تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تونس تقترع لديموقراطيتها ورئيسها الخامس:

         أدلى التونسيون أمس، بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية بعد «الثورة» في العام 2011، فيما تشير المعطيات حتى وقت متأخر من ليل أمس إلى دورة ثانية في كانون الأول المقبل، قد تنحصر بين مرشحيْن اثنين دارت بينهما منافسة حامية أمس، هما زعيم حزب «نداء تونس» الباجي قائد السبسي، ورئيس الجمهورية الحالي منصف المرزوقي... إلا اذا حدثت مفاجآت انتخابية تخفيها صناديق الاقتراع.

وأعلنت الحملة الانتخابية لزعيم حزب "نداء تونس" الباجي قائد السبسي، أنه تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية، التي جرت أمس في تونس، ولكن من دون أن يتمكن من الحصول على الأكثرية المطلقة من الأصوات، ما يعني الذهاب إلى دورة ثانية.

وأعلن رئيس «الهيئة العليا للانتخابات» شفيق صرصار أن نسبة الإقبال العام على الانتخابات وصلت إلى ٦٤ في المئة داخل حدود البلاد وخارجها، وهي أقل من حجم الإقبال في الانتخابات التشريعية الاخيرة، إلا أن هذه النسب غير نهائية إلى حين إغلاق آخر مكتب اقتراع. وينتظر أن تعلن «الهيئة العليا للانتخابات» النتائج الأولية الرسمية للدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية بعد غد الأربعاء، بحسب ما أكد صرصار، معتبراً أن الهيئة ستبذل ما في استطاعتها لاختزال الآجال المضبوطة في القانون بثلاثة أيام إلى يومين فقط حتى يتسنى استعجال النظر في الطعون الانتخابية إذا ما وجدت.

وتعدّ الانتخابات الرئاسية هذه، لحظة مفصلية في تاريخ «تونس الثورة»، فللمرة الأولى بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني العام 2011، ينتخب التونسيون رئيساً للجمهورية بالاقتراع العام المباشر بكل حرية وطوعية، وهي آخر محطات الانتقال الديموقراطي، وخاتمة المسار الثوري قبل إقفال الأبواب على المرحلة الانتقالية والعبور نحو استقرار الدولة.

من جهتها، كشفت مجموعة من المنظمات الأهلية المشرفة على مراقبة العملية الانتخابية خروقات مختلفة قبل عملية الاقتراع وخلالها، بعضها ارتكبها مرشحون أو مناصرون لهم، والبعض الآخر سجل ضد الهيئات الفرعية للانتخابات، ولكن لم توصف أي منها بالخطيرة أو الجسيمة. وتبادل المرشحون وابلاً من التهم، وتراشقوا بالاتهامات طيلة فترة الحملة الانتخابية، حيث بلغ التطاحن أوجه بين السبسي والمرزوقي، في تلاسن اتسعت رقعته بوضوح بين أنصارهما على شبكات التواصل الاجتماعي. وسجلت بعض المناوشات في جنوب البلاد أيضاً، وفي عدد من المحافظات، إلا أن قوات الأمن تمكنت من تلافي صدام بين مناصري المرشحين، طبقاً للسفير.

واعتبرت افتتاحية القدس العربي أنّ التونسيين أنهوا أمس الأحد جولة التصويت الأولى في أول انتخابات رئاسية مباشرة في البلاد، وهي واقعة تاريخية كبرى ليس في تونس وحدها بل في العالم العربي، لأنها تقدم العلامة المضيئة الوحيدة في ظل المأساة الكبيرة التي تعاني منها البلدان الأخرى التي ثارت فيها الشعوب العربية على أنظمتها وحكامها.... قلوب العرب، وخصوصاً شهداءهم الذين ماتوا في الثورات، تخفق بحب تونس، وتأمل لثورتها النجاح.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.