تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

الاستثمار الأقليمي والدولي في عين العرب..!!

              أبرزت صحيفة الأخبار: أنقرة وأربيل تستثمران في دماء «كوباني» «اتفاق دهوك»: مرجعية كردية لتوحيد الموقف. وأوضحت الصحيفة: لن تأخذ المعارك الدائرة في مدينة عين العرب (كوباني) السورية وجهتها شبه النهائية قبل أن تلقي تركيا بثقلها كاملاً لإدخال تعديلات على مشهد الجغرافيا السياسية لتوزع القوى الكردية في الشمال السوري. خلاصة باتت تؤكدها التطورات الأخيرة.

وأولى الأدوات التركية في هذا المجال، سعي أنقرة الحثيث خلال الأيام الأخيرة للاستعانة بحليفها الكردي الأول، رئيس إقليم كردستان في العراق، مسعود البرزاني، الذي دفع ببرلمان الإقليم أمس إلى إقرار إرسال قوات من «البشمركة» إلى «كوباني»، «للدفاع عنها» ضد هجوم تنظيم «داعش»، فيما لم يتضح ما إذا كان إرسال القوات سيكون بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد. ويأتي هذا القرار وسط الحديث المتزايد عن إمكانية انتقال نحو 200 عنصر من «البشمركة» إلى «كوباني»، في مشهد أرادت سلطات أنقرة في تصريحاتها خلال الأيام الأخيرة أن يبقى غامضاً.

كلام أكثر وضوحاً قاله رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان، فؤاد حسين، في حديث إلى شبكة «روداو» الكردية. أشار إلى أن «الإقليم سيرسل أسلحة ثقيلة إلى كوباني»، مؤكداً أنه «لن تُرسَل قوة كبيرة من البشمركة». ولفت إلى أن إقليم كردستان يجري مفاوضات مع الولايات المتحدة وتركيا منذ فترة في هذا الصدد.

عموماً ستحدد الأيام المقبلة مدى نجاح أنقرة في استخدام ورقة البرزاني، وسيتبين أي وجهة ستأخذها الأطراف السورية الكردية. لكن المهم أن دمشق استبقت مساء أول من أمس الأحداث لتعلن عبر وزير إعلامها، عمران الزعبي، أنها لا تزال الطرف الأول ضمن المعادلة. وقال الزعبي إن سوريا قدمت «الدعم العسكري واللوجستي» لمدينة عين العرب، مضيفاً: «فعلت ذلك ولا أحد ينكر». وتابع: «لن يقتطع شبر واحد من الاراضي السورية لصالح أحد، لا عصابات ومجموعات إرهابية ولا دول ولا كيانات. فالأراضي السورية خط أحمر ونحن مستعدون كمواطنين سوريين للدفاع عن الوحدة الوطنية والسيادة حتى آخر سوري في سوريا».

وأوضحت الأخبار أنّ الكلام التحذيري الأقوى والمبطن أعلنته طهران أمس، حين قالت المتحدثة باسم الخارجية، إن «مدينتي عين العرب وآمرلي (العراقية، التي اشتهرت أيضاً لدى قيام قائد فيلق القدس قاسم سليماني بالمشاركة بنفسه في معركة فك الحصار عنها) قد تحولتا إلى منطقتين مهمتين ورمزيتين لمقاومة الشعب في مواجهة الإرهابيين، ونأمل أن تحقق مقاومتهم نتيجتها في هزيمة الإرهابيين»، مضيفة في الوقت ذاته أن «المباحثات بين إيران وتركيا بناءة وايجابية، رغم وجود بعض الخلافات».

وطبقاً للأخبار أيضاً، رأت بعض الأوساط الديبلوماسية أن التناقضات التي جاءت في التصريحات الأخيرة لأردوغان ولرئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو، هي جزء من «التكتيك» الذي يهدف إلى وضع أكراد المنطقة تحت الوصاية التركية، في حال قيام كيان كردي فدرالي في سوريا، مثلما هي الحال في العراق، وذلك في ظلّ مضيّ أنقرة في حوارها مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، الذي يعكس تأثيراً قوياً في الشارع الكردي في كلٍّ من سوريا وإيران. وأشارت المصادر إلى العلاقة الاستراتيجية بين أنقرة ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، مؤكدةً أن الاهتمام الأميركي والغربي بالإقليم وبـ«كوباني» بحجة خطر «داعش»، يعكس رغبة الغرب في إقامة دولة كردية في المنطقة، بعد اتضاح صورة المستقبل في سوريا والعراق والمنطقة.

ووفقاً للسفير، أقرّ برلمان إقليم كردستان – العراق، أمس، إرسال قوات من "البشمركة" لقتال تنظيم "داعش"، دفاعاً عن مدينة عين العرب، بعدما سمحت تركيا بمرور مقاتلين أكراد عراقيين عبر أراضيها للوصول إلى المدينة، في حين انتقد الرئيس التركي أردوغان عمليات إسقاط إمدادات أميركية جواً إلى المقاتلين الأكراد في عين العرب، معتبراً أنها "خطأ".

وفي دمشق، أعلن وزير الإعلام عمران الزعبي أن سورية قدّمت "الدعم العسكري واللوجستي" لعين العرب. وقال الزعبي مساء أمس، إن "الدولة بقواتها المسلحة بشكل مباشر أو بطيرانها، قامت بتقديم الدعم العسكري واللوجستي والذخائر والسلاح للمدينة". وأضاف أنّ سوريا "فعلت ذلك ولا أحد ينكر وستبقى تفعل ذلك بأعلى وأقصى طاقة ممكنة لأن هذه قضية وجودية مصيرية". وأكدت وزارة الدفاع الأميركية، أن غالبية الإمدادات العسكرية التي أسقطتها الطائرات الأميركية قرب مدينة عين العرب، استلمها المقاتلون الأكراد، وذلك رداً على نشر شريط مُصوّر يُظهر مقاتلين من تنظيم "داعش" يستولون على حزمة من تلك الإمدادات.

من جانب آخر، أفادت السفير (تقرير عبد الله سليمان علي) بأن المقاتلين السوريين الاكراد احتلّوا بصمودهم القويّ واجهة الاهتمام العالمي والتغطية الإعلامية خلال الأسابيع الخمسة الماضية، لكن ذلك لا يخفي حقيقة أن جبهة عين العرب (كوباني) السورية هي معركة قرر فتحها تنظيم «داعش» لمواجهة التحالف الدولي ـ العربي ضده، ثم حاولت واشنطن، التي تقود التحالف، قلب السحر على الساحر عبر استغلال هذه المعركة لتغيير موازين القوى، ومحاولة استنزاف التنظيم المتشدد من خلال دعم المقاتلين الأكراد، الذين كانوا في ورطة حقيقية لولا طائرات التحالف وغاراتها المكثفة. وأضافت السفير: إذا كان صمود المقاتلين الأكراد أثار إعجاب العالم وحظي بكثير من الثناء، فإن ما يفعله الطرف الآخر، المتمثل بـ«داعش»، يثير تساؤلات كثيرة مشوبة بالقلق عن إمكانية مقاتليه الاستمرار للشهر الثاني في القتال والتقدم برغم غارات التحالف عليه جواً ومقاومة الأكراد له براً؟ وهو ما من شأنه أن يلقي بالشكوك على الحديث الأميركي عن الاستدراج، لأن وقائع معركة عين العرب ليس واضحاً فيها من هو الطرف الذي يستدرج الآخر. وبأحسن الأحوال قد تكون هذه المعركة نوعاً من الاستدراج والاستدراج المضاد بانتظار انتهاء القتال لمعرفة حقيقة النتائج على الأرض.

ومع ذلك يبقى السؤال: هل استخدم التحالف الدولي بالفعل كامل قدراته في قصف «داعش» لمنعه من التقدم، أم لا يزال اهتمامه منصباً على ترتيب تحالفاته مع بعض الجهات والدول، وإعادة صوغ استراتيجيته على ضوء هذه الترتيبات، أكثر من اهتمامه حالياً بتوجيه ضربات موجعة إلى التنظيم المتشدد؟ وهل يدخل ذلك في خانة تضخيم قوة التنظيم تمهيداً لأجندات لم يحن وقتها بعد، أم أن «داعش» يملك فعلاً مقومات القتال برغم كل الظروف التي تحيط به وخطورتها؟  سؤال قد لا يكون له جواب قبل أن تنتهي معركة عين العرب.. حين تنتهي.

وعن سيناريوهات معركة «عين العرب»، رأى محمد صالح الفتيح أنّ معركة «عين العرب» متجهة على ما يبدو نحو واحد من سيناريوهات ثلاثة: إما أن يستخدم «داعش» كل ما بحوزته للاستيلاء على عين العرب فيستجلب رداً كردياً شاملاً، أو أن يتدخل المجتمع الدولي ليسلح الأكراد كي يدافعوا عن أنفسهم ضد التنظيم المتطرف. وفي الحالتين سيصبح احتمال قيام كردستان الغربية مرجحاً أكثر من ذي قبل. أما الحالة الثالثة فتتمثل بتدخل الجيش السوري وحلفائه، ليدفع «داعش» خلفاً، ويحفظ وحدة الأراضي السورية.

وأبرزت الحياة: «البشمركة» إلى عين العرب.. وتركيا تحتج على تسليح المدينة. وأفادت أن المعارك العنيفة استمرت في مدينة عين العرب، أمس، وسط ضربات جوية ضخمة نفذتها طائرات التحالف ضد مواقع «الدولة الإسلامية» في هذه المدينة الكردية السورية. وجاءت المعارك التي لم يُسجّل فيها تقدم ميداني بارز لأي من الطرفين المتقاتلين، في وقت منح برلمان كردستان العراق إذناً لرئيس الإقليم مسعود بارزاني لإرسال قوات «البشمركة» للمشاركة في الدفاع عن المدينة المحاصرة، وفي ظل تقارير عن اتفاق لافت على تشكيل «مرجعية سياسية موحدة» في الإدارة الكردية داخل سورية تضم مؤيدين لبارزاني وآخرين محسوبين على حزب العمال الكردستاني.

وأثارت عملية إسقاط طائرات أميركية أسلحة مرسلة من إقليم كردستان إلى المدافعين عن كوباني، خلافات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين، إثر إعلان «الاتحاد الوطني» (حزب الرئيس السابق جلال طالباني) أن «المساعدات المرسلة إلى عين العرب هي من ترسانة الحزب، وتُقدر بنحو 24 طناً». وقالت رئاسة الإقليم في رد على مواقف لحزب طالباني، إنها «تأسف لموقف حزب الاتحاد الوطني الذي ابتعد من الحقائق، ونؤكد أن المساعدات أرسلت باسم شعب الإقليم وحكومته».

في غضون ذلك، عقدت القوى الكردية السورية المقربة من بارزاني أو الموالية لحزب «العمال»، اجتماعات في محافظة دهوك لإنهاء الخلافات والاتفاق على إدارة مشتركة في المناطق الكردية السورية. وذكرت وسائل إعلام كردية أن هذه القوى «توصلت إلى اتفاق لتشكيل مرجعية سياسية موحدة»، وأشارت إلى أن «المجلس المشترك سيتألف من 30 عضواً، يضم 12 من حركة المجتمع الديموقراطي» (الموالي لحزب العمال) و12 آخرين من المجلس الوطني (الموالي لبارزاني)، على أن يُختار الأعضاء الستة باتفاق الطرفين في المجلس».

في نيويورك، أجمعت مصادر ديبلوماسية أوروبية في مجلس الأمن على أن «المستجدات المتعلقة بتنظيم داعش تفرض الآن أكثر من أي وقت مضى إعادة إطلاق العملية السياسية في سورية، وهو ما سيبحثه نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون في زيارة الى إيران، ودولة خليجية، الأسبوع المقبل، بعد زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى طهران والمنطقة».

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.