تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـ sns: جولة مكوكية لكيري تستعجل الحسم مع إيران!!

مصدر الصورة
SNS

            تكرّس في فيينا أمس، مشهد دخول المفاوضات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، عنق الزجاجة، وسط جولة مكوكية لوزير الخارجية الأميركي جون كيري بين فيينا وباريس، فيما أبرزت روسيا أهمية إبرام اتفاق «يستند إلى موازنة المصالح» بين الجانبين. وتضاربت أنباء عن مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمود جواد ظريف فيينا إلى طهران للتشاور، لكن مصدراً في الوفد الإيراني نفى ذلك.

وأفادت الحياة أنه في سياق ترغيب طهران باستعجال حسم الاتفاق، لوّح الغرب بجزرة إطلاق أرصدتها المجمدة و«المبالغ الضخمة».

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد لقائه نظيره السعودي سعود الفيصل في موسكو على أن «الأهمية تكمن في جودة الاتفاق، لا الالتزام بهذا الموعد أو ذاك»، في إشارة إلى المهلة النهائية لحسم المفاوضات مع إيران، بحلول بعد غد.

وأجرى كيري أمس، جلستَي محادثات مع ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. كما أجرى الأخيران محادثات رباعية شملت وزيرَي الخارجية البريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس. وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن مصدر في الوفد الإيراني إن ظريف سيتوجه إلى طهران لـ «إجراء مشاورات وتبادل آراء مع مسؤولين بارزين». لكن الوكالة نقلت لاحقاً عن مصدر آخر إن ظريف سيبقى في فيينا حيث «ستتواصل المحادثات»، مضيفاً أنها «لم تبلغ نقطة توجب توجّهه إلى طهران».

ووسط أجواء ترقّب لما ستسفر عنه المفاوضات النووية الماراثونية، أعلنت واشنطن أن كيري سيعود إلى باريس لإجراء مشاورات مع نظراء أوروبيين، مشيرة إلى عدم وجود موعد محدد لعودته إلى العاصمة النمساوية، علماً أنه كان وصل إلى فيينا مساء الخميس آتياً من العاصمة الفرنسية. وقال ديبلوماسيون إن فابيوس وهاموند سيغادران أيضاً فيينا التي وصلا إليها أمس.

وأفادت وكالة رويترز بأن الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) سلّمت إيران اقتراحاً يحدد مبادئ رئيسة لاتفاق محتمل. لكن «إرنا» نقلت عن عضو في الوفد الإيراني نفيه تسليم كيري ظريف «خطة جديدة» لنقلها إلى طهران، وأكد أن إيران «هي التي قدّمت خططاً منذ مفاوضات مسقط».

وقالت مصادر في طهران إن أربع قضايا ما زالت عالقة، هي تخصيب اليورانيوم بما في ذلك عدد أجهزة الطرد المركزي، ومنشأة آراك التي تعمل بماء ثقيل، و«شفافية» البرنامج النووي الإيراني، إضافة إلى العقوبات المفروضة على طهران.

ولفت فابيوس إلى «مسائل ما زالت تحتاج إلى تسوية»، معرباً عن أمله بأن «تقتنص إيران الفرصة». أما هاموند، فتحدث عن «فجوات مهمة بين الجانبين»، وزاد: «سنجري مناقشات تقنية مع خبرائنا، وسنستأنف (المفاوضات) خلال عطلة نهاية الأسبوع». وكان الوزير البريطاني قال لدى وصوله إلى فيينا: «ما ستكسبه إيران سيكون كثيراً جداً (من اتفاق محتمل)، إمكان الوصول إلى مبالغ ضخمة من الأرصدة المجمدة وممارسة التجارة بحرية مع العالم مجدداً، وإمكان تحسين العلاقات مع المجتمع الدولي». وتابع: «علينا أن نقطع شوطاً طويلاً، إذا أردنا إبرام اتفاق قبل مهلة الإثنين».

إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف ونظيره الأميركي شددا في اتصال هاتفي، على «ضرورة بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى اتفاقات ملموسة خلال المهل المحددة»، مشيرة إلى «إمكان عقد اجتماع وزاري للأطراف المشاركين في المحادثات، إذا لاح أفق لإحراز تقدّم».

وكان لافروف اعتبر بعد لقائه سعود الفيصل في موسكو أن «كل العناصر متوافرة من اجل التوصل إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن «مهمة الديبلوماسيين هي الآن ترتيبها وإظهار إرادة سياسية». ودعا طرفَي المفاوضات إلى إبرام اتفاق «يستند إلى موازنة المصالح، ولا يشهد محاولات في اللحظة الأخيرة لانتزاع أمور غير واقعية». وكرّر أن موسكو تفضّل التركيز على التوصل إلى «اتفاق جيد، لا على المواعيد»، مشدداً على أن «الأهمية تكمن في جودة الاتفاق، لا الالتزام بهذا الموعد أو ذاك».

ووجّه الأعضاء الجمهوريون الـ45 في مجلس الشيوخ الأميركي، رسالة إلى الرئيس أوباما تحذر إدارته من محاولة «الالتفاف على الكونغرس بهدف رفع العقوبات أحادياً، في إطار اتفاق نهائي» مع طهران، اعتبرت أنه سيكون «ضعيفاً وخطراً». وأضافت الرسالة: «لا نرى كيف يمكن لاتفاقٍ على قاعدة الاقتراحات الحالية لإدارتكم أن يمرّ في الكونغرس وما بعد ولايتكم الرئاسية، إلا إذا استشار البيت الأبيض الكونغرس بصدق».

وذكرت النهار اللبنانية أنه في وقت دخلت المفاوضات في فيينا مرحلة حاسمة، تعتزم القوى العالمية الست الضغط على إيران كي تتوقف عن عرقلة تحقيق تجريه الأمم المتحدة في شأن أبحاث تتعلق بإنتاج قنبلة نووية في إطار اتفاق نووي أوسع لكن من الأرجح ألا تصل هذه القوى إلى حد مطالبة إيران بالكشف الكامل عن أي أنشطة سرية تتعلق بالأسلحة تجريها طهران لتفادي افشال التوصل إلى اتفاق تاريخي. لكن مسؤول عن برنامج ايران النووي قال ان طهران مستعدة للسماح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدخول موقع مريوان، حيث يشتبه بالقيام بتفجيرات اختبارية. وورد في التقرير استنادا الى معلومات استخباراتية لبلد لم يكشف عنه مفادها ان "تجارب على نطاق واسع اجريت على مواد متفجرة شديدة القوة". ولم يزر خبراء الوكالة الدولية هذا الموقع ابدا.

وانقسمت افتتاحيات الصحف الايرانية حول المفاوضات في فيينا. ورأت صحيفة كيهان المقربة من المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي، إن فريق المفاوضين للرئيس حسن روحاني يجب أن يحصل على رفع تام للعقوبات الدولية المفروضة على إيران. وقالت في افتتاحيتها "اذا لم نتوصل الى هذه النهاية، فيعني اننا لم نتوصل الى اي شيء".

وعلى العكس، يبدو ان صحيفة جوان التي تعتبر مقربة من الحرس الثوري الايراني، تقبل بفكرة بقاء العقوبات. وكتبت تقول ان "التعقيدات المستمرة (في المفاوضات) تفيد ان نتيجتنا المثالية، وهي الرفع التام للعقوبات، لن يتم بلوغها". لكن "ايا تكن النتيجة، فسنكون رابحين"، كما اضافت الصحيفة موضحة أنه "كان سيتعين علينا الشعور بالهزيمة لو اننا سعينا الى الحصول على القنبلة الذرية وفشلنا. لم تكن لدينا هذه النية ابدا".

ورأت صحيفة ابتكار الاصلاحية أن الموقف الثابت لطهران خلال المفاوضات مع مجموعة 5+1 أدى الى استراتيجية الخط المتشدد في فيينا. وكتبت الصحيفة "من الطبيعي عندما نقترب من اللحظات الاخيرة للرهان، أن يشدد الطرفان على اقصى المطالب في (محاولة) لكسب المزيد من النقاط". لكن "يتعين ان يعمل الطرفان على اعتدال موقفهما بهدف تفادي فشل المفاوضات والتوافق حيال مطالب معتدلة".

وأفادت الشرق الأوسط السعودية أنه وبينما لم يتبقَّ سوى 24 ساعة تقريبا على انتهاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق بين المجموعة الدولية «5+1» وطهران لإنهاء الخلاف بشأن الملف النووي الإيراني، أكد مسؤول إيراني خطورة فشل المفاوضات على الصعيدين الإقليمي والدولي. وأجرى جون كيري، أمس، سلسلة مباحثات هاتفية مع نظرائه الخليجيين في الإمارات والكويت وقطر والبحرين إلى جانب تركيا، غداة لقائه نظيريه السعودي، والعماني، بشأن الملف النووي الإيراني. من جهته، قال علي خرام، مستشار وزير الخارجية الإيراني، إن جهودا تبذل من أجل التوصل إلى حلول، مشيرا إلى تحركات مكثفة يجريها كيري خلال هذه الجولة. وأكد أن «فشل المفاوضات سيعزز حتما المتطرفين في كلا الجانبين، وسيخلق المزيد من النتائج الفوضوية والخطيرة حتى إقليميا ودوليا».

وفي الدستور الأردنية، رأى عريب الرنتاوي أنّ العالم يحبس أنفاسه بانتظار ما ستسفر عنه مفاوضات فيينا بين إيران والمجتمع الدولي، وتكاد الدبلوماسية الدولية أن تضع جانباً مختلف ملفاتها، بانتظار معرفة الكيفية التي سيغلق عليها، الملف الإيراني. واضاف: إيران نووية، بقنبلة أو من دونها، إيران خارج قفص العقوبات الدولية والحصار المحكم المضروب عليها لعقود ثلاثة، ستكون لاعباً حاسم التأثير في كثير من ملفات المنطقة وأزماتها. إيران الصديقة للغرب والمنفتحة عليه، حتى لا نقول الحليفة له، ستدفع بأدوار الآخرين في المنطقة، إلى التراجع والهبوط، وبصورة قد لا تكون معهودة منذ انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. لهذا تبدو مفاوضات فيينا مهمة للغاية. لهذا تُحبس الأنفاس في المنطقة والعالم. ما بعد الاتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي، ليس كما قبله. ستتغير مواقف ومواقع، وسيطرأ تعديل جوهري في موازين القوى وتوازناتها.

ولفت الكاتب إلى أنه ولتبديد هذه الصورة، بدأنا نشهد على محاولات عربية كثيفة، لإدراج المزيد من المنظمات الشيعية المسلحة في قوائم الإرهاب السوداء. حتى الآن، لم يعط هذا الجهد الأثر المطلوب أممياً، وإن صار جزءاً من المنظومة التشريعية الوطنية.

والخلاصة وفق الرنتاوي أنّ على العرب أن يتحضروا جيداً لمرحلة ستلعب فيها إيران دوراً متنامياً، فهل جاءت المصالحة الخليجية الداخلية كخطوة على هذا الطريق، وهل يمكن النظر لمحاولات إصلاح ذات البين بين مصر وقطر في السياق ذاته، كيف سينعكس كل هذا وذاك على المحاور والتحالفات التي كادت تستقر في المنطقة خلال العامين أو العامي الفائتين؟. أسئلة وتساؤلات برسم المرحلة المقبلة التي تبدأ من فيينا، التي سيأتي منها النبأ الأخير.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.