تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

أردوغان ندد بـ«الوقاحة» الأميركية في الأزمة السورية و«ناتو» يستبعد فرض منطقة الحظر الجوي

على حين أعلن حلف شمال الأطلسي أنه لا يدرس فرض منطقة حظر جوي شمال سورية، بناء على مطالب تركية، ندد الرئيس رجب طيب أردوغان بـ«وقاحة» الولايات المتحدة في الأزمة السورية، ما يشير مرة جديدة بعد زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تركيا، عن وجود خلافات بين الحليفين حول هذا الملف.

 
وقال الجنرال جون نيكلسون القائد المركزي للقوات البرية لحلف «ناتو» بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن: إن «إقامة منطقة حظر جوي مهمة عالية التكاليف» مشيراً إلى أن تجربة الحلف في ليبيا خير مثال على العمل الذي قام به الحلف من أجل تدبير العمليات الجوية.
وأضاف نيكلسون إن «الحلف لا ينوي القيام بدور نشط في الشرق الأوسط، الحلف يركز الآن على إنهاء دوره العسكري في أفغانستان الشهر المقبل».
ورغم أن تركيا لم تتقدم بطلب رسمي للحلف من أجل المساعدة في فرض منطقة حظر جوي إلا أنها قالت مراراً إن الدول الراغبة يجب أن تفعل ذلك لتوفير مناطق آمنة في سورية والسماح لنحو 1.6 مليون لاجئ سوري بالعودة لوطنهم.
على خط مواز، قال الرئيس التركي أمام مجموعة من رجال الأعمال المجتمعين في أنقرة أثناء التطرق إلى المطالب التي وجهتها واشنطن إلى تركيا في مجال محاربة تنظيم داعش الإرهابي: «أود أن تعلموا أننا ضد الوقاحة والمطالب اللامتناهية».
وأضاف أردوغان: «لماذا يقطع شخص ما مسافة 12 ألف كلم ليأتي ويبدي اهتمامه بهذه المنطقة؟»، في إشارة إلى زيارة بايدن في نهاية الأسبوع الماضي إلى اسطنبول.
وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة، لا تزال الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا ترفض التدخل عسكرياً إلى جانب وحدات الحماية الشعبية التي تدافع عن مدينة عين العرب التي يحاصرها إرهابيو داعش على الحدود التركية.
وتعارض أنقرة أيضاً قبول الطلب الأميركي بفتح قاعدتها أنجرليك (جنوب) أمام طائرات التحالف الدولي العربي التي تقصف مواقع تنظيم داعش في العراق وسورية.
وتعتبر تركيا أن هذه الغارات غير فعالة وتريد أن تشكل مسألة إسقاط النظام في سورية الأولوية في إستراتيجية مكافحة تنظيم داعش. وخلص أردوغان إلى القول: «لن نحل مشاكلنا بمساعدة فكر متعال بل بواسطة شعبنا بالذات».
والاثنين، ندد أردوغان باهتمامهم بـ«النفط» ووصف ذلك بأنه الدافع الاستراتيجي الوحيد للأميركيين في المنطقة.
واختتم بايدن الأحد زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى اسطنبول من دون التوصل إلى تقارب ملحوظ مع تركيا حول الملف السوري. وعلى عكس اللهجة التي اعتمدها أردوغان علناً، تكلم مسؤول أميركي من فريق جو بايدن عن «تقارب في المواقف» أثناء هذه الزيارة.
في السياق أعلن وزير الدفاع التركي عصمت يلماز أنه لم يتم حتى اليوم توقيع اتفاقية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية حول تدريب وتجهيز ما يسموا «المعارضين السوريين المعتدلين».
ونقلت صحيفة «آيدنلك» التركية أمس عن يلماز قوله في تصريحات صحفية: إن «المفاوضات مستمرة ومتى انتهت، سيتم التوقيع على هذه الاتفاقية».
وفى سؤال ليلماز عن إذا ما كانت استقالة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل جاءت على إثر الخلافات حول سورية، وإذا ما كان هاغل يدعم ما طرحته تركيا حول الأزمة السورية، أوضح يلماز، أن هاغل صديق لتركيا وهو شخصية معروفة حارب من قبل في فيتنام ويعرف جيداً جغرافية وثقافة منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً: إنه «لا يرغب في التعليق على هذا السؤال أكثر من ذلك».
وذكرت تقارير صحفية في الأيام القليلة الماضية، أن تركيا والولايات المتحدة وضعتا اللمسات الأخيرة على اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب نحو ألفي مقاتل «للمعارضة السورية المعتدلة».
ونقلت التقارير عن مصادر لم تحددها قولها إن تدريب قوات ما يسمى «الجيش السوري الحر» سيبدأ «في نهاية كانون الأول المقبل» في مركز تدريب الدرك في كيرشهر (وسط) التي تبعد نحو 150 كيلو متراً في جنوب شرق العاصمة أنقرة. 
وأضافت: إن «عسكريين أتراكاً وأميركيين سيقومون بتدريب هؤلاء المقاتلين، لكنّ معداتهم ونفقات التدريب ستتمّ تغطيتها بالكامل من الولايات المتحدة».
وحسب التقارير فقد «أنهى القادة العسكريون للبلدين التفاصيل الأخيرة لهذه الخطة خلال لقاء عُقد الشهر الجاري في مقر قيادة القوات المسلحة التركية».


إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.