تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

العراق: العبادي يتظلّل بعباءة خامنئي؟!

 اختار رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي أن تكون إيران أول دولة يزورها بشكل رسمي بعد توليه منصبه، حيث وصل في وقت متأخر، أمس الأول، إلى طهران، في زيارة ذات دلالات لافتة تناولت مختلف جوانب التعاون بين البلدين، وفي طليعتها التنسيق في ملف "مكافحة الإرهاب"، حيث تصدر هذا الملف مباحثات العبادي في طهران التي شملت كلاً من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي، ورئيس الجمهورية الإيراني حسن روحاني.

ولم تقتصر زيارة العبادي على شق التعاون الأمني والسياسي بين البلدين، حيث كان للتعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية حيز كبير ضمن الزيارة، خصوصاً مع تأكيد روحاني أن حجم التبادل التجاري بين البلدين سيصل إلى ثلاثين مليار دولار سنوياً بنهاية العام 2015.

وفي هذه الأثناء، تواصل مسلسل التفجيرات التي تضرب العاصمة العراقية بغداد، بينما تعهد وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي، بالتحقيق في تراجع الجيش العراقي أمام هجمات تنظيم "داعش" ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، مبدياً عزمه على تحرير المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.

وطبقاً للسفير، تمحورت مواقف المسؤولين الإيرانيين حول أهمية استعادة العراق لدوره المحوري في المنطقة بعد تغلبه على "الإرهاب"، كما شدّدت على الدعم الإيراني للحكومة العراقية لتخطّي مختلف الصعوبات خصوصاً الأمنية منها، كما حضرت سوريا في المحادثات العراقية - الإيرانية، خصوصاً خلال اللقاء الذي جمع العبادي بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية السيد علي خامنئي الذي أشار إلى أن ما تعيشه المنطقة اليوم هو نتيجة الممارسات اللامسؤولة التي انتهجها الغرب وبعض دول المنطقة حيال سوريا، مثمناً موقف الحكومة العراقية بعدم السماح باستخدام الأراضي العراقية ضد سوريا في السنوات الأخيرة، بينما كان من اللافت أيضاً تشديده على أهمية "وحدة الأراضي العراقية" ونبذ التفكيك الطائفي والعرقي للبلاد.

وأكد خامنئي خلال استقباله العبادي أن "عراقاً قوياً وشامخاً كبلد مهم في المنطقة يحظى بأهمية فائقة بالنسبة لإيران، معلناً دعم طهران الحازم للحكومة العراقية الجديدة"، معتبراً أن "العراق حكومة وشعباً ولا سيما الشباب لديهم القدرة على دحر الإرهابيين وإقرار الأمن، ولا حاجة للتواجد الأجنبي في البلاد".

وثمّن خامنئي "مساعي وجهود الحكومات السابقة في العراق لإقرار الأمن وتسوية مشاكل الشعب"، مؤكداً أن إيران لن تنسى "الخدمات الكبيرة لرئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي للعراق والمنطقة"، وشدد مخاطباً العبادي: "سنقف إلى جانبكم وسندافع عن حكومتكم بجدّ كما دافعنا عن الحكومة السابقة".

وفي ما يتعلق بالملف الأمني اعتبر خامنئي أن "الأمن يتصدر الأولويات في العراق"، وشدّد على أن لا حاجة "للأجانب والدول الأخرى للتغلب على المشاكل الأمنية". واعتبر أن "سياسة السنوات الأخيرة القاضية بعدم السماح باستخدام الأراضي العراقية ضد سوريا" أنها "سياسة صائبة وحكيمة"، مؤكداً أن "الوضع الراهن للمنطقة هو نتيجة الممارسات اللامسؤولة للغاية للقوى الأجنبية وبعض دول المنطقة حيال سوريا، حيث يجب الوقوف بوجهها بعزم راسخ"، وفقاً للسفير.

وأبرزت صحيفة الأخبار: العبادي يتظلّل بعباءة خامنئي. وأفادت أنّ العبادي نجح في الحصول على مواقف داعمة من إيران لسياساته. الرجل الذي صُوّر أنه على خلاف مع طهران، بُعيد الإطاحة بنوري المالكي ودعمه التحالف الدولي لضرب «داعش» على عكس طهران، تلقى أمس دعم السيد علي خامنئي وحسن روحاني لحكومته؛ «عراق قوي وشامخ وبلد مهم في المنطقة يحظى بأهمية فائقة لدى إيران»، و«ندعم الحكومة العراقي بحزم»، مواقف أراد علي خامنئي، تأكيد دعمه فيها للعبادي وحكومته.

العبادي أعرب، من جهته، عن ارتياحه لكون إيران أولى محطات جولته الإقليمية بعد تشكيل حكومته، وعبر عن شكره لـ«المواقف المتميزة جداً للمرشد الأعلى فضلاً على دعم طهران لبغداد في محاربة داعش والتصدي للإرهاب». وقال في الوقت نفسه إن «داعش» و«الإرهاب» خطر على جميع المنطقة، مستدركا: «للأسف بعض الدول لا تلتفت إلى حجم هذا الخطر».

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الأميركية أنها وافقت على بيع ذخيرة دبابات للعراق بقيمة 600 مليون دولار من أجل «مساعدة حكومة بغداد على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة».

بدورها، عنونت الحياة: عباءة خامنئي تُظلل العبادي. وأوضحت: تعهد علي خامنئي دعم حكومة العمادي، كما دعم حكومة سلفه نوري المالكي. وأكد وقوفه إلى جانبها للقضاء على «داعش»، فيما دعا اتحاد القوى السنية في بغداد إلى أن تكون علاقات العراق الخارجية «متوازنة، خصوصاً مع دول الجوار». 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.