تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إيران والـ5+1.. اتفاق روسي إيراني لبناء مفاعلَين نوويَّين:

مصدر الصورة
sns

في حين لا تزال طهران والدول الكبرى الست تجد صعوبة في الاتفاق على إطار لحل الملف النووي الإيراني، وقعت روسيا وإيران في موسكو أمس، اتفاقًا لبناء مفاعلَين نوويَّين جديدَين لمحطة بوشهر الإيرانية، يفسح المجال أمام بناء ستة مفاعلات أخرى.

 

وأفادت السفير انه وبعد أشهر من المفاوضات، اتفقت موسكو وطهران على تسليم مفاعلَين، مع احتمال بناء مفاعلَين إضافيَّين لمحطة بوشهر التي تبلغ قوتها ألف ميغاواط، وبنتها روسيا جزئياً. وبالإضافة إلى المفاعلات المخصصة لبوشهر، فإن أربعة مفاعلات أخرى بتكنولوجيا روسية يمكن أن تبنى في «موقع آخر» في البلاد سيحدده الإيرانيون، بموجب بروتوكول النوايا الموقع بين رئيس الوكالة العامة الروسية للطاقة «روساتوم» سيرغي كيريينكو، ونظيره الإيراني علي أكبر صالحي. وبحسب الوكالة العامة الروسية للطاقة الذرية، فإن المشروع «سيطبق تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وسيحترم تمامًا نظام الحد من الانتشار النووي». لكن نقطة في هذا البروتوكول قد تحرك مخاوف الغربيين، إذ أن الطرفَين يعتزمان «درس احتمال إنتاج بعض عناصر الوقود النووي الذي سيستخدم لهذين المفاعلَين في إيران».

وإذ صار الوقت ضيقًا قبل الرابع والعشرين من تشرين الثاني الحالي، المهلة النهائية للتوصل إلى اتفاق شامل بين إيران والـ«5+1»، سعى الطرفان أمس، إلى تجنب الإخفاق في التوصل إلى اتفاق نووي، في حين أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عن تفاؤله.

 

وبعد 24 ساعة بدت خلالها فرص التوصل إلى اتفاق تتدهور بعد الإخفاق في إحراز أي تقدم، التقت الأطراف الأخرى في المفاوضات النووية في عُمان، المؤلفة من فريق التفاوض الإيراني ومسؤولين من مجموعة الـ«5+1» خلف أبواب مغلقة. وقال ريابكوف إنه «متفائل نسبياً» في إمكانية التوصل إلى اتفاق، برغم الفجوات الكبيرة التي لا تزال قائمة. وأضاف للصحافيين في مسقط: «نحن لا نعمل على وضع خطة بديلة، هذا أمر مؤكد»، برغم أنه لم يستبعد تمديد المهلة النهائية، مضيفًا: «إذا لم يتحقق ذلك لأي سبب، أو بسبب أي تطور، فاعتقد أنه سيكون لدينا وقت مساء 23 تشرين الثاني لصوغ بديل».

ورداً على سؤال حول السبب الذي يجعل المحادثات تبدو متوقفة، تحدث ريابكوف عن «عدم قدرة الأطراف على بناء الجسور للتغلب على الفجوات العميقة حول قضايا مثل التخصيب والعقوبات». وأضاف أن «الكأس ليست نصف فارغة. نحن متفائلون نسبياً، ولكن ليس إلى درجة تجعلنا متأكدين بأنه يمكن التوصل إلى هذا الاتفاق. فهذا جهد فريد حقًّا ولم يجرب سابقًا»، مؤكدًا أن «هناك فرصة، ولا يوجد سبب لأن نكون سلبيين أو متشائمين. نحن واثقون أننا سنتمكن من تحقيق هذا الهدف».

وعنونت صحيفة الأخبار: طهران ترد على رسالة أوباما: «داعش» مسؤوليتكم ورفع العقوبات أولاً. وأوضحت انه لم يرشح عن مفاوضات مسقط يوم أمس سوى أنها «متعثرة»، برغم التصريحات العلنية التي تحاول بث التفاؤل، لكن الجديد برز في سياق آخر، من خلال تأكيد مصادر إيرانية أن طهران ردّت على رسالة أوباما للسيد علي خامنئي في ما يشبه رمي الكرة في الملعب الأميركي. ووفق المصادر الإيرانية، فقد بعث أوباما، بالرسالة إلى خامنئي، بهدف تهنئته بسلامته بعد خروجه من المستشفى، طارحاً في الوقت ذاته موضوع التعاون المتعلّق بمحاربة «داعش». وأضافت المصادر أن طهران ردّت على الرسالة، انطلاقا من محورين.

وأوضحت المصادر أنه في ما يتعلق بالتكفيريين، حمّلت الرسالة الجوابية الولايات المتحدة، مسؤولية توسّع تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية»، بإشارتها إلى أن وقف الدعم الأميركي لهذا التنظيم كفيل بوضع حدّ له وتسريع القضاء عليه، مشيرةً إلى أن هذا الملف أصلاً عند واشنطن وحلفائها في المنطقة. أما في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فقد أكد الرد الإيراني أن «الأولوية قبل أي شيء هي لرفع العقوبات عن إيران، وبعدها لكل حادث حديث».

 

واستُكملت، أمس، جلسات المباحثات في مسقط بين إيران ومجموعة «5+1» على مستوى مساعدي الخارجية والخبراء، لتسوية العراقيل الباقية للتوصل إلى اتفاق نووي شامل، وعرض ما جرى التوصل إليه في المحادثات الثلاثية التي جرت، على مدى يومين في مسقط، بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي غادر مسقط أول من أمس إلى الصين، للمشاركة في اجتماعات «آيباك»، على أن يعود اليوم أو غداً إلى السلطنة، حيث من المتوقع أن يجري تمديد جولة المفاوضات، كما ألغى ظريف، زيارة تشاورية إلى طهران، فيما بقيت آشتون، في مسقط.

وتقول مصادر إيرانية مطلعة إن تمديد المفاوضات مؤشر على أن سلطان عمان، قابوس بن سعيد، سيتدخل بنفسه في مجرياتها، آخذا بالاعتبار ما تربطه من علاقات بين الطرفين تساعده على تذليل الصعوبات. وكشفت هذه المصادر عن أن خمس جولات تفاوض سريّة عقدت في مسقط بين واشنطن وطهران، أربع منها في عهد حسن روحاني، لكن الأولى منها كانت في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد في العام الأخير من ولايته الثانية.

بالمقابل، تحدثت الشرق الأوسط عن تفاؤل عماني ـ روسي بشأن النووي الإيراني. وأفادت أنّ المفاوضات بين المجموعة الدولية «5+1» وإيران في مسقط، قطعت أمس «شوطاً مهماً» في الملف النووي الإيراني، محرزة «بعض التقدم» في عدد من النقاط الخلافية بين الجانبين. وأشار الوزير المسؤول عن السياسة الخارجية في عمان يوسف بن علوي إلى «تقدم ملموس» في المحادثات.

وتساءلت افتتاحية الوطن السعودية: ماذا بعد "النووي الإيراني"؟ ماذا عنا نحن هنا في الخليج؟ ما الاستراتيجية الواضحة التي يمكننا السير عليها لوقف أو مواجهة أو تحييد هذه التحركات والنجاحات السياسية الإيرانية على الضفة الأخرى من خليجنا العربي؟ ورأت انّ إدارة أوباما وبعض دول الاتحاد الأوروبي خلطت الأوراق في المنطقة، وهذا ليس بمستغرب على السياسة الأميركية، فالتحالفات تأتي تبعا للمصالح والحسابات السياسية فقط، والثابت الوحيد في السياسة الأميركية هو التغيير.

 

واعتبرت الصحيفة أنه ينبغي على الأنظمة العربية، والخليجية على وجه الخصوص، ألا تعتمد كليا على تحالفاتها السابقة مع بعض القوى العظمى، وأن تسعى جاهدة لوضع استراتيجية سياسية لتطويق الخطر الإيراني، عبر تحالفات مختلفة مع دول أخرى تسعى لبناء شراكات اقتصادية وسياسية مع دول الخليج. كما أنه يتوجب علينا ألا نبالغ في خطر المشروع النووي الإيراني؛ لأنه ورقة سياسية متهالكة لم تعد لها قيمة في عصر تمتلك فيه دول كثيرة هذا السلاح... إنما الخطر الحقيقي من الرؤية الإيرانية الجديدة، من التوجه الإيراني الجديد، بعد نجاح المشروع النووي، إن قدر له أن ينجح.

ورأت افتتاحية القدس العربي أن المباحثات بين إيران وممثلي الدول الست العظمى، أيّاً كانت نتائجها، ستؤثر كبير التأثير على باقي المعادلات السياسية في المنطقة.. وتعكس الرسائل السرية عن إرادة أمريكية للتطبيع مع السلطات الإيرانية، ليس لطيّ الملفّ النووي فحسب، بل للتعاون معها في مواجهة تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.. وأضافت الصحيفة: تمكن النظام في طهران من جمع شعوب إيران خلفه، وفي المنطقة اعتمد وسطاء مثل سلطنة عُمان، واستفاد من ميزان تعاملاته المالية الهائل مع الإمارات، ولعب على الخلافات بين دول الخليج، وكذلك بين الدول العربية، كما استثمر في الصراع بين الروس مع الولايات المتحدة الأمريكية. وكما تراجعت مصر، التي كانت القطب العربي والعالمي الثوري الذي يواجه السعودية في اليمن ولبنان وسوريا والعراق والأردن وبلاد المغرب، تراجعت السعودية بدورها، وصار الحرس الثوري الإيراني على حدودها. وختمت القدس بأنّ إيران تقود عملية استيلاء كبرى على المنطقة، ولا تجد مساعداً لها أكبر من سياسات الدول العربية نفسها، فبدلاً من دعم قوى الإسلام السياسي المعتدلة في مواجهة القاعدة وداعش وميليشيات إيران، تفتح هذه الدول جبهة واسعة ضدها تخسر فيها الماضي والحاضر والمستقبل.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.