تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: جريمة القنيطرة: المقاومة من الجولان إلى الجليل!!

مصدر الصورة
SNS

           نقلت القناة العاشرة الاسرائيلية، للمرة الأولى، تبني مصدر اسرائيلي لاعتداء القنيطرة الأحد الماضي. وقال رئيس «المعسكر الصهيوني» (حزب العمل) اسحق هيرتزوغ للقناة: «لم أكن في الغرفة التي اتخذ فيها القرار ولم أطّلع مسبقاً عليه، ولكن أبلغت به كريس للمعارضة... وأشدّ على أيدي الجيش الاسرائيلي». في غضون ذلك، بقي المشهد الإسرائيلي على حاله من الاستنفار والتأهب، وكذلك القلق في صفوف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين. أما رسائل التهدئة التي أرسلتها تل أبيب عبر وسطاء، وعلى رأسهم الوسيط الروسي، فلا تغير من واقع أن إسرائيل، لو كانت تريد التهدئة، لما أقدمت على اعتداء غير مبرر، يفوق قدرة الأطراف الأخرى على تحمله.

وذكرت صحيفة الأخبار انه وفيما تبدو تل أبيب كأنها تلهث وراء الهدوء، إلا أنها تزامن ذلك مع عرض عضلات، كتهديد وزير الأمن موشيه يعلون الحكومتين اللبنانية والسورية، برز في اليومين الماضيين، اهتمام إسرائيلي بالغ بالانتقادات التي يسوقها خصوم حزب الله في لبنان ضد المقاومة، ومنهم مسؤولون رسميون، إضافة الى ما يكتب في الإعلام العربي. وإذا كان عدد من المحللين الإسرائيليين ردوا هذا الاهتمام الى محاولة التخفيف من منسوب القلق لدى المستوطنين، إلا أنه، في الوقت نفسه، محاولة أيضاً لتذخير هذه الانتقادات، علّها تساعد في الحد من «اندفاعة» حزب الله للرد «الحتمي» على اعتداء القنيطرة.

وأكدت صحيفة جيروزاليم بوست أن حزب الله قوي بما يكفي لتجاهل الأصوات التي تنتقده في لبنان. إلا أن التوتر الداخلي في هذا البلد والانتقادات ضد الحزب من شأنها أن تؤثر في صنع القرار لدى قيادته، التي تحتاج الى هدوء في الساحة الداخلية، كي يواصل حربه ضد المجموعات «الجهادية» في كل من لبنان وسوريا. وأمس، برز مسعيان مكرران من قبل تل أبيب. إطلاق تهديدات من جهة، ورسائل تطلب التهدئة من جهة أخرى. فقد أعاد يعلون توجيه تهديداته الى لبنان وسوريا في حال إقدام حزب الله على الرد على اعتداء القنيطرة، مشيراً الى أن من يهاجم إسرائيل سيتلقى رداً موجعاً. وأكد يعلون أن لا علاقة إطلاقاً لهجوم القنيطرة بالانتخابات الداخلية في إسرائيل. ورفض يعلون أن ينسب الهجوم الى إسرائيل، لكنه أكد أن «المجموعة التي جرى استهدافها، كانت جزءاً من التعاون بين إيران وحزب الله، من أجل تنفيذ عمليات نوعية في مرتفعات الجولان، بما يشمل عمليات تسلل وإطلاق صواريخ وغيرها من الأمور».

وكشفت الإذاعة العبرية، أمس، أن يعلون هاتف نظيره الأميركي تشاك هيغل، وأطلعه على الأوضاع المتوترة في الجولان والجليل. إلا أن تقارير إعلامية أشارت الى أن التهديدات الإيرانية لإسرائيل، والتوتر القائم على الحدود مع حزب الله، كانا في مركز المحادثات التي يجريها مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى منذ أيام مع نظرائهم حول العالم، مشيرة الى أن هذه المحادثات تهدف الى تجنب التصعيد والتدهور الأمني في المنطقة.

وضمن مساعي التهدئة الإسرائيلية، أشارت الإذاعة العبرية الى أن وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بدأ أمس زيارة رسمية لروسيا والصين تهدف الى نقل رسالة طمأنة غير مباشرة الى سوريا وإيران وحزب الله، ويؤكد فيها عدم رغبة إسرائيل في تصعيد الأوضاع. وأشارت الإذاعة الى أن ليبرمان سينقل رسالة عبر روسيا الى الجهات الثلاث، تهدف الى تخفيف التوتر على الحدود، وتؤكد في الوقت نفسه أن تل أبيب ترفض السماح بإقامة قاعدة للإرهاب على حدودها في الجولان.

وكانت حالة الطوارئ ورفع درجة الاستنفار الى حدودها القصوى، قد أعلنت على الحدود مع لبنان والمستوطنات القريبة من الحدود، بعد اشتباه الجيش الإسرائيلي بخلية تابعة لحزب الله اجتازت الشريط الشائك، في حادثة هي الثانية من نوعها خلال أسبوع.

بالمقابل، أكّد حزب الله أن هجوم القنيطرة «استهدف حزب الله بالتحديد»، في «محاولة صهيونية لتكريس معادلة جديدة في إطار الصراع»، مشدداً على أن إسرائيل «ليست في وضع يسمح لها بفرض برنامجها ومعادلاتها، ولا تستطيع إخضاع المنطقة لحساباتها، وهي أعجز من أن ترسم خطوات وقواعد جديدة».

وعنونت النهار: اسرائيل ترفع حالة التأهب الى الدرجة القصوى. وأفادت أنه وبعد أسبوع من الغارة الجوية التي استهدفت 6 قياديين من حزب الله مع جنرال اسرائيلي في هضبة الجولان السورية،  هدد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون بضرب حزب الله او اي دولة تهاجم اسرائيل رداً على تلك الغارة. من جهة ثانية، ذكرت المواقع الالكترونية العبرية، ان "الجيش الإسرائيلي أجرى بعد ظهر الجمعة، مناورة عسكرية كبيرة شمال اسرائيل في مشاركة طائرات حربية، وذلك في إطار رفع حالة استنفار القوات في مرتفعات الجولان وعند الحدود مع لبنان على خلفية الهجوم في القنيطرة". ونقل عن مصادر في الجيش الاسرائيلي قولها إن "المناورة تجري في اعقاب تقييم للوضع أجري في الايام الاخيرة". وأشار موقع "روتر نت" الاسرائيلي الى ان "حالة إستنفار قصوى في صفوف الجيش الاسرائيلي على الحدود مع لبنان لم تشهدها الجبهة الشمالية منذ حرب 2006 .

وتحت عنوان: الرد الكبير: المقاومة من الجولان إلى الجليل، لفت ناهض حتر في الأخبار  إلى أنّ السيد حسن نصر الله يطلّ يوم الجمعة المقبل، لإعلان الموقف إزاء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مقاومين لبنانيين وإيرانيين في الجولان. ماذا سيقول السيّد؟ حقّ الردّ مكفول؛ بل معترف به من قبل الإسرائيليين انفسهم، ويظهر انهم يستعدون لابتلاع ضربة في حدود قواعد الاشتباك المرعية، أي عدم المساس بالمدنيين. هذا «التنازل» تعرضه تل أبيب، عبر الروس وعلنا. وهو ما يشير خلاصة مراجعة حسابات، انتهت إلى ان المصالح الإسرائيلية ـــ والأميركية بالأساس ـ تقتضي الحفاظ على الستاتيكو القائم، حتى لو كانت الفاتورة: ضربة مقابل ضربة.

وأوضح الكاتب أنّ السيّد سيرد على هذا العرض أولاً: الضربة المضادة هي حقنا. وهي ستأتي ـــ في زمانها وحجمها ــــ وفق ما تقرره المقاومة؛ لكن الستاتيكو القائم، أصبح من الماضي، ولم يعد يعبّر عن مصالح محور المقاومة. اللحظة، بالفعل، مفصلية؛ فإذا لم يجر الانتقال من الدفاع إلى الهجوم، في أقرب وقت، فإن المرحلة المقبلة، ستكون مرحلة استنزاف للدولة السورية وحزب الله معاً. في الواقع أن ما تمّ إنجازه، حتى الآن في سوريا، لا يتعدى حدود الصمود والثبات وتلافي الأخطار، لكنها مرحلة انتهت.

وأردف الكاتب أنه بالنسبة للدولة السورية، أصبح استمرار الحرب لفترة أطول، مخاطرة مزدوجة؛ فمن جهة، هناك الخشية من تفكك الكتلة الاجتماعية الوطنية التي تشكّلت لحماية الجمهورية في أتون الحرب، ومن جهة أخرى، ربما تحوّل التطورات اللاحقة في الصراع الإقليمي والدولي، التراجع الأميركي إلى عدوان، مباشر أو عبر أطراف إقليمية. إلى ذلك، فإن استمرار الحرب على وتيرتها الحالية، سيقود إلى الاعتياد على حالة التقسيم الميداني للبلاد، وما يستتبعه من مخاطر بعيدة المدى. وعليه، تقف الدولة السورية، اليوم، أمام استحقاق الحسم غير القابل للتأجيل، وهو ما يتطلب التصعيد، فحين يهدد الإرهابي، زهران علّوش، بقصف دمشق مجدداً، وينفذ تهديده بالفعل، نكون قد عدنا إلى المربع الاول. ولا يكفي الردّ على التهديد الإرهابي بتهديد عسكري؛ تنبغي مواجهته على الفور، وبالشدّة اللازمة لشطب الآثار النفسية السياسية للتطاول الإرهابي على العاصمة.

غير أن الف باء التحليل الاستراتيجي يقودنا إلى أن الحسم، بالنسبة للدولة السورية، يتم باستعادة دورها الإقليمي؛ يتطلب ذلك تجديد الاعتراف العربي والإقليمي والدولي بذلك الدور، ما يفتح الباب أمام وقف الحرب الداخلية، وتفكيك الجماعات المسلحة، وفرض الأمن والقانون في جميع أنحاء الجمهورية. وفي هذا السياق، فقط، يمكن استيعاب قوى المعارضة الوطنية. وأضاف حتر: استعادة الدور الإقليمي السوري له معبر إجباري واحد، هو الاشتباك مع إسرائيل. هنا، يلعب حزب الله، دوره الأهم في سوريا، ولمصلحة سوريا؛ بما يعني تشبيك ثلاث مناطق، مترابطة، جغرافيا وميدانياً، هي: جنوب لبنان والجولان والجليل.

وأوضح حتر: بالأساس، أصبح حزب الله، الحاضر في لبنان وسوريا والعراق مباشرة، وفي فلسطين من خلال دعم مقاومتها، مضطراً لتسويغ فائض قوته، وتحوّله إلى قوة إقليمية أساسيّة، هي أكبر، كثيراً، من لبنان، ومن احتياجاته الدفاعية؛ ذلك الاضطرار يقود حزب الله، موضوعياً إلى الجليل. اقتحام المقاومة للجليل له، بالطبع، غطاء قومي وأخلاقي، لكن ليس له غطاء دولي ولا حيثية ميدانية. إسرائيل هي التي قدمت ذلك الغطاء وتلك الحيثية بعدوانها على الحزب في الجولان؛ فربطت بينه وبين الجنوب اللبناني، سياسياً، وسوّغت الردّ داخل الأراضي الفلسطينية المغتصبة. وهو ردّ غير ممكن عسكرياً، من دون حضور الحزب في مرتفعات الجولان، المطلة، مباشرة، على منطقة العمليات في الجليل.

وجزم الكاتب الأردني أنّ كسر الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين في مثلث مناطق المقاومة، الجنوب اللبناني والهضبة السورية والجليل الفلسطيني، هو الردّ الاستراتيجي، ليس فقط، على العدوانية الإسرائيلية، وإنما، أيضاً، على العدوان الإمبريالي ــــ الرجعي ــــ الإرهابي المستمر منذ أربع سنوات على سوريا. وهو أيضاً، رد تاريخي على سايكس بيكو، ليس في خدمة تركيا وإسرائيل، كما تفعل داعش والنصرة، وإنما في مواجهة «بيت العنكبوت» الصهيوني، والهيمنة الغربية على بلادنا. الطريق إلى الجليل صعب وطويل وشائك، لكن لم يعد هنالك من بديل.

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.