تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: إيران والـ5+1: ما بعد فيينا!!

 غداة إعلان تمديد المفاوضات النووية بين إيران والدول الست في فيينا لمدة سبعة أشهر، حسم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي الجدل القائم داخلياً حول جدوى الاستمرار في التفاوض مع الغرب، معتبراً أن إيران أفشلت محاولات إخضاعها، مؤكدا أن الغرب «لن يتمكن من إركاع إيران»، في المفاوضات النووية. وتكمن أهمية تصريحات قائد الثورة في انها جاءت في ظل الجدال الدائر بين الإصلاحيين والمحافظين في الداخل الإيراني، إذ دان المحافظون الطريق المسدود في المفاوضات النووية في فيينا، حيث انتقدت الصحف المحافظة «الفشل» الذي وجدت إيران والدول العظمى نفسها فيه من دون الإقرار بذلك، والمباحثات التي «لم تفض إلى شيء».

وسخرت صحيفة جوان، القريبة من الحرس الثوري، من تمديد المفاوضات الذي يمنح «الديبلوماسية النووية سبعة أشهر من التنفس الاصطناعي». ورأى المحلل الاقتصادي سعيد ليلاز، القريب من الإصلاحيين، أن روحاني «يبقى تحت رحمة المنتقدين لكنه الوحيد القادر على التوصل إلى اتفاق نووي» مع الغربيين، طبقاً للسفير.

وأفادت صحيفة الأخبار أنه بعد الاتفاق على تمديد المفاوضات بين إيران ومجموعة دول (5+1)، حول الملف النووي الإيراني حتى تموز المقبل، راوحت المواقف الدولية بشأن المحادثات المتعثّرة بين إعلان «انتصار» في طهران، جاء على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية، علي خامنئي، الذي أكد أن الغرب «لم ولن يتمكن من تركيع إيران في المفاوضات»، وبين ازديادٍ في تعنّت الجمهوريين في الكونغرس الأميركي، الذين يحاولون مفاقمة الضغوط على الإدارة الأميركية، لفرض عقوباتٍ إضافية على إيران.

وأشاد الرئيس روحاني بـ «الدور الكبير» الذي تؤديه روسيا في المحادثات النووية، وتمنّى، في اتصاله مع الرئيس بوتين، أمس، أن يجري التوصّل ـ بإسهام روسيا ـ إلى اتفاق نهائي بشأن برنامج إيران النووي، بأسرع وقت ممكن، «يضمن المصالح الإقليمية والدولية»، مشيراً في سياقٍ آخر، إلى أن التعاون الذي حصل بين روسيا ودول المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب، «أسهم بعرقلة انتشار الإرهاب في سوريا والعراق».

وأكد بوتين، في الاتصال، «دعم حق إيران في تخصيب اليورانيوم فوق أراضيها»، موضحاً أن التوصل إلى اتفاق نهائي يحتاج إلى فترة قصيرة من الزمن. وبحث الرئيسان في انخفاض أسعار الطاقة في الأسواق العالمية، وأشار البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية الايرانية، إلى عزم الرئيسين على العمل من أجل «رفع الأسعار للمستويات العالمية».

وفي إطار الضغوط التي يمارسها مجلس الشيوخ الأميركي تجاه المسألة النووية، طالب أعضاء جمهوريون، بعد إعلان تمديد المفاوضات، الإدارة الأميركية بفرض عقوبات جديدة على إيران،

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، أن المحادثات النووية «كانت إيجابية»، وأنها أحرزت «قدراً من التقدم» في قضايا أساسية، من بينها قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي أنه «ما لم يُحلّ كل شيء لن يُحلّ أي شيء، لكن النبرة كانت بناءة أكثر من المحادثات السابقة».

وتحت عنوان: مكالمة في توقيت تاريخي؛ ماذا قال بوتين لروحاني؟ تساءل ناهض حتر في الأخبار أّن ما الذي قاله بوتين لروحاني، في مكالمة ربما كانت الحدث الأهم، بعيد الاتفاق على تمديد مفاوضات النووي الإيراني في فيينا؟ ولفت إلى ما نقلته قناة الميادين، عن مصادر، الأرجح أنها إيرانية، أن بوتين أبلغ روحاني أن روسيا لن تسمح بإطالة المفاوضات إلى ما لا نهاية، أو بالمماطلة في رفع العقوبات عن إيران، وأنها مستعدة لتفاهم ثنائي استراتيجي، بما في ذلك التنسيق مع الصين لكسر العقوبات المفروضة على الجمهورية الإسلامية. وأوضح حتر أنّ السؤال الثاني يتعلق بمبادرة روحاني للاتصال بنظيره الروسي. هل تعبر تلك المبادرة، في توقيتها الحساس، عن توجه استراتيجي للرئاسة الإيرانية أم هي مجرد خطوة دبلوماسية لتقديم الشكر لموسكو على جهودها الحثيثة لإنقاذ مفاوضات فيينا؟ لعل الإجابة على السؤالين أعلاه، تشكل بعض ملامح صورة المرحلة المقبلة، إقليمياً ودولياً.

فروسيا الآن تتعرض هي نفسها للعقوبات الغربية التي كلّفت الروس، في بضعة أشهر، ما يزيد على مئة مليار دولار. ومن الحتمي أنهم لن يقبلوا باستمرار هذا الاستنزاف الاقتصادي والمالي. هكذا ستكون موسكو في مواجهة خيارين، فإما الخضوع السياسي للغرب، وخسارة المنجزات الاستراتيجية التي حققتها رئاسة بوتين، وإما المضي، بسرعة أكبر، نحو بناء منظومة اقتصادية ومالية عالمية مستقلة عن المنظومة الغربية. في سياق هذا الخيار المرجّح بالطبع، ستلعب إيران دوراً أساسياً في بناء تجمع ثلاثي صلب مع روسيا والصين في إطار مجموعة البريكس للاقتصادات غير الغربية الكبرى التي تشمل، أيضاً، الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.

وتساءل حتر: لماذا إيران في هذا الموقع الخاص؟ لأنها لا تشكّل فقط إضافة اقتصادية، بل استراتيجية، عسكرية ودفاعية، أيضا؛ خصوصا مع احتساب حلفاء إيران العرب في سوريا ولبنان ـ حزب الله والعراق. وسوريا هي حليف قديم للروس الذين اعترفوا بحزب الله، قوةً إقليمية وحليفاً، ويسعون إلى استعادة مواقعهم في العراق.

ورجّح الكاتب أنّ الاتجاه نحو التحالف الاستراتيجي مع إيران، محسوم في روسيا، بما هو، في الأساس، تعبير عن ضرورة استراتيجية من مكونات الحفاظ على الصعود الروسي؛ لكن هل هو كذلك في إيران؟ وأجاب: من المعروف أن السياسة الإيرانية الحالية هي محصلة جدل بين اتجاهين: تيار الثورة بقيادة الإمام علي الخامنئي، والتيار الليبرالي بقيادة روحاني. ومن أبرز ملفات الخلاف بين التيارين، الموقف من سوريا والمساعدات الإيرانية للسوريين. تيار الثورة يسعى نحو المزيد من الدعم، المتعدد الأشكال، لدمشق، بينما يميل التيار الليبرالي إلى العكس، وربما يضمر، من وراء ذلك، ليس فقط توفير كلفة دعم سوريا، لتحسين الانفاق الداخلي، وإنما، أيضاً، مغازلة الغرب للتوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، يسمح برفع العقوبات عن إيران، وتجاوز مصاعبها الاقتصادية والمالية. وعلى هذا، فربما تكون علاقاته مع موسكو تكتيكية، أي الإفادة منها لتحسين شروط المصالحة مع الغرب.

وتابع حتر: مشكلة روسيا مع التيارين معقدة؛ فبينما يشكل تيار الثورة حليفاً استراتيجياً من دون التباس ولا تردد في مواجهة الغرب، فإنه يختلف مع موسكو في عدة ملفات، منها، على سبيل المثال، الموقف من الإسلام السياسي، ومن نظام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ومن سلطة رام الله التي تعتبرها موسكو حليفها الفلسطيني، وتؤيّد خطها السياسي. والخلاف حول هذه الملفات ليس نظرياً أو قابلاً للطيّ دائماً، بل من شأنه أن يُترجَم إلى خلاف سياسي. في المقابل، ربما يكون تيار روحاني أقرب إلى الفهم الروسي للعالم والعصر، لكنه غير موثوق من حيث تطلعه إلى التفاهم مع الغرب من جهة، ومن حيث دعمه لسوريا ـ التي تشكل جوهرة التاج الروسي، من جهة أخرى.

ورأى الكاتب الأردني أنّ اللحظة الدولية الراهنة تمثّل فرصة ذهبية لإيران للتموضع في حلف روسي ــ صيني، من شأنه رتق التناقض الإيراني الداخلي؛ فهذا التموضع يسمح لإيران، في الآن نفسه، الحفاظ على استقلالها وسياساتها إزاء الغرب، وكذلك حل مشاكلها الاقتصادية والمالية؛ فهل نتوقع تفاهماً داخلياً في السياسة الإيرانية يأخذ هذا المنحى، أم نتوقع صراعاً يشل امكانية الإفادة من الفرصة المتاحة؟ واضاف: باعتقادي أن الطرفين، الروسي والإيراني، يمكنهما التبصّر بالعلاقة الاستراتيجية التي قامت بين السوفيات ومصر عبد الناصر. وقد كانت، كذلك، استراتيجية، رغم الخلافات الأيديولوجية، بل، وأحيانا، السياسية بين الجانبين. لا ينوي الغرب إقامة علاقات سلام وتعاون مع روسيا وإيران، وإنما ينوي تقويضهما من الداخل؛ مَن لا يدرك ذلك واهمٌ، ومَن لا يمنح الأولوية للتحالف الثنائي مفرّطٌ بمصالح بلده العليا ومستقبله.

بالمقابل، رأت رندة تقي الدين في الحياة أنّ الدول الست وفي طليعتها أميركا أوباما تخطيء اذا كانت تعتقد ان حوارها مع ايران سيقنع هذا النظام بالتخلي عن قدرته على تخصيب اليورانيوم. ايران ستماطل في حوارها مع الدول الست وتكسب الوقت حتى تتمكن من الوصول الى هدفها غير المعلن ولكن المعروف لدى الجميع. ايران ستتمكن في غضون بضعة اشهر ان لم يكن اقل من ذلك من تطوير القنبلة الذرية. ورغم هذا الحوار المطول فلا احد سيمنعها من ذلك. وقد قال المرشد الايراني ذلك بوضوح في تغريدته امس. الا ان تراجع اقتصاد ايران وصعوبة حياة المواطن الايراني العادي هي وحدها التي ستقلب المعادلة. فكثيرون اليوم يتساءلون عن حاجة المواطن الايراني الى مشاركة قوات بلده في حرب سورية الى جانب النظام؟ ولماذا تدفع اموال شعب افقرته العقوبات لبقاء نظام بشار الاسد؟ فالحوار مع ايران لن يسفر عن نتيجة.

وتحدثت جويس كرم عن عواقب فشل المفاوضات مع إيران؛ أولى ستكون تقوية الجناح المتشدد في إيران وأيضا الأطراف الذين يساوونه تشددا في اسرائيل والولايات المتحدة. فالحديث عن العقوبات بدأ يعود أميركيا. ويعيد الفشل إحياء الحديث عن الخيار العسكري الذي قد تمضي به اسرائيل بعد اغلاق النافذة الديبلوماسية، وهو ما لوحت به جيروزاليم بوست السبت الفائت.

ورأت كلمة الرياض: الخليج العاري وإيران النووية! أنّ الاتفاق القادم بين الدول الست وإيران لم تعد تمنعه مواقف التشدد التي استعملتها في بدايات اللقاءات أمام موازنة بين مصالح الطرفين وحتى الروس والصينيين، وطالما نحن ميدان المعركة والخطر القادم، فماذا عن رؤية دول الخليج العربي، هل تترك الأمور تجري وتقر بالأمر الواقع وتداعياته على أمنها، أم تبحث عن طريق ليس فيه أي خيارات أخرى أي مواجهة دولة طامعة وطامحة أن تكون السيد في منطقتنا وعلى حدودنا بما فيها مبدأ التوسع الذي لا تخفيه أيدلوجية الملالي، ولا تصوراتهم نحو دولة إيران الكبرى؟ وأضاف الكاتب في كلمته: أعرف أن اتفاقاتنا الأمنية بدول المجلس لا تزال غارقة في التعقيدات والريبة من بعضنا، وأن هاجس الحماية لنا من الدول العظمى قائم لأن لهم مصالح استراتيجية معنا، وهذا كله مرتبط بتغير السياسات وهو ما نشهده بعدم أهمية نزول أو صعود النفط حيث لم يعد الأساس الذي تُرسم عليه الاستراتيجيات الحديثة، والعاقل هو من يفهم هذه التطورات ويدرك أبعادها ومخاطرها.

واعتبر عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية أنّ مفاوضات فيينا أكثر من نصف نجاح.. ثمة إجماع من مختلف الأطراف، على أن جولة فيينا حققت اختراقاً ملموساً، وأن ثمة أفكار جديدة قد طرحت، وأن الوقت نفذ قبل استكمال البحث بها وتظهيرها، وهذا ما ستعكف عليه مفاوضات مسقط القادمة. ليس لإيران ولا للولايات المتحدة، مصلحة في فشل هذا المسار التفاوضي، بل يمكن القول إن ثمة التقاء في المواقف، يجعل كلا الجانبين، معنياً أكثر من غيره بالوصول إلى اتفاق تاريخي ونهائي.. والأرجح أن التقدم الكبير الذي حدث في مفاوضات فيينا باعتراف إيران وروسيا والولايات المتحدة، قد يدفع على الاعتقاد بإمكانية إنجاز الاتفاق قبل المهلة المحددة، بل ويفسح في المجال للتكهنات، بأن إيران والولايات المتحدة، قد باتتا مؤهلتين لفتح مختلف ملفات المنطقة للتفاوض والحوار والتفاهم. لقد فعلت الدولتان ذلك من قبل على مستوى منخفظ وفي القنوات الخلفية، وليس ثمة ما يمنع من فعل ذلك مجدداً، على مستوى أرفع وفي العلن.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.