تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

«نداء تونس»: لن نحكم وحدنا:

                 غداة تجلّي نتيجة الانتخابات التشريعية في تونس أمس، خرج الفائز، حزب «نداء تونس»، ليعلن أن خيارات السياسة مفتوحة ولن يستأثر بالسلطة وحده. ويبقى الحديث في الساحة السياسية الآن عما ستفرزه هذه الانتخابات من تحالفات لبناء نظام الحكم الجديد، حيث يربط معظم العارفين في السياسة التونسية بين الانتخابات التشريعية والرئاسية، إذا أن أوراقاً ما زالت في جعب الجميع لإكمال رسم الخريطة السياسية.

وحزب «نداء تونس» أعلن بوضوح أنه لن يحكم البلاد بمفرده، بعد فوزه على حركة «النهضة» الإسلامية التي حلّت ثانية في الانتخابات، وهو ما يشير إلى منطق توافقي لترسيخ النموذج الديموقراطي التونسي، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت «النهضة» ستكون شريكاً أساسياً في الحكم، أم تحت جناح الغالبية، أم أنها ستجلس في مقاعد المعارضة. وقال رئيس حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي في مقابلة مع قناة «الحوار» التونسية «أنا لا أتحالف مع أحد، وإنما أتعامل حسب الواقع».

وأضاف السبسي «أخذنا قراراً قبل الانتخابات بأن نداء تونس لن يحكم وحده حتى لو حصل على الغالبية المطلقة.. يجب أن نحكم مع غيرنا.. مع الأقرب إلينا من العائلة الديموقراطية، لكن حسب النتائج»، طبقاً للسفير.

ورأى يوسف الكويليت في كلمة الرياض أنّ تونس هي الوحيدة التي خرجت من ضباب الربيع، إلى التحالف الوطني الناجح، وهذا يؤهلها لأن تصبح النموذج الديمقراطي الجديد الذي أفرزته أول ثورة شعبية قررت أن تكون كلمة الشعب القوة الطاردة لغيرها، وتحقيق نتائج مبهرة في عمل جديد، وفي فضاء عربي لازال يلفه العمى والظلام.

أما عريب الرنتاوي فاعتبر في الدستور الأردنية أنّ بين المشير عبد الفتاح السيسي وقائد السبسي، قواسم مشتركة لا تخفى على أحد، أحدها، أن كلا الرجلين، يبدي كراهية معلنة لـ “الإسلام السياسي”، ويرفض خلط الدين بالسياسة، وثانيها أن كليهما، يتحدران من رحم النظام السابق، وإن أظهرا انسجاماً وتوافقاً مع رياح الثورة والتغيير التي اجتاحت بلديهما في سياق ما بات يعرف بـ “ربيع العرب”. وأوضح نحن إذن لسنا إزاء اسمين متشابهين، بل أمام تجربتين وسياقين مختلفين. والنتيجة، أن التجربة التونسية تعيد الاعتبار لربيع العرب، وتؤكد أن بناء الدولة المدنية الديمقراطية ممكناً، بعد أن أكدت أن الثورة ممكنة كذلك .. أما في مصر، فإن ضباباً كثيفاً يلف حاضرها ومستقبلها، كما أن دماء غزيرة سوف تنزف، قبل أن تضع مرحلة الانتقال فيها، أوزارها. إذن، ليس الإخوان وحدهم أمام “حدّي” السيسي والسبسي، بل نحن أمام مفترق ينتظر البلدين والتجربتين، وربما نقول بكثير من التشاؤم، نحن أمام الفارق بين الفشل والنجاح.

وفي الرأي الأردنية، تحدث محمد خروب عن تونس «المُدهشة»! لافتاً إلى مواصلة الشعب التونسي الشقيق تقديم الدروس وبثّ الرسائل للشعوب العربية، التي ما تزال تحت وقع صدمة الربيع العربي.. ولكن أن يحصد حزبان «ثلثي» مقاعد المجلس التشريعي الجديد، واقتسام باقي القوائم والاحزاب الاخرى الثلث الباقي، يعني قيام «ثنائية» قد لا تُسهم في تجذير التحوّل الديمقراطي، بل ربما تفتح الطريق على مواجهات وتراشقات وتربّص، وهو أمر قد يُعقّد أيضاً مهمة حزب نداء تونس في تشكيل حكومة إئتلافية، اذا ما أصرّ على استبعاد «النهضة» أو بالغت الاخيرة في مطالبها واشتراطاتها، فضلاً عما يمكن للاستحقاق الرئاسي أن يغيّر في التوجهات والحسابات والائتلافات، حيث بات الرئيس الباهت الحالي «المنصف المرزوقي» خارج اللعبة، رغم تَرشُحه للمنصب، ناهيك عن الاحتمالات المفتوحة لوصول السبسي الى قصر قرطاج، بفضل أصوات النهضة والأثمان التي يترتب عليه أن يدفعها للغنوشي وانصاره في الحقائب الوزارية والمناصب العمومية.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.