تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
x

تقرير الـsns: السعودية: تحديات داخلية وخارجية وشخصية للملك سلمان!!

          تحدثت القدس العربي في تقرير عن وكالة الأناضول عن سبعة تحديات داخلية وخارجية وشخصية تواجه الملك السعودي الجديد سلمان بن عبدالعزيز؛ وتعد إيران عنوان بارز لعدة تحديات تواجه المملكة بعد اتهامات موجهة للأولى بدعم الحوثيين في اليمن ولميلشيات شيعية في العراق والتدخل في الشأن البحريني إلى جانب دعمها لرئيس النظام بشار الأسد التي تعمل السعودية على إسقاطه وتدعم المعارضة له. كما تعد الأزمة اليمنية، لا سيما في حالة الفراغ التي تعيشها البلاد في ظل سيطرة الحوثيين على صنعاء وتمددهم في البلاد، تحديا مستقلا بذاته. والتحدي الثالث الأبرز هو تنظيم “داعش” الذي يتمدد في كل من العراق وسوريا، ولم يتورع في الكشف عن أنه يستهدف المملكة أيضا.

وعلى صعيد التحديات الداخلية، يعد التحدي الأمني (مكافحة الإرهاب) ووجود حركات إرهابية (القاعدة أو داعش) من أبرز التحديات التي ما تزال تواجهه السعودية. والتحدي الداخلي الثاني يرتبط بالأول أيضا، وهو ملف مزمن يتمثل في الشيعة الذين يتهمون السلطات السعودية بممارسة التهميش بحقهم في الوظائف الإدارية والعسكرية، وخصوصا في المراتب العليا. والملف الثالث هو تسريع وتيرة الإصلاح في السعودية، التي بدأها الملك الراحل، وإن سارت بوتيرة أقل. أيضا هناك تحدي هام آخر يواجه العاهل السعودي الجديد، وإن كان شخصي، يتمثل في كبر عمره، حيث (يبلغ 79 عاما  وتظهر انحناءة قليلة في مشيته بسبب تقدمه في العمر)،  وإن كان يحسب له سرعة دفع الجيل الثاني من نسل الملك المؤسس عبدالعزيز في شرايين السلطة، وهو الأمر الذي يتطلب استمراه في المرحلة القادمة.

ورأت كلمة الرياض أنّ المهمات كبيرة، لكن من يديرها يبقى بحجمها في الإدراك والتصرف والتوازن الموضوعي في إدارتها، والملك سلمان تلميذ وأستاذ مدارس مختلفة حيث عاصر أحداث أمته العربية ما بعد الاستقلال وطفرات الاعتدال والتطرف، ولم يكتف بالمشاهدة من بعيد أو قراءة قرارات عامة، بل شارك وزار وحاور زعماء ووزراء وقوى مؤثرة في القرارات في بلدانهم، ولديه رصيد كبير في الشأن الداخلي والخارجي، ثم إن من يعرف سياسة المملكة يدرك أنها قائمة على العقل والتروي بدون صدامات أو خلق بؤر صراع سياسي أو مذهبي وديني فكل علاقة مع أي دولة توضع لها استراتيجيات ورؤى واقعية، وبالتالي فالثبات على لمبادئ أمر قائم، وحتى المتغير السياسي يبقى ضمن المفاهيم المستقلة، والملك سلمان عنصر القوة في عمل المستقبل الذي نقرأ تباشيره من أول يوم لولايته المسؤولية الكبيرة..

ورأت افتتاحية الوطن السعودية، أنّ المواطنين بايعوا.. وهم على يقين من استمرار مراحل الازدهار، مدركين أن مستقبلهم وقوتهم وأمنهم.. تكمن في الاستقرار الذي صار حلما لكثير من المجتمعات في المنطقة وخارجها.

واعتبر سامي كليب في صحيفة الأخبار أنه لو سارت أمور السعودية كما تشتهي أميركا فإن الأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد الحالي، هو المرغوب ملكاً. الأسباب كثيرة، أبرزها: أنه ينتمي الى الجيل الجديد نسبيا (55 عاماً). ثانيها أنه درس في الغرب طويلاً. وثالثها، وهو الأهم، أنه يُعتبر أحد أبرز صقور السعودية في محاربة الارهاب والقاعدة وكبح جماح التطرف. لذلك استقبله الرئيس أوباما وكثير من المسؤولين الاميركيين بحفاوة لافتة مطلع عام 2013، بعد 5 سنوات على نجاته من محاولة اغتيال انتحارية، وربما لذلك أيضا تم تعيينه سريعاً ولياً لولي العهد.

هذا سيحصل اذا سارت أمور السعودية كما تشتهي أميركا. لكن السعودية لا تعمل دائماً على وقع الشهوات الأميركية. برز هذا في عدم الاستعجال بالإصلاحات الداخلية، وفي تباين المواقف، على نحو كبير أو طفيف، لاحقاً في شأن الاخوان المسلمين، ثم الاطاحة بحسني مبارك، فالغضب السعودي من التقصير في الضربة العسكرية على سورية واطاحة النظام، وأخيراً التفاوض المقلق مع ايران، ناهيك عن العراق واليمن. والواقع أن الملك الراحل عبدالله ساير الاميركيين في الاصلاح، لكنه لم يخضع لكل ضغوطهم. لا بأس، فعند المصالح تنام المبادئ الدولية طويلا كأهل الكهف.  أما الحليف الاميركي الذي دعم ديكتاتوريات كثيرة قبل التهليل لسقوطها، فهو كثَّف الرسائل الى السعودية لتسريع وتيرة الاصلاحات وتعزيز حضور الجيل الشبابي في الحكم.

وأضاف كليب: حسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، فان أميركا، بعد 4 سنوات، ستصبح أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، وبعد 7 سنوات ستصبح المنتج الاول، وعام 2030 ستتحكم بكل مفاصل النفط العالمية. هذا يعني أن الحاجة النفطية للحليف السعودي تنتهي، لتبقى الحاجة الامنية والسياسية. لا بد اذاً من سياسة الاحتواء المزدوج، وهي تقضي بتطوير العلاقة الاستراتيجية مع ايران، وإحداث نوع من الربيع السعودي من دون خضات كبيرة تقضي بتعزيز حضور جيل الشباب، وخصوصاً منهم المناهضين للإرهاب والقاعدة وداعش وأخواتها. كما يقضي بتكثيف الضغوط لفتح علاقات خليجية ــــ اسرائيلية.

وختم الكاتب بأنه في ظل عصف الرياح الاقليمية وعواصف الارهاب وأطماع بعض الداخل في السلطة، قد لا يستطيع أي ملك، لا سلمان ولا محمد أو مقرن، قيادة البلاد بالاستقرار نفسه الذي عرفته المملكة منذ نحو قرن كامل. فما قبل «داعش» شيء، وما بعده شيء آخر. لا بد من قرارات تكسر قواعد اللعبة، وفي كسر القواعد تصبح المخاطر أكبر، خصوصاً أمام تيار ديني رافض لأي تغيير الا بما يخدم التشدد.

وفي السفير، اعتبر طلال سلمان أنّ الرياض، لا تستطيع ولو مذهّبة، أن تكون عاصمة العالم، ولكنها في ظل الفراغ المفزع في مواقع القرار العربي، تبدّت وكأنها «المركز»، خصوصاً وقد انتظم في طابور التعزية القادة جميعاً، ملوكاً ورؤساء جمهورية وقادة رفعتهم المقادير إلى سدة الحكم، في لحظة فاصلة... جاء قادة العالم، على عجل، لحماية مصالحهم مع الدولة الأغنى في المنطقة التي يكاد يغطيها فيخنقها الذهب الأسود وتكاد تفضحها خطورة الموقع الاستراتيجي... فهذه الدولة، التي تدخل العصر متأخرة جيلين أو ثلاثة، يمكنها أن تشتري بالذهب المصانع والخبرات والجامعات رفيعة المستوى ووسائل المواصلات والتواصل، هي التي تملك مصدرين لا ينضبان للثروة المتراكمة: الأماكن المقدسة والنفط. وأضاف سلمان: ولعل الانتقال الأخير للسلطة والذي شهد ـ لأول مرة ـ اقتحام الأحفاد مركز القرار، سيفتح الأبواب لمعرفة المزيد من أسرار هذه الأسرة الحاكمة التي عاشت طويلاً في الظل والتي تخرج الآن إلى النور، بقوة الصراع الطبيعي بين أفرادها وقد غدوا «قبيلة» مذهبة (بعديدها)، ومعززة بقوة احتياج العالم إليها، وهو مولد حروب الأشقاء والأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد.

 

إضافة تعليق جديد

نص عادي

  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.
اختبار رمز التحقق هذا السؤال هو لاختبار ما إذا كنت زائرًا بشريًا أم لا ولمنع إرسال الرسائل غير المرغوب فيها تلقائيًا.