تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

مؤتمر الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب؟!!

 ذكرت السفير أنّ المؤسسة الدينية في المنطقة الإسلامية لعبت دوراً مركزيا في التأثير في وعي وثقافة بل وتوجهات الشعوب. وكان واضحاً، بحسب التجربة التاريخية، ان تأثير هذا الدور تغير دائماً وفق العلاقة بين المؤسستين الدينية والسياسية، وقد تزايد هذا التأثير حتى وصل إلى قيادة المجتمع وتوجيهه في مراحل عارضت فيها المؤسسة الدينية السلطة الحاكمة، سواء كانت سلطة استعمارية أو وطنية، بينما تراجع كلّما زادت تبعية المؤسسة للنظام.

وفي كل الأحوال، فقد استحضر المجتمع، رسميا وشعبيا، دائماً دور المؤسسة الدينية في اللحظات الحرجة ومواجهة الأخطار.

وفي ظل تنامي ظاهرة التطرف في الوطن العربي، والتي كان ظهور ما يسمى بتنظيم «داعش» أحد ابشع أشكالها، ناهيك عن تنظيمات وجماعات مماثلة في سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا وغيرها، كان لا بد من الأزهر ان يضطلع بدوره مجدداً في نشر الخطاب الديني المعتدل، وان يستعيد حضوره المحوري بين علماء الدين.

وافتتح شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، أمس، فعاليات مؤتمر «الأزهر في مواجهة التطرف والإرهاب»، بحضور رجال دين من طوائف إسلامية ومسيحية مختلفة لبحث سبل مواجهة ظاهرة التشدد الآخذة في النمو بشكل سرطاني. وتناولت الجلـسة الأولى لمؤتمـر الأزهر بعض الكلمات حول تصحيح بعض المفاهيم الاسلامية التي يبني عليها الإرهاب عقيدته التكفيرية.

ويعقد «مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف» بحضور 700 عالم دين إسلامي ومسيحي. ويشارك في هذا المؤتمر، الذي يختتم اعماله اليوم، ممثلون عن 120 دولة، أبرزها إيران ولبنان وكوسوفو ونيجيريا والإمارات والأردن والسعودية والهند وباكستان وتونس والجزائر والسودان والصومال، وغيرها من دول العالم، فيما لم توجه الدعوة إلى قطر وتركيا. كما يشارك في المؤتمر وفد من الفاتيكان إلى جانب ممثلين للكنائس الشرقية، وعلماء من المذهب الشيعي. ويهدف المؤتمر إلى بحث سبل مواجهة الإرهاب والتطرف، ومن المنتظر أن يتضمن البيان الختامي إصدار وثيقة لنبذ العنف والإرهاب وتصحيح «المفاهيم المغلوطة عن الإسلام».

واعتبر عبدالوهاب بدرخان في الحياة أنّ الخطاب المتعارض بين الرئيس التركي وبابا الفاتيكان يذكّر بكثير من مناظرات أوائل القرن الماضي وأواخر القرن الذي سبقه، بين شرق وغرب، إسلام ومسيحية، طوائف ومذاهب، أكثريات وأقليات... إذ أنه بتناوله شؤون الحاضر «الإرهابي» يعيد فتح ملفات التاريخ التي بدا أنها حُسمت قبل أكثر من مئة عام. بالمقابل، يحاول الأزهر أن يقدّم «النموذج المصري» في مؤتمره «مواجهة التطرف والإرهاب» ودعا إليه ممثلين لمختلف الأديان والطوائف والأقليات التي تعرضت للاضطهاد، بغية الخروج بموقف شامل و"رؤية مستقبلية للخروج من العبث والتخبط الحاليين". ورأى الكاتب أنه بين الاعتبارات البابوية والمبادرة الأزهرية يبقى الدين في حد ذاته قاصراً عن معالجة الظاهرة التي تتولّى السياسات الدولية التعامل معها بالعقلية ذاتها، ولا قدرة للدين أو للفاتيكان على التأثير في تلك السياسات. فقبل أعوام كان «النموذج التركي» قبلة الأنظار، والآن ربما يبدأ الرهان على «نموذج مصري» في مواجهة المفاهيم «الخاطئة» أو تغييرها بهاجس «تبرئة الإسلام من تهمة الإرهاب»، لكن من يغيّر المفاهيم التي تتعامل بها السلطة السياسية مع الشأن الإرهابي بأساليب تكفل إعادة إنتاجه.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.