه هو: لماذا أصبح هؤلاء في عداد الأعداء؟ ألم تضع السعودية، منذ 2011، كل ثقلها وراء مشروع تدمير الدولة السورية؟ ألم تحرّض طويلاً، وتموّل بلا حدود، الحرب الأميركية على عراق صدام حسين؟ ألم تعمل، بانتظام، على تحويل اليمن حديقة خلفية مهمّشة لها؟ ألم تحشد ضد حزب الله، وتموّل الأفرقاء ضده؟ وأخيراً، لا آخراً، أليست وراء القمع المستمرّ لشعب البحرين؟

وأوضح الكاتب: طهران لم تخلق الأعداء للسعودية. الرياض فعلت ذلك بسياساتها العدوانية التدخليّة القائمة على الوهابية والاصرار على إخضاع المنطقة لتحالفاتها الأميركية والإسرائيلية وللتخلّف والرجعية، بل، ومنذ 2011، اتباع سياسة الأرض المحروقة في سوريا تحديداً؛ سوريا التي اتبعت، تقليدياً، سياسات ودية ومرنة ومتفهمة نحو السعودية؛ فهل كانت الطريقة الوحيدة لحماية المملكة من الثورة إحراق سوريا والسعي لتقسيمها؟

وأوضح حتر أنّ من المعروف أن الدولة السورية تحافظ على استقلال قرارها الوطني، ليس إزاء الأعداء فقط، بل إزاء الأصدقاء والحلفاء أيضاً. لا تستطيع طهران أن تفرض شيئاً على دمشق لا ينسجم مع إرادة السوريين. بين أيدينا، على الأقل، ما هو مكشوف من خلاف بين الدولتين حول الموقف من حماس والإخوان المسلمين وما يُسمى الصحوة الإسلامية. ثم أن سوريا، على مدى تاريخ علاقاتها التحالفية مع إيران، لم تتشيّع ولم تتأسلم، وبقيت علمانية؛ وحين اختارت بناء علاقات استراتيجية مفتوحة، بنتها مع تركيا (السنية) الأردوغانية التي تحولت إلى رأس حربة في العدوان على السوريين!

سقوط الموصل المأساوي أظهر كم هي إيران بعيدة عن المؤسستين، العسكرية والأمنية، العراقيتين، وإلا هل كان أحد ينتظر هذه الانهيارات في صفوفهما؟ في الواقع، العلاقة بين بغداد وطهران ليست كما يتوهم الكثيرون؛ للعراق شخصيته التي لا يستطيع أيٌ كان هضمها.

واعتبر الكاتب أنّ هناك ما يدفع القومية العربية للتحسب من تنامي القوة الإيرانية، ولكن ليس لأن إيران «تحتل» بلداناً عربية، أو تهدد أخرى، وإنما لأنه يوجد فراغ سياسي وتنموي في المجال العربي المنزلق إلى حرب أهلية، مذهبية وطائفية، ويواجه تكريس جهوده لمهمة التصدي لجنون الإرهاب، بينما يتقدم الإيرانيون والأتراك، ويُظهر الكرد الوحدة والعزيمة لاسترداد حضورهم القومي. الجغرافيا السياسية لا تقبل الفراغ أيضاً.

وأكد الكاتب أنّ السعودية، منذ اعتلائها قمة النظام العربي أواسط السبعينيات، دأبت على تجريف العروبة من الداخل، ومحاصرتها وتحطيمها، وإفراغ الجيوسياسية العربية من أي حضور ذاتي، وفق نهج وحيد يعادي، بإلحاح، أي نمط من أنماط التقدم العربي، للحفاظ على أكثر أنظمة الحكم والامتيازات، رجعيةً في العالم. وختم الكاتب بالقول: إذا كان حجم نفوذ إيران، زائداً عن الحد في بلادنا اليوم، كما ترى السعودية، فإن حكّام الرياض هم مَن يتحمّل المسؤولية.

ورأت كلمة الرياض أنّ إيران تريد تصفية حسابات تاريخية مع العرب، ولا تخفي احتقارها لمجاميع من الأعراب... إيران تريد خلق أمر واقع جديد، لكن الموانع أقوى من إمكاناتها وخاصة أن المعنيين بالشأن العربي يملكون الرؤية والتحليل والدعم المضاعف عن كل ما تخسره إيران، لأن الدعاية الخشنة التي تراها تحقق مصالحها سوف تبقى حملاً لا تقوى عليه.

وفي النهار اللبنانية، اعتبرت موناليزا فريحة أنّ من الواضح أن طهران ماضية في استراتيجية ابقاء نظام الاسد في السلطة بالغا ما بلغ الثمن. وتوحي رسائلها بأنها لن تقبل الا بتجيير المكاسب المفترضة على حساب "داعش" لمصلحة الاسد، وهو ما لا يمكن أن تقبل به السعودية ولا اية دولة عربية أخرى تشارك في الائتلاف. وأضافت الكاتبة: خطط ايران لا تقتصر على سوريا ولبنان. ففي العراق حيث تخلت عن المالكي، تسعى الى انشاء سلطات رديفة تدين لها بالولاء.. أما في اليمن فباتت ايران حاضرة لا في "الانقلابات" العسكرية فحسب، وإنما صارت شريكا اساسيا في تسمية رئيس الوزراء.

المملكة السعودية والخارج:

من جانب آخر، ووفقاً للسفير، دقّ حادث اطلاق النار في الرياض، والذي قتل فيه اميركي وأصيب آخر، كلاهما يعملان متعاقدين في شركة دفاعية، على صلة بوزارة الدفاع الاميركية، وتوفر التدريب للحرس الوطني السعودي، جرس إنذار في السعودية، في ظل ما تشهده المنطقة من تمدد للخطر الإرهابي، برغم إسراع الولايات المتحدة الى وضع الحادث في سياق «العمل الفردي». وإذ لم تتضح الدوافع كاملة بعد، فإنّ ديبلوماسياً أميركياً قال لفرانس برس، إن مطلق النار هو موظف سابق يحمل الجنسيتين السعودية والاميركية، مستاء من شركة «فينيل أرابيا» المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية. وقال المصدر إن «مطلق النار موظف سابق في الشركة التي كان القتيل والجريح يعملان فيها»، مستبعداً فرضية الاعتداء «الإرهابي» على الموظفين.

في هذا الوقت، سرب مصدر أمني خليجي أمس، بعض ما ناقشه أمير قطر تميم بن حمد مع الملك السعودي عبد الله خلال لقائهما في جدة أمس الأول، حث أشار إلى أن تميم أبلغ الملك عبدالله أن بلاده بذلت قصارى جهدها لحل الخلاف الخاص بعلاقات الدوحة مع الجماعات الإسلامية المتشددة، إلا أنه «يبدو أن الملك السعودي غير مقتنع». وأضاف المصدر أن السلطات السعودية لا يبدو أنها اقتنعت اقتناعاً كاملاً بحديث أمير قطر، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. ومضى المصدر قائلاً إن القيادة السعودية لا تزال غير مقتنعة بأن قطر أوقفت تمويل ما ترى الرياض أنها جماعات إرهابية في المنطقة، والتي تضم أيضاً جماعات متشددة في سوريا مثل «جبهة النصرة». وقال إنه «يتعين الاعتراف بإحراز تقدم إلا أنه لا يزال يتعين عمل الكثير. تمويل الإرهاب لا يزال مشكلة خاصة بقطر»، مضيفاً أن السعودية تشعر بالقلق أيضاً، من دور قطر في إطلاق سراح رهائن، في إشارة إلى الوساطة القطرية في الإفراج عن رهائن أجانب وسوريين في مناسبات عدة خلال مراحل الحرب السورية.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.